|
ملتقى الرقية الشرعية قسم يختص بالرقية الشرعية والعلاج بكتاب الله والسنة النبوية والأدعية المأثورة فقط |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() كتاب نصيحة الاخوان في معالجة السحر والجان أي لا تختص بالمعتدي , بل تتناول من رأي منكرا ولم يغيره ,وعندما يكون المسلم أمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر يعيش المسلم في تأليف الدكتور عبد الحميد هنداوي دكتور بكلية الاداب جامعة القاهرة الناشر محمد سيد محمود مقدمة الناشر محمد سيد محمود (قل هذه سبيلي أدعو الي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني ) ان اصلاح حال المسلمين أصبح الان فرض عين علي كل مسلم ,كما أن اصلاح النفس فرض عين أيضا وسيسأل يوم القيامة عن الامرين كل علي حدة قال تعالي _واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) مجتمعه ينبوعا يفيض بالخير والرحمة , ويتدفق بالنفع والبركة , يفعل الخير ويدعو اليه , يبذل المعروف ويدل عليه , فهو مفتاح للخير , مغلاق للشر كما قال النبي صلي الله وعليه وسلم في ما رواه ابن ماجة في صحيحه (طوبي لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ) ولكن علينا عندما نأمر بالمعروف أو ننهي عن المنكر أن نحسن الظن بمن نأمرهم أو ننهاهم باعتبارهم بشرا علي الارض وليسوا ملائكة أولي أجنحة , فهم لم يخلقوا من نور , وانما خلقوا من حما مسنون ,فاذا أخطأ بنو ادم خطأ واذا اذنبوا فقد أذنب أبوهم الأول ( ولقد عهدنا الي ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ) طه الايه 115 فلا غربة اذن أن يعثر الناس وينهضوا , وأن يخطئوا ويصيبوا , وعلينا ان نفتح لهم باب الأمل في عفو الله ومغفرته ,بجوار تخويفهم من عقاب الله وبأسه , فلا يجوز التيئيس من روح الله ولا نؤمنهم من مكر الله وحسبنا هنا قول الله تعالي (قل يا عبادي الذين أسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ) الزمر الايه 52 فانظرالي اناسه سبحانه لهم , حين ناداهم ( يا عبادي ) وأضافهم الي ذاته المقدسة , تلطفا بهم , وتقريبا لهم من ساحته ثم كيف فتح باب المغفرة علي مصراعيه لكل الذنوب , فانها مهما عظمت فعفو الله أعظم منها لأن كل من امن بالله ورسوله لايخلو من خير في اعماقه وان انغمس ظاهره في المعاصي ولكنها لا تقتلعه أبدا من جذوره , مالم يفعلها من يفعلها متحديا لسلطان الله تعالي أو مستحلا لحرماته , ومستخفا بأمره ونهيه وأسوتنا في ذلك رسول الله صلي الله وعليه وسلم فقد كان أرفق الناس بالعصاة , ولا تمنعه معصية أحدهم أن يفتح له قلبه وينظر له نظر الطبيب الي المريض , وفي الحديث جاء فتي من قريش الي النبي صلي الله وعليه وسلام يستأذنه في الزني فثار الصحابة وهموا به ,لجرأته علي النبي صلي الله وعليه وسلم ولكن النبي صلي الله وعليه وسلم وقف منه موقفا اخر , قال أدنه فدنا فقال , أتحبه لأمك ,قال لا والله جعلني الله فداك قال , ولا الناس يحبونه لأمهاتهم , ثم قال له مثل ذالك في ابنته واخته وعمته وخالته , وفي كل ذلك يقول أتحبه لكذا فيقول لا والله جعلني الله فداك فيقول صلي الله وعليه وسلم ولا الناس يحبونه , فوضع يده عليه وقال , اللهم اغفر ذنبه , وطهر قلبه وحصن فرجه , فلم يكن بعد ذلك يلتفت الي شيئ انظر مجمع الزوائد 1_129 , انظر أخي كيف عامل الرسول صلي الله وغليه وسلم هذا الفتي عامله بالرفق , تحسينا للظن به , لأن الخير كامن فيه والشر طارئ عليه فلم يزل يحاوره حتي اقتنع عقله , واطمأن قلبه الي خبث الزني وفحشه , وكسب مع ذلك دعاء النبي صلي الله وعليه وسلم ان سب الناس ولعنهم ولو كانوا عصاة منحرفين , لا يصلحهم ولا يقربهم من الخير بل هو أحري أن يبعدهم عنه , وأولي من هذا الموقف السلبي أن تتقدم من أخيك العاصي فتدعوا أو تدعو له , ولا تدعه فريسة للشيطان كما قال صلي الله وعليه وسلم لا تكونوا عون الشيطان علي اخيكم وقد قال احد الحكماء ( بدل ان تلعن الظلام أضئ شمعة تنير الطريق ) هذا ما فعله الدكتور عبد الحميد هنداوي وهو ينصح اخوانه الذين يعملون في مجال العلاج بالقران فقد قام جزاه الله خيرا بنصحهم لكي لا يقعوا فريسة للشيطان وقد نبه أنه لن يكون ذلك كذلك الا بالعلم والعلم هو الذي سيجعل منك معالجا علي دراية بما يقول ويفعل ولكن بالعلم الصحيح من أمهات الكتب وليس من كتب الشرك والتضليل فقد بين ما يجوز وما لا يجوز في العلاج بالقران وجزي الله خيرا من يقرأ هذه الرسالة ويعمل بها ويبلغها لغيره هذا ما أردت التقديم به وليسامحني القارئ ان اطلت , وهذا ايضا ما أردت أن أذكر به وأنصح به نفسي واخواني في الاسلام الذين أكن في قلبي أعمق الحب لهم واعظم الاشفاق عليهم ولا اقول الا ما قال خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام ( ان أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب ) هود 88 اخواني الاعزاء هذه كانت مقدمتي وان شاء الله سوف اقوم بكتابة الرساله علي اجزاء ليتسني لكم الاطلاع عليها فهيه حق نصيحة بحق الكلمه ونصيحه مخلصة من رجل يعرف له علمه ودرايته وقد مني الله عليه بان اكون من نشر هذه الرسلة سنة 1992 برقم ايداع بدار الكتب المصرية 7764 وشكر وجزاكم الله خيرا اخوكم محمد سيد محمود |
#2
|
|||
|
|||
![]() مقدمة المؤلف الحمد لله وحده, والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده , وأشهد ألا اله الا الله , وأن محمد نبيه ومصطفاه , صلوات ربي وسلامه عليه وبعد فقد حررت هذه الرسلة نصيحة للاخوة العاملين في مجال معالجة اخراج الجان , واذهاب أثر السحر بتلاوة القران , ونصيحة كذلك لمن ابتلوا بأمر السحر والصرع واللبس أو مس الجان , وذلك عملا بقوله صلي الله وعليه وسلم ( الدين النصيحة ) فأحببت أن أكتب هذه الرسلة الموجزة في النصح للطائفة المعالجة وفي تنبيههم لكثير من الأخطاء والمنكرات الفاحشة , التي قد شاعت في طريقتهم وذلك بقصد ردهم الي الصواب , لا بقصد التشنيع والازراء فانه قد شاعت في طريقتهم جملة من البدع والمعاصي والمنكرات , ولبس عليهم الشيطان في ذلك بعدد من التلبيسات فأردت أن أكتب لهم هذه الرسلة بمثابة التذكير والنصيحة لهم وللمرضي المبتلين لا بغرض كتابة بحث مفصل أو كتاب مدبج , بل لا عليك أن تعدها رسلة قد كتبها اخ الي اخيه , خوفا عليه ونصحا له , وبرا به , ووفاء بحق الاخوة له عليه , ولذا فقد قللت فيها الكلام ما استطعت , ولم أتكلف لها مؤنة البحث والجمع , ولا أدعي لنفسي فيها كثير علم وفضل , اذ الغرض فيها هو النصيحة لا اكثر ولا اقل , ولذا فقد اوجزتها , وخير الكلام ما قل ودل , او كما قيل ان ما قل وكفي , خير مما كثر وألهي والله أسأل أن يأجرني فيها بقدر نيتي , وأن ينفع بها أحبائي واخوتي , وأن تكون حافزا لأهل العلم علي الاستفاضة في تفصيل هذا الأمر , وبيان ما يجوز فيه وما لا يجوز , والله هو الموفق لا رب سواه نسأله الهداية والتوفيق والسداد كتبه الدكتور أبو يوسف عبد الحميد بن أحمد بن يوسف ابن هنداوي الناشر محمد سيد محمود |
#3
|
|||
|
|||
![]() فصل من كتاب الدكتور عبد الحميد هنداوي نصيحة الاخوان في معالجة السحر والجان الحقوق محفوظه للناشر محمد سيد محمود في بيان تلبيس الشيطان علي مجاهدي الجان في اغرائهم بدخول المعركة قبل استكمال العدة والادوات اعلم أخي في الله أن السلف قد نصوا علي أن هذا العدو اللعين يعمل جهده علي النيل من دينك ما استطاع , فهو يجاهدك أولا علي الشرك بالله أو الكفر به , فان لم ينل ذلك منك جاهدك علي ترك الفرائض وفعل الكبائر , فان لم ينل ذلك منك جاهدك علي ترك السنن وفعل ما هو رزيل مكروه , فان لم ينل ذلك منك لم يبق الا المكر والحيلة والتلبيس عليك في الطاعة , والدخول عليك في ذلك من جانب ما تحب وتهوي , فيحبب اليك التلهي بالمباح عن المستحب والواجب , فان لم يقدر حبب اليك التلهي بالمستحب عن الفرائض والواجبات , وبذلك يوقعك في العصيان بطرق خفي , لأنك اذا تلهيت بالمستحبات عن الواجبات , فتركت ما أوجبه الله عليك , فقد عصيت الله وخالفت أوامره , ولا ينفعك عنده انشغالك بالمستحب ولا يغفر لك به تقصيرك في الواجب وذلك لأنه انما أوجب عليك الفرائض والواجبات أولا , ولم يوجب عليك المستحبات الا بعد فراغك من جملة الواجبات , فاذا ما انشغلت بالمستحب عن الواجب , كنت عابدا لهواك لا مطيعا لمولاك لأنه ما بهذا الأمر أراد أن تعبده الأن , وذلك ولله المثل الاعلي , كما لو قال السيد لعبده نظف القصر أولا ثم ان شئت فاسق الزرع , فسقي الزرع أولا وانشغل به عن نظافة القصر التي أوجبها عليه , فهو بذلك مستحق لغضب مولاه مستوجب لعقوبته , عافانا الله واياك ولذا فقد ذكرتك بهذا أخي لنا رأيته من حال أغلب المشتغلين بهذا الأمر ان لم يكن كلهم , قد أنشغلوا به ليلهم ونهارهم وجعلوه علمهم وشغلهم , ولا علم لهم غيره ولا شفل لهم سواه وقد دخل فيه كثير منهم في بادئ التزامه , وقبل تحصيله والمامه وقد ظنوا الأمر سهلا , فما هو الا أن يقرأ فاتحة الكتاب وأية الكرسي وفواتح البقرة وخواتمها علي المصروع أو الملبوس حتي يصرخ الجان فيكلمه من انت , وماذا تريد , اخرج عدو الله , فيخرج باذن الله , أو يحتاج الأمر الي اكثر من ذلك فلا عليه أن يكثر من تلاوة القران علي المريض ساعة أو ساعتين أو خمس ساعات أو اقل من ذلك أو أكثر فالأمر في ذلك هين ويسير وان كان يناله من ذلك التعب والارهاق بلا شك في ذلك ولكن المقصود أن الأمر هين ويسير في تصور المعالج لا يحتاج الي كثير علم أو كثير دراية ألافاعلم يا عبد الله أن الأمر أعظم من ذلك , وأن عدوك في هذه المعركة ليس بالهين ولا السلذج , بل انه عدو لدود ماكر , قد ملأ الحقد قلبه عليك , لحد أنه يقتل نفسه من أجل اضلالك من أجل أن تشرك وتكفر بالله أي والله فان الشيطان يسمع الي الملأ الأعلي وهو يعلم علم اليقين أنه سيقتل بشهاب ثاقب , ثم يصير الي عذاب واصب ولكنه مع ذلك يضحي بنفسه , لماذا لأجل أن يسمع كلمة من الملأ الأعلي فيلقيها الي من هو أسفل منه من الشياطين وقد يصيبه الشهاب فيقتل قبل أن يلقيها ( انظر البخاري حديث 4800 , وفتح الباري 8 _ 298 ) الا أنه مع ذلك يضحي بنفسه ليشفي غيظ قلبه من ابن ادم فان هذه الكلمة تذهب بها الشياطين الي أصحابهم من الكهان ويزيدون فيها مائة كذبة فيصدق الكاهن بسبب تلك الكلمة التي نقلوها له من الملأ الأعلي فيعتقد الناس في الكاهن أنه يعلم الغيب فيكفرون بذلك , كما صح عن النبي صلي الله وعليه وسلم أنه قال ( من أتي عرافا فسأله عن شئ فصدقه , لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) انظر صحيص مسلم حديث رقم (2230 ) فقد روي البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلي الله وعليه وسلم قال , اذا قضي الله الأمر في السماء ضربت الملأئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة علي صفوان فاذا فزع عن قلوبهم , ماذا قال ربكم , قالوا للذي قال , الحق وهو العلي الكبير , فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض , ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه , فيسمع الكلمة فيلقيها الي من هوتحته , ثم يلقيها الأخر الي من تحته , حتي يلقيها علي لسان الساحر , أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة , فيقال , أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا وكذا , فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء , انظر البخاري حديث رقم (4800 ) وفتح الباري حديث رقم ( 8 _ 298 ) فانظر يا عبد الله كيف تضحي الشياطين بنفسها من أجل اضلال العباد ومن أجل أن يقعوا في الشرك والكفر بتصديق السحرة والكهان فاذا كانوا يصنعون هذا يركب بعضهم علي بعض ويضحون بأنفسهم من أجل كلمة ربما استطاعوا نقلها أو لم يستطيعوا , فالشيطان العلوي مقتول مقتول لا محالة وقد يقتله الشهاب الثاقب قبل أن يلقي الكلمة لمن هو أسفل منه , ومع ذلك يضحون بأنفسهم من أجل فتنة العباد فهل تظن يا عبد الله أن هذا العدو الحاقد اللدود , لا يكيد لك في هذا الأمر ولا يعمل فيه علي اضلالك , بلي والله انه ليعمل فيه جهده ليوقعك في الشرك بالله , أو يوقعك ان لم يستطع في ترك ما يجب عليك من تعلم العلم النافع والدعوة الي الله , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء علي الجاهلية , واليك بيان ذلك بشئ من التفصيل الي هنا عزيزي القارئ نتوقف الي ان نلتقي ان قدر الله لنا القاء وشكرا اخوكم محمد سيد محمود ![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]() الجزء الثاني أولا كيده للمعالجين بايقاعهم في الشرك والكفر يقول الله تعالي في سورة الأنعام الاية (121) ( وان الشياطين ليوحون الي أوليائهم ليجادلوكم , وان أطعتموهم انكم لمشركون ) فقد يبين الله تعالي أن طاعة الشياطين فيما يوحون الي أوليائهم من السحرة والكهنة والمشركين شرك وكفر بالله العظيم وكل من يتولاهم ويركن اليهم ولو ادعي دين الاسلام فهو من المشركين وداخل في قوله تعالي ( يوحون الي اوليائهم ) فيلبس الجني علي الانسي في ذلك لكي يوقعه في الشرك المخرج من الملة من جهة طاعة الشياطين من حيث لا يشعر , وهو لا يدعوه الي ذلك سراحة بل يسلك له طرقا خفية , ويدخل له من أبواب خلفية , ويأتيه من جهة اليمين فيزعم له كذبا وزورا أنه قد اسلم علي يديه وأنه قد أعلن توبته لله وندمه علي ما فعل وعلي ما فرط منه وسبق وقد يبكي ندما علي ما فرط منه , فيهون عليه المعالج ويخبره أن الله غفور رحيم ويطمئن اليه المعالج ويركن , ويعرض عليه الجن العون والمساعدة للاسلام والمسلمين تكفيرا لما فرط منه في حق الدين فيصدقه ألاخ المسكين , وحينئذ يبدأ الكيد المبين , ويقع المعالج في الفخ المتين , فيترك هدي محمد الأمين صلي الله وعليه وسلم ودعاء رب العالمين ,ة ويقبل علي عدوه وبه يستعين فيصحبه هذا الجني في علاج ما استعصي عليه من الحالات فيخبره بأن فلان هذا مسحور , وأنه به كذا وكذا من المردة والشياطين وقد يكذب عليه في ذلك ويضلله , وقد يخبره بأن علاج هذا السحر في أن يفعل كذا وكذا بما لم يرد في كتاب الله , وقد يلبس عليه بأن يدخل فيما يأمره به من العلاج بعض أيات من القران , أو كتابة أسم الله أو غير ذلك فمن ذلك مثلا أن يخبره أن علاج هذا المسحور أو هذين الزوجين في أن يأتي ببيض بطة سوداء لا بيضاء وليست دجاجة مثلا , فيكتب عليها اسم الله , ثم يقطعها بسيف لا بسكين , فيقسمها نصفين , فيأكل كل واحد من الزوجين نصفا منها أو يأمره بأن يأتي بورق نبات كذا وكذا فيضعه في ماء ويقرأ عليه كذا من القران ويسقيه للمريض أو برشه عليه أو غير ذلك , فيجب علي المعالج هنا أن يسأل نفسه عن هذه الخصوصيات التي امره به الجني , لماذا يأكل المريض من بيض البطة لا غيره , ولماذا البطة السوداء خاصة , ولماذا يقطع البيضة بسيف لا بسكين , ولماذا يقطعها ويقتسمها الزوجان أصلا , فلماذا لا ياكل كل واحد بيضة كاملة , ولماذا يأتي بورق نبات معين بالذات , وهكذا , الي سائر الوصفات فيسأل نفسه المعالج هل ورد بذلك كتاب أو سنة , وهل عمل بذلك النبي صلي الله وعليه وسلم أو أحد من الصحابة , فان لم يكن هذا ولا ذاك , أفليس ذلك طاعة للشياطين ولأوليائهم , أوليس الله تعالي يقول في كتابه ( وان أطعتموهم انكم لمشركون ) وقوله تعالي ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ) الشوري 21 , وما الذي يؤمنه أن يكون هذا الذي أمره به من السحر , بل هو فعلا من السحر , لأن هذه هي طريقة السحرة في العلاج أنها تأمر المريض بأن يفعل ما يرضي ما يسمونهم باللأسياد وهم مردة الشياطين فيحضرون لهم طعاما بأوصاف مخصوصة , أو يلبسون لهم ثيابا بأوصاف مخصوصة أو غير ذلك , وكل ذلك سحر وكهانة وشرك وكفر لأنه طاعة لغير الله ورسوله صلي الله وعليه وسلم وهي طاعة في امور الغيب وهي لا تجوز الا لله أو الرسول صلي الله وعليه وسلم وقد يلبس عليك الشيطان بأنك تطيع الطبيب فيما يأمرك به من الدواء أو العلاج فهذا كذلك بمثابة الدواء أو العلاج لهذه الأمور , ولكن الفارق واضح لا يخفي عليك اذ ان العلاج بالأدوية والعقاقير في امراض الأبدان مأمور به في الكتاب والسنة فضلا عن أنه عمل بالظاهر نستطيع أن نعرف الأسباب التي خلقها الله وأودعها في هذه الأشياء ليتم الشفاء باذن الله تعالي , أما هذه الأشياء فليست كذلك , وانما هي أشياء يفعلها المصروع أو الملبوس ارضاء للجن الذي قد التبس به , أ اتباعا لما شرعته الشياطين من قوانين السحر المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلي الله وعليه وسلم والتي اذا التزم بها الانس أرضي بذلك الشياطين وقنعوا أن ينالوا منه الطاعة لهم دون الطاعة لله ورسوله صلي الله وعليه وسلم لأنهم يعلمون أن طاعتهم فيما لم يأت به كتاب ولا سنة هي محض شرك وكفر بالله العظيم , فعليك أن تحذر من الوقوع في هذا الشرك المبين عافانا الله و اياك وسائر المسلمين امين ثم اعلم أن الوقوع في الشرك من جراء هذا أللأمر ليس محصورا فيما ذكرت لك هنا بل قد يكون لأمور كثيرة يعرفها من قرأ كتب التوحيد , فعليك قبل الولوج في هذا الأمر والدخول فيه بإتقان علم التوحيد والتخصص فيه , وأن تقرأ فيه كثيرا ولا تكتفي فيه بمجرد الالمامة السريعة , طالما أنك سوف تدخل معركة مع هذا العدو اللدود , الذي ليس له مطلب منك سوي قصف معقل التوحيد لديك , فعليك أن تحصن بناء التوحيد لديك أيما تحصين كي لا تؤثر فيه قذائفه وبواطله واذا كانت قذائف الشيطان الأولي في هذه المعركة وغيرها من المعارك هي قذائف الشرك والكفر بالله العظيم , فيجب أن يكون السلاح المضاد الذي يصد هذه القذائف هو سلاح التوحيد وافراد العبادة لرب العالمين , فاذا كان أساس الشرك في طاعة غير الله في معصية الله , فانه قد ينال ذلك من المعالج بطريقة خفية وذلك كأن يكون الملبوس امرأة , ويأبي الجن الذي عليها أن يحضر علي المريض الا بعد اخراج الحاضرين لكي يقع المعالج في معصية الخلوة بأجنبية , وهذا الحرام اذا استحله كفر كسائر المحرمات , وغاية الأمر في ذلك أن يقع المعالج في الكفر متأولا أن هذا لضرورة العلاج ونحوه وكذا كأن يلقي الشيطان في وهم المعالج أنه لا يصل أثر قراءته الي المريضة الا بمسها أو بوضع يده علي رأسها أو علي مكان الألم عندها , ويقيس في ذلك قياسا فاسدا علي عمل الطبيب فاذا أطاع الشياطين وأولياءهم في ذلك كفر كفر تأويل فهذا هو أخطر ما يمكن أن يناله عدوك , فان ظفر بذلك والا فانه سيجاهدك علي ما يلي ذلك من أركان الدين وهو أن يوقعك في الكبائر من المعاصي والمنكرات , عافانا الله واياك وسائر المسلمين امين اكتفي بهذا القدر الي ان نلتقي ان شاء الله ان قدر الله لنا القاء وشكرا الناشر اخوكم محمد سيد محمود |
#5
|
|||
|
|||
![]() الجزء الثالث تلبيس الشيطان علي المعالج بالقران بايقاعه في الكبائر ويكون ذلك بأمور منها أن يأتيك من أعظم باب الفتن وهو ما أخبر به الرسول صلي الله وعليه وسلم الصادق المصدوق حيث قال ( ما تركت فتنة بعدي أضر علي الرجال من النساء , ولا أضر علي النساء من الرجال ) متفق عليه انظر البخاري حديث رقم 2282 , ومسلم 2098 وقوله صلي الله وعليه وسلم ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء , فان أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ) رواه مسلم حديث رقم 2742 وفي هذا الباب من الفتنة مزالق كثيرة اولا فمن ذلك ما سبق أن ذكرته بأن الجن قد يأبي الحضور الا في حال الخلوة بالمرأة , فيحدث من ذلك مصيبة كبيرة من الكبائر , يكفر بسببها صاحبها اذا استحلها ثانيا , قد يزين الشيطان كذلك للمعالج أن الخلوة بالمرضة أفضل من جهة عدم احراجها , ومن جهة عدم اطلاع الناس علي أسرارها من أقربائها ثالثا ولقد سمعنا عن بعض المعالجين غير الملتزمين انه تأتي اليه المرأة مع زوجها فتدخل الي المعالج فيغلق عليه الحجرة خاليا بها ويترك زوجها واقفا خارجها وقد سجل بعض الاخوة الملتزمين وقائع الفاحشة في أماكن العلاج المعدة لذلك عند بعض من يعالجون بالقران كذلك من غير الملتزمين , وقد كتب ذلك في ورقة وهو ما حدث للمريضة من الذي يدعي انه يعالج بالقران فالمريضة حالة حضور الجن تغيب عن وعيها , ويريد الجن اللعين فتنة المعالج ليصرفه عن علاجها أو ليوقعه في الفاحشة فيكشفها له ويعري له مواضع الفتنة منها فيثيره ويغريه بالفاحشة ,وقد يجعلها تتمايل وتترامي وتقع عليه , والمعالج بشر وله شهوة وتحدثه نفسه بالفحشاء ولو كان يوسف الصديق الا أنه علي كل حال لن يكون مخلصا كيوسف عليه السلام فقد جعله الله من عباده المخلصين , وقد يكون المعالج مخلصا ولكن لا يكون مخلصا لأن المخلص بالفتح هو من أخلص الله تعالي له , وحسبك بعناية الله تعالي وولايته كذلك فقد يكون المعالج وسيما جميلا فتأتيه بعض المفتونات بغرض عرض نفسها عليه وايقاغه في الفتنة لا بغرض العلاج وكذلك فقد تأتيه بعضهن بغرض ايقاعه في زواجها , وكثيرا ما تنتهي حالات من هذه النوع بالزواج السريع , لأجل الرغبة الخادعة لا لحسن الاختيار هذا فضلا عن فتنة زنا اليدين وزنا العينين وزنا السمع والشم قال صلي الله وعليه وسلم ( كتب علي ابن ادم نصيبه من الزنا , فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناها النظر , والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش , والرجل زناها الخطا , والقلب يهوي ويتمني , ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ) متفق عليه بخاري 11 _22 ومسلم 2657 والفظ له فلا جرم يحتاج المعالج أو يضطر الي الامساك بالمرأة عند ما تضطرب منه لحضور الجان وقد تصرع وترتمي في يديه كما قلت , وقد يكون الجن عنيدا فيحتاج الي ضربه , وقد يدفع الجن المعالج بيدي المريضة وذراعيها ويقترب بها منه فتنة له , فضلا عن أنه يلقي في روعه أن قراءته لا تؤثر الا بمسها أو بالاقترب من أذنها وفي ذلك من الفتنة ما تعلم وعندي صور كثيرة لكثير من المعالجين صوره في الجرائد والمجلات وقد جلس الي جانب المريضة وأمسك برأسها وألصق فمه بخدها ليقرأ في اذنها , فمن يتحمل هذه الفتنة وقد يقال انه منشغل بالقراءة , ولكن وقائع الفاحشة التي تحدث ويتناقلها الناس تثبت أن هذه القراءة للجن مع هذه المخالفات الشرعية لا تجدي علي صاحبها شيئا لأن قراءة القرأن انما تنقع من يلتزم بأحكامه أما المخالف لشرع الله تعالي فان الله تعالي يكله الي نفسه وشيطانه هذا فضلا عن فتنة النظر الي الحسان , وأغلب من تعاني من الصرع واللبس هن من الحسان وما تلبس بهن الا لحسنهن وتبرجهن وسفورهن وخروجهن علي شرع الله وسنة رسوله صلي الله وعليه وسلم في الالتزام والطهر والعفاف فتأتي المريضة الي المعالج فيراها متبرجة سافرة تطلب علاجه لها , وقد يتقي الله تعالي بعضهم فيأمرها بأن تحتجب حال العلاج , ولكن بعدما فات الأوان فقد رمتني بدائها وانسلت ,فقد سهام الشيطان في قلب المعالج فهاهو يقرأ في أذنها وفمه علي خدها ويده علي رأسها ويدور برأسه صورتها حينما رأها وجمال عينيها ومراها , وحسن قوامها ومحياها , فيالها من فتنة عظيمة والله هو المثبت والمنجي للمتقين وكيف تغض بصرك أيها المسكين حينما تصرع المريضة وتتكشف وهذا ثابت في السنن الصحاح أن المصروعة تتكشف , فقد جاءت امرأة الي النبي صلي الله وعليه وسلم فقالت لهلا اني أصرع واني أتكشف فادع الله تعالي لي فقال لها صلي الله وعليه وسلم ان شئت صبرت ةلك الجنة , وان شئت دعوت الله تعالي أن يعافيك , فقالت أصبر فقالت اني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف , فدعا لها فليس ثمة علاج للنساء الا بالدعاء ولا بأس باستماعها للقران دون مس من المعالج أو النظر اليها فاحذر أخي المعالج أن ينال منك الشيطان ذلك بأن يوقعك في شئ من هذه الكبائر من المعاصي والمنكرات فان هذا أعظم مطلب يطلبه منك بعد الشرك بالله اكتفي بهذا القدر ونلتقي ان قدر الله لنا القاء ان شاء الله تعالي مع الجزء الرابع وشكرا اخوكم محمد سيد محمود |
#6
|
|||
|
|||
![]() اخواني الاعزاء هذا هو الجزء الرابع من كتاب نصيحة الاخوان في معالجة السحر والجان للدكتور عبد الحميد هنداوي دكتور بكلية دار العلوم جامعة القاهرة يقول ومن اعجب ما سمعت في ذلك عن بعض المعالجين أنه دعي لعلاج امرأة فاكتشف أن عليها خمسين جنيا أي والله خمسين جنيا , بل ان أحدهم أنه وجد علي مريضته أربعمائة جني , ثم تدور قصة الخداع المعروفة يتحدث معه هؤلاء الجن وقد لا يكونون في الحقيقة الا جنيا واحدا , ثم يتشكل له في أصوات شتي وله القدرة علي ذلك وبالطبع فان المعالج لا يري شيئا فهو لا يري العدد ولا يسمع أصواتا متعددة وانما يسأل المعالج الجن من معي , فيقول له انا بطرس , ثم بعد قليل يسأله من انت , فيقول أنا حنا , أنا جرجس , انا مريا , أنا كذا أنا كذا , فيقول من أنت وكم عددكم , فيقولون نحن قبيلة كذا من الجن الأخضر أو من الجن الأزرق وعددنا أربعون أو خمسون أو أربعمائة أو000 او 0000 ثم يبدأون في التمثيل عليه غالبا فيقرأ عليهم القران فيظهر الجن أنه قد لان وأنه قد رغب في الهداية والاسلام قيدعوه المعالج الي الاسلام فيسلم ويقنعه بأنه سيقنع باقي أفراد القبيلة بالاسلام وعلي المعالج أن يجتهد في دعوتهم الي الدين الحنيف , ولكن ذلك يحتاج الي جلسات طوال يتم فيها استدراج المعالج مع المرأة المسحورة أو الملبوسة وايقاع المعالج في كثير من الفتن والنيل منه في دينه ووقته وعرضه وعقله وقلبه أكثر مما ينال المعالج من الجني بل لعله لا ينال منه شيئا ويأتي المعالج في الجلسة التالية ويقرأ كثيرا ويجادل الجن ويحاوره كثيرا ثم يسلم واحد أو اثنان أو ثلاثة أو خمسون مرة واحدة أسلم اليوم علي يده خمسون من الجان وما يدري المسكين بأن هذا ما هو الا كذاب واحد منافق لا خمسون كذابا منافقا , ثم يأتي في جلسات متتالية طمعا في اخراج الباقيين وهكذا تطول صحبته للمريضة وتزول الكلفة بينه وبينها وتناديه باسمه وتحدثه عن مشاعرها النبيلة نحوه , ولم لا وهو يضيع وقته وجهده وعقله وقلبه بل ودينه من أجل علاجها , ويحدثها هو ايضا عن طمعه في استجابتها للالتزام مثلا ودعوتها الي الحجاب أو الصلاة أو كذا , وقد حدث هذا كثيرا وأذكر أن المريضة كانت مع ذلك لا تصلي , والجن الذي أسلم يدافع عنها ويقول للمعالج دعها الان من الصلاة حتي يتم علاجها |, وكأنه سيتم شفاؤها ان تم بغير اذن الله وهكذا يطول علاج حالات النساء ليصل الي عدة أشهر في بعض الأحيان يكون المعالج فيها قد عشق المريضة وهي بالطبع قد عشقته وذلك لرقة قلوب النساء بل منهن من تعشق المعالج من أول زيارة وتطلب الزواج منه في الزيارة التالية أو تلمح له بذلك أو تقول له كنت أحب أن يوفق الله لي معالجا يتزوجني ليكون دائما بجواري اذا ما عاد لي هذا الجن مرة أخري 000000 وهكذا يقع الهالكون |
#7
|
|||
|
|||
![]() اخواني الاعزاء هذا هو الجزء الخامس من كتاب نصيحة الاخوان في معالجة السحر والجان للدكتور عبد الحميد هنداوي دكتور بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فحذر أخي في الله أن ينال الشيطان منك هذه الكبائر , كالخلوة بالنساء الأجنبيات فان هذا من الكبائر والحديث الصحيح في ذلك معلوم ومشهور فقد حذرنا من ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال ( اياكم والدخول علي النساء ) متفق عليه البخاري 9 _289 ومسلم 2172 وقال ايضا ( لا يخلون أحدكم بأمرأة الا مع ذي محرم ) متفق عليه 9 _290 ومسلم 1241 وكيف ترجو الخير والشفاء من جلسة يكون الشيطان ثالثكما فيكون الشيطان بذلك وليكما والله عدوكما فأني يستجاب لكما وأني يكون الخير ثم اعلم أن للشيطان في ذلك حيلا وتلبيسات أكشفها لك بعون الله فقد بلغني عن بعضهم أنه كان يخلو بامرأة يعالجها لأن الجن الذي عليها لا يحضر الا عند الخلوة وأن الشيطان كان يلبس عليه في ذلك بأن هذه ليست بخلوة وذلك لأنه غير منفرد بالمرأة بل ان معه حوالي خمسين جنيا عليها فكيف تكون بذلك خلوة ؟ وهذا تلبيس واضح مكشوف لا يلتبس الا علي صاحب الهوي والزيغ والضلال وذلك لأنه من المعلوم أن كل واحد منا قد وكل به قرينه من الملائكة وقرينه من الجن ومع ذلك فان هذا القرين الدائم الذي وصفه الله بأنه ( رقيب عتيد ) ق الايه 18 أي حاضر دائما يسجل علي المرء كل شيئ بالنسبة للملائكة أو يزين له كل شئ بالنسبة للشياطين _ لم يقل النبي صلي الله عليه وسلم عن هذا القرين او ذاك أنه مانع للخلوة فضلا عن أن هؤلاء الجن الملتبسين بالمريضة ليسوا أشخاسا أخرين مستقلين عنها بل انهم لا يقومون الا بها ولا ظهور لهم الا في جسدها فكأنهم جميعا شخص واحد كذلك فان هؤلاء الجن الملتبسين بالمريضة لا يمنعون من يريد الفاحشة منها بل كثيرا ما يفعل الفجار من المعالجين الفاحشة بمرضاهم حال علاجهم ( قلت وهذا تعقيب وليس من كلام المؤالف )( الذين يدعون انهم يعالجون بالقران وليسو كذالك بل انهم بعيدون كل البعد عن القران والسنة بل قل انهم دجالون وسحره ويدعون انهم معالجون عافانا الله واياكم منهم انتهي) كذلك فانه قد يلبس عليه في تجويز الخلوة بها كما سبق أن قلت بأن ذلك لضرورة العلاج أو لحفظ أسرار المريضة حينما تتحدث بما تخفيه في نفسها أو لغير ذلك من الأسباب الواهية التي لا تنهض لاباحة هذه الكبائر التي حرمها الله تعالي فاعلم أخي في الله أن هذه المنكرات كالخلوة بالأجنبيات والنظر اليهن ومسهن والاقتراب منهن وغير ذلك كل ذلك بدع ومنكرات لم تثبت لضرورة العلاج من فعل النبي صلي الله عليه وسلم ولا الصحابة من بعده وذلك لأن العلاج والشفاء لا يحدث ببركة يدك التي تضعها علي المريضة وانما بأذن الله تعالي في الشفاء ببركة الدعاء فلا يلزم ذلك بل يحرم تماما اذا كانت أنثي تلبيس الشيطان علي المعالج بايقاعه في الصغائر فاذا لم ينل الشيطان منك شيئا من هذه الكبائر و المنكرات فانه يوقعك في بعض الصغائر كاختلاس النظرة الي المريضة او مسة خفيفة أو غير ذلك ولو لم يكن في هذه الصغائر الا أنها تميت القلوب وتنقص من ولاية الله للعبد لكفي فاذا لم ينل الشيطان منك شيئا من ذلك فلم يبق الا المكر والحيلة والخداع لك كما سبق أن ذكرت فيأتيك من جهة اليمين فيلبس عليك بالانشغال بالمباح أوالمستحب عن الواجب والفريضة حكم الاشتغال بمعالجة السحر والجان فغاية الاشتغال بهذا الأمر بالنسبة لمن يشتغل به أن يكون مستحبا ولا أري وجوبه بحال من الاحوال علي أحد من الناس لأن الشفاء لا يأتي من جهتك أنت أيها المعالج وانما يأتي بفضل دعاء الله تعالي والله تعالي لا يرد عبده ان دعاه والنبي صلي الله عليه وسلم حينما سحر ما زاد علي أن دعا ربه والله تعالي قد قدر اصابته بذلك السحر ليعلمنا كيف يكون العلاج منه وسيأتي بيان ذلك في رسالة مستقلة كيف يعالج المرء نفسه من هذه الأدواء والامراض ( قلت وهذا ليس من كلام المؤالف بل الناشر محمد سيد محمود ) بل يجوز الاخذ بالاسباب والذهاب الي اهل الدراية والخبرة من المعالجين ولذلك في الحديث الذي استشهد به المؤالف لم يذكر ما فعل النبي صلي الله عليه وسلم قبل ان يدعو الله تعالي فقد احتجم وامر صلي الله وعليه وسلم فقال ( من تصبَّح سبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر).صحيح اخرجه مسلم وقد عالج النبي صلي الله وعليه وسلم بعض الحالات وكيف يكون العلاج بالدعاء فقط وقد رقي جبريل عليه السلام النبي كما في صحيح ابن ماجة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ جِبْرَائِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ قَالَ " نَعَمْ " . قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وقد رقي النبي بها اي بالرقية التي جاء بها جبريل ابو هريرة ايضا كما في صحيح ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ جَاءَ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَعُودُنِي فَقَالَ لِي " أَلاَ أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِي بِهَا جِبْرَائِيلُ " . قُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ " بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " . ثَلاَثَ مَرَّاتٍ . ولم ينهي النبي صلي الله عليه وسلم عن الرقية كما في صحيح ابن ماجة قَدْ نَهَى عَنِ الرُّقَى فَأَتَوْهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قَدْ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى وَإِنَّا نَرْقِي مِنَ الْحُمَةِ . فَقَالَ لَهُمُ " اعْرِضُوا عَلَىَّ " . فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ فَقَالَ " لاَ بَأْسَ بِهَذِهِ هَذِهِ مَوَاثِيقُ " . وقد اجاز النبي الصحابي الذي رقي الاديغ البخاري 5796 ـ حَدَّثَنِي سِيدَانُ بْنُ مُضَارِبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَصْرِيُّ ـ هُوَ صَدُوقٌ ـ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَخْنَسِ أَبُو مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَفَرًا، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَرُّوا بِمَاءٍ فِيهِمْ لَدِيغٌ ـ أَوْ سَلِيمٌ ـ فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ فَقَالَ هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ إِنَّ فِي الْمَاءِ رَجُلاً لَدِيغًا أَوْ سَلِيمًا. فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى شَاءٍ، فَبَرَأَ، فَجَاءَ بِالشَّاءِ إِلَى أَصْحَابِهِ فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَقَالُوا أَخَذْتَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا. حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ أَجْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ ". والكلام في هذا الباب كثير المهم ان يكون المعالج علي دراية وخبرة ويكون علاجة من خلال الدليل الشرعي ومن الممكن ان يكون كلام المؤالف فيه خوف علي المعالج لما راءه من بعض المعالجين اذ انه علي دراية باحاديث النبي التي ذكرناها انتهي ) اكتفي بهذا القدر الي ان شاء الله تعالي الي ان يقدر الله لنا القاء في الجزء السادس وشكرا اخوكم محمد سيد محمود |
#8
|
|||
|
|||
![]() اخواني الاعزاء هذا هو الجزءالسادس من كتاب نصيحة الاخوان في معالجة السحر والجان للدكتور عبد الحميد هنداوي دكتور بكلية دار العلوم جامعة القاهرة كيف يعالج المرء نفسه من السحر والجان وخلاصة ذلك أنه انما يكون بما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من الدعاء والتضرع والأدوية المشروعة وتلاوة القران , فاذا دعا المسلم ربه وتضرع اليه فلا يبعد أن يكشف الله تعالي له ذلك السحر عن طريق رؤيا منامية كما فعل بالنسبة لنبيه صلي الله عليه وسلم حينما سحر وحينئذ عليه أن يأتي بهذا السحر ويقرأ عليه المعوذتين فيحل باذن الله تعالي وكذلك فانه يمكن أن يواظب علي قراءة سورة البقرة كل ثلاث ليال للحديث الوارد في ذلك فان لم يشفه الله تعالي بذلك فليعلم أنه ابتلاء من الله تعالي كسائر الأمراض التي يؤخر الله الشفاء منها فعليه أن يصبر ويعلم أن أجره في ذلك ان صبر واحتسب هو الجنة , فلا يلجأ الي الدجالين والكهان والعرافين والسحرة وأرباب الشياطين والخلاصة , أنه طالما أن الشفاء في هذا الأمر ليس مقصورا علي تدخل معالج بل يحدث باخلاص المريض في قصد ربه والتوجه اليه فلا يتعين بذلك هذا الأمر علي المعالجين فلا يصير بذلك واجبا بحال من الاحوال علي أحد من الناس لا واجبا علي العين ولا واجبا علي الكفاية بل غايته أن يكون مستحبا لقوله صلي الله عليه وسلم ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) رواه مسلم 1727 وليس معني هذا الحديث كما يفهمه أغلب المعالجين أن النبي صلي الله عليه وسلم قد وكل الي هؤلاء المعالجين اختيار ما شاءؤا من الوسائل لعلاج اخوانهم ونفعهم بل لا يكون ذلك الا بالوسلة الشرعية كما هو معروف من القاعدة النبوية الشريفة عن النبي صلي الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) متفق عليه البخاري 914 ومسلم 1244 , وعليه فاذا علمت أن هذا الأمر لا يزيد عن رتبة المندوب المستحب فاعلم أن حظ الشيطان منك ان لم يوقعك في الشرك أو في الحرام أن يشغلك بما هو مباح أو مستحب عما هو واجب أو فريضة وهذا هو ما وقع فيه أغلب المعالجين اليوم فأغلبهم لا يحفظلا ايات الرقية التي يرقي بها بل ان كثيرا منهم يقرأونها من المصحف ولم يقرأوها علي شيخ لذا فانهم يقرأونها باللحن والتحريف كما أن عامة هؤلاء لا يعرف من التوحيد الا قشورا لا تغني عنه في هذه المعركة شيئا كما أنه يجهل كثيرا من الشركيات والضلالات التي قد يقع فيها وهو لا يدري وبعضها من الشرك الأكبر وهو قد يفعلها متأولا ولذلك لا يكفر الا اذا أقيمت عليه الحجة فعاند وجحد كذلك فان أغلبهم يجهل كثيرا من فقه العبادات لانشغاله بهذا الأمر ليل نهار فيقع في كثير من بدع الصلاة وغيرها من العبادات كذلك فانه لانشغاله بهذا الأمر ينسي نصيبه من تزكية نفسه بالقيام وتلاوة القران ومدارسته وتدبره ويخدعه الشيطان عن ذلك بقوله ألا يكفيك كثرة ما تقرأ فيما تعالج من الحلات ليل نهار والحق أن هذا لا يكفيه لأنه يكون للرقية لا لتزكية النفس وانما الأعمال بالنيات كذلك فان عامتهم لا يتفرغ لحضور مجالس العلم والذكر فيقسو قلبه ويخف عقله ويسهل تلبيس ابليس عليه كذلك فان الشيطان يطيل لهم حبل الغفلة والغرور فيخيل اليهم زكاة نفوسهم وأن الله ما شفي هؤلاء المرضي علي أيديهم الا لكرامتهم عليه ولفضيلة تقواهم لله وورعهم منه فيحدث له من الغرور مالا يعلمه الا الله وبعضهم يعلم أنه ليس له نصيب من ذلك فيوقع الشيطان في نفسه غرور من نوع اخر وهو أنه واسع الحيلة شديد الذكاء يعرف كيف ينطق الجان وكيف يرهبه وكيف يغلبه ويخرجه وأنه ما حصل له ذلك الا بالخبرة والدراية وطول الباع في هذا الامر وقد رايت هذا التحول لدي بعض من أعرفه فتح عليه في بادئ الأمر وكان يعالج في نفسه تقوي الله في بادئ التزامه فأرجع ذلك الي التقويوالورع ثم لما ذهبت تقواه وورعه وازداد مع ذلك الفتح عليه علم واستيقن ان ذلك لأمر اخر غير التقوي والورع هو الخبرة في هذا الأمر والدراية فيه فراح يتيه بنفسه ويحدث عن مهارته فسبحان مقلب القلوب ولم يدر هذا المغرور وأمثله من المساكين أن الشياطين تمكر بنا وتغرنا وأنه ما أسهل أن يدخل الجن في جسد المريض ثم يخرج منه مظهرا لك أنه قد خرج كرامة لك وتحت تأثير قراءتك وانا لا انكر بالطبع تاثير القران عليه وانما لا يمتنع أن بعضهم يخرجون بسهولة مع كثير من المبتدئين ممن ليسوا علي دين أو خلق أو ورع أو تقوي فتنة لهم كذلك فانهم يخرجون علي أيدي كثيرا من الورعين والاتقياء الملتزمين والذين بدأوا في طلب العلم وميراث النبوة فتنة لهم كذلك وفتنة الأولين من غير ذوي الدين معروفة هي أن يتخذوهم مطية لنشر الفاحشة والفساد في الارض فلقد سمعت عن كثير من هؤلاء الفجار أنبعض النساء قد يذهبون له بعروس لم تفض بكارتها بعد وقد يذهب له بها زوجها نفسه فيخبرهم هذا الفاجر الماجن أن هذه العروس مسحورة أو ملبوسة وأن الجن لن يمكن زوجها منها الا بعد أن يفض بكارتها الجن أولاويكون ذلك عن طريق تلبسه برجل أمين ويكون الشيخ الفاجر الماجن هو الرجل الأمين وحينئذ يقدمون له تلك العروس بلا مهر ولا ثمن بل هو الذي يأخذالثمن مقابل فك العقدة وفض البكارة ولله الأمر وحده لا رب سواه والأطم من ذلك أن يقوم بهذا الأمر قس من القساوسة الأنجاس هذه فتنة هؤلاء الشياطين للفجار أما فتنتهم للملتزمين الأبرار السالكين طرقة العلم والورع ففتنته لهم التي خفت علي معظمهم فهي أن يوهمهم بأنه قد فعل ذلك كرامة لهم ويعتقدون أن ذلك فتح من الله عليهم والحق أنه فتح من الشيطان عليهم ليتلهوا بذلك عن طريق العلم والدعوة وهداية الناس ومجابهة قوي الشر والجاهلية التي تحالفت من كل حدب وصوب علي المسلمين من شياطين الانس والجان ولا ننسي معاونة شياطين الجن لشياطين الانس علي حرب المسلمين شفاء لغيظ قلوبهم من الموحدين بل من الانسانية عامة قلت وهذا ليس من كلام المؤالف هذا راي المؤالف لكن هناك بعض الاخطاء في الجزئية الاخيره في الكلام علي الملتزمين فيها خطأ بلفعل عندما يمن الله سبحانه وتعالي علي المعالج التقي النقي الورع بشفاء حالة يكون ذلك نتيجة ان هذا المعالج اتبع الطرق الشرعية في العلاج ويكون هذا بالفعل فتح من الله لهم الاهم ان يبتعد هذا المعالج عن الغرور وتزكية نفسه لكن ان شاء الله هو فتح من الله ما دام ان المعالج ابتعد عن الشركيات واتبع الاسباب الشرعية التي امر الله سبحانه وتعالي بها ورسوله صلي الله عليه وسلم اخيرا اشكر الجميع وان شاء الله سوف نلتقي مع الجزء الاخير من هذا الكتاب وهو الجزء السابع جزاكم الله خيرا اخوكم محمد سيد محمود |
#9
|
|||
|
|||
![]() اخواني الاعزاء هذا هو الجزء الاخير من كتاب نصيحة الاخوان في معالجة السحر والجان للدكتور عبد الحميد هنداوي دكتور بكلية دار العلوم جامعة القاهرة نصيحتي الي المعالجين فاحذر أخي في الله , فوالله قد كتبت اليك هذه الرسالة وان قلبي يكاد يتمزق لما أري من أثر هذه الفتنة في تحويل كثير من الشباب الملتزمين اليوم عن الطلب والدأب والدعوة والعمل فأسأل الله تعالي أن ينفعك بهذه النصيحة وأن يجعلها ذخرا لي عند لقائه انه ولي ذلك والقادر عليه وفي نهاية رسالتي اليك أوجز لك النصيحة في نقاط حتي يسهل عليك تذكرها والعمل بها اعلم اخي في الله أن هذا الطريق جهاد مع الشيطان ذلك العدو اللدود لبني ادم فان أبيت الا سلوك هذا الطريق لا محالة فاعط الطريق حقه وخذ عدتك لهذا الجهاد فعليك بالاتي أولا , عليك بدراسة التوحيد دراسة كافية حتي لا يوقعك الشيطان في حبائل الشرك والكفر والعياذ بالله فعليك أن تقرأ المطولات فيه وتدرسها علي يد عالم متقن فلتقرأ وتدرس مثلا فتح المجيد أو معارج القبول أو العقيدة الطحاوية أو كتاب التوحيد وعليك بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه أبن القيم فهي هامة جدا في هذا العلم ثانيا , عليك بتزكية نفسك وأخلاقك بقيام الليل وصيام النوافل ودراسة كتب الأخلاق والرقائق والالتزام بأداب الاسلام ومجاهدة نفسك في التزام الفضائل واجتناب الرذائل ثالثا , عليك بحفظ قدر كبير من القران وذلك بقراءته علي شيخ متقن مجود خاصة أيات الرقية التي تجاهد بها الشيطان وذلك لأن اللحن في كتاب الله اثم بل ان ترك تجويده وترتيله اثم كذلك كما قال أهل الفن والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القران اثم ربعا , عليك بمعرفة ما يلزم من أمور العبادات كاصلاة والصيام والجهاد والأمر بالمعروف وانهي عن المنكر والدعوة الي الله وغير ذلك معرفة واضحة لا تقليد فيها بل ينبغي أن تتعلم ما يلزمك في ذلك بالدليل ان كنت أهلا للنظر في الأدلة والا فبالجلوس علي يد عالم ثقة خامسا , عليك أن تقدم النية في هذا الأمر وهو أمر جهاد الجن والشياطين فاجعل نيتك الأولي والأخيرة في ذلك هي دعوة الناس الي الهداية وهذا سوف يوفر عليك كثيرا من الجهد والوقت فان أغلب الناس قد التبست بهم الشياطين لعدم رغباتهم في الافبال علي عبادة الرحمن فلا تعالج مريض لا يصلي حتي يصلي ويواظب علي الصلاة ولا تعالج امرأة متبرجة سافرة حتي تتحجب الحجاب الشرعي كما أمر الله فان رفض المريض أو المريضة الاستجابة لأوامر الله فلا تبالي في أي أودية الدنيا هلك فانما حق عليه العذاب باعراضه عن طاعة مولاه وصدق الله تعالي اذ يقول ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ) الزخرف الايه 36_37 فمن تعامي وصم عن ذكر الرحمن فلا شأن ينابه فان أطاع وهتدي ورغب في رضوان الله فينبغي اعانته علي الهداية والطاعة وينبغي عليك أيها المعالج أن تفهم المريض أنه لن يشفي الا باذن الله وأنه ما أصيب الا باذن الله وتعلمه عقيدة التوحيد في جلساتك معه في كلمات بسيطة وتجعل شرط علاجك له ألا يذهب الي ساحر أو كاهن أو عراف بل لابد أن يكفر بذلك كله ولا يغتقد في نفعه لأنه عبادة للطاغوت سادسا , احذر يا أخي كل الحذر من معالجة النساء فتأخر عن ذلك ما استطعت ولا تتجرأ علي الفتن فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه فلا تعرض نفسك لبلاء لا تطيقه فان كنت لا محالة فاعلا فاياك أن تذهب أصلا لعلاج امرأة سافرة متبرجة ولا يغرنك الشيطان فيقول لك عالجها وادعها الي الحجاب فاعلم أن ذلك منه استدراج لك بل قبل أن تذهب عليك أن تشترط الا تظهر المرأة الا منتقبة ثم اذا ذهبت لا محالة فلا مس ولا نظر ولا اقتراب بل تقرأ القران وهي تسمع وتدع الله تعالي أن يذهب عنها ما بها وتأمر من عليها من الجان أن يخرج بقولك اخرج عدو الله ثلاثا كما كان يفعل رسول الله صلي الله عليه وسلم دون أن تطيل الخطاب مع الجن أو الحوار معه الا في حدود الضرورة الطريقة النبوية في معالجة المس الشيطاني يجوز لك في حالة معاللاجة الرجال أن تضرب في صدره بيدك ثلاثا وتقرأ وتتفل في فم المريض وتقول اخرج عدو الله ثلاثا كما رواه ابن ماجه وصححه الألباني عن عثمان بن أبي العاص قال لما استعملني رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الطائف جعل يعرض لي شئ في صلاتي حتي ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت الي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ابن ابي العاص قلت نعم يا رسول الله قال ما جاء بك قلت يا رسول الله عرض لي شئ في صلاتي حتي ما أدري ما أصلي قال ذاك الشيطان أدنه فدنوت منه فجلست فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال أخرج عدو الله ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال الحق بعملك صحيح ابن ماجة للألباني حديث 2858 هذه طريقة معالجته صلي الله عليه وسلم للرجال أما معالجة النساء فقد بينت لك قبل كيف أنه صلي الله عليه وسلم قد اكتفي بالدعاء للمرأة المصروعة التي تتكشف دون مس لها أو دفع في صدرها أو شئ من ذلك علي نحو ما فعل مع ابن ابي العاص بل خيرها بين أن تصبر ولها الجنة وبين أن يدعو الله لها أن يعافيها فاعلم ذلك واعمل به ان شاء الله وأسأل الله تعالي النجاة لي ولك في الدنيا والأخرة وكتبه عبد الحميد بن احمد بن يوسف ابن هنداوي غفر الله له ولوالديه وقام بنشر الرسالة اخوكم محمد سيد محمود ارجو ان يستفيد منها الجميع واسئل كل اخ او اخت الدعاء لي بالرحمة والمغفرة وان يختم لي بعمل صالح وان يقيضني اليه وانا ساجد بين يديه وجزاكم الله خيرا اخوكم محمد سيد محمود |
#10
|
|||
|
|||
![]() ارجو الانتباه ان الدكتور عبد الحميد هنداوي
دكتور بكلية دار علوم جامعة القاهره وليس كلية الاداب شكرا اخوكم محمد سيد محمود |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |