الحياة في سبيل الله

[خالد الحبيب]

الحياة في سبيل الله

إن خطاك هذه في سبيل الله

عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار " . رواه الترمذي . وفي رواية : " ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار " .

هل أنت إلا إصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جرح إصبعه في غزوة أنشد هذا البيت :
هل أنت إلا إصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ

ليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له " . رواه أحمد .

حتى الزبالة إذا أخرجتها من بيتك فانوي بها وجه الله

" إن إحضار النية يشجع الإنسان على البذل أكثر . يقول بعض العلماء : حتى الزبالة إذا أخرجتها من بيتك فانوي بها وجه الله تعالى . فباب الحسنات أمامك واسع " . [ محاضرة " إصلاح النفوس " للشيخ صالح العصيمي ] .

من وجد شيئاً يؤذي الناس فأوقف سيارته

وأزاله فقد يغفر الله له كل ذنوبه

" تستطيع بنيتك أن تكسب حسنات ، فمثلاً واحد يمر بالشارع يجد مثلاً حجر ملقى ، يجد شجر ، يجد شيئاً يؤذي الناس فأوقف سيارته وأزالها فقد يغفر الله له كل ذنوبه ، لأنه قصد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى " .[ المصدر السابق ] .

حتى أن قوة حياتهم تمنع الأرض أن تُبلي أجسامهم

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين 3/266 : " ولهذا كان خلق " الحياء " مشتقاً من " الحياة " اسماً وحقيقة . فأكمل الناس حياة : أكملهم حياء . ونقصان حياء المرء من نقصان حياته . فإن الروح إذا ماتت لم تحس بما يؤلمها من القبائح . فلا تستحي منها . فإذا كانت صحيحة الحياة أحست بذلك فاستحيت منه . وكذلك سائر الأخلاق الفاضلة والصفات الممدوحة تابعة لقوة الحياة وضدها من نقصان الحياة . ولهذا كانت حياة الشجاع أكمل من حياة الجبان . وحياة السخي أكمل من حياة البخيل . وحياة الفطن الذكي أكمل من حياة الفدم البليد . ولهذا لما كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أكمل الناس حياة حتى أن قوة حياتهم تمنع الأرض أن تُبلي أجسامهم " .

على قدر ما تتعبون ههنا تستريحون هنالك

قال ابن القيم رحمه الله : ذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد : أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان يقول : " على قدر ما تتعبون ههنا تستريحون هنالك ، وعلى قدر ما تستريحون ههنا تتعبون هنالك " . [ مدارج السالكين 3/167 ] .

جعل الله جوع عبده جوعه ومرضه مرضه

قال ابن تيمية رحمه الله : ‏وفى الحديث الصحيح :" يقول الله : عبدي جُعْتُ فلم ‏تطعمني . فيقول : رب كيف أطعمك وأنت رب ‏العالمين ؟ ‏
فيقول أما علمت أن عبدي فلاناً جاع ، فلو أطعمته ‏لوجدت ذلك عندي . عبدي مرضت فلم تعدني . فيقول ‏كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟!. فيقول : أما ‏علمت أن عبدي فلاناً مرض ، فلو عدته لوجدتني عنده "‏‏.

وهذا صريح في أن الله سبحانه وتعالى لم ‏يمرض ولم يجع ولكن مرض عبده وجاع عبده فجعل ‏جوعه جوعه ومرضه مرضه مفسراً ذلك بأنك " لو ‏أطعمته لوجدت ذلك عندي ، ولو عدته لوجدتني عنده " ‏‏ .‏ [ التدمرية 73 ] .

‏ كيف أرحمك من شيء به أرحمك ‏

في أثر اسرائيلي : " أوحى الله إلى نبي من أنبيائه : ‏أنزلت بعبدي بلائي فدعاني فأخرت الإجابة فشكاني ‏فقلت : عبدي : كيف أرحمك من شيء به أرحمك ؟ " . [ مدارج السالكين 2/160 ] .‏

يعني أن البلاء من أعظم أسباب حصول الرحمة . ‏فبالبلاء نرحم ونعطى العطايا الجسيمة .