الدعوة إلى الله والتبشير والإنذار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2020, 12:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي الدعوة إلى الله والتبشير والإنذار

الدعوة إلى الله والتبشير والإنذار


د. محمد تقي الدين الهلالي






﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 44 - 47].

﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].

التبشير:

لا يغلبنكم المترجمون للنصارى على اسم دعوتكم. لعل أول مترجم ترجم لفظ (مشنري) الانكليزي إلى العربية ترجمه جهلاً أو تجاهلاً بلفظ (مبشر) ولما كان الجهل ولا يزال غالباً على عامة الكتاب من المسلمين أخذوا هذه الترجمة بالتسليم والقبول فسموا كل داعية إلى النصرانية بأقبح طرق التنفير مبشراً وسموا حرفته تبشيراً. والحق أن ترجمة تلك اللفظة الصحيحة (مرسل) ولعلها ترجمت من العبرانية أو من اليونانية إلى الانكليزية وهي ترجمة صحيحة يشهد لها القرآن كما في قوله تعالى ﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 13] وهم رسل عيسى بن مريم أرسلهم ليبلغوا دينه. والآية الأولى من الآيات الثلاث ذكرت البشارة أولاً في قوله (ومبشراً) وأخيراً في قوله: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ وفي صحيح البخاري (بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا). ثم إن الإسلام في حد ذاته دين بشارة لأنه مبني على قاعدة: ﴿ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء: 15] بخلاف المذهبين الكاثوليكي والبروتستنتي فهما مبنيان على أن الله سخط على آدم ثم سخط على ذريته من أجل معصيته فأخذهم بذنب وقع قبل وجودهم وهذا مخالف للعدل والقسط ينزه عنه كل رجل صالح فكيف بأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين. ثم إن مذهبَي دعاة النصرانية مبنيان على الطعن في الأنبياء ونسبة السوء والفحشاء إليهم حتى أنبياء التوراة التي هي مصدر دينهم ودين نبيهم عيسى وهذا من أعظم التنفير. ولو ذهبنا نورد الشواهد على أن الدعوة الإسلامية دعوة تبشير بخلاف الدعوة النصرانية فإنها دين تنفير لطال المقال وضاق المجال.

والآية الثانية تأمر النبي عليه السلام، ودعاة أمته تبع له، بأن تكون الدعوة بالحكمة. ومن الحكمة أن يبشروا المدعوين بأنه لا خوف على من لم تبلغه الدعوة وتقم عليه الحجة، وأن أنبياء الله كلهم على هدى ونور وأنهم منزهون عن المعاصي والفواحش وليسوا خاصين ببني إسرائيل أو بالعرب أو بأي أمة. بل يتلون قول ربهم: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ﴾ [النحل: 36] وهذه هي الحكمة والموعظة الحسنة وأما دعوة دعاة النصرانية فلا حكمة في دعوتهم ولا موعظة حسنة بل فيها نسبة الظلم إلى الله تعالى والفحشاء إلى الأنبياء والتنفير والموعظة السيئة للناس.

وقد أشرك الله أتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - معه في الدعوة إليه تعالى فقال: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108] ومعنى البصيرة العلم بما يدعو الداعي إليه. فمن اتبع الرسول لا بد أن يعلم ما جاء به ويدعو إليه، وهذا من أعظم الجهاد الذي أوجبه الله على عباده وحذرهم من تركه بقوله: ﴿ إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التوبة: 39] وقال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35] فوعد المجاهدين بالفلاح وهو النجاة من كل مخوف والفوز بكل مأمول وأوعد تاركي الجهاد بالعذاب الأليم ونزع الأرض منهم وإعطائها قوماً غيرهم، يزيد هذا المعنى وضوحاً قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لن يرفعه عنكم حتى تراجعوا دينكم" رواه أبو داود. وقد وقع كل ما أخبر الله ورسوله به ولم يتخلف منه شيء والناس في غمرة ساهون، فالخروج للتبشير والإنذار فرض على الأمة متى تركته حقت عليها كلمة العذاب. وقد كان المسلمون في زمان رقيهم قائمين بهذا الفرض خير قيام. فأسمعوا صوت التبشير أهلَ المشرق والمغرب وما تركوا بقعة في الأرض إلا بثوا فيها الدعوة وبذلوا في ذلك كرائم الأموال بله النفوس النفائس.

فجزاهم الله في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر وما عند الله خير للأبرار.

ولما أصيب المسلمون بداء الكسل والتواكل والبخل وأصابهم داء الأمم من قبلهم فأخذوا يتنافسون في الدنيا فهلكوا وذلك مصداق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوا فيها كما تنافسوا فيها فتهلككم كما أهلكتهم" ولما عصوا أمر ربهم وتركوا التبشير رغبة في الدنيا خسروا الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، والعلاج الناجع هو ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق في قوله: "سلط الله عليكم ذلاً لن يرفعه عنكم حتى تراجعوا دينكم"، ومراجعة دينهم هي الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال؛ وقد أخذ قليل من المسلمين يشعرون بهذا الداء ويحاولون علاجه فأسست لذلك جمعيات منها جمعية الهداية الإسلامية في العواصم الثلاث الكبرى: القاهرة ودمشق وبغداد. ولكن أكثر الناس لا يزالون معرضين عن الانضمام إلى هؤلاء الهداة ومساعدتهم فلذلك لا تزال أيديهم مكتوفة ولم يبلغوا ولا عشر ما يريدون.

وقد أنشئت أخيراً جمعية التمدن الإسلامي وتألف عقدها من رجال عظماء ذوي علم واعتدال وهذه مجلتهم الزاهرة بلغت في سنة واحدة ما لم يبلغه غيرها في سنين ولا تزال هي وجمعيتها في تقدم مطرد حقق الله فيها الآمال[1].


المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الثاني، 1355هـ - 1936م


[1] في هذه الأيام مر بنا مبشر شهامي ألا وهو العالم الفاضل الأستاذ الشيخ عبدالحليم بن علي بدير من علماء الأزهر، فأقام في البصرة ونواحيها عشرة أيام واعظاً مرشداً كاتباً في الصحف مذكراً ليلاً ونهاراً لا يفتر عن العمل بحماسة عظيمة ونشاط تام مع ترفع وإباء، ولا عجب فالمؤمن بحديث النبي عليه السلام يأمل من أهل الشام البركة والخير الكثير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.34 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]