ليست كأي أنثى! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 130948 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2021, 02:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي ليست كأي أنثى!

ليست كأي أنثى!


















أروى المرشدي






لم تكن تعلمُ وهي تحثُّ السير نحو عالم مجهول الهُوِيَّة والمكان أن عليها أن تكون الرقمَ الصعب، والمعادلة العصيَّة على الحلِّ!





كلُّ شيء حولها يوحي بالأصالة، من عمق العراقة أتتْ، يتبغْدَدُ حرفُها، ويمشي الخُيلاء، تخفي رقَّتها خلفَ جدران أزليَّة الصمت والحذر.





هكذا علّمها أبوها، أن تكون أنثى متفرِّدةً بخُلُقها، جلبابُها الحياء، شمَّاء في زمن الابتذال، حملت مآثر الأولين، ومجد تاريخ، وإيمانًا قلبيًّا راسخًا بأن الله يحميها.





وقدّمت لترميَ أمام الملأ آنيةَ وَجَعٍ، وتقول لهم: ذوقوا، هناك طبخوها وتجرّعنا مرارتها، والآن أبتْ نفسي إلا أن تشاطرَكم الوَجَع، مثلما شاطرتموها سعادتَها، واكتشفت أن لكم النصفَ مما ترك الآخرُ فيها!





إنها لا تنتقم، بل هكذا تسامحُ بطريقة عادلةٍ، فأوجاع التاريخ تحمِلُها على عاتقِها، وعَراقَتُها تأبى إلا أن تجعلَها تبتسم بوجه المارِّين ترفًا؛ وفي وطنها ينتظرون منها نصرًا ومؤازرة، فحرفها الجسور قادرٌ، وفكرها الفذُّ متَّقد على الدوام، وكل ما فيها يصرخ: يا وطن!





يغتالون صرختها، ويطالبونها بحقِّهم في وطنها المُستباحِ، المسلوبِ قهرًا، الهارب من بطش الأيام داخل تاريخ لم يرحمْه يومًا!





إنها تضمد الجرح بالجرح، وترمي الأحلام في غيابة الجُبِّ؛ علَّ سيَّارة يلتقطونها ويعيدونها لها، ذات أمل!





الوحدة هي، وهي الوحدة والحزن، لا فرقَ بينهما، غير أن الحُزْن يرافقُها حيثما حلَّت، والوحدة وطنُها المنتظر الوفي دائمًا.





هي تعلم أن قلمَها قابلٌ للكسر في أي لحظة، لكنها تعلم أيضًا أن فكرها لا قيود عليه، ولا سلطان آدميًّا يحكمه، صالت وجالت، وغزت به أكثرَ قبائل بني قومِها، لكن المغانمَ لم تتجاوز عبارة: ما أروعَ قلمَكِ!





إنها لا تبحث عن المديح تمقتُه كثيرًا هي أتَتْكم غازية لتأسِرَ ما تستطيع من خيبتِكم، وتسلب منكم قوت قلمها من مواقفَ تدفعه لأن يُقاوم ويتحدى جبروتَ عدوِّه.





حياتنا فاسدة، وعدوُّنا خبيث، وإخوتُنا جُبناءُ، وقادتُنا خَونةٌ، وكل شيء إلى زوال وإلى نهاية نفقٍ لا بصيصَ ضوءٍ آخرَه.





أزليَّة العِناد، سرمدية العشق لتراب وطنها، أتَتْ لتداهِم عالمًا غريبًا وضاربًا في عمق الغرابة، فوجدتْ مَن يريدها حبيبةً، أو رفيقةَ دربٍ!





إنهم لا يعلمون أنها لا تعترف بالحبِّ، ولن ترتضيَه لقلب شغله حبُّ الله، وسكَنَتْه صَيْحاتُ أهلِها.





إنهم لا يشعرون بآهاتها التي تودُّ سكبها على مائدة تَرَفِهم، إنهم يجمعونها بسلة واحدة.





ليست كلُّ أنثى مشروعَ حبٍّ رخيصٍ!


ليست كلُّ أنثى مشروعَ رذيلة!





رسمتْ صورتها على حجر أبيٍّ، وبه رمتْ العابثين على شواطئ اللهو، وصرخت بأرباب الرذيلة: حسْبُكم هذه صفيَّةُ!





يكفيها أن تجعل خديجةَ قدوتَها؛ لتكون بأمان، وتنجوَ من مخالب الذئاب المتربِّصة، وحسبها أنها تخرجت في مدرسة عائشة؛ لتلتقطَ كلَّ شاردة تمرُّ من أمامها، وتفهم ما يدور خلفها وحولها، وبين أزقَّتِها.





ويكفيها من ثبات أمِّ عمارة أن تنبهر لتقلِّدَها دون تفكير مسبق.





هكذا هي، وهذه مدرستها، وهذا طريقها المرسوم؛ فبأي حق تجمعونها مع الإناث بسلة واحدة؟!






إنها القادمة من عمقِ تاريخٍ لا يرتضي عن الإباء بديلا.





وبعد هذا أيها السادة؛ هل سنجد من يقول: أين هي، ولِمَ اختفت؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]