|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها الشيخ محمد بن مسعود العميري الهذلي عن أبي مالكٍ الحارِثِ بنِ عاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيَمانِ، والحمدُ لِلهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وسُبْحانَ اللهِ والحمدُ لِلهِ تَمْلآنِ - أو تَمْلأُ - ما بَيْنَ السَّماواتِ والأرضِ، والصَّلاةُ نورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِيَاءٌ، والْقُرآنُ حُجَّةٌ لَكَ أو عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدو، فَبائعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُها أَو مُوبِقُها"؛ رواه مسلم. ترجمة الراوي: هو أبو مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه، نسبةً إلى قبيلة الأشعريين باليمن، والصحيح أنَّه غير أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ لأن ذاك معروف بكنيته، وهذا معروف باسمه، سكن مصر ومات بالطاعون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (18هـ). أهمية الحديث: هذا الحديث حديث عظيم قد اشتمل على مهمات قواعد الدين. مفردات الحديث: • الطُّهور[1]: فعلٌ يترتب عليه رفع حَدَث - كالوضوء والغسل - أو إزالة نجس، كتطهير الثوب والبدن والمكان، أو المراد الوضوء فقط. • شطر: نصف. شطر الإيمان: قيل لأن الطهارة ظاهرة وباطنة، فالوضوء نصفه، وقيل: الوضوء نصف الصلاة؛ لأن الصلاة تُسمى إيمانًا. • الحمد لله: الثناء الحسن على الله تعالى لما أعطى من نِعَم، والمراد هنا: ثواب لفظ الحمد لله. • الميزان: كِفَّة الحسنات من الميزان الذي توزن به أعمال العباد يوم القيامة[2]. • سبحان الله: تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن النقائص، والمراد هنا ثواب لفظ سبحان الله. • الصلاة نور: أي تهدي إلى فعل الخير كم يهدي النور إلى الطريق السليم. • برهان: دليل على صدق الإيمان. • الصبر: حبس النفس عما تتمنى، وتحمُّلها ما يشق عليها، وثباتها على الحق رغم المصائب. • ضياء: هو شدة النور؛ أي: بالصبر تنكشف الكُرُبات. حجة: برهان ودليل ومرشد ومدافع عنك. • يغدو: يذهب باكرًا يسعى لنفسه. • بائع نفسه: لله تعالى بطاعته، أو لشيطانه وهواه بمعصية الله تعالى وسخطه. • مُعتقها: مخلِّصها من الخِزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة. • موبقها: مهلكها بارتكاب المعاصي وما يترتب عليها من الخزي والعذاب. ومما يرشد إليه الحديث: 1- أن الأعمال توزن، ولها خفة وثقل، دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة. 2- المحافظة على الصلوات بأوقاتها، وأدائها كاملة بأركانها وواجباتها وسننها وآدابها، بعد تحقق شروطها كاملة. 3- وجوب التطهر والتنزه عن كل منهي عنه، وعلى المؤمن أن يعتني بطهارة الباطن كاعتنائه بالظاهر. 4- الإكثار من الإنفاق في وجوه الخير، والمسارعة إلى سد حاجة الفقراء والمعوزين، والبحث عن الأرامل واليتامى والفقراء المتعففين، والإنفاق عليهم، لتكون الصدقة خالصة لوجهه تعالى. 5- الصدقة دليل وبرهان على إيمان فاعلها. 6- ذم البخــل. 7- الصبر على الشدائد خير، وخاصة على ما ينال المسلم نتيجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى. 8- فضل الصبر. وقد قال ابن رجب رحمه الله: "ولما كان الصبر شاقًّا على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس، وحبسها وكفها عما تهواه، كان ضياءً"، فلا نجاح في الدنيا ولا فلاح في الآخــرة إلا بالصبر. وقال الغزالي: "فلنُسمِّ هذه الصفة التي بها فارق الإنسانَ البهائم في قمع الشهوات وقهرها باعثًا دينيًّا، ولنسمِّ مطالبة الشهوات بمقتضياتها باعث الهوى، وليفهم أن القتال قائم بين باعث الدين وباعث الهوى، والحرب بينهما سجال، ومعركة هذا القتال قلب العبد.. فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة، فإن ثبت حتى قهره واستمر على مخالفة الشهوة، فقد نصر حزب الله، والتحق بالصابرين، وإن تخاذل وضعف حتى غلبته الشهوة ولم يصبر في دفعها، التحق بأتباع الشياطين". والصبر ثلاثة أنواع: صبر على الطاعات، وصبر عن معاصي الله، وصبر على أقدار الله المؤلمـة. 9- القرآن دستور المسلم، فعليه الإقبال على تلاوته مع تفهُّم معناه والعمل بمقتضاه، ومن عمل به فهو حجة له وشافع، ومن لم يعمل به فهو حجة عليه. 10- المسلم يسعى لأن يستفيد من وقته وعمره في طاعة الله عز وجل، ولا يشغل نفسه إلا بمولاه سبحانه، وما يعود عليه بالنفع في معاشه ومعاده. 11- الناس قسمان لا ثالث لهما. 12- الحرية الحقيقية في طاعة الله تعالى. 13- أن كل إنسان إما ساعٍ في هلاك نفسه أو فكاكها. فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله، وأعتقها من عذابه، ومن سعى في معصية الله فقد باع نفسه بالهوان، وأوبقها بالآثــام الموجبة لغضب الله وعقابــه. قال الحسن: "المؤمن في الدنيا كالأسير يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئًا حتى يلقى الله". وقال: "ابن آدم، إنك تغدو وتروح في طلب الأرباح، فليكن همك نفسك، فإنك لن تربح مثلها أبدًا". وقال أبو بكر بن عياش: "قال لي رجل مرة وأنا شاب: خلِّص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة، فإن أسير الآخــرة غير مفكوك أبدًا، قال: فوالله ما نسيتها بعد". وكان بعض السلف يبكي ويقول: "ليس لي نفسان، إنما لي نفس واحدة، إذا ذهبت لم أجد أخرى". 14- مجاهدة النفس على العمــل الصالح. 15- التحذير من الأعمال السيئــة. [1] بالضم الفعل وبالفتح الماء، والمراد به الوضوء، سمي طهورًا؛ لأنه يطهر الأعضاء. [2] وقد اختلف في معنى [تملأ الميزان]: فقيل إنه ضرب مثل، وأن المعنى لو كان الحمد جسمًا لملأ الميزان، وقيل: بل الله عز وجل يمثل أعمال بني آدم وأقوالهم صورًا ترى يوم القيامة وتوزن.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |