اليقين في الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1239 - عددالزوار : 134798 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5453 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8163 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-12-2020, 08:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,975
الدولة : Egypt
افتراضي اليقين في الله

اليقين في الله
أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي



الحمد لله الواحد الأحد، الذي قسم الأرزاق ورفع السماوات بغير عَمَد، والصلاة والسلام على النبي الأكرم، وعلى آله وصَحْبه وسلم، وبعد:
فاليقين في الله تعالى من الأعمال الإيمانية التي ينبغي أن ترسُخ في قلب كلِّ عبْدٍ مسلم، وكما هو معلوم في الدين فاليقين من صفات أهل التقوى والإحسان، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [لقمان: 4، 5]، وللأسف كثيرٌ هم من يغفُلون عن هذا الأمر إمَّا جهلًا أو تناسيًا!

ولأهمية اليقين في حياة المسلم الإيمانية، فقد جاءت نصوصٌ كثيرةٌ تُذكِّرنا بمنزلة الموقنين، وقد أسهب أهل العلم في الحديث عنه؛ لكونه يخصُّ القلب وحالة سكونه واطمئنانه وتصديقه بأن لن يُصيبَه إلَّا ما كتَب الله له، ولن يُيسِّرَ له مرادَه أو يشفيَه أو يرزُقَه إلَّا هو سبحانه، وسواء أصابَتْه سرَّاءُ أو ضرَّاءُ، فهو يكون على يقينٍ أنه في خيرٍ؛ لأن مُدبِّر الكون هو الخالق سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَهُ كُلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلَّا للمؤمنِ، إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شكَرَ، فكان خيرًا له، وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيرًا له)).

ومن بين أقوال أهل العلم في اليقين، ما سرده البيهقي في هذا التعريف الجميل الذي جاء فيه ما يلي:
"هو سكون القلب عند العمل بما صدَّق به القلب، فالقلب مطمئنٌّ ليس فيه تخويف من الشيطان، ولا يُؤثِّر فيه تخوُّف، فالقلب ساكنٌ آمنٌ ليس يخاف من الدنيا قليلًا ولا كثيرًا، فإذا همَّ القلب ببابٍ من الخير لم يخطُر بقلبه قاطعٌ يمنعُه ولا يُضعِفُه عمَّا نوى من الخير، سكن قلب الموقن ورسخ فيه حتى صار كأنه طُبع عليه وجُبِل عليه جَبْلًا، وإنك لا تصل إلى نفعٍ إلَّا بالله، ولا يكون إلا ما شاء الله، واعلم أن الخلق لا يملكون لأنفسهم شيئًا ولا يقدرون عليه إلا بالله، ليسكن قلب الموقن إلى الله عز وجل دون خلقه، فلا يرجو غير الله ولا يخاف غيره، وزال عن قلبه جميع الخلق من أن يرجوَ منهم أحدًا أو يخافه، أو يتَّكِل عليه، أو على ماله، أو على بَدَنه، أو على احتياله، فلمَّا عرف ذلك، عزَّ وقوي واستغنى بالله في كل شيء دون ما سواه "؛ الزهد الكبير 1 /352.

فاليقين من شُعَب الإيمان العظيمة التي ينبغي تدريب القلب عليها بعلْمٍ راسخٍ، وقد أمرنا سبحانه أن نعبُدَه حتى يأتيَنا اليقين، وألَّا نميل إلى من أُصيبوا بالشكِّ وقلَّة اليقين بربِّهم السميع المتين؛ حيث قال عز من قائل: ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 98، 99]، وقال أيضًا: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ [الروم: 60].


إن أصحاب اليقين المتَّقين فعلًا هم الذين يؤمنون حقَّ الإيمان بأنه سبحانه هو راعيهم ومُدبِّر شؤونهم، وإن أصابهم مكروهٌ علِموا أنه ابتلاءٌ واختبارٌ لهم منه سبحانه؛ فصبروا واحتسبوا الأجْرَ عليه إلى يوم القيامة، قال جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 3 - 5].

فمسألة اليقين هذه تحتاج إلى نظرة تأمُّلٍ وتفاعُلٍ مع الذات، ولاسيَّما تعلُّمها والعمل بها دون ريبةٍ ولا شكٍّ، لا من الشيطان ولا من وساوس النفس، قال السعدي رحمه الله: "اليقين: هو العلمُ التامُّ الذي ليس فيه أدنى شكٍّ، الموجب للعمل"، وقال ابن القيم رحمه الله: "لا يتمُّ صلاح العبد في الدارين إلَّا باليقين والعافية؛ فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا من قلبه وبدنه"، وعنه أيضًا رحمه الله قال:" اليقين من الإيمان بمنزلة الرُّوح من الجسد، وبه تفاضَلَ العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمَّر العاملون، وهو مع المحبة ركنانِ للإيمان، وعليهما ينبني، وبهما قِوامُه، وهما يُمدَّان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدُر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال، وبقوَّتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين، وهما يُثمران كلَّ عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم".

ومن بين أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب أنه كان يقول: ((اللهم اقسِمْ لنا من خَشْيتك ما تحُول بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِكَ ما تُبلِّغُنا به جنَّتَكَ، ومن اليقين ما تُهوِّن به علينا مصائبَ الدنيا، اللهم أمْتِعْنا بأسْماعنا وأبْصارنا وقوَّتِنا ما أحييْتَنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على مَنْ ظلَمنا، وانصُرْنا على مَنْ عادانا، ولا تجعل مُصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولا تُسلِّط علينا مَنْ لا يرحمُنا)).

وهكذا فَلْنُرَبِّ أنفسنا وأجيالنا على ما ذكَرْنا، وألَّا نترك مجالًا للشيطان أو النفس ليُربك يقيننا بالله سبحانه، فإذا أصابتنا نِعْمةٌ حمدنا الله كما هو معلوم، وإنْ أصابنا مكروهٌ أو مرضٌ فلنُطوِّع جوارحنا، ولنُعلِّق قلبَنا بالله الكريم أولً،ا ثم نلتمس الأسباب التي شرعها لنا سبحانه.

ونسأل الله تعالى أن يُحَكِّم عقولنا، ويُعلِّق قلوبنا به سبحانه، وأن يرزُقَنا اليقين ما حيينا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبه أجمعين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]