فن الشكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2020, 03:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي فن الشكر

فن الشكر


هشام محمد سعيد قربان



(فنُّ الشكر) عنوانٌ غريبٌ قد يُثِير حيرة البعض ويقولون: سمعنا بفنِّ الشعر وفنِّ الرسم وفنِّ التمثيل، ولكنَّنا لم نسمعْ بفنِّ الشكر، هل للشُّكر أهميَّة كبيرة تجعَلُه يَرقَى إلى مَرتَبة الفنِّ المتميِّز بأساليب خاصَّة ومَدارس فكريَّة مختلفة؟

إنَّ الجواب على هذا السؤال هو موضوعُ هذه المقالة التي سوف تتحدَّث عن حقيقة الشكر وأهميَّته، وتصفُ بعضًا من أساليبه وفُنونه، وتُبيِّن أثَر الشُّكر في تقوية الصِّلات الإنسانيَّة.

إنَّ الشُّكر كلماتٌ أو أفعال يقصد بها التعبير عن الامتِنان لمعروفٍ أو عملٍ أسْداه الغيرُ لنا، ويَزداد الشكر وتعظُم الحاجَةُ إليه تبعًا لازدِياد المعروف؛ لذا كان الله - عزَّ وجلَّ - أعظَمَ مَن يستحقُّ الشُّكر لأنَّه مصدر كلِّ النِّعَمِ، بل إنَّ الشُّكر في كلِّ الأحيان والأحوال مرجِعُه في الحقيقة إلى الله - عزَّ وجلَّ - وبهذا يتبيَّن لك حكمةُ العوام في قولتهم المشهورة: "الشكر لله"، حينما يُجِيبون مَن يَشكُرهم من البشَر، إنَّ هذا أدبٌ رفيعٌ من الآداب المنتشِرة بين العامَّة التي تستحقُّ الدراسة والتأمُّل والاقتداء بها.

إنَّ الشُّكر من أهمِّ القَضايا التي يدعو إليها دِين الإسلام، ونجدُ هذا الأمرَ واضحًا جليًّا في العلاقة بين الخالق - سبحانه وتعالى - والمخلوقين وفي العلاقة بين كلِّ البشَر.

إنَّ العبوديَّة لله والاستقامةَ على شَرعِه هي الترجمة الكُبرى لشكر العبد لربِّه وخالقه الذي يَكلَؤُه بالنِّعَمِ صباحًا ومساءً، ويندرج تحت شُكر الله - عزَّ وجلَّ - كلُّ صور الشُّكر الأخرى، إنَّ طاعة الوالدين في المعروف وبرَّهما شكرٌ، وكذلك الإحسانُ إلى المحتاج والفقير شكرٌ، واحترام ذي الشيبة وتوقيره شكرٌ، واحترام العُلَماء شكرٌ، والاقتصاد في النفقة والبُعد عن الإسراف شكرٌ، وإنَّ الصلاة والزكاة والصوم شكرٌ، بل إنَّ المتأمِّل في كلِّ صُوَرِ العِبادات يجدُ الشكر ملازمًا لها.

إنَّ الشكر أدبٌ عظيم جدًّا وليس كلمات جَوْفاء ما لها من العمل دليل أو برهان، واستَمِع إلى الله - عزَّ وجلَّ - يُبيِّنُ الحقيقة العمليَّة للشكر في كتابه العظيم: ﴿ اعْمَلُوا آَلَ دَاودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، في هذه الآية يُقرِّر الله - عزَّ وجلَّ - حقيقةً إلهيَّة مسلَّمة لها صلةٌ بموضوع الشكر، يُبيِّن الله العليم الخبير أنَّ الشاكرين من البشَر هم قلَّة، وأنَّ الصفة الأغلب للبشَر هي عدَم الشكر؛ أي: الجحود وإنكار نِعَمِ المُنعِم، وإسداء الشكر لغير مُستحقِّه؛ لذا كان الكُفر والشِّرك بالله أقبح صورةٍ من صُوَرِ الجحود وأعظمها جُرْمًا، وتتفاوَتُ مَقامات البشَر في مِيزان الحقِّ تبعًا لأدائهم لواجب الشُّكر أو تقصيرهم فيه، وأعظم البشر شُكرًا أعلمهم بالله وأفقههم لشَرعِه.

إنَّ دِين الإسلام يُعلِّمنا أساليب راقيةً للشكر نحتاجُ إلى تذكير أنفسنا بها بين الفينة والأخرى، إنَّ الإسلام يُعلِّمنا فن الشكر بالدعاء للمحسن في بعض الأحوال أو مُكافَأته في أحوالٍ أخرى، وأعظم الشكر ما كان أقرَبَ لزمن الفعل، ولعلَّ لهذا التوقيت صلةٌ بالحديث الذي يحثُّ على إعطاء الأجير أجرَه قبل أنْ يجفَّ عرَقه.

إنَّ أمرَ الشُّكر وأساليبه وأعرافه منضبطٌ بتعاليم الشريعة، وللشُّكر أساليبُ حديثة منها: إرسالُ بطاقات الشكر، أو كتابة خِطابات ورسائل لشكر الموظفين المجيدين لأعْمالهم، إنَّ الشُّكر قد يُعبِّر عنه بسمةٌ راضية، أو يدٌ حانية تمتدُّ مُصافِحة أو مهدية زهرةً نديَّة أو جورية شذية، إنَّ الشكر أدبٌ رفيع حَرِيٌّ بالمسلم أنْ يتحلَّى به وأنْ يتذكَّر دائمًا أنَّ شُكر الله - عزَّ وجلَّ - هو أعلى مَقامات الشُّكر، وأنْ يحرص على أنْ يكون من الفئة الشاكرة التي قَلَّ عدَدُها وعظُم عند الله أجرُها ومقامها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.12 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]