ترجمة الشعر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه...} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المبالغة في تشقيق العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كشف الأستار بشرح قصة الثلاثة الذين حبسوا في الغار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (اللطيف، الخبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          {يغشى طائفة منكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          جوامع الكلم النبوي: دراسة في ثراء المعاني من حديث النغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حتى لا تفقد قلبك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          وفاة ملكة جمال الكون! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإمام أبو بكر الصديق ثاني اثنين في الحياة وبعد الممات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حقوق الحيوان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2023, 06:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,359
الدولة : Egypt
افتراضي ترجمة الشعر

ترجمة الشعر
أسامة طبش


يعتبر الشعر أحد أعمدة الميدان الأدبي، ولا تتأتى ترجمته لأيٍّ كان؛ فهي قائمة على الإبداع المحض والإيقاع، ورفع وخفض نبرة الصوت، وهي فنون يتقنها معشر الشعراء العارفين به خير المعرفة.


ندرس الحالة الشعرية ونخوض في أعماقها، فكتابة الشعر وليدة اللحظة، أين يحلق الشاعر مع أبياته، ويصل فيها أحيانًا إلى مرحلة المبالغة، غير أن الصدق هو الذي دفعه إلى ذلك، فجعله يخطُّ أبياتًا تبلغ الغاية في الروعة والجمال؛ استثمارًا لموهبته في الميدان الشعري الشائق؛ يقول الشاعر عن بهاء الشعر:
يا شعرُ أنت فم الشعو *** رِ وصرخة الروحِ الكئيبْ
وبصفتي مترجمًا، أعمل على ترجمة تلك القصيدة، وأستعين فيها بتأويلاتي الخاصة وقراءاتي، فما يراه غيري في ورود كلمة "حمراء" دليلًا على الحرب، أراه أنا سبيلًا إلى التضحية والجود بالغالي والنفيس، وتمنح هذه التأويلات النص أبعادًا أخرى، لتجول بنا في أماكن مختلفة، ربما عجز عنها النص الأصلي؛ لهذا نقول في عُرْفِ الترجمة أننا قمنا بإحياء النص من جديد، وأعدناه إلى عالم الثقافة والأدب، بحلةٍ أجملَ ورداء أروع، ليمسك به القارئ.


يأتي القارئ المتلقي، فيتناول الديوان الشعري، قد يكون مرتاحًا على أريكة، أو في مكتبة تتكاثر فيها الكتب، أو في حاجة يومية له راغبٌ في قضائها، الأحاسيس التي تعتريه لن تتشابه بكل تأكيد مع كل ظرف وموقف، لتتداخل مع معاني النص، فيمنحنا قراءة هو الآخر مغايرة، فنظرته للأمور تختلف عن الكاتب أو متـرجم النص الشعري، لكل إنسان وجهة نظر في الحياة.


هناك من يفضِّل إزاحة النص الشعري من أمامه، ومباشرة التحرير على أرضية جديدة، ولنا نماذج عن هذه التجربة، وفي الحقيقة قد أمدَّتْنا بترجمات تبلغ الغاية في الجمال ومقنعة، غير أننا نطرح سؤالًا ضروريًّا في هذا السياق: ألا يُعَدُّ ذلك مِن قبيل مَن يقول: إن هذه الترجمة خيانة للنص المترجَم؟ بالإجابة عنها، تتَّضح لنا الأمور.


تتماهى الرسالة مع معاني وأحاسيس النص، ونصرُّ على أن لترجمة الشعر وضعًا خاصًّا؛ حيث نتلاعب بالكلمات، ونحفظ الإيقاع، ونُحدِث الرَّنات المشابهة، وهذا ليس سهلًا على المترجم، حتى نذهب إلى القول بأنه من اللازم أن يتمتَّع بحسِّ الشعر، كما نسمع في القول المعروف: "فاقد الشيء لا يعطيه"، فمترجمٌ لا يتمتَّع بموهبة الشعر، يمنحنا نصًّا ميِّتًا لا مذاق له، هو أقرب للحرفية منه إلى أيِّ أمرٍ آخر.


تناولنا النص الشعري بالذات؛ حتى نميِّز بينه وبين النص النثري، رغم أننا ما زلنا في محيط الميدان الأدبي، إلا أن في الشعر تتضح لمسة المترجم بشكل أكبر، يذهب فيها إلى أبعد من الفعل الترجمي والتحرير؛ إلى نظمه أبياتًا شعرية متناسقة تحمل الأثر المشابه، وتنافس النص المصدر في الأصالة والجودة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.54 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]