نظرية الهدوء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعملها إزاي؟.. كيف تجهز iPhone الخاص بك لنظام التشغيل iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ما الذي يساهم فى إطالة عمر الكمبيوتر المحمول؟.. تقرير يجيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          هكذا يمكنك الوصول إلى قائمة "البلوك" على حسابك بفيس بوك.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية توفير مساحة تخزين الهاتف الذكي دون حذف الصور؟.. تفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيفية قفل الخلايا فى Excel.. وما معناها فى خطوات؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعى لتحويل ملاحظاتك النصية إلى بودكاست: وإليك الطريقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تعرف على طرق استعادة جهات الاتصال المحذوفة على جهاز آيفون الخاص بك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية العثور على التكرارات فى Excel وإزالتها فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية إعادة ضبط وحدة جهاز ps5 فى 6 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بضغطة واحدة.. Chrome يتيح الآن للمستخدمين "إلغاء الاشتراك" من تنبيهات المواقع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2020, 03:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,240
الدولة : Egypt
افتراضي نظرية الهدوء

نظرية الهدوء


عبدالله عيسى



كنتُ أستقلُّ إحدَى وَسائِل المواصلات كعادتي، وكان من حظِّي هذه المرَّة أنْ أجلِسَ بجوار السائق، وكانتْ ملامحه تدلُّ على الطِّيبة والخُلُق الحسَن، بعكسِ ما يتمتَّع به - عادةً - أصحابُ هذه المهنة من الحدَّة والشدَّة والقَسوة في بعض الأَحيان، بل في أحيانٍ كثيرةٍ؛ حيث تجدهم، يَجلِسون خلفَ عجلةِ القِيادة، وكأنهم في حلبة سِباق سيَّارات، يُسرِعون في السَّير ويتلوَّى بالطَّرِيق كالثُّعبان، يُرِيد أنْ يلتَهِم الذي أمامَه من البشر، ويَتوقَّفون فجأةً؛ بحيث تَسمَع صوت المكابح وهي تَصرُخ بل تتألَّم.

وشعرتُ به أنَّه يُرِيد أنْ يتحدَّث معي، فيبدو أنَّ مَلامِحي تدلُّ على أنَّني مستمعٌ جيد، أو مُنصتٌ جيد، فوجدته يوجِّه لي الحديثَ قائِلاً: هل تعرف؟ فسكتُّ برهةً، ثم تردَّدتُ هل أسأله: أعرف ماذا؟! ولكنِّي فضَّلتُ الصَّمت والسُّكون، ثم قال: أنا أُطبِّق "نظريَّة الهدوء" دائِمًا!

ثم سكت عن الكَلام المباح، وأنا لا أعرف هل كان يُوجِّه الحديث إليَّ، أم يتحدَّث مع نفسه، أو يُحدِّث إنسانًا آخَر؟ فانتَظرتُ أن يُكمِل حديثَه، أو أَنزِل في المكان الذي أقصده، وأذهب إلى حال سبيلي.

ثم تنهَّد قائلاً: لم تسألني كيف؟ وأردَفَ دون أنْ أتلفَّظ بكلمةٍ واحدةٍ، وقال: سأشرح لك: أنا أَسِيرُ بسيَّارتي بهدوءٍ، فأُحافِظ عليها في حالةٍ جيِّدة؛ أي: إنَّني أُحافِظ على الموتور بحالةٍ سليمة ولا أُرهِقه بحيث يَطُولُ عمره، وفي الوقت نَفسِه أُحافِظُ على أعصابي من التوتُّر والقلق؛ بحيث لا تنتابني العصبيَّة ويرتَفِع الضغط عندي، وأيضًا لعلَّ الذي يجري بسيَّارته مُسرِعًا لن يستَطِيع أنْ يلتَقِط أحد الرُّكَّاب لسرعته، فيكون من نصيبي أنا وآخُذُه بهدوئي!

فتعجَّبتُ من حكمةِ ذلك السائق، والذي يبدو عليه أنَّه لم يحظَ بنصيبٍ وافرٍ من التعليم، إلاَّ أنَّ الدنيا قد هرسَتْه ودهسَتْه بين تُرُوسِها، فتعلَّم تلك النَّصيحة الغاليَة، وقد صبَغَها بصبغته، وأسماها بـ"نظريَّة الهدوء"، وسعيدٌ كلَّ السعادة بها، ويُطبِّقها بقناعةٍ وإيمانٍ وحُبٍّ، وكما تقول الأمثال: "في التأنِّي السلامة، وفى العجَلَة الندامة".

وتذكَّرت الأمر الرباني: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، إنَّه الصبر والمُصابَرة، والمُرابَطة والاستِمرار، والثَّبات الموصول بيقينٍ راسخ في الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

ويكون هذا الفَلاح في صُورَة طمأنينة في القلوب، وسكينة في النُّفوس، وثَبات في الأقدام، ووضوح في الحجَّة والبرهان في هذه الحياة الدنيا، فاللهم لك الحمدُ كلُّه، ولك الملكُ كلُّه، وبيدك الخيرُ كلُّه، وإليك يَرجِع الأمرُ كلُّه، علانيته وسرُّه، وآخِر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]