|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مراثي الإمام الطبري الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل ذكر تلميذ ابن جرير أحمد بن كامل في ترجمته له: أنه رثاه خلقٌ كثير من أهل الدين والأدب؛ فرَقًا على فقده، وتعبيرًا عن تلك الأحاسيس تجاه هذا العَلَم الشامخ. وكان أشهر من رثاه محمد بن الحسن بن دريد الأديب واللغوي المشهور (223 - 321هـ)، رثاه بقصيدة أوردها مسندةً الذهبي في السير، ومنها قوله: لن تستطيعَ لأمرِ الله تعقيبا ![]() فاستَنْجِدِ الصبرَ أو فاستَشْعِرِ الحُوبَا ![]() وافزعْ إلى كَنَفِ التَّسليمِ وارضَ بمَا ![]() قضَى المهيمنُ مكروهًا ومحبوبَا ![]() ولا تَفَرُّقُ أُلاَّفٍ يفوتُ بهم ![]() بينٌ يُغادِرُ حبلَ الوصل مقضوبَا ![]() لكِنَّ فقدانَ من أضحى بمَصْرَعِه ![]() نورُ الهدى وبهاءُ العلمِ مسلوبَا ![]() إِن المَنيَّةَ لم تُتلِفْ به رجلاً ![]() بل أتلفتْ عَلَمًا للدِّينِ منصوبَا ![]() أَهْدَى الرَّدَى للثَّرَى إذْ نالَ مُهجتَه ![]() نجمًا على مَن يعادي الحقَّ مصبوبَا ![]() كان الزمانُ به تصفو مشاربُه ![]() فالآن أصبح بالتكدير مقطوبَا ![]() كلاَّ وأيامُه الغرُّ التي جَعَلَتْ ![]() للعلمِ نورًا وللتقوى محاريبَا ![]() لا ينسري الدهرُ عن شِبْهٍ له أبدًا ![]() ما استوقف الحجُّ بالأنصاب أُركوبَا ![]() إِذا انتضى الرأي في إِيضاحِ مشكلةٍ ![]() أعاد منهجها المطموس ملحوبَا ![]() لا يُولِجُ اللَّغو والعوراء مسمعَه ![]() ولا يُقارِفُ ما يُغشيه تأنيبَا ![]() تجلو مواعظُه رَيْنَ القلوبِ كما ![]() يجلو ضياءُ سنا الصُّبْحِ الغياهيبَا يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ودَّتْ بقاعُ بلادِ اللهِ لو جُعلَتْ ![]() قبرًا له فحباها جسمُهُ طِيبَا ![]() كانت حياتك للدنيا وساكنِها ![]() نورًا فأصبح عنها النورُ محجوبَا ![]() لو تَعلَمُ الأرضُ مَن وارَتْ لقد خشعتْ ![]() أقطارُها لك إِجلالاً وترحيبَا ![]() إن يندبوك فقد ثُلَّتْ عروشُهمُ ![]() وأصبح العلم مرثيًّا ومندوبَا ![]() ومن أعاجيب ما جاء الزمان به ![]() وقد يُبِينُ لنا الدهرُ الأعاجيبَا ![]() أنْ قد طَوَتْك غُموضُ الأرض في لحفٍ ![]() وكنتَ تَملأُ منها السَّهْلَ واللُّوبَا ![]() إلى آخرها... وانظر ديوان ابن دريد (ص 67 وما بعدها). وأيضاً هذه مرثية المحدث الحافظ أبي سعيد بن الأعرابي (244 - 340هـ): حدثٌ مُفْظِعٌ وخطبٌ جليلٌ ![]() دقَّ عن مثلِه اصطبارُ الصبورِ ![]() قام ناعي العلوم أجمَعَ لمَّا ![]() قام ناعي محمدِ بنِ جريرِ ![]() وغدا روضُها الأنيقُ هشيمًا ![]() ثم عادتْ سهولُها كالوعورِ ![]() يا أبا جعفرٍ مضيتَ حميدًا ![]() غيرَ وانٍ في الجدِّ والتشميرِ ![]() بين أجرٍ على اجتهادك مَوْفو ![]() رٍ وسعْيٍ إلى التُّقى مشكورِ ![]() مستحقًّا به الخلودَ لدَى جنْ ![]() نَةِ عدنٍ في غِبْطةٍ وسرورِ ![]() نرجو اللهَ له ذلك، وأن يجمعنا به فيها مع سلفنا الصالحين، والنبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، ووالدينا ومشايخنا والمسلمين، وأن يُضاعِفَ مثوبتَه، ويُعلي درجتَه، آمين. اللَّهم صل على عبدك محمد وآله وصحبه أجمعين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |