|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() الكلاب، والذئاب: العلم يؤكد تسخير الله تعالي للأولي، وإلا كانت كالثانية ![]() والحق غير ذلك.. فلولا تسخير الله تعالي لـ "المستأنس" من الحيوان لما استطاع البشر التعامل قط معه: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" (الحج:65)، ويقول تعالي:" أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ" (لقمان:20)، ويقول عز من قائل:" وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الجاثية: 13). فالكلاب، دون الذئاب، من أوائل الحيوانات التي جعلها الله تعالي مستأنسة مسخرة مذللة لخدمة الإنسان والارتباط به. فقامت بينهما ، بإذن الله تعالي وعطائه، علاقة تبادلية وثيقة.. الطعام والمأوي والرعاية من الإنسان، والحماية والحراسة والصيد والجر والإرشاد والإنقاذ والكشف عن المخدرات والمتفجرات والمجرمين.. والوفاء والإخلاص للإنسان. فهل كان من الممكن أن يرافق الفتية "أصحاب الكهف" ذئباً بدلا من كلبهم:"وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا" (الكهف:18) ، فلو كان كذلك لما تورع عن افتراسهم. لقد عدّ القران الكريم هذا الكلب ضمن عديد الفتية "أصحبا الكهف"، و"كواحد" منهم:"سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا" (الكهف:22). ولذا نجد السيرة العطرة تؤكد أن رعاية الحيوانات المنزلية ـ ومن خلفها قيم الرحمة والتراحم واحترام الحياة والأحياء ـ تصبح سببا لدخول الجنة جراء سقيا كلب يلهث من العطش، أو الخلود في النار لحبس هرة دون طعام أو سقاء. ثم ألم تر إلي خشية نبي الله "يعقوب" عليه السلام من وحشية الذئب، فذكره دون غيره من اللواحم والسباع؟: :"قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ، فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ" (يوسف: 13-17). ![]() صورة لمجموعة من الذئاب تلاحق ظبي ![]() صورة لمجموعة من الذئاب تحيط بأحد أفراد البسون ففي هذه المواضع الثلاثة، دون سائر آيات القرآن الكريم، تكرر ذكر "الذئب الأشهر". ذلك الذئب المُتهم بأكل النبي "يوسف" عليه السلام، حيث حاول إخوته إلصاق/ تبرير تهمة تغييبه بافتراسه له. فلكونه، منذ القدم، متهمّاً بالغدر والعدوان وشدّة البأس والبراعة في الفتك. والأمر كذلك، وإلا لما خافه "يعقوب" على ابنه.. فلم يذكر أسداً ولا نمراً، فيالها من شهرة وسطوة. لكنه هذه المرة كان "بريئاً من دم ابن يعقوب"(عليهما السلام)، ولم يكن ذلك الحيوان "البغيض" في كل حين: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى= وصوّت إنسان فكدت أطير. كما أنه لم ينطق من السباع نِطْـقاً صريحاً مفهوماً لبني آدم كما نطق ذئب معاتباً راعٍي غنم منعه سد جوعه من أغنامه. فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:"عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُإِلَيَّ ؟ فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِيكَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُالنَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُغَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْزَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِيأَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُالسَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَعَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَاأَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ" (في مسند الإمام أحمد: (3/ 83) من حديث يَزِيدُ عن الْقَاسِمُبْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، ورجال إسناد هذا الحديث ثقات، وأخرجه من طريقالقاسم بن الفضل الحاكم في المستدرك (4/ 367)، والبيهقي في الدلائل (6/ 41 – 42). وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَيْنَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُفَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ،فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِيَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّه،ِفَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّيأُومِنُ بِذَلِكَ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ" (فيالصحيحين البخاري برقم: 2324، ومسلم برقم: 2388).فالحمد لله تعالي الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلي الله لمنقلبون. والحمد لله القائل في كتابه العزيز:"وَمَامِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّاأُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّإِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" (الأنعام: 38(. بقلم: أ.د. ناصر أحمد سنه/ كاتب وأكاديمي من مصر.
__________________
![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |