الهزيمة والقوة (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعملها إزاي؟.. كيف تجهز iPhone الخاص بك لنظام التشغيل iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما الذي يساهم فى إطالة عمر الكمبيوتر المحمول؟.. تقرير يجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هكذا يمكنك الوصول إلى قائمة "البلوك" على حسابك بفيس بوك.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية توفير مساحة تخزين الهاتف الذكي دون حذف الصور؟.. تفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيفية قفل الخلايا فى Excel.. وما معناها فى خطوات؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعى لتحويل ملاحظاتك النصية إلى بودكاست: وإليك الطريقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تعرف على طرق استعادة جهات الاتصال المحذوفة على جهاز آيفون الخاص بك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كيفية العثور على التكرارات فى Excel وإزالتها فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيفية إعادة ضبط وحدة جهاز ps5 فى 6 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          بضغطة واحدة.. Chrome يتيح الآن للمستخدمين "إلغاء الاشتراك" من تنبيهات المواقع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,240
الدولة : Egypt
افتراضي الهزيمة والقوة (قصة)

الهزيمة والقوة (قصة)


محمد حسن جباري



دارت به الأرضُ وهو يرى تِلالًا من جثث جنوده تجلِّل سطح المعركة، وبِساطًا قانيًا من دمائهم المتجلِّطة تصبغ ترابها الثائر.

قدَماه الواهنتان لم تَعودا قادرتين على حمل جسده المتهالك، بيديه المرتعشتين كان يغطي وجهًا ذاهلَ القسمات..

كيف يمكن أن يحدث هذا؟!
لا بد أن هناك خطأً ما!



راح ينتف شعره، يضرب رأسه بعنف على بعض الصخور الناتئة، يصرخ كالثكلى... فلا يسمع سوى رَجْع صوته، تُردِّده أسرابُ الغربان، التي تهيئ نفسها لوجبة فاخرة من جيف جنوده.

لا تزال مشاهد المعركة الدامية تتَكالب على ذهنه الكليل، فتَعصف بالبقية الباقية من وبيص عقله وفكره.

لا يزال يذكر ضحكته المجلجلةَ وهو ينظر إلى أشباح هؤلاء الهَزْلى؛ بأَسْمالِهم المُرَعْبَلة، وعمائمهم الرثَّة، ونِصالهم الكليلة التي يَزعمونها سيوفًا!

جلجلةُ ضحكته تزداد عُتوًّا حين يحوِّل نظره إلى الجانب الآخر، فيُعشي بصرَه بريقُ السيوف المصلَتة، ويَملأ ناظرَيه عددُ جنوده الذين سالت بهم الوهاد والشِّعاب.

أهذه هي نتيجة خمسة أشهر من الإعداد؟! حفنة من الهراء! على العموم لا تحتاجون إلى أكثرَ من رشقات من البصاق! (مخاطبًا جنوده).

غلالة من الغبار أثارتها سنابكُ الخيل المستوفزة، صلصلة السيوف وهي تودِّع أغمادها، همهمة، ودمدمة، وزلزلة... وبدأ الزحف.

النصال الكليلة تحصد الرؤوس بشَرَه! الرماح الصدئة تفجر الأوردة، وتقطع الشرايين، العيون الواهنة تصلبت أحداقها؛ صارت ترسل وميضًا كالجمر يخترق قلوب الأسود! الأشباح الهزيلة يَضيق عن شدة بأسها الفضاء!

تضاعفَت أعدادهم! تعملقَت أجسادهم! طالت سيوفهم.. أنت الأرض تحت سنابك خيلهم.. أشرعت السماء ذِراعيها لاحتضانهم!

أفردت عصافيرُ الوهم أجنحتها، مغادِرة أبراج أحلامه المغرورة، تكشَّفَت سُحب الخيالات عن شمس الحقيقة الساطعة.. وجفَّ بصاقه في حلقه!!

ها هي جموعه الغفيرة من هُرائه الذي كان يملأ عينيه تلوذ بالفرار، رؤوس قادَتِه تتدحرج على الأرض، فتدوسها حوافرُ الخيل، وتدوس معها غروره المنفوخ.

دمعة ساخنة تتحدر على وجنته الشاحبة، وهو يسمع صلصلة الأصفاد التي تكبِّل يديه..

كيف يمكن أن يحدث هذا!..



في غمرة الحيرة التي تقتات على دماغه، وعلى مقربة منه أبصَر نملة تعالج حبَّة قمح تفوقها حجمًا لترفعها.. تفشل، تعاود الكَرَّة.. ثم تفشل، فتعاود الكرَّة.. وفي الأخير تنجح!

رفَع جسده الثقيل، تأمل قامته الفارعة، صاح بأعلى صوته:
أنا حبة قمح!!!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]