|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ![]() (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } إننا في حاجة شديدة لتذكر هذا اليوم " يوم الحسرة " في عصر طغت فيه الماديات والشهوات وأنصرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات . قست القلوب وتحجرت العيون وهُجر كتاب علام الغيوب ، بل قُرئ والقلوب لاهية ساهية في لجج الدنيا وأوديتها سابحة . زينا جدران بيوتنا بآيات القرآن ولم نزين حياتنا به ، يقرأه البعض منا على الأموات! ثم لا يحكمونه في الأحياء . غفلنا وهذه مصيبة والمصيبة الأوهى والأمَّر أننا لا نشعر أننا غفلنا ، هبت رياح المعصية فأطفأت شموع الخشية من قلوبنا وطال علينا الأمد . لهذا كله كان لابد من الوقوف على بعض مشاهد الحسرة في الآخرة عسى أن ننتهي عن الذنوب وتلين منا القلوب وتستيقظ وتخشع وتذل النفوس وننتبه من الغفلة فأصل المصائب وارتكاب الذنوب وفعل المعايب الغفلة عن الآخرة . فذكر اليوم الآخر يُطهر القلوب من الحسد والفرقة والاختلاف . وذكر الآخرة يهدد الظلمة ليكفوا ويرتعدوا ويُعزي المظلومين ليسكنوا فكلً يأخذ حقه لا محالة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فلا ظلم ولا هضم . ذكر الآخرة يمسح على قلوب المستضعفين والمضطهدين والمظلومين مسحة يقين تسكن معه القلوب لأنهم يتطلعون لما أعده الله للصابرين من نعيم ينسى معه كل خير وبلاء وسوء وعناء ، ويهون عليهم ويعزيهم ما أعده الله للظالمين من بؤس يُنسى معه كل هناء . فهيا معي يا عباد الله إلى مشاهد الحسرة أسأل الله ألا تكونوا من أهل الحسرة علَّ ذلك تصلح به القلوب وتتجه إلى علام الغيوب وتنقاد الجوارح إلى العمل الصالح . ![]() وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } ( مريم 39 ) أنه يوم الحسرة ........ وما أدراك ما الحسرة ؟ إنه إنذار وإخبار وتخويف وترهيب بيوم الحسرة حين يُقضى الأمر إنه يوم يُجمع الأولون والآخرون في موقف واحد يسألون عن أعمالهم فمن آمن وأتبع سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ومن تمرد وعصى شقي شقاء لا يسعد بعده أبداً وخسر نفسه وأهله وتحسر وندم ندامة تتقطع منها القلوب وتتصدع منها الأفئدة أسفاً وأي حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنته واستحقاق سخطه وناره إنها حسرة لأنه لم يستعد للميعاد ولم يستكثر من الزاد وتحسر لأنه لا إلى دنياه راجع ولا في حسناته زائد . فيا للندم والحسرة حيث لا ينفع ندم ولا حسرة وأنذرهم يوم الحسرة يوم يجاء بالموت كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ![]() " كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيُقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت ثم يُقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم قال : فيُؤمر به فيذبح ، ثم يُقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ". ![]() (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } آه ساعتها من تأوهٍ لا ينفع ومن دموعٍ لا تشفع ومن صراخ لا يُسمع ... إنها حسرة بل حسرات أنباء مهولات ندمات وتأسفات ورد ذكرها في غير ما آية من الآيات تخبر عن معرضين عن رب الأرض والسماوات ولاهين ولاهيات عن يوم الحسرات . فهيا معي لنعيش معاً مشاهدة الحسرة لأذكر بها نفسي وإياكم بهذا اليوم حتى نستعد للميعاد ونصلح الزاد حتى لا نندم قبل ألا ينفع ندم . 1) الحسرة على عدم الإخلاص الحسرة على أعمال صالحة شابتها الشوائب وكدرتها مبطلات الأعمال من رياء وعجب ومنَّة فضاعت وصارت هباءً منثوراً في وقت الإنسان فيه أشد ما يكون إلى حسنة واحدة . ![]() (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } ( الزمر 47 ، 48 ) ويقول النبي ![]() " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا : ما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء ". 2) الحسرة على عدم الإتباع الحسرة على أعمال محدثة وعبادات لم يأذن اللهُ بها ولم يُتبع فيها رسول الله ويحسب أهلها أنهم يُحسنون صنعا لكنها تضيع في وقت الحاجة الماسة إليها فهم الأخسرون أعمالا وساءوا أحوالا . ![]() {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } ( إبراهيم 18 ) ![]() {أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ } ( النور 39) ![]() {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } ( الغاشية 1 : 3 ) يا حسرة من رأى النبي ![]() ![]() {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا } ( الفرقان 23 ) ![]() {حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } ( الأنعام 31 ) 3) الحسرة على التفريط في طاعة الله عندما يدخل العبد المُسيء المسرف على نفسه القبر فيُضرب بمطرقة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا ثم يرى مقعده في الجنة ويُقال : هذا مكانك لو أطعت الله فيتحسر ويندم يوم لا ينفع ندم لأنه لا إلى دنياه راجع ولا في حسناته زائد ثم يصرخ ويقول : ![]() (رَبِّ ارْجِعُونِ (99 ) َلعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } ( المؤمنون 99 : 100) الحسرة على التفريط في طاعة الله وتصرمُّ وانقضاء العمر القصير في اللهث وراء الدنيا حلالها وحرامها والاغترار بزيفها مع نسيان الآخرة وأهوالها ![]() أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } ( الزمر 56 : 58 ) فالله عزَّ وجل يحذرنا حتى لا نقف هذا الموقف ونندم يوم لا ينفع ندم ![]() {َ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ( المنافقون 9 : 11) 4) الحسرة على التفريط في النفس والأهل الحسرة على التفريط في النفس والأهل أن تقيهم من عذاب جهنم يوم تفقدهم وتخسرهم مع نفسك بعدما فتنت بهم ذلك هو الخزي والخسار والحسرة والنار . عجباً لمن يغلق على أهله أولاده المنافذ والأبواب مخافة عليهم من برد الشتاء ثم بعد ذلك هو يجعلهم طُعمة للنار إذ لا يأمرهم بمعروف ولا ينهاهم عن منكر ونسي هذا المسكين قول رب العالمين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم 6) ونسي هذا المسكين قول الرسول الأمين : " كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته ". وكأن حال هذا الرجل يقول : بعضي على بعضي يجرد سيفه والهم مني نحو صدري يُرسل النار توقد في خيام عشيرتي وأنا الذي يا للمصيبة أشعل قال تعالي؛ {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } ( الزمر 15 ) 5) حسرة جلساء أهل السوء حسرة جلساء أهل السوء يوم انساقوا معهم يقودونهم إلى الرذيلة ويصدونهم عن الفضيلة إنها لحسرة عظيمة في يوم الحسرة يعبرون عنها بعضِّ الأيدي يوم لا ينفع عض الأيدي كما قال ربي : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا } ( الفرقان 27 : 29 ) وفلان في هذه الآية هو صاحب السوء الذي يدعوك إلى شريط الأغاني والفيلم الخليع والمجلة الساقطة وإلى كل ما ألهاك عن طاعة الله وذكره . ![]() {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } ( الزخرف 67 ) فكل حبيب سيعادي حبيبه إلا المتحابون في الله وكل صديق سيتبرأ من صديقه إلا من كانت صداقتهم على طاعة الله . فإن كنت ممن ابتلوا بصحبة من لا تقربك إلى الله صحبتهم فتبرأ منهم الآن قبل أن يتبرءوا منك لكن متى وأين ؟ أما الزمان فمعلوم وأما المكان ففي النار ![]() (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ( البقرة 166 : 167 ) فهذه حسرة الأتباع المقلدين لأصحاب السوء ولعلماء الضلالة فالنجاة والفوز وإتباع النبي ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() تابع 15) وأخيراً خطبة إبليس القاسمة قضي الأمر وانتهى الجدل وسكت الحوار ، قام إبليس يخطب فيهم خطبته الشيطانية القاسمة يصبها على أوليائه : ![]() (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ } ( إبراهيم 22 ) طعنة أليمة نافذة لا يملكون أن يردوها عليه وقد قضي الأمر وفات الأوان : قول رب العالمين وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } ثم يُأنبهم على أن أطاعوه : قول رب العالمين ؛ (فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ } نفض يده منهم وهو الذي وعدهم ومنَّاهم ووسوس لهم وأما الساعة فلا هم يستطيعون أن يدفعوا عنه العذاب ولا هو يستطيع أن يدفع عنهم العذاب : قول رب العالمين إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ( إبراهيم 22 ) فيا للحسرة والندم ...........!!! فيا حسرة المقصرين ويا حسرة العاصين لذات تمر وتبعات تبقي ، تريدون نيل الشهوات والحصول في الآخرة على الدرجات ...... جمع الأضداد غير ممكن يا تراب فدع الذي يفني لما هو باق ............ واحذر ذلت قدمك وخف حلول ندمك وأغتنم شبابك قبل هرمك جعلنا الله وإياكم من الرابحين السعداء يوم يخسر المبطلون الأشقياء ويتحسر المتحسرون التعساء إن ربي ولي النعماء وكاشف الضر والبلاء عباد الله في يوم القيامة يبحث كل إنسان عن أي وسيلة مهما كانت ضعيفة واهية لعلها تصلح لنجاته من غضب الله ولذلك تكثر المناقشات والمحاورات بين الآباء والأبناء والأزواج والزوجات والكبار المتسلطين والصغار التابعين بين الأغنياء الجبارين والفقراء المنافقين كلٌ يحاول إلقاء التبعة على غيره لكن حيث لا تنفع المحاورات ولا الخصومات ولا التنصل من التبعات ثم لا يكون إلا الحسرات . فما آن لنا أن نحذر منه كل ناعق ملبس خائن يمكر بالليل والنهار قبل أن تقول نفس يا حسرتي . أما آن للضعفة الأتباع أن يتبرءوا من متبوعيهم الظالمين المفسدين فلا يكونوا أداة لهم في ظلم في دماء أو أعراض طمعاً في جاه أو حطام فإنهم سينقلبون عليهم يوم القيامة ويلعن بعضهم بعضاً حيث لا ينفع لعن ولا ندم . أما آن للمرأة المسكينة في زماننا اليوم أن تنتبه لهذه المواقف فتتبرأ في دنياها اليوم من كل ناعق لها باسم الحرية والتمدن ومتابعة الأزياء والموضات حتى لا تتحسر يوم الحسرة الكبرى عندما يتبرأ منها شياطين الأنس والجن الذين أضلوها ثم لا يغنوا عنها من عذاب الله من شيء إلا الخصام والتلاعن المذكور في كتاب الله : (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } ( الأحزاب 67 : 68 ) أما آن الأوان لأتباع الطوائف الضالة المبتدعة أن يفيقوا ويدركوا خطر هذه المتابعة التي ستنقلب حسرة كبرى وعداوة ولعنة بينهم وبين متبوعين يوم القيامة : قول رب العالمين؛ ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } ( العنكبوت 25 ) أما آن لأهل المعاصي أن يعلنوها توبة عاجلة نصوحا قبل الممات وقبل يوم الحسرات يوم تشهد الأعضاء والجوارح وتبدو السوآت والفضائح . واعلم أخي الحبيب / أختي أن الله عزَّ وجلَّ لا يقنط أحداً من رحمته فبابه دائماً مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها وإلى تغرغر الروح . وهيا بنا نتواعد على طاعة الله ليكون موعدنا في جنة الرحمن التي فيها ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وحتى تنعم برؤية وجه الله عز وجل ونكون في صحبة نبينا ![]() قصة يقول أحد المشايخ : كان يسكن بجوارنا عائلة صغيرة وكان من أفرادها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره وكان مولعاً بالأغاني ولعاً شديداً إلى درجة أنه كان يحب إحدى المغنيات لا يحب صوتها فحسب بل كان يحب المرأة بذاتها . وكنت أتعمده واتعهده بالنصح كلما سنحت لي الفرصة فأحياناً أرغبه في الجنة وأحياناً أخوفه من النار وكنت إذا نصحته تغرورق عيناه بالدموع وأحياناً يبكي وكان بعد كل نصيحة يعاهدني أن لا يعود إلى الأغاني ولكن لا يلبث أن ينكث العهد ويخلف الوعد . وذات ليلة ذكرته بالجنة والنار فأخذ يبكي بكاء شديداً حتى رحمته ولكنني أحسست أن هذه المرة سيكون لنصيحتي تأثيراً فقلت له : أعطني يدك فأعطاني يده فقلت له : عاهد الله ثم عاهدني أن لا تعود فقال لي : أعاهد الله ثم أعاهدك أن لا أعود . ثم جاءني في الصباح ومعه أشرطة الأغاني وقال لي يا أخي خذ هذه الأشرطة كَسِرهَا أحرقها أفعل بها ما تشاء المهم أن تخلصني منها خلصني من مرض قلبي الذي طالما أغفلني عن الصلوات وعن رب الأرض والسماوات ... فقلت : سبحان مُقلب القلوب ما الذي حدث ؟ فقال لي : بعد أن تركتك البارحة ذهبت إلى بيتنا ثم نمت فرأيت في المنام أنني كنت أسير على شاطئ البحر فإذا بأحد أصحابي مقبل عليَّ يركض فلما وصل إليَّ بادرني بالسؤال : أتحب المرأة الفلانية ؟ فقلت : له بشوق : نعم ، فقال : إنها هناك تغني فانطلقت أركض واركض واركض أريد أن أراها فقد أحببتها حباً شديداً فلما اشتد بي التعب إذا بي أراها وهي تغني فوقفت أنظر إليها واستمع إلى صوتها معجب بها فبينما أنا كذلك إذ بيد تلامس كتفي فالتفت فإذا وجه منير كالقمر ليلة البدر تزينه لحية عليه آثار الصلاح وتلا علىَّ قوله تعالى : أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ( الملك 22 ) وأخذ يرددها بصوت شجي عذب وأخذ يبكي حتى تأثرت أنا فأخذت أبكي معه ونحن نردد الآية فاستيقظت من نومي فجأة وأنا أرددها وأبكي ثم دخلت على أمي فلما رأتني على هذه الحال تأثرت وأخذت تبكي معي. يقول الشيخ : وبعد ذلك أصبح الشاب يكره الأغاني كرهاً شديداً وأصبح يتلذذ بالقرآن تلذذاً عجيباً أراه في الدموع التي تنزل من عينيه حين يقرأه فهيا أخي الحبيب أخي العاصي : أكتب قصة الرجوع بقلم النزوع بمداد الدموع واسع بها على قدم الخضوع إلى باب الخشوع وسل رفعها فرب سؤال مسموع (منقول للفائدة) |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسأل الله لنا ولكم وللجميع الجنة بلا سابقة حساب ولا عذاب أحسنتِ النقل غاليتي ربنا يكرمك يارب
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتة جزاك الله خيرا اختى الحبيبه ام عبد الله واشكرك على مرورك العطر اثابك الله الفردوس الاعلى بحفظ الله |
#5
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك وفى قلمك المميز اختى الحبيبة جعل الله عملك كله خالصا لوجهه الكريم واثابك الفردوس الاعلى
__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
|
#6
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
وفيكم بارك الله حبيبتى واختى فى الله أملى فى الله اشكرك على مروركِ ودعائك الطيب تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال بحفظ الله |
#7
|
||||
|
||||
![]() اللهم قنا عذاب النار وعذاب القبر واجعلنا ممن يدخلون الجنة مع رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جزاك الله خيراً
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |