ما معنى قول الله تعالى: "للذين يعملون السوء بجهالة.."؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1234 - عددالزوار : 134720 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5451 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8162 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2020, 02:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,970
الدولة : Egypt
افتراضي ما معنى قول الله تعالى: "للذين يعملون السوء بجهالة.."؟

ما معنى قول الله تعالى: "للذين يعملون السوء بجهالة.."؟
د. عبدالسميع الأنيس




ما معنى قول الله تعالى:

﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ؟




قرأتُ قولَ الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17]، وتساءلتُ في نفسي عن مَعنى قولِه تعالى: ﴿ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾، وما الفرْقُ بين الجهل والجهالة؟

وعندما رجعتُ إلى كتاب "الجامِع ﻷحكام القرآن"؛ للقرطبي، رأيتُه يقول: "قال قتادة: أجمَع أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم على أنَّ كلَّ معصيةٍ فهي بجَهالة، عمدًا كانت أو جهلًا؛ وقاله ابنُ عبَّاس وقتادة، والضحَّاك ومجاهد، والسدِّي".

وهذا القول قد أسنَدَه الإمامُ ابن المنذر في "تفسيره" من طريق قتادة، عن أبي العالية الرياحي، قال: "اجتمع رأيُ رهطٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّ كل ذنب أصابه ابنُ آدم فهي جهالة".

ثمَّ أَسند عن مجاهد أنَّه قال: "مَن عمِل ذنبًا من شيخ أو شابٍّ، فهو بجهالة"[1].
وعليه؛ فالمعنى يكون: كلُّ مَن عصى عمدًا، فهو جاهِلٌ بعظَمَة اللهِ سبحانه، وما قدَرَه حقَّ قدره حالَ معصيته.

ومن عصاه جهلًا، فهو جاهِلٌ بأمر اللهِ ودينه فيما عصاه.

وقد فرَّق الرَّاغِبُ الأصفهاني بين الجهل والجهالة عندما قال: "الجهل على ثلاثة أضرب:
الأول: هو خلوُّ النَّفس من العلم؛ وهذا هو الأصلُ، وقد جعَل ذلك بعضُ المتكلِّمين معنى مقتضيًا للأفعال الخارِجةِ عن النِّظام، كما جعل العلمَ معنًى مقتضيًا للأفعال الجارية على النِّظام.

والثاني: اعتقاد الشَّيء بخلاف ما هو عليه.

والثالث: فعلُ الشيء بخلاف ما حقه أن يُفعَل، سواء اعتقَد فيه اعتقادًا صحيحًا أم فاسدًا؛ كمن يَترك الصلاةَ عمدًا.

وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [البقرة: 67]، فجعل فعلَ الهزْء جهلًا، وقال عزَّ وجل: ﴿ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ ﴾ [الحجرات: 6]"[2].

ولكن قد يُقال: لماذا جاء هذا القيْد: ﴿ بجهالة ﴾ ما دام أنَّ كلَّ معصية تُرتكب فارتِكابها يَحدُث بجهالة، والجهالة حالٌ ملازمة للمرتكِب على أيِّ وجه، ومَن تاب تابَ اللهُ عليه بفضله إن شاء؟

أجاب ابنُ عاشور عن ذلك قائلًا:
"وذكر هذا القيد هنا لمجرَّدِ تشويه عمَلِ السُّوء، فالباء للملابسَة؛ إذ لا يكون عمَل السُّوء إلَّا كذلك.

وليس المراد بالجَهالة ما يُطلَق عليه اسم الجَهل؛ وهو انتِفاء العلمِ بما فعله؛ لأنَّ ذلك لا يسمَّى جهالة، وإنَّما هو من مَعاني لفظ الجَهل، ولو عمِل أحدٌ معصيةً وهو غير عالِم بأنَّها معصية، لم يكن آثمًا، ولا يجب عليه إلَّا أن يتعلَّم ذلك ويجتنَّبه.

واختلف المفسِّرون من السَّلَف ومَن بَعدهم في إعمال مفهوم القيدين ﴿ بِجَهَالَةٍ ﴾، ﴿ مِنْ قَرِيبٍ ﴾، حتى قيل: إنَّ حكم الآية مَنسوخ بآية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48].

والأكثر على أنَّ قيْد ﴿ بِجَهَالَةٍ ﴾ كوصف كاشِفٍ لعمل السوء؛ لأنَّ المراد عمَلُ السوء مع الإيمان.

فقد روى عبدالرزَّاق عن قتادة قال: اجتمع أصحابُ محمدٍ فرأَوا أنَّ كلَّ عمل عُصِي الله به فهو جَهالَة، عمدًا كان أو غيرَه.

والذي يَظهر أنَّهما قَيدان ذُكِرا للتنبيه على أنَّ شأن المسلِم أن يكون عملُه جاريًا على اعتبار مفهوم القيدَين، وليس مفهوماهما بشرطَين لقبول التَّوبة، وأنَّ قوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18] - قَسيمٌ لِمضمون قوله: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ... ﴾ إلخ، ولا واسِطَة بين هذين القسمين"[3].


[1] في تفسيره (2 / 605).

[2] "المفردات في غريب القرآن"، مادة: جهل.

[3] تفسير التحرير والتنوير (4 / 279).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]