|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالزهد في الدنيا ، والرضا منها باليسير ، والقناعة بالرزق ، والكفاف عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة فهذا الحديث يدل على أن الله يحب الزاهد في الدنيا قال بعض السلف قال الحواريون لعيسى عليه السلام يا روح الله علمنا عملًا واحدًا يحبنا الله عز وجل عليه قال ابغضوا الدنيا يحبكم الله عز وجل وقد ذم الله تعالى من يحب الدنيا ويؤثرها على الآخرة كما قال {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ.وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ} القيامة وقال {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}الفجر وقال {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} العاديات. والمراد حب المال فإذا ذم من أحب الدنيا دل على مدح من لا يحبها بل يرفضها ويتركها. وقال محمد بن واسع : إني لأغبط رجلا معه دينه ، وما معه من الدنيا شيء ، وهو راض . ومن حديث أبي الدرداء مرفوعًا قال الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله وعن عبادة قال يؤتي بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا منها ما كان لله عز وجل وألقوا سائرها في النار فالدنيا وكل ما فيها ملعونة أي مبعدة عن الله لأنها تشغل عنه إلا العلم النافع الدال علي الله وعلي معرفته وطلب قربه ورضاه وذكر الله وما والاه مما يقرب من الله فهذا هو المقصود من الدنيا فإن الله إنما أمر عباده بأن يتقوه ويطيعوه ولازم ذلك دوام ذكره كما قال ابن مسعود تقوي الله حق تقواه أن يذكر فلا ينسي وإنما شرع الله إقام الصلاة لذكره، وكذلك الحج والطواف وأفضل أهل العبادات أكثرهم لله ذكرا فيها فهذا كله ليس من الدنيا المذمومة وهو المقصود من إيجاد الدنيا وأهلها كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّلِيَعْبُدُونِ} الذاريات ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يرون ربهم حض عقيب ذلك على المحافظة على صلاة العصر وصلاة الفجر لأن وقت هاتين الصلاتين وقت لرؤية خواص أهل الجنة ربهم وزيارتهم له، وكذلك نعيم الذكر وتلاوة القرآن لا ينقطع عنهم أبدًا فيلهمون التسبيح كما يلهمون النفس قال ابن عيينة لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا فإن لذة الذكر للعارفين في الدنيا من لذتهم به في الجنة فتبين بهذا أن قولهمن جاء بالحسنة فله خير منها على ظاهره فإن ثواب كلمة التوحيد في الدنيا أن يصل صاحبها إلى قولها في الجنة على الوجه الذي يختص به أهل الجنة وبكل حال فالذي يحصللأهل الجنة من تفاصيل العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله ومن قربه ومشاهدته ولذة ذكره هو أمر لا يمكن التعبير عن كنهه في الدنيا لأن أهلها لم يدركوه على وجهه بل هومما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والله تعالى المسئول أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا بمنه وكرمه ورحمته آمين قال عمر رضي الله عنه : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير ، فجلست ، فأدنى عليه إزاره ، وليس عليه غيره ، وإذا الحصير قد أثّـر في جنبه ، فنظرت ببصرى في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة ، وإذا أَفيقٌ مُعلّق . قال : فأبتدرت عيناي . قال : ما يبكيك يا ابن الخطاب ؟ قلت : يا نبي الله ! ومالي لا أبكى ، وهذا الحصير قد أثّـر في جنبك ، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى ، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار ، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته وهذه خزانتك ؟ فقال : يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ، ولهم الدنيا ؟ متفق عليه . ( القَرَظ : ورق شجر السّلم ) ( أَفيق : الجلد الذي لم يُدبغ ) ( فابتدرت عيناي : لم أتمالك نفسي أن بكيت فسالت دموعي ) فما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّق قلوب أصحابه بالدنيا ، ولا كان يعدهم إياها إلا نادراً ، بل كان يُعلّق قلوبهم بالآخرة ، ويُرغّبهم بالجنة . وفي المسند وصحيح ابن حبان عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى. أنها تغر وتخدع فإنها تنادي بمواعظها وتنصح بعبرها وتبدي عيوبها بما ترى من أهلهامن مصارع الهلكى وتقلب الأحوال من الصحة إلى السقم ومن الشيبة إلى الهرم ومن الغنىإلى الفقر ومن العز إلى الذل لكن محبها قد أصمه وأعماه حبها فهو لا يسمع نداءها كماقيل: وقد نادت الدنيا على نفسها ....... لو كان في العالم من يسمع كمواثق بالعمر أفنيته ........ وجامع بددت ما يجمع قال وهب مكتوب في حكمة آل داود عليهم السلام ينبغي للعاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات ساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يناجي فيها ربه وساعة يلقى فيها إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما لا يحل ويجمل فإن فيهذه الساعة عونا على تلك الساعات وأفضل بلغة واستجماعا للقلوب يعني ترويحا لها ومتىنوى من تناول شهواته المباحة التقوى على طاعة الله كانت شهواته له طاعة يثاب عليها كما قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي يعني أنه ينوي بنومه التقوي على القيام في آخر الليل فيحتسب ثواب نومه كما يحتسب ثواب قيامه. وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قالالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وأما السابق بالخيرات بإذن الله فهم الذين فهمواالمراد من الدنيا وعملوا بمقتضى ذلك فعلموا أن الله إنما أسكن عباده في هذه الدارليبلوهم أيهم أحسن عملًا كما قال هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكانعرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملًا هود وقال تعالى {الَّذِي خَلَقَالْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} عن عمر رضي الله عنه قال لولا أن تنقص من حسناتي لخالطتكم في لين عيشكم ولكن سمعتالله عير قومًا فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعم بها (الأحقاف) قال أبو طلحة رضي الله عنه : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ، ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين . رواه الترمذي . وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الضحاك بن مزاحم قال أتى النبي صلى الله عليه وسلمرجل فقال يا رسول الله من أزهد الناس فقال من لم ينس القبر والبلى وترك زينة الدنياوآثر ما يبقى على مايفنى ولم يعد غدا من أيامه وعد نفسه من الموتى. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستغل بعض المواقف لتذكير أصحابه بقدر الدنيا ، وهوانها على الله ؛ لأجل أن يزهدوا فيها قول بعض السلف في وصف الدنيا وأهلها: وما هي إلا جيفة مستحيلة ...... عليها كلاب همهن اجتذابها فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها ...... وإن تجتذبها نازعتك كلابها وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالسوق والناس كنفيه فمر بجدي أسك ميت فتناوله فأخذ بأذنه فقال أيكم يحب أن هذا له بدرهم فقالوا ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به قال أتحبون أنه لكم قالوا والله لما كان حيا لمارغبنا فيه لأنه أسك فكيف وهو ميت فقال والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم . ![]() إنه خروف ميت مقطوع الأذن نتن الرائحة لقد كان هذا الموقف درسا نبويا حضره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجسادهم وقلوبهم وأرواحهم وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بماذا يرجع. وقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الزهد فيها قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : مـرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أطيـّن حائطا لي أنا وأمي ، فقال : ما هذا يا عبد الله ؟ فقلت : يا رسول الله شيء أصلحه . فقال : الأمر أسرع من ذاك . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه . وفي رواية للترمذي : فقال ما هذا ؟ فقلنا : قد وَهَـى فنحن نصلحه . قال : ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك . قال حماد بن زيد قال رجل لمحمد بن واسع أوصني . قال : أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال : كيف ؟ قال : ازهد في الدنيا . هكذا كان زهد الصحابة والسلف الصالح فكيف زهدنا اليوم؟!! القوم زهدوا في الفاني ، ونحن قد زهدنا ، ولكن في الباقي ! الدنيا كانت في أيدي القوم ، ونحن أُشربت قلوبنا حبّ الدنيا! القوم تسابقوا وتسارعوا في الباقيات الصالحات ونحن نتسابق ونُسارع في الفانيات الذاهبات ! وفي المسند وسنن ابن ماجه عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانتهمه الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتبله ومن كانت الآخرة نيته جمع الله عليه أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهيراغمة اللهم لاتجعل الدنيا آكبر همنا ولامبلغ علمنا واجعلنا من الزاهدين المقبلين اليك الراجين لرضاؤك والمشفقين من عذابك واجعلنا اللهم ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان آمين التعديل الأخير تم بواسطة الفراشة المتألقة ; 29-06-2009 الساعة 12:05 AM. سبب آخر: تكبير الخط لتسهل القراءة وتحصل الفائدة |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اله الا الله اللهم اجعلنا من الزاهدين القانعين برضاك التابعين لسنة نبيك صلي الله عليه وسلم ام ايمن مشرفتنا المحترمة بارك الله فيك علي هاذ الطرح المبارك والمفيد اسعدك الله في الدنيا والاخرة واسكنك الله الفردوس الاعلي |
#3
|
||||
|
||||
![]() اللهم ارزقنا القناعة والرضى بما أعطيتنا بارك الله في أناملك التي نقلت لنا أطيب الكلمات وأنفعها خالتو أم أيمن رفع الله قدرك وأعلى مكانتك واصلي وربي يكتب أجرك دمتِ برعاية الباري
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |