|
|||||||
| ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
__________________
|
|
#2
|
||||
|
||||
|
الكينونات المعلوماتية حسن مظفر الرزّو بَيْدَ أنَّ هذا الحُلمَ يَفتقِر إلى أرضٍ مُعبَّدة، تُمهِّد لنا فرصةَ نوال ما نريدُ من هذا النمط من المعايير لأسباب عدة؛ أهمُّها: 1- غيابُ وجود نظريَّةٍ خالصة؛ لمعالجة مسألة المعلومات من كافَّة جوانبها، فالذي يقعُ بين أيدينا في هذه الأيَّام من مسائلَ هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من المعالجات التي نشأت وترعرَعَتْ في حقلِ علمِ الاتصالات؛ إذ يَتِمُّ تحليلُ الاحتمالية الإحصائية لظهور رموزٍ محدَّدةٍ في سيلٍ رقميِّ، بصرف النظر عن محمولاتها من المعاني. 2- اختلافُ أوجهِ المعالجات المَفاهيمِيَّة التي نتناولُ بها جوهرَ المعلومات، بعد أن عَمَّقتِ الماهيَّةُ الرقميَّةُ لعناصرها الكثيرَ من خصائصها، كما أنَّ تعقيدَ مستوياتِ المعاني المنطمرة في العناصر الرُّسوميَّةِ، المصاحبةِ للخطاب المعلوماتيِّ؛ تقف في كثير من الأحيان عثرةً أمام صياغةِ حدود نظريةٍ واضحةِ المعالم؛ لمعالجة الجوانب المختلفة لهذه المسألة الشائكة. 3- تباينُ أشكالِ العَلاقات، وتشابُك مفرداتها بين الرموز المستخدمة في الخطاب المعلوماتي من جهة، والأساليبِ التي تمَّ توظيفُها لصياغة المعاني. ولقد سعى البعضُ إلى توظيف المعنى بوصفه متغيِّرًا، ذا صلةٍ بقياس المحتوى النوعيِّ أو الكَمِّيِّ للمعلومات، وقد عمد هؤلاء إلى إرساء معايير؛ لتحديدِ طبيعةِ العَلاقات القائمة بين الكائنات المعلوماتية الموجودة في الخطاب، ونوعِ الرموز، والعَلاقاتِ الرابطة فيما بينها عند إنشاء المعاني؛ للوصول إلى معيارٍ كميٍّ أو نوعيٍّ يُحدَّد من خلاله مقدارُ المحتوى المحمول على الكيان المعلوماتي. أمَّا من ناحية ترسيخِ دلالة المعاني المصاحبة للكينونات المعلوماتية، فقد ذهب الباحثُ (زليزنيكار) إلى صياغة هذا المفهوم بمنظورٍ فلسفيٍّ عندما عَدَّ المعنى دلالةً مرتبطة بمجموعةٍ من العَلاقات والصِّيغِ الرِّياضيَّة والمنطقيَّة الموجودةِ في صيغة معلوماتية: ارتباطٍ، أو شكلٍ رسوميٍّ، أو نسق. وعليه؛ فلن يكونَ المعنى في ظلِّ مفهومِ الكينونة المعلوماتيَّة سوى أسلوبٍ تعبيريٍّ نستخدمُه في إنشاء نسيجٍ مُتشعِّب من الارتباطات بين كائناتٍ معلوماتيَّة مقيمةٍ في صفحة (ويب) غرست جذورَها في تربة الفضاء المعلوماتي. 4 -القوانين الحاكمة للكيانات المعلوماتية: إنَّ الخصائصَ الفريدةَ التي تمتازُ بها المعلوماتُ والفضاءُ المعلوماتيُّ، الذي تَرتكِز في تُربته الافتراضيَّة جذورُه غيرُ المرئيَّة أو الملموسةِ بواسطة الأدوات الفيزيائيَّة التقليديَّة - تفرضُ علينا معالجةً مَفاهِيمِيَّة مستحدثةً نسبرُ من خلالها هذه الخصائصَ الفريدة؛ لكي نتلمَّسُ نقاطَ التباين، فنكون أكثرَ قربًا من تخوم الصياغات الرِّياضيَّة والمنطقيَّة؛ لوصفها بواسطة معاييرَ وثوابتَ دقيقة. من أجل هذا؛ سنحاولُ أن نُزيلَ جزءًا من اللِّثام الذي يُغلِّف ماهيَّةَ الكائنِ المعلوماتيِّ، وذلك من خلال مناقشةِ أهمِّ القوانين أو المبادئ، التي تحكمُ سلوكَه بوصفه كيانًا وجوديًّا قائمًا بذاته. القانون الأول: المعلومات قابلة للمشاركة Shareable بصورة غير متناهية: إنَّ أهمَّ خاصية للمعلومات- كموجودات - تَكمُنُ في قابليَّتها على المشاركة بين أيِّ عددٍ من الأشخاص، أو مناطقِ التجارة والأعمال، والمنظماتِ والمؤسَّسات، من دون وجودِ أيِّ تلازمٍ منطقيٍّ لحصول نقصان في قيمتها - بالنِّسبة لكلِّ الجهات التي تستثمرُها - كنتيجةٍ لتعدُّد استخداماتها. لا ريبَ في أنَّ الشبكةَ العنكبوتيَّة العالميَّةَ تُوفِّر خيرَ شاهدٍ على كيفيَّة المشاركة الافتراضيَّةِ في المعلومات نفسِها؛ بواسطة عددٍ يتجاوزُ قدرتنا على إحصائِه آنيًّا، وبآليَّةٍ وسلوك يختلفان تمامًا عن السُّلوك الذي ألِفْنَاه للموجودات التقليديَّة. بصورة عامة؛ فإنَّ الموجودات التقليديَّة تمتازُ بكونها تختصُّ بمالك واحدٍ يَستحوذُ عليها بكاملها، فإمَّا أن تكونَ جميعُها في مِلكيَّتك، أو تكونَ في مِلك غيرِك، ولكنْ في حالة الموجودات المعلوماتيَّة يمكنُ أن تكونَ بِحَوزَتِكَ وحوزة الغير جميعًا، وبالخصائص الذاتيَّة والوظيفيَّة نفسِها، وبآنٍ واحد. وتُؤدِّي عمليةُ المشاركة في المعلومات إلى مضاعفةِ قيمَتِها؛ فكلَّما ازدادَ عددُ الأشخاص الذين يَستخدمُونها، ازدادَ ثراؤها الوجوديّ، وعُمِّق توظيفُها المعرفيّ مع زيادة حجم المنافع الاقتصاديَّة المُستخلَصَة منها. بَيْدَ أنَّ هذه الخاصِّيَّةَ الفريدةَ قد أَفرَزَتْ إشكاليَّةَ غيابِ القدرة لدى البعضِ على المشاركة بالموارد المعلوماتية، بعد أن أصبحتْ محصورةً بين يدي النخبة، مما سيَنْجُمُ عنه مباشرةً عملياتُ إقصاءٍ متكرِّرة لمجموعاتٍ كبيرة من الأفراد، أو المؤسسات، أو الشعوب، بعد أنْ تَرَسَّخَ مفهومُ: "أنَّ الذي يَمتلِكُ المعلوماتِ الأفضل سيمتَلِكُ فرصةَ التَّفوُّق على الغير". وستبرزُ ظاهرةُ عزْلِ المعلومات وحصرِها وراء جُدُرٍ معلوماتيَّةٍ؛ لمنع الغير من الوصول إليها Information Hoarding، الأمرُ الذي سيُؤدِّي إلى صعوبةِ الوصول إلى المعلومات المهمَّة، وضياعِ فرصةِ الظَّفَرِ بأعمالٍ تجارية بعد أنْ حِيلَ بين القيمة الكامنة بالمعلومات، وبين الجهات التي قد تَظفرُ بفرصة مناسبة لاستثمارها. ولا تنفردُ المعلوماتُ بخاصيَّة المشاركة فحسْب، بل هناك خاصيةٌ أخرى تَنفردُ بها عن غيرها، هي خاصيةُ المضاعفة والتكرار Replications إلى غير نهاية، من دون أنْ يُؤدِّي ذلك إلى مضاعفة قيمتِها بسبب هذه الخاصِّيَّة؛ إذ تمتلِكُ كلٌّ من النسختين القيمةَ ذاتها لنسخة واحدة. إنَّ عمَلَ نسخةٍ جديدة من المعلومات لا يُؤدِّي إلى زيادة القيمة؛ بل إلى نفقاتٍ إضافيَّة تتطلَّبُها عمليَّةُ الاستنساخ، وتتضَمَّنُ تكلُفةُ المعلومات الاحتياطيَّة تكلفةَ إعادةِ ترميزِ المعلومات لنُظُمٍ مختلفة، وكُلَف الخزن على وسائط الخزن المختلفة، والجهود الإضافيَّة المطلوبة لتطويرِ النُّظم وتعديلِ الوَسَط البيئِيِّ للمعلومات؛ Interface لإدامة صلاحيةِ استخدامها. القانون الثاني: تزدادُ قيمةُ المعلومات بزيادة حجم استخداماتها: تُظهرُ جُلُّ المواردِ خاصيَّةَ انخفاض العوائدِ بزيادةِ نسبة الاستخدام؛ فمكاينُ الطباعة - على سبيل المثال - تَندثِرُ على أساس كَميَّة الأوراق المطبوعة فيها، والطائراتُ على أساس مقدارِ ساعاتِ طيرانها وتحليقِها بالجو، والوَحَداتُ الصناعيَّةُ على أساس عددِ سنوات تشغيلها، غَيرَ أنَّ المعلوماتِ لا تُعاني من هذه الظاهرة، ولكنْ تَزدادُ قيمتُها كلَّما زادَ حجمُ استخدامها؛ أي: تَظهرُ خاصيَّةُ زيادةِ العوائد بزيادة نسبة الاستخدام. وقد عَدَّ البعضُ المعلوماتِ غيرَ المستخدمةِ عائقًا؛ لعدم وجودِ أيَّة فائدةٍ اقتصاديَّةٍ يُمكنُ أنْ تُستنبَطَ منها، وأنَّ على المنظَّمة بذلَ المزيد من الكُلَف؛ لخزنها وإدامتها. يوجدُ حجمٌ كبيرٌ من هذا النوع من المعلومات في المؤسَّسات والمنظَّمات، والذي يُعَدُّ من الفُقدان بالمنظور الاقتصادي. إنَّ المطالبَ الأساسيَّةَ للاستخدام الأمثلِ للمعلومات التي تقع بحوزتنا هي: • المعرفةُ بوجودها وتوافرِها. • معرفةُ المكان الذي تُوجَدُ فيه بدقَّة. • تَوفُّرُ قدرةُ الوصول إليها إلى أنْ تظهرَ حاجةٌ لاستخدامها. • معرفةُ كيفيَّةِ استخدامها، وتوظيفها في الواقع المَيْدَانيِّ. وتُعدُّ المعلوماتُ في أفضلِ حالاتها عندما يكون كلُّ العاملين بالمنظَّمَة على دِرايةٍ تامَّة بمكانها، وامتلاكِ القدرة للوصول إليها، وعلى علمٍ كافٍ بآليَّات استخدامها، والعكسُ يَصِحُّ عندما تَنْأَى قلةُ معرفةِ أفراد المنظَّمَة بهذه الأمور عن القدرة على استخدامها؛ فتَتَضاءَل آنذاك قيمتُها، وتَنعدِمُ الفرصةُ باستخدامها. هناك مسألةٌ جوهريَّةٌ أخرى في هذا المقام، ترتبطُ بقدرة صُنَّاع القرار على قراءة المعلومات، وسبْرِ محتواها المعرفيِّ Information Literacy؛ لأن نوعيةَ القرار المصنوع منها يعتمدُ على دقَّتها وموضوعيتها، وقدرةِ صانع القرار على تفسيرِها وتوظيفها؛ لاتخاذ القرارِ الصائب للحالة المطروحة أمامه. فإذا لم تتوفَّرْ هذه الخاصيَّةُ، فلن يكون ثَمَّةَ اهتمامٌ في الارتقاء النَّوعيِّ والكَمِّيِّ للمعلومات؛ لأنَّ المستخدمين لا يَمتَلِكون معرفةً كافيةً بما يَتوفَّرُ لديهم. القانون الثالث: المعلومات قابلة للفساد والفناء Perishable: شأنُ بقيَّة أنواع الموجودات الاقتصاديَّة؛ فإنَّ الموجوداتِ المعلوماتيَّةَ تكونُ عُرضَةً للاندثار والفساد، أو التلف مع مرور الزمن، وتَعتمِدُ سرعةُ فقدانِها للقيمة الكامنة بمفرداتها على طبيعة المعلومات، فعلى سبيل المثال: عندما يقومُ العميلُ بتغيير عُنوانِه، تتلاشى أهميةُ المعلومات المتعلِّقة بعنوانه القديم، بالمقابل فإنَّ أرقامَ المبيعات لسنين سابقة قد تكونُ ذاتَ فائدةٍ كبيرة عندما نحاولُ التَّنبُّؤَ بالأسعار المستقبلية للسوق. بصورة عامة؛ تمتلكُ المعلوماتُ عمرًا مثمِرًا، وببُعْدٍ زمنيٍّ محدود عند المستوى العمليَّاتي، وتقتصرُ المعلوماتُ ذاتُ الصِّلةِ بهذا المستوى على أحْدثِ البيانات التي تُخُصُّ الموضوعَ قَيْدَ الدراسة؛ مثل: العنوان الجديد للعميل، أو القائمة الأخيرة لمستحقاته، وتَعمِدُ المنظَّومَةُ التي تُديرُ هذه المعلوماتِ إلى طرح المعلومات التي تَتوفَّرُ لديها متى تَجاوزتِ البُعْدَ الزمنيَّ لصلاحيَّة استخدامِها؛ وذلك بسبب انتفاءِ الحاجة إليها بمعيارِ منطقِ العمليَّات الذي يُوَظِّفُها؛ لتحقيق أغراضِه المباشرة. القانون الرابع: تزدادُ قيمةُ المعلومات بزيادة دقَّتِها: لا شكَّ أنَّه كلَّما كانتِ المعلوماتُ أكثرَ دقَّةً وتعبيرًا عن الموضوع الذي تَصِفُه، تُصبِحُ أكثرَ فائدة، وذاتَ قيمةٍ أعلى، وقد تكونُ المعلوماتُ غيرُ الدقيقة باهظةَ التكاليفِ بالنسبة للمنظومة بمعاييرِ كلٍّ مِن الأخطاء العَمَلِيَّاتيَّة، والقراراتِ الخاطئةِ التي ستَرْتَكِزُ إليها. إنَّ مستوى الدِّقَّة المطلوبةِ في البَيَانات تعتمدُ إلى حدٍّ كبير على طبيعةِ المعلومات، والآلِيَّة المقترَحةِ لاستخدامها؛ ففي بعضِ أنواع المعلومات تُعَدُّ نسبةُ الدِّقَّة 100% مطلبًا أساسيًّا لصحَّة استخدامها - مثل بيانات صيانة المُحرِّكات النَّفَّاثة بالطائرات، أو المعلوماتِ التي تتعلَّقُ بصحة الإنسان وسلامته - بينما تَقِلُّ الدِّقَّةُ المطلوبةُ لبعض المعلوماتِ إلى 80%، وتُعَدُّ كافيةً إلى حدٍّ كبير بالتطبيقات المَيْدَانيَّة، كما هو الحالُ عليه مع المعلومات التي تَخُصُّ تسييرَ دفة الأمور اليومية. القانون الخامس: تزدادُ قيمةُ المعلوماتِ عندما تنضَمُّ إلى معلوماتٍ أخرى: بصورة عامة؛ تزدادُ قيمةُ المعلوماتِ عندما يُمكنُ أنْ تُستخدَمَ كأداةٍ للمقارنة، أو تنضمُّ إلى معلوماتٍ مِن نوعٍ آخر، على سبيل المثال: فإنَّ معلوماتِ العملاء والمبيعاتِ يُعَدُّ كلٌّ منها مهمةً بحدِّ ذاتها، ولكنْ متى تَوَفَّرتْ فرصةٌ مناسبةٌ لتوحيد هاتين الشَّريحتين من المعلومات الاقتصادية في وصفٍ رياضيٍّ معلوماتيٍّ يَجمعُ بينهما، ستصبحُ المعلوماتُ المستحدثةُ مِن خليطهما المتجانسِ بالغةَ الأهميَّة بمنظورٍ اقتصاديّ، كذلك فإنَّ تَوَفُّرَ الأدواتِ المناسبة لإيجاد العَلاقة الحميمةِ بين خصائص العملاء، وأنماطِ البيْع - ستُسَاعِدُنا إلى حدٍّ كبير في تصويبِ أنشطةِ التَّسويق صَوْبَ السلعِ التي يُتَوقَّعُ ميلُ العملاء إلى شرائِها، وفي توقيتٍ زمنيٍّ ملائم. ولا يُمكنُ - في كثيرٍ من الأحيان - إدماجُ البَيَانات والمعلوماتِ، وتوحيدُها في قالَبٍ منطقيٍّ سليم، ما لم يَتمَّ تبنِّي سياسةٍ مُحكَمَةٍ، تَرتكِزُ على آليَّةٍ ذاتِ دَلالةٍ عمليَّة، تُتَرجَمُ فيها المتغيِّراتُ التي تبدو متباينَةً ظاهريًّا، ويُصارُ إلى إزالة أوجُهِ الخلاف والتَّبايُن؛ بحيثُ تتوفَّرُ عن هذه الآليَّة صورةٌ واضحة، وصياغاتٌ دقيقةٌ تَصِف الواقعَ الذي نحاولُ حرثَ تربَتِه، وإنبات بذورِها التي ستُؤتِي ثمارَها في المستقبل. القانون السادس: الأكثر ليس من الضروري أن يكون الأفضل: لقد أظهَرَتِ الدِّراساتُ والأبحاثُ النَّفسيَّةُ وجودَ عتبةٍ لدى الإنسان، لا يستطيعُ أنْ يتجاوزَها عندما يحاولُ أنْ يُحَلِّلَ المعلومات، ويسبر دلالةَ مفرداتِها، وعندما تتجاوزُ كميَّةُ المعلوماتِ الحدودَ المتاحةَ للعقل البشريِّ؛ فإنَّ الإفراطَ المعلوماتِيَّ Information Overload سيَنْجُمُ عنه انهيارٌ سريعٌ في القدرات المتاحة للفَهْمِ والاستيعاب، وقد أكَّدَ هذه الحقيقةَ المشتغلون بمَيدان الاقتصادِ وإدارةِ الأعمال؛ إذْ أكَّدُوا وجودَ عَلاقة معنويَّة بين زيادةِ حجم المعلومات عن العتبة المسموح بها، وحصولَ تَدَنٍّ ملحوظٍ في كفاءة اتِّخاذ القرارات الصائبة والمثمرة بهذا الميدان. وعلى الرغم منْ أنَّ زيادةَ حجم المعلوماتِ تؤدِّي إلى تقليلِ كفاءةِ الأداء؛ نتيجةً لحجم الجهدِ الإضافيِّ الذي تَتَطَلَّبُهُ عملياتُ معالجتِها، غيرَ أنَّها بالوقت نفسِه، قد تُؤدِّي إلى زيادةِ الثِّقةِ وتعميقِها بالقرار الذي تَمَّ اتخاذُه بصَدَدِ موضوعٍ ما. ويمكنُ تسويغُ الأمرِ بالميل الغَرَزيِّ الدَّائم لَدَى بني الإنسان؛ بالبحثِ والاستقصاءِ عن مزيدٍ من المعلومات، والتي قد تَزِيدُ في كثيرٍ من الأحيان عن حدودِ القدرة المتاحة لديهم على معالجتِها، في مسعى مستمرٍّ؛ لتلافِي الأخطاء، وتقليلِ تخوم الشَّكِّ بصحة القرار الى أصغرِ مساحةٍ ممكنة، وهذه الظاهرةُ تَقْتَرِحُ أنَّ البشرَ يَتوهَّمون بأنَّ كثرةَ المعلوماتِ تُعَدُّ مؤشرًا إيجابيًّا، من دون أنْ يَلْتَفِتوا إلى حقيقةِ مَحُدوديَّة قدراتِهم على استيعابها، ومعالجتِها بمنطق سليم. القانون السابع: المعلومات لا يمكن استنفادها: إنَّ معظمَ الموارد الأرضيَّة تُعَدُّ عُرْضَةً للنَّفاد Depletable، كلَّما ازدادَ حجمُ استخدامها، كلَّما نَقَصتِ الكَمِّيَّةُ المتوفِّرَةُ لديك منها، غيرَ أنَّ المعلوماتِ لا تُعاني من هذه العقبة؛ نتيجةً لظاهرةِ التوليد الذاتي، التي تَسودُ كيانَها، كلَّما ازدادَتِ استخداماتُها، كلَّما زادَ ما نَمْلِكُه منها، وتعودُ هذه الخاصيَّةُ الفريدةُ إلى حقيقةِ المحتوى المفتوح الذي تَتَّسِمُ به البياناتُ، والمعلومات؛ لأنَّ كلَّ معالجةٍ معرفيَّةٍ للمحتوى ذاته تُنتِج معلوماتٍ جديدة؛ نتيجةً لتغيير المنظور، أو نتيجةً لربطِها مع معلوماتٍ أخرى، أو إعادةِ تحليلِ بياناتِها بآلِيَّة جديدةٍ يمكنُ أنْ يَنشأ عنها معارفٌ مستحدثةٌ، مع بقاء المعلوماتِ الأصليَّة على حالها دون أنْ تُعاني من عمليةِ الاستنفاد الطبيعيَّة، بينما يُضافُ إليها رُكامُ المعلوماتِ الجديدة التي تُثرِي موجوداتِها على الدوام. [1] يطلق اصطلاح الكائن ****** - في ميدان المعلوماتية - على كل مفردة تمتلك هُويَّة تميزها عن بقية الكائنات المقيمة معها، من خلال الخصائص Properties النوعية، أو الكمية التي تمتلكها، فالكتاب كائن، والكلمة كائن.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |