|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() سلسلة متجددة سأحاول بفضل الله تعالى وقوته أن أنقل عبر حلقاتها وبشكل مختصر بعض مقتطفات عن حياة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وتتحدث حلقات هذه السلسلة المباركة فقط عن السيرة الذاتية للحبيب صلى الله عليه وسلم : ولادته،نشأته،بيته،شمائله،...،ولن أتطرق إلى المراحل التي مرت بها الدعوة الشريفة. إخواني الأفاضل،أرجو من فضيلتكم الدعاء لله عزوجل أن يوفقني في هذا الطرح المبارك وان يبارك لي في أوقاتي لأتم هذه السلسلة المباركة. وأسأل الله تعالى ألا يجعل حظنا من ديننا قولنا وأن يصلح نياتنا وأعمالنا وأن يجعل عملنا كله خالصا لوجهه الكريم وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه إنه ولي ذلك والقادر عليه. بسم الله أبدأ ![]()
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته 1-1- التعريف بأبوي الرسول – صلى الله عليه وسلم – أب الرسول - صلى الله عليه وسلم - : إسمه: عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وملقب بالذبيح فائدة : للقبه الذبيح قصة من أظرف القصص وأطرفها، وهذا عرضها باختصار حتى لا نبعد من ساحة الأنوار. كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها. وظلت زمزم مطمورة إلى عهد(شيبة الحمد عبد المطلب)، فأري في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها، ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله، وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش، وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل، فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!! فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح، وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة يدعو الله - عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب قائم يدعو الله - عز وجل - عند هبل، فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدُّ عنها إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى والحمد لله (لا لسواه) عبد الله والد رسول الله. فهذا سبب لقب عبد الله بالذبيح، وهو أحب أولاد عبد المطلب العشرة إليه، وزاده حباً فيه هذه الحادثة العجيبة. مولده: ولد بمكة عام (81ق هـ - 53 ق هـ - 544- 571م) زواجه من آمنة: قال ابن إسحاق: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو يومئذٍ سيد بني زهرة نسباً وشرفاً- فزوَّجه ابنته آمنة بنت وهْب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضع. وفاته : اختلف في وفاته، هل توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حَمْل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين: أحدهما: أنه توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حمل. والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر. وأكثر العلماء على أنه كان في المهد. ذكره الدولابي وغيره،وقيل ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة. وقيل: أكثر من ذلك،ومات أبوه عند أخواله بني النَّجار. ذهب ليمتار لأهله تمراً، وقد قيل: مات أبوه، وهو ابن ثمانٍ وعشرين شهراً مكان وفاته : ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين حيث توفي جده هاشم إلاَّ أن عبد الله عاد منها فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله من بني النجار فمات عندهم بالمدينة، وقبره معروف المكان إلى عهد قريب حيث أخفي لزيارة الجهال له، والاستشفاع به، ودعائه - والعياذ بالله -، وهذا لغلبة الجهل على المسلمين لقلة العلماء، وقلة الرغبة في طلب العلم. أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - اسمها:آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر أمها برّة بنت عبد العزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. مولدها:لم نجد لها تاريخاً. زواجها : لقد تزوج عبد الله آمنة زوَّجه بها والده عبد المطلب على إثر نجاته من الذبح وفاءً بالنذر، وبنى بها عبد الله وحملت منه بالحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم وفاتها: قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع أمه آمنة بنت وهب، وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتاً حسناً، لما يريد به من كرامته، فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست سنين، توفيت أمه آمنة بنت وهب. وقال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ أمَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم - آمنة توفيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن ستِّ سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عديّ بن النَّجار، تُزيره إيّاهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة. الموضوع الذي يليه بحول الله: ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته 2-1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم أولاً: مكان ولادته صلى الله عليه وسلم ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة على القول الصحيح الذي عليه الجمهور، واختُلف في مكانه من مكة على أقوال: أحدها: في الدار التي في الزقاق المعروف بزقاق المولد في شعب مشهور بشعب بني هاشم – وكانت بيد عقيل-. قال ابن الأثير -رحمه الله تعالى-: قيل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهبها عقيل بن أبي طالب فلم تزل بيده حتى توفي عنها، فباعها ولده من محمد بن يوسف أخي الحجاج، وقيل: إن عقيل باعها بعد الهجرة تبعاً لقريش حين باعوا دور المهاجرين. الثاني: أنه - صلى الله عليه وسلم- ولد في شعب بني هاشم، حكاه الزبير. الثالث: أنه ولد - صلى الله عليه وسلم- بالرَّدم. الرابع: بعسفان. قال الدكتور محمد أبو شهبة: وقد صارت هذا الدار إلى محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج، ذلك أن ابن عقيل بن أبي طالب باع دور من هاجر من بني هاشم ومنها هذه الدار، وقد أدخلها محمد بن يوسف هذا في داره التي يقال لها: البيضاء، ولم تزل كذلك حتى حجت الخيزران أم الرشيد، فأفردت ذلك البيت وجعلته مسجداً، وقيل: إن التي بنته هي السيدة زبيدة زوجته حين حجَّت وقد بقى هذا المسجد حتى هدم أخيراً. ثانياً: زمان ولادته صلى الله عليه وسلم اليوم: لما أخذت أشهر الحمل بالسيدة الشريفة آمنة بنت وهب تتقدم وهي تترقب الوليد الذي حملته في بطنها تسعة أشهر، ولما بلغ الكتاب أجله، وبعد تسعة أشهر أذن الله للنور أن يسطع وللجنين المستكن أن يظهر إلى الوجود، وللنسمة المباركة أن تخرج إلى الكون، لتؤدي أسمى وأعظم رسالة عرفتها الدنيا في عمرها الطويل. قال الإمام الشامي: الصواب أنه - صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين. روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن يوم الاثنين فقال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه). وروى يعقوب بن سفيان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين، وخرج مهاجراً من مكة إلى المدينة يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين. الشهر: أما عن الشهر الذي ولد فيه وتاريخ هذا اليوم فقد اختلف فيه العلماء، فقال ابن إسحاق: ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل. وقال ابن كثير: ولد -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول وقيل ثامنة، وقيل عاشرة، وقيل: لثنتي عشرة منه، وقال الزبير بن بكار ولد في رمضان وهو شاذ حكاه السهيلي في "الروض". وقيل في التاسع من شهر ربيع الأول. العام: أما العام: فقال ابن إسحاق - رحمه الله تعالى-: عام الفيل، قال ابن كثير وهو المشهور عند الجمهور، وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري: وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء، وحكاه خليفة بن الخياط وابن الجزَّار وابن دحية وابن الجوزي وابن القيم وغيرهم إجماعاً. وروى البيهقي والحاكم، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم الفيل. يعني عام الفيل. وروى ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال: ولدت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- عام الفيل كنا لِدَيْنِ ومن هنا نأتي على القول بأنه ولد في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول لأول عام من حادثة الفيل هذا هو القول الذي عليه أغلب العلماء. إرهاصات بالبعثة وروى ابن سعد أن أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: لما ولدته خرج مني نور أضاءت له قصور الشام. وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت روى ذلك البيهقي. قال الشيخ الألباني – رحمه الله- في كتابه : "صحيح السيرة النبوية" (14) ما نصه : " ذكر ارتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران ورؤيا الموبذان وغير ذلك من الدلالات و ليس فيه شيء". الموضوع الذي يليه بحول الله:مقدمة حول نشأته (صلى الله عليه وسلم)
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله اليك أخي الكريم ونفع بك على نقلك المبارك جعله الله في ميزان حسناتك وأود ان أنبه أخي الكريم على الحرص بأن يكون النقل من مصادر موثوق بها والمعلومات كلها صحيحة ودقيقة لكي تكون مرجعا لأعضاء وزوار الملتقى. وفقك الله لما يحب ويرضى |
#5
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مقدمة حول نشأته صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه – يصطفي من عباده ما يشاء ويختار، وقد اختار الله لإنقاذ البشرية خليله وحبيبه محمداً (صلى الله عليه وسلم) ، وقد تم اختيار الله لمحمد من قبل خلق آدم، ولكن الله أظهر للوجود ، وجعله خاتم رسله وأنبيائه فلا نبي بعده. وقد أحاط الله نبيه ورعاه وحماه منذ ولادته، فإنه في يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول، وقيل لثمانية، وقيل لعشرة، وقيل لثنتي عشرة وعليه الأكثر، وذلك عام الفيل ظهرت تباشير الصباح وولد المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم، وهي التي سميت بعد ذلك بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، وهي الآن مكتبة عامة. وكانت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية أمة أبيه، وأول من أرضعته ثويبة أمة عمه أبي لهب. ثم استُرضع (صلى الله عليه وسلم) في بني سعد بن بكر، وكان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي ليكون أنجب للولد، وكانوا يقولون إن المُربَّى في المدينة يكون كليل الذهن، فاتر العزيمة، فجاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالاً يرضعنهم فكان الرضيع المحمود المبارك من نصيب حليمة السعدية. وحصل له ( صلى الله عليه وسلم) وهو في بادية بني سعد بن بكر حادثة شق الصدر، فقد روى مسلم عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) أتاه جبريل - عليه السلام- وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة ، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس (رضي الله عنه) : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره، ثم أشفقت عليه مرضعته فأعادته إلى أمه، وتوجهت به أمه إلى المدينة لزيارة أخوال أبيه بني عدي بن النجار، وبينما هي عائدة أدركتها منيتها في الطريق، فماتت بالأبواء ، ودفنت هناك. وكأن الله يقول: هذا الغلام لا يؤثر عليه أبوه، وأمه بنوع من التربية، والله (عز وجل) سيتولى تربيته وتهذيبه. والأكثر على أن وفاة أمه آمنة كان وله (صلى الله عليه وسلم) من العمر ست سنوات، فحضنته أم أيمن، وكفله جده عبد المطلب، ورقَّ له رقة لم تُعهد له في ولد. روى عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال: ثم توفيت أمه فيتم في حجر جده فكان – وهو غلام - يأتي وسادة جده فيجلس عليها، فيخرج جده، فتقول الجارية التي تقوده: أنزل عن وسادة جدك، فيقول عبد المطلب: دعي ابني فإنه يُحس بخير، ثم توفي جده ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلام. وتُوفي عبد المطلب وكان عمر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ثماني سنوات، فكفله شقيقُ أبيه أبو طالب، وكان به رحيماً، وكان مُقلاً في الرزق، فعمل النبيّ (صلى الله عليه وسلم) برعي الغنم مساعدةً منه لعمه، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه ) عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم). فقال أصحابه: وأنت؟، فقال: (نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة). وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: كنَّا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمرّ الظهران نجني الكباث، فقال: (عليكم بالأسود منه فأنه أطيب). فقيل: أكنت ترعى الغنم؟ قال: (نعم وهل من نبي إلا رعاها) . ثم اشتغل (صلى الله عليه وسلم) بالتجارة، روى عبد الرزاق في المصنف عن معمر عن الزهري في سرده للسيرة قال: فلما استوى وبلغ أشده ، وليس له كثير مال استأجرته خديجة ابنة خويلد إلى سوق حباشة، وهو سوق بتهامة، واستأجرت معه رجلاً آخر من قريش، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يحدث عنها: (ما رأيت من صاحبة أجيرٍ خيراً من خديجة). وهذه نبذه قصيرة عن مولده وكيفية تنشئته – عليه الصلاة والسلام - وأعماله التي قام بها في نشأته، وقبل بعثته. وسوف يأتيك - أخي القارئ - ذلك كله مفصلاً- إن شاء الله - . الموضوع الذي يليه بحول الله : مرضعاته صلى الله عليه وسلم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#6
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() حياك الله أختنا الفاضلة " أم أيمن " وجزاك الله خيرا على ردك الطيب ودعائك المبارك وبفضل الله تعالى أنقل الموضوع من مصدر موثوق ومساق من مراجع يأخذ بها عند أهل العلم في بحوثاتهم في السيرة النبوية العطرة: السيرة النبوية لابن هشام ، دلائل النبوة للبيهقي، دلائل النبوة لأبي نعيم ،مجمع الزوائد للهيثمي، صحيح مسلم،صحيح البخاري،الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري...إلى غير ذلك من المراجع الوثوقة. وأفضل أن أختصر في الموضوع ،وعدم التطرق إلى التفاصيل الدقيقة حتى يكون القصد من نقل هذا الموضوع " نبي الإسلام " أقرب إلى تحقيق مبتغاه وهو التعريف بمراحل الحياة العطرة للرسول الكريم معلم البشرية ![]() ![]() فما كان من توفيق فمن الله عزوجل وماكان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان لعنه الله ونسأل الله تعالى التوفيف وأن يتقبل منا ويتجاوز عنا وأن يخلص أعمالنا وأقوالنا لوجهه الكريم ويثبتنا على الحق حتى نلقاه. بارك الله فيك أختنا الكريمة " أم أيمن "
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#7
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته مرضعاته صلى الله عليه وسلم إن أول مرضعة تشرفت برضاعه (صلى الله عليه وسلم) والدته الشريفة العفيفة الطيبة : آمنة بنت وهب الزهرية التي رأت من آيات النبوة ما رأت. ثم ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت عمه حمزة كذلك، فكان أخاً للنبي من الرضاعة. وهو عمه صنو أبيه ، ثم أرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية من بني سعد بن بكر رضع مع ابنتها الشَّيْماء بنت الحارث بن عبد العزى.وإليك توضيح وبيان ذلك مفصلاً: 1. ثويبة: أول مرضعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - كانت جارية أبي لهب، وأرضعت النبيّ بلبن ابنها مسروح، وكانت تدخل على النبيّ بعد أن تزوج خديجة فكانت خديجة تكرمها، وأعتقها أبو لهب لما هاجر النبيّ إلى المدينة. وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يبعث إليها من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر سنة سبع، ومات ابنها مسروح قبلها . فهي أول ما أرضعته وهي مولاة عمه أبي لهب، وكانت قد بشرت عمَّه بميلاده فأعتقها عند ذلك، ولهذا لمَّا رآه أخوه العباس ابن عبد المطلب بعد ما مات، ورآه في شرِّ حالةٍ، قال له: ما لقيت؟ فقال: لم ألق بعدكم خيراً، غير أني سُقيت في هذه ، وأشار إلى النقرة التي في الإبهام بعتاقي ثويبة. وأصل الحديث في الصحيحين. فلمَّا كانت مولاته قد سقت النبيّ (صلى الله عليه وسلم) من لبنها عاد نفع ذلك على عمّه أبي لهب، فسقي بسبب ذلك، مع أنه الذي أنزل الله في ذمه سورة في القرآن تامَّة وهي سورة المسد. الثانية : حليمة السعدية: كانت حليمة بنت أبي ذؤيْب السعدية أمّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي أرضعته تحدِّث: أنها خرجت من بلدها مع زوجها، وابن لها صغير ترضعه مع نسوة من بني سعد بن بكر، تلتمس الرُضعاء، قالت: وذلك في سنة شهباء لم تُبق لنا شيئاً. قالت: فخرجت على أتان لي قمراء معنا شارف لنا، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبيّنا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغديه قال ابن هشام: ويقال: يغذيه ولكنّا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت على أتاني تلك، فلقد أدمْتُ بالركب، حتى شق ذلك عليهم ضعفاً وعجفاً، حتى قدمنا مكة نلتمس الرُّضعاء، فما منّا امرأة إلا وقد عُرض عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). فتأباه، إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك: أنا إنّما كنّا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنّا نقول: يتيم؟! وما عسى أن تصنع أمه وجدُّه؟ فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعاً غيري، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعاً، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم، فلآخذنه قال: لا عليكِ أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة، قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره. **الخير الذي أصاب حليمة: قالت: فلما أخذته رجعت به إلى محلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن. **لطيفة: ذكر غير ابن إسحاق أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان لا يقبل إلاّ على ثديٍ واحدٍ، وكانت تعرض عليه الثدي الآخر، فيأباه كأنه قد شعر – عليه السلام- أن معه شريكاً في لبنها، وكان مفطوراً على العدل، مجبولاً على المشاركة والفضل12. فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنّا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها لَحَافِل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريّاً وشبعاً، فبتنا بخير ليلة. قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تَعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة، قالت: فقلت: والله إني لأرجو ذلك. قالت: ثم خرجنا وركبت أتاني، وحملته عليها معي، فوا الله لقطعتْ بالرّكب ما يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب ويحك! أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فأقول لهن: بلى والله إنها لهي هي، فيقلن: والله إن لها لشأناً، قالت: ثم قدمنا منازلنا من بني سعد، وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعاً لبُناً فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعاً ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعاً لبُناً، فلم نزل نتعرَّف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصله؛ وكان يشبّ شباباً لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنته حتى كان غلاماً جفراً. **رجوع حليمة به إلى مكة أول مرة: قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته، فكلّمنا أمّه، وقلت لها: لو تركت بُني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت: فلم نزل بها حتى ردَّته معنا13. **زوج حليمة ونسبه: اسم أبيه من الرضاعة (صلى الله عليه وسلم) الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة بن مَلان بن ناصرة بن قصيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن قال ابن هشام ويقال: هلال بن ناصرة. **أولاد حليمة: قال ابن إسحاق: وإخوته من الرضاعة: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وخذامة بنت الحارث، وهي الشيماء، غلب ذلك على اسمها فلا تعرف في قومها إلا به. وهم لحليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث، أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويذكرون أن الشيماء كانت تحضنه مع أمّها إذا كان عندهم. قال ابن إسحاق: فاسترضعت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن قصيَّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيّلان. فائدة: قيل (فصيّة) بالفاء تصغير: فصاة، وهي النواة، وقال أبو حنيفة: حب الزبيب الثالثة: امرأة من بني سعد غير حليمة روى ابن سعد عن ابن أبي مليكة – رحمه الله - أن حمزة كان مسترضعاً له عند قوم من بني سعد بن بكر، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عند أمه حليمة. الرابعة خولة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عدي بن النجار، أم بردة الأنصارية: قال الإمام الشامي: ذكر الإمام أبو الحسن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم المعروف بابن الأمين أنها أرضعت النبيّ (صلى الله عليه وسلم). وقال: ذكرها العدوي وتابعه في العيون والموارد ، وهو وهم إنما أرضعت ولده (صلى الله عليه وسلم) إبراهيم، كما ذكر ابن سعد وأبو عمر وغيرهما وعليه جرى الحافظ في الإصابة كما رأيته بخطه، ونصه بعد أن ساق نسبها: مرضعة ابن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) وهذا هو الصواب خلافاً لما في بعض النسخ السقيمة في إسقاط ابن، ولم أر من نبّه على ذلك ، ثم بعد مدة رأيت القاضي عز الدين بن القاضي بدر الدين بن جماعة - رحمهما الله تعالى - ذكر في سيرته المختصرة ابن الابن وهم في ذكرها في الرضاع ، وأن بعض العصرين حلوا ذلك عنه من غير تعصب. انتهى فسررت بذلك وحمدت الله تعالى". انتهى15. الخامسة أم أيمن بركة: ذكرها القرطبي. والمشهور أنها من الحواضن لا من المراضع. السادسة والسابعة والثامنة: قال أبو عمر - رحمه الله تعالى - : أنه (صلى الله عليه وسلم) مُرَّ به على ثلاث نسوة من بني سُليم فأخرجن ثديهن فوضعناه في فيه فدرَّت عليه ورضع منهن. التاسعةأم فرْوة ذكرها المستغفري: ثم روى عن ابن إسحاق عن أم فروة ظئر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} سورة الكافرون. (فإنها براءة من الشرك) قال أبو موسى المديني - رحمه الله - اختُلف في راوي الحديث: فقيل : فروة ، وقيل : أبو فروة ، وقيل : أم فروة ، وهذا أغرب الأقوال. قال الحافظ في الإصابة: بل غلط محض وإنما هو أبو فروة ، وكان بعض رواته لمَّا رأى عن أبي فروة ظئر النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ظن أنه خطأ والصواب أم فروة ، فرواه على ما ظن فأخطأ هو، واسم الظئر لا يختص بالمرأة المرضعة بل يُطلق على زوجها أيضاً، وقد أخرجه أصحاب السنن الثلاثة من طرق عن ابن إسحاق عن ورقة بن نوفل عن أبيه. هكذا أخرجه أبو داود والنسائي من رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق مجرداً وفيه على أبي إسحاق اختلاف وهذا هو المعتمد. انتهى العاشرة أمه صلى الله عليه وسلم: أرضعته سبعة أيام. ذكر ذلك جماعة منهم صاحب المورد والغُرر الموضوع الذي يليه بحول الله : من تولى كفالته صلى الله عليه وسلم؟
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#8
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() نبي الإسلام ![]() 1- ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،حضانته ونشأته من تولى كفالة النبي صلى الله عليه وسلم إن من رعاية الله لنبيه- صلى الله عليه وسلم – أن هيأ له من يرعاه ويكفله بعد ولادته، فقد هيأ الله لكفالته بعد ولادته أمه، ثم جده، ثم عمه، حتى صار رجلاً يقوم برعاية نفسه، والله يؤيده، ويحميه ويحرسه، ويعصمه من الناس. وقد امتن الله عليه بذلك في كتابه الكريم حيث قال: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} سورة الضحى (3). إلى قوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} سورة الضحى (6)(8). وكان من الذين سخرهم الله لإيوائه وكفالته أمه، ثم ما لبثت أن توفيت، فكفله جده، ثم لما توفي كفله عمه، وإليك بيان ذلك: أولاً: كفالة أمه صلى الله عليه وسلم: لقد عادت بالحبيب - صلى الله عليه وسلم- مرضعته حليمة السعدية لتكفله أمه آمنة، ويرعاه جده عبد المطلب ، والله - تعالى - كالئ الكل وحافظهم. وبهذا كانت آمنة الوالدة أول كافل للنبي - صلى الله عليه وسلم- في صباه، وشاء الله - تعالى - أن تخرج آمنة بغلامها الذكيّ النقي الطاهر إلى يثرب (المدينة) لتزيره أخواله من بني عدي بن النجار إذ هم أخوال أبيه، وخال الأب خال الابن، لأن أمّ عبد المطلب والد عبد الله هي سلمى بنت عمرو النجاريَّة. ولما وصلت آمنة بالأبواء عائدة من المدينة إلى مكة أدركتها المنية فماتت بها، وحضنت الحبيب محمداً الغلام اليافع مولاة أبيه أم أيمن بركة باركها الله ورضي عنها. إنها أم أسامة حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وابن حبه زيد بن حارثة مولاه - رضي الله عنه وأرضاه - ، فوصلت به حاضنته أم أيمن مكة المكرمة فسلمته إلى جده عبد المطلب. ثانياً: كفالة جده عبد المطلب: وبعد موت أم النبيّ - صلى الله عليه وسلم- كفله جده عبد المطلب، وضمَّه إليه، ورقَّ عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا، وإذا نام، ولا يأكل طعاماً إلا ويقول: (عليّ ابني) فيؤتى به إليه، وبذلك عوَّضه الله. بحنان جده عن حنان الأبوين، وكانت حاضنته أم أيمن بعد وفاة أمه يعترف لها بذلك، ويقول: (هي أمي بعد أمي). وكان عبد المطلب كثيراً ما يقول لها: يا بركة لا تغفلي عن ابني فإني وجدته مع غلمان قريب من السدرة، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة. وكان الجد يُسر لما يرى من مخايل الشرف والعزة على حفيده محمد، فقد كان لعبد المطلب فراش يوضع في ظل الكعبة، وكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له، فكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم- – يأتي وهو غلام يافع فيجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب، والغبطة تملأ نفسه: دعوا ابني، فو الله إن له لشأناً!. ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيمينه ويضمه إليه. فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى ابنه أبا طالب بكفالة النبيّ وحياطته، ثم مات عبد المطلب، ودفن بالحجون، وكانت سن النبيّ ثماني سنين. ثالثاً: كفالة عمه أبي طالب له: ثم كفله عمه أبو طالب، ولم يكن أبو طالب بأكبر بني عبد المطلب، ولا بأكثرهم مالاً، ولكنه كان أشرف قريش وأعظمها مكانة، وأكرمها نفساً، وقد أحب أبو طالب ابن أخيه محمد حباً شديداً، لا يحبه أحداً من ولده، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصَبَّ به صَبابة . لم يصب مثلها بشيء قط. وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبي طالب جميعاً أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شبعوا، فكان إذا أراد أن يؤكلهم قال: كما أنتم حتى يأتي ولدي، فيأتي النبيّ فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، فيعجب أبو طالب، ويقول: إنك لمبارك. وكان الصبيان يصبحون رمصاً شُعثاً . ويصبح محمد دهيناً كحيلاً، وقد زاده حباً في نفسه ما كان يتحلَّى به النبيّ في صباه من طيب الشمائل، وكريم الآداب في هيئة الأكل، والشرب، والجلوس، والكلام، مما يعز وجوده في هذه السن بين الصبيان، ويدل على أن الله - سبحانه - فطره من صغره على خير الخلال والآداب . وخرج به عمّه إلى الشام في تجارة وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وذلك من تمام لطفه به، لعدم مَنْ يقوم به إذا تركه بمكة، فرأى هو وأصحابه ممن خرج معه إلى الشام من الآيات فيه - صلى الله عليه وسلم- ما زاد عمّه في الوصاة به والحرص عليه، كما رواه الترمذي في جامعه بإسناد رجاله كلهم ثقات، من تظليل الغمامة له، وميل الشجرة بظلها عليه، وتبشير بحيرة الراهب به، وأمره لعمه بالرجوع به لئلا يراه اليهود فيرومونه سوءً. الموضوع الذي يليه بحول الله : مكانة النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وبعض أعماله قبل البعثة
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
#9
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم
بارك الله فيك اخي الكريم عمي جلال على الموضوع القيم والسيرة العطرة اسأل الله ان يجعل هذا النقل في ميزان حسناتك ومما يسرك يوم القيامة دمت بحفظ الله ورعايته |
#10
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() بارك الله فيك أخونا الفاضل " أبو آية " وجزاك الله خيرا أسأل الله تعالى ان يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
__________________
《 وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ: الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ، وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ》 زاد المعاد في هدي خير العباد ( ٢٣/٢ ). ابن القيم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |