
21-03-2009, 03:21 AM
|
 |
عضو متميز
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 285
الدولة :
|
|
الأسباب المانعة من قبــول الحق
الأسباب المانعة من قبــول الحق
نقلا عنكتاب هداية الحيارى لابن القيم الجوزية رحمهالله تعالى . والاسباب المانعةمن قبول الحق كثيرة جدا فمنها الجهل به وهذاالسبب هو الغالب على أكثر النفوس فان من جهلشيئا عاداه وعادى أهله فان انضاف الى هذاالسبب بغض من امره بالحق ومعاداته له وحسدهكان المانع من القبول أقوى فان انضاف الى ذلكألفه وعادته ومرباه على ما كان عليه آباؤه ومنيحبه ويعظمه قوى المانع فان انضاف الى ذلكتوهمه أن الحق الذي دعي اليه يحول بينه وبينجاهه وعزه وشهواته واغراضه قوى المانع منالقبول جدا فان انضاف الى ذلك خوفه من أصحابهوعشيرته وقومه على نفسه وماله وجاهه كما وقعلهرقل ملك النصارى بالشام على عهد رسول اللهصلى الله تعالى عليه وسلم ازادد المانع منقبول الحق قوة فان هرقل عرف الحق وهم بالدخولفي الاسلام فلم يطاوعه قومه وخافهم على نفسهفاختار الكفر على الاسلام بعد ما تبين لهالهدى كما سيأتي ذكر قصته ان شاء الله تعالى
ومن أعظم هذهالاسباب الحسد فانه داء كامن في النفس ويرىالحاسد المحسود قد فضل عليه وأوتي ما لم يؤتنظيره فلا يدعه الحسد ان ينقاد له ويكون مناتباعه وهل منع ابليس من السجود لآدم الاالحسد فانه لما رآه قد فضل عليه ورفع فوقه غصبريقه واختار الكفر على الايمان بعد إن كانبين الملائكة وهذا الداء هو الذي منع اليهودمن الايمان بعيسى ابن مريم وقد علموا علما لاشك فيه أنه رسول الله جاء بالبينات والهدىفحملهم الحسد على ان اختاروا الكفر علىالايمان وأطبقوا عليه وهم أمة فيهم الاحباروالعلماء والزهاد والقضاة والامراء هذا وقدجاء المسيح بحكم التوراة لم يات بشريعةيخالفها ولم يقاتلهم وانما اتي بتحليل بعض ماحرم عليهم تخفيفا ورحمة واحسانا وجاء مكملالشريعة التوراة ومع هذا فاختاروا كلهم الكفرعلى الايمان فكيف يكون حالهم مع نبي جاءبشريعة مستقلة ناسخة لجميع الشرائع مبكتا لهبقبائحم ومناديا على فضائحهم ومخرجا لهم منديارهم وقد قاتلوه وحاربوه وهو في ذلك كله ينصر عليهم ويظفر بهم ويعلو هو واصحابه وهو معه دائما في سفال فكيف لا يملك الحسد والبغي قلوبهم وأين يقع حالهم معه من حالهم مع المسيح وقد اطبقوا على الكفر به من بعد ما تبين لهم الهدي وهذا السبب وحده كاف في رد الحق فكيف اذا انضاف اليه زوال الرياسات والمأكل كما تقدم
وقد قال المسور بن مخرمة وهو ابن أخت أبي جهل لابي جهل يا خالي هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول ما قال فقال يا ابن اختي والله لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم فينا وهو شاب يدعى الامين فما جربنا عليه كذبا قط قال يا خال فما لكم لا تتبعونه قال يا ابن اختي تنازعنا نحن وبنوا هاشم الشرف فاطعموا واطعمنا وسقوا وسقينا واجاروا وأحرنا حتى اذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي فمتى ندرك مثل هذه وقال الاخنس بن شريق يوم بدر لابي جهل يا أبا الحكم اخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فانه ليس ها هنا من قريش احد غيرى وعيرك يسمع كلامنا فقال أبو جهل ويحك والله ان محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن اذا ذهبت بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة فماذا يكون لسائر قريش .
|