زفرات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-02-2020, 06:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي زفرات

زفرات
أحمد كمال محمد



حُمَم تشتعل في جدران قلبه، وغيمة مباغتة تكسو وجهَه، حين قلَّب في دفاتر قلبه، ما أصعب أن تضحك ساخرًا من طيبتك، ضحكةً ممزوجة بملح الذهول، يقلب الصفحات تلو الصفحات، فتعتريه رعشةُ القهر، على سطح القلب تطفو صورة قاتِمَة لأقاربه، حين قرَّب منها مصباحَه توالَت الذكريات، يحمل لهم فوق كتفِه شَهْد القرب، وهم يشعلون في قلبه دخانَ البعد، يدَّخر لهم بسمات قلبه الحنون، وهم يوزعون على عقله حقدَ النظرة، وينثرون على مجيئه فُتات الخيبة، يلوون على إقصائه حتى لو قدَّم لهم كفن حسنِ الظن.
أطفأَ مصباحَه حين هاجمَته جيوش الكلمات لترفع راية كتب عليها، يكسرون شراع قلبك وما زلتَ تتشبَّث بإنقاذهم لك من الغرق، نزل مصباحُه على سلالم الطيبة لقيعان القلب، كان ضوء المصباح يرتجفُ من وجوهٍ لوَّثتها المصلحة، تغلف لهم قلبك بالمحبة، فيضربون رأسَك بهراوة التهميش، يحملهم على صهوة رضاب، ويدمون قلبَه بسهامِ النقد، يدقُّون بابَه في سمر الثرثرة، ويختبئون منه في سرادق الأفراح، لم يكن هشًّا ولا ضعيفًا، إنما القلب عوَّده على الطيبة التي مزّقت شرايين قلبِه، ولم يسعفه إلا دمعاتٌ خفَّفَت جلطةَ الوجع، لكن حبل الفجيعة ما زال يضربُ حول أفكاره، التي يروضها كلما هاجَت بتدينه المستكن في مَسام قلبه، كانت تنهش عقلَه الأسئلة، أيترك قلبَه رطبًا بين أحجار الواقع، أم يغمسه في لُجَّة التجاهل؟

كانت عينُه تنقر على الواقع الأليم نقرًا خافتًا رتيبًا، لم يسكته إلا صوت طفلته الصغيرة التي اقتحمَت ساحة وجعه ولم يحسَّ بها، تركَت صغيرتُه البابَ مواربًا فتسلَّل منه صوت المنشد: سلامٌ على الماضي، وقبل أن يمشى علي شوك الكلمات، كانت صغيرتُه تقلب في القرآن الكريم؛ ليستقر نظرُه على قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36] قال بصوتٍ محموم: بلى يا رب، أفاق على وجوهٍ جديدة لم يرها من قبل، صفوف من جنود الكتب تحت إِمْرته، وطفلته تحاكي القمرَ جمالاً، نفض عن عقله غبارَ الماضي، وأغلق خزانة الوجع، ومسح دمعاتٍ ملأَت مآقيه، وقال في ثقة: لَم تُمِت الجراحُ قلبًا تعلق بالله، وفي ساحات النهايات يميز الله النيات، احتضن صغيرتَه وهمس في أذنها: لا تخافي يا صغيرتي، نافذة قلب والدك أصبحَت متينة لا تقبل بكسرها من جديد.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.96 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]