إلى رواد العمل الخيري: لا تنسوا قلوبكم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شرح حديث: المسلم أخو المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مِنْ أَسْبَابِ حُسْنِ الخِتَامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إسرائيل الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كفارة الإساءة للوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الفرق بين ( كلما ) و ( كل ما ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التحقيق في كون سورة الكوثر مكية لا مدنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سُنّة: التحكم بالغضب! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل هذا صحيح ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          علة حديث (الصراط أَدقُّ من الشعرة وأَحدُّ من السيف) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-02-2020, 12:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,753
الدولة : Egypt
افتراضي إلى رواد العمل الخيري: لا تنسوا قلوبكم

إلى رواد العمل الخيري: لا تنسوا قلوبكم


نبيل بن عبدالمجيد النشمي






الحمد لله، وبعد:
فإن الأهداف الساميةَ التي يسعى القائمون على العمل الخيري - أيًّا كان موقعهم - في تحقيقها، تجعلُهم في مصافِّ العظماء وإن لم يشعروا، وإن الجهود العظيمة التي يقومون بها من إطعام الطعام، وكسوة الفقراء، والسعي على الأرملة واليتيم، وإعانة المحتاج، وإيواء الأيتام وتربيتهم، والتعليم والإرشاد، وبذل المعروف، ونحوها، من تفريج الهموم، وتنفيس الكروب على الأُسَر والمحتاجين، ومساعدة الشباب على التعفُّف وغيرها - تتطلَّب منهم الحرصَ على سلامةِ هذه الجهود، ونقاء هذه الأهداف مِن أن تشوبَها شائبةٌ؛ لتبقى عظيمةً في الدنيا والآخرة.

فالعاملون في المجالِ الخيري ومنفعةِ الناس، مِن فضل الله - سبحانه وتعالى - عليهم أنْ هيَّأ لهم عملاً ومؤسَّساتٍ توفِّر لهم المكانَ والوسائل؛ ليكونوا سببًا مِن أسبابِ الخير والرحمة في المجتمعاتِ، وبهذا ينبغي أن يشعُروا بنعمةِ الله عليهم وفضلِه، وما اختاره لهم مِن مهمة؛ ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الجمعة: 4].

وحتى تبقى أعمالُهم صافيةً سليمةً سامقة، عليهم بتعهُّد قلوبهم، ومراقبة أحوالهم مع الله - سبحانه وتعالى - من أول قدم يضعونها في هذا الطريق، وفي أثناء الطريق، وحتى النهاية؛ ويكون ذلك بسلوكٍ مستمرٍّ، وبرنامج ثابت في مسارين، هما:
الأول: العناية بأعمال القلوب:فيبقى الإخلاصُ سيدَ الموقف دائمًا، وتعهده ومجاهدة النَّفس فيه، لا يغفل عنها العامل؛ فمداخلُ النفس ومصايدُ الشيطان أخفى من أن تراها العيون، وأبعدُ من أن تدركَها الظنون، وليس أعرف بها من صاحبها، فيجاهد المرءُ نفسَه، ويجدِّد عزمه، ويصقل نيتَه باستمرار؛ ليحفظ جوهرَ جهده، وينال أجرَه من ربِّه كاملاً، فتطيب نفسُه - بإذن الله تعالى - وتسعَد في الدنيا والآخرة.

ويتحرى الصدق مع الله في أعماله، ويحرص بكلِّ ما أوتيَ من قوة أن يقدِّم عملاً صادقًا، يدفعُهُ الشعورُ الداخليُّ، ويَزينُه الأسلوبُ الحسنُ، ويَردفه الشكرُ لله والحمد له وحده على توفيقِه، ويسبقه الدعاءُ بالتوفيق والسداد، ويمنعُ عنه المنَّ والحديثَ بالإنجازِ لغير مصلحةٍ شرعية معتبرة لا شخصية، ويحرسه من ثناءِ الناس ومدحهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

الثاني: دوام الاتصال بالله - سبحانه وتعالى - والتعلق بما عنده: فالعاملُ في المجال الخيري قد يَغرَق في زحمةِ العمل، وينشغلُ في موجةِ المهام المكلَّف بها، وقد ينسى حتى مصالحَه الشخصيةَ أحيانًا، خاصة إذا أَعطى العمل كليتَه وجهدَه، وشعورَه ونفْسَه وأنفاسه، وهو - ولا شك - في مرتبةٍ عظيمة وعزةٍ وشرف كبير، غير أنه يقعُ في غفلةٍ وسهو - وإن لم يقصد - عن أن يخصصَ له وقتًا وعملاً - وإن قل - يكونُ بينه وبين الله تعالى؛ كصلاةِ ليلٍ، أو خَلوة ذِكر، أو جلسة تدبُّرٍ لآياتٍ من كتاب الله، أو لحظة دعاء واستغفار ينطرحُ فيها بين يدي مولاه، معترفًا بفقره إليه، سائلاً مستغفرًا راجيًا، يملأُ قلبه إيمانًا ويقينًا؛ ليكونَ وقودَه الذي لا ينتهي في طريقِه إلى اللهِ سبحانه وتعالى، فلا غنى لأحدٍ - مهما بلغ جهدُه وجهادُه - عن أن يكونَ له اتصالٌ بخالقِهِ ورازقه؛ ولذا لا تستغربْ مِن عظيمِ الإنجازات التي حققها الصحابةُ - رضوان الله عليهم - في برهةٍ من الزمن؛ فقد كانوا مع عظيم الجهود والأعمال التي يقومون بها، كانوا على اتصالٍ دائم بالله - سبحانه وتعالى.


وحتى يتغلبَ على حظوظ النفس، ويتذوقَ حلاوة الصبر على صعوبة العمل، أو قلة ذات اليد وضعف المردود الدنيوي - لتكن الجنةُ والفوز برضوان الله -تعالى- قضيةً حاضرة بين عينيه، ممتلئًا بها خاطرُه، ومتعلقًا بها قلبُه في كلِّ حركةٍ وسكون، وجهد ومهمة في هذا الطريق.

إلى روَّاد العمل الخيري وجنوده: هنيئًا لكم عظيم المهمة وشريف المنزلة، والتي تجعلكم أحرصَ على سلامتِها مِن حرصِكم على سلامة أبدانِكم.

سدَّد اللهُ خطاكم، وبارك في جهودكم، وتقبَّل أعمالَكم، ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

وصلى اللهُ وسلَّم على النبيِّ الكريم وآله وصحبه أجمعين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.85 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]