علاج للاضطرابات الشخصية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لا تغفل عن الدعاء لإخوانك المنكوبين في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2021, 06:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,684
الدولة : Egypt
افتراضي علاج للاضطرابات الشخصية

علاج للاضطرابات الشخصية


أ. عائشة الحكمي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم المساعدة على فهم نفسي أكثر؛ لأنِّي بصراحة لا أفهم لماذا أصبحتُ هكذا؟ أنا انتبهت لمشكلتي عندما دخلتُ الجامعة، أول ما دخلت الجامعة تَعَرَّفت على ثُلَّة من البنات، كنت أصاحِبُهن؛ لأنِّي ما كنت أعرف أحدًا.

المهم ما كنت أرتاح معهن، ومن ثَمَّ وَقَعت مُشكلات بيننا، وتركتهن، ولأنِّي ما لقيت أحدًا أتكلم معه، دخلت في عَلاقة مع رجل على الجوال، في البداية كان واحدًا، استمرَّت العلاقة معه لمدة شهر، اعتقدت أنِّي أحِبُّه، وبعد ما تركني أصبحتُ أتكلم مع أيِّ شَخْصٍ يريدني!

في بعضِ الأوقات يكون الكلام عن الجنس، صحيح أنَّه كان يُضايقني، لكن كنت مُضطرة؛ لأنِّي سأجد أحدًا أتكلم معه، وبعد مرور وقتٍ صِرْت أخرج معهم؛ لأنَّ الخروج معهم كان وسيلة تسلية؛ لأنِّي أحبُّ الجلوسَ لتبادُل الأحاديث، وطبعًا حدثت أشياء بيننا؛ لكنَّ الغريبَ أنِّي كنت باردة؛ يعني: ما أحْسَسْت بأيِّ شيء.

وبعدها أَفَقْتُ من غفلتي، وتركت كلَّ هذه الأشياء، صحيحٌ أني كنت أُحِبُّ تَبادُل الأحاديث والخروج، لكن كنت أتنازل عن أشياء كثيرة، وكنت أُحِسُّ بالضيق.

ثُمَّ انتبهت إلى أنِّي كنت معجبةً ببنت بالجامعة، وكنت عندما أقترب منها يتغيَّر وجهي وأرتبك، المُهم أني كنت أحبُّ النظر إلى البنات، صحيح أني ما فعلت شيئًا، لكن كنت أحس بشعور قوي ناحيتهن، ولَمَّا حاولت معرفة المشكلة التي أمرّ بها، وما هي؟ ومتى بَدَأت؟ عرفت أنِّي منذ كنت صغيرة، كنت أكره الرجال، وكنت بالثانوية أحلم دائمًا بأنِّي كرَجُل مع بنت، أو أنِّي كبِنْت مع بنت.

المهم ما كنت أفعل شيئًا مع بنتٍ، وكنت لا أبالي بهذا الشُّعور، بعدها بدأ هذا الشعور في الاختفاء، ودخلتُ في مشكلة أنه يُعجبني الرجل الشاذ، وهنا صِرْت أتَخيَّل نفسي كرَجُلٍ مع رجل ثانٍ، لكن أود أن يساعدني أحدٌ لأفهمَ لماذا أحب فكرة أنِّي أكون كرجل مع بنت، وأكون كرجل مع رجل، مع أنَّه حسنٌ أنِّي بنت؟ لماذا كل هذا التناقض الذي أعيش فيه؟ أرجو منكم الرد، وشكرًا.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أستقرئ من بين سطوركِ ملامحَ لاضطرابِ الشخصيةِ الحديَّة أو الحدوديةBorderline Personality Disorder، وقبل أن نتطرقَ إلى الجانب الجنسي في الموضوع، اسمحي لي أن أوضح لكِ بعضًا من ملامح هذه الشخصية:
1- عدم الاستقرار في العلاقات مع الآخرين.

2- الاندفاعية الواضحة في مجالين على الأقل مما يلي: "الجنس، والإنفاق، وسوء استخدام المواد، والقيادة المتهورة للسيارة، والشره الطعامي".

3- اضطراب الهوية: عدم استقرار واضح وثابت في صورة الذَّات أو الإحساس بالذَّات.

4- إحساس مزمن بالفراغ.

5- عدم الاستقرار الانفعالي.

6- عدم القُدرة على التحكم في سَوْرات الغَضَب.

7- تغيير الاهتمامات والخطط بشكل مضطرب.

8- الخوف الشديد من النبذ والهجر والسعي المحموم لتجنب ذلك.

9- أفكار شك عابرة مرتبطة بالضغوط النفسية.

10- محاولات متكررة للانتحار أو إيذاء الجسم.

وقد وجدتُ بعضًا من سِمَات هذه الشخصية تتطابق كثيرًا مع بعض أوصافكِ لحالتكِ، فأنتِ مثلاً لستِ مستقرة على الإطلاق في علاقاتكِ مع الآخرين، سواء كنَّ صديقاتكِ أم أصدقائكِ - إن صحَّ التعبير - وفي المقابل أراكِ حريصة كلَّ الحرص على ألاَّ تَبْقَيْ وحيدة، ولو كَلَّفَكِ الأمرُ الدُّخولَ في علاقاتٍ محرمة!

كما أُلاحظ لديكِ الاندفاعية السلوكية والفكرية، سواء فيما يتعلق بالدخول في العلاقات الغرامِيَّة أم فيما يتعلق بالأمور الجنسية، وانغماسكِ في أمور مدمرة لذاتكِ ودينكِ وأخلاقكِ.

أيضًا أتلمس اضطرابَ الهوية لديكِ بشكل واضح، فمرة تشعرين بانجذابٍ طبيعي تُجاه الشباب، ومرة تشعرين بانجذاب شاذ تجاه الفتيات، ومرة تشعرين بأنكِ رجل، ثم تعودين وتقولين: "حسن أني بنت"!

وهذا النوع من حالاتِ اضطراب الشخصية قد يُعاني صاحبها لفترةٍ ما في حياته من "اضطراب الهوية الجنسية" Gender Identity Disorder، بَيْدَ أنَّ هذا السلوكَ لا يلبث أنْ يتراجعَ ويتوقف بعد فترة من الزَّمن؛ لكون هذه الشخصية لا تستقرُّ على حال.

هذا هو تفسيري لحالتكِ أختي العزيزة.

الأبحاث الأخيرة في هذا المجال أوجدت طريقةً علاجية ذهنية مُميزة لأصحابِ الشخصية الحدية أو الحدودية، تحت اسم "العلاج المستند إلى التعقل" Mentalization - based Treatment، وهو علاج يستند إلى افتراضِ أنَّ أصحابَ الشخصية الحدودية لا يُحسنون استخدامَ طرائق التفكير المختلفة، ومِن ثَمَّ يكون هدف العلاج هو تدريبهم على التفكير العقلاني.

يمكنكِ الرجوع إلى كتاب: Mentalization - based Treatment for Borderline Personality Disorder: A Practical Guide by: Anthony Bateman & Peter Fonagy

الكتاب بالإنجليزية، ولا أدري حقيقةً إن كانت له ترجمة بالعربية أو لا، ويُمكنكِ الاطلاع عليه على الرابط التالي:
http://www.amazon.co.uk/Mentalization - based - Treatment - Borderline - Personality - Disorder/dp/0198570902#reader-0198570902

هذا أولاً.

ثانيًا: أتلمس لديكِ الرغبة الصادقة في التعافي من هذه المشاعر الشاذة، وأرى لديكِ الإرادة الكافية لكبح تلك الأفكار الشاذة، وكما قلتِ بنفسكِ: "ولا أبالي بهذا الشُّعور، بعدها بدأ هذا الشعور في الاختفاء"، فإذا كانت "اللامبالاة" تعالج هذه المشاعر الشاذة لديكِ، فكيف إذًا لو قوَّيتِ لديكِ الوازع الديني؟!

لذا؛ عليكِ بتقوى الله؛ ﴿ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197]، وبالخوف من الله؛ ﴿ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأنعام: 15]، والمحافظة على الصلاة؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، وعسى الله أن يقبل صدقكِ معه، ويبعد عنكِ تلك الأفكار والخيالات الشاذة.

ثالثًا: لا تستسلمي لأفكاركِ الشاذة، بل حاربيها بالانشغال عنها، وإياكِ ومتابعةَ الأفلام التي تشجع الشذوذ الجنسي والعلاقات الشاذة.

رابعًا: اقتربي من صديقاتكِ أكثر، وليس بالضرورة أن تكون لديكِ عَشْرُ صديقات، بل إن واحدةً مُحِبة في الله تُشَجِّعكِ على الخير، وتصحبكِ في الدنيا بالمعروف، وتهديكِ إلى الخير - تكفي وتُغني بإذن الله.

خامسًا: عزّزي شُعُوركِ الدَّاخلي بالأنوثة، ولا تطمسي معالِمَها الجميلة باستحسانكِ لدور الرجل؛ لأنه دَوْرٌ غير مناسب لكِ أَلْبَتَّة، ولم تُخلَقي من أجله، بل خُلِقتِ أنثى كاملة الأنوثة؛ كي تكوني أختًا وزوجة وأمًّا وحبيبة، فاهتمي بنفسكِ، واعتني بصحتكِ وجمالكِ، فأنتِ الآن مُقبلة على حياةٍ رائعة بعد الجامعة، فلا تستقبليها بملامح أنثوية مشوهة، أرجوكِ!

سادسًا: ثقي بنفسكِ، فالثِّقَة بالنفس تُعزِّز هُوِيَّتكِ الذاتية، وهويتكِ الجنسية، وتبقيهما تحت السيطرة، يُمكنكِ قراءة كتاب: "365 خطوة لتحقيق الثقة بالنفس"، لمؤلفه ديفيد لورانس برستون.

سابعًا: عليكِ بالدعاء أن يصرف الله عنكِ السوء والفحشاء، ويَجعلكِ من عباده المُخلَصين، واستعيذي بالله من شَرِّ نفسكِ وسيئات أعمالكِ، ومن كُلِّ شيطان رجيم، واسأليه - تعالى - أن يهبكِ الرفقة الطيبة في الدنيا والآخرة.

دُمتِ بألف خير، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]