~ تحية وإجلال لشيخ المجاهدين عز الدين القسام ~ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 54469 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 88 - عددالزوار : 48179 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 201 - عددالزوار : 65701 )           »          كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 383 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1593 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 24719 )           »          حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 238 )           »          حقوق زوجات النبي المصطفى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ترجمة الإمام عطاء بن أبي رباح رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد من ترجمة الإمام ابن دقيق العيد (625 – 702) هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-11-2007, 11:12 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
Icon1 ~ تحية وإجلال لشيخ المجاهدين عز الدين القسام ~


دائما ومن أعماق القدس



دائما من عمق الأقصى نخرج أبطالا
اليوم ذكرى ال72 لاستشهاد شيخ المجاهدين عز الدين القسام
والله وأنا أكتب الموضوع شعرت بالفخر لأني فلسطينية
سأتركم الآن مع أسطورة هذا الرجل العظيم

عز الدين القسام" رائد حركة الجهاد في فلسطين
الشخصية في سطور:
وُلد في بلدة (جبلة) السورية سنة (1299هـ = 1882م).
- تلقى تعليمه الأوَّلي في بلده، وكان أبوه صاحب كتَّاب لتحفيظ القرآن الكريم.
- رحل إلى القاهرة، وتعلَّم بالجامع الأزهر حتى نال شهادته.
- بعد تعليمه بالأزهر رحل إلى بلده، وحلَّ محل أبيه في تحفيظ القرآن.
- شارك "القسام" في الثورة التي اشتعلت في سوريا ضد المحتل البريطاني.
- انتقل بالناس عبر عمله والتفوا حوله، وتأثَّروا به لعلمه وورعه.
- عمل "القسام" على تكوين خلايا ثورية لمجاهدة الإنجليز واليهود؛ كان نتيجة ذلك أن قامت عمليات بطولية أفزعت المحتل الإنجليزي.
- قام "القسام" مع اثني عشر مجاهدًا بثورةٍ إسلامية في (جنين)، واشتعلت معركة غير متكافئة بينهم وبين الإنجليز، انتهت باستشهاد "القسام"، وذلك في شعبان 1354هـ= نوفمبر 1936م.
عز الدين القسام.. رائد حركة الجهاد في فلسطين:
تصدى علماء الأمة لقيادة الجماهير في مسيرتها التحريرية بعد أن وقعت كثير من بلدان العالم الإسلامي في قبضة الاستعمار، وصار من المألوف أن يتصدر أصحاب العمائم حركات التحرر والنضال، ودعوات الإصلاح والتجديد، وأينما وليت وجهك شطر بلد إلا وجدت صاحب عمامة كان يُوقِظ أُمَّته، ويَمُدّها بروح البعث والنهوض، وطاقة المواجهة والتحدي، فقاد الأزهر الشريف بشيوخه ثورةَ القاهرة ضد الغزاة الفرنسيين، وكان شيخه الأكبر "عبد الله الشرقاوي" بين قادة الثورة، وحمل "السنوسي" حركة الجهاد ضد الاستعمار الإيطالي في ليبيا، وتصدى "عبد الكريم الخطابي" و"علال الفاسي" للاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، وقادت جمعية المسلمين بقيادة "عبد الحميد باديس" حركة اليقظة والنهوض، وبعث اللغة العربية، واستنهاض الهمم الواهنة.
وليس في هذه الظاهرة غرابة، فعلماء الإسلام أكثر الناس استشعارًا بمسئوليتهم تجاه الأمة، بما يحملون من أمانة العلم وأمانة التبليغ وأمانة التطبيق، وهم أعظم الزعامات تأثيرًا في نفوس الناس وقدرةً على قيادتهم؛ فللدين سلطان على النفوس لا يدانيه سلطان.
حياة "القسام" الأولى:
في بلدة (جبلة) السورية جنوبي (اللاذقيَّة) وُلد "عز الدين القسام" سنة ( 1299هـ= 1882م) لأب كان صاحب كُتاب يعلم فيه الأطفال مبادئ القراءة والكتابة ويُحَفِظُّهم القرآنَ الكريم، وفي وسط هذا الجو المُشَبَّع بعِطرِ القرآن، ونسائم الإيمان نشأ "عز الدين القسام".
ولمّا بلَغ سن الصِبا تلقى تعليمه الابتدائي في بلدته، ثم ذهب وهو في الرابعة عشرة إلى القاهرة برفقة أخيه "فخر الدين" للدراسة بالأزهر، وكان آنذاك يمر بفترة إصلاحية لتنظيم الدراسة به، فتلقى العلم على شيوخه الكبار، وكان من بينهم الشيخ "محمد عبده"، وظل بالجامع الأزهر حتى نال الشهادة العالمية.
وكانت الفترة التي عاصرها "القسام" في مصر فترة تسلط الاحتلال البريطاني على مصر، وتثبيت أقدامه فيها، ونشر ثقافته الغربية وقيمه البعيدة عن الإسلام، وكان الأزهر الشريف حصن الأمة فلم تمتد إليه يد المحتل، وكان يموج آنذاك بدعوات إصلاحية للنهوض برسالته.
يتبع
.
.
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-11-2007, 11:17 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
Icon1


العودة إلى (جبلة) وبداية الإصلاح:
وبعد انتهاء دراسته بالأزهر عاد "القسام" إلى (جبلة) سنة
(1321هـ= 1903م) يحمل ثقافة إسلامية واسعة، وفكرًا جديدًا، ووعيًا ناضجًا ونفسًا وثَّابة، ترى أن العالمَ لا يكتفي بالدرس والوعظ ورفع الجَهالة عن الناس، بل يقود الناسَ إلى سُبل الصلاح، ويرتفع بوعيهم ومدراكهم، ويرتقي بهم إلى مدارج العُلا، ويغيّر من سلوكهم إلى الأفضل، ويدفعهم إلى رفض الاستكانة والتواكل.
حل "القسام" محلَّ والده في الكُتَّاب، يُعلم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة والحساب، ويُحَفِظهم القرآن الكريم، ثم عمل إمامًا لمسجد (المنصوري) في (جبلة)، واستطاع بعلمه وخطبه المؤثرة أن يجمع الناس حوله، وقد امتدت شهرته إلى المناطق المجاورة، ووجد الناسُ فيه الهادي المرشد، وارتبط بصداقات واسعة مع كثير من الناس، وكان موضعَ تقْديرِهم البالغ لعلمه وصلاحه.
في ميادين الجهاد:
لم يكن الشيخ "القسام" مِمَّن يُطلقون الكلام ويثيرون الحماسة في النفوس ويتخلف عن الركب، أو كان مِمَّن لا يحسنون العمل، بل كان من العلماء المجاهدين بالقول والعمل، فحين هاجم الإيطاليون ليبيا قاد "القسام" مظاهرةً طافت شوارع بلدته، تؤيد المجاهدين الليبيين وتدعو الناس إلى التطوع والجهاد ضد الإيطاليين، ونجح في تجنيد مائتين وخمسين متطوعًا وقام بحملة لجمع تبرعات ما يلزمهم ويلزم أسرهم، لكن الحملة الصغيرة لم توفَّق في التحرك لمؤازرة إخوانهم المسلمين في ليبيا.
وحين اشتعلت الثورة في سوريا ضد الغزاة الفرنسيين، رفع "القسام" راية المقاومة ضدهم في الساحل الشمالي لسوريا، وكان في طليعة من حملوا السلاح في ثورة جبال (صهيون) سنة (1338-1339هـ = 1919-1920م) مع "عمر البيطار"، وكانت هذه الثورة مدرسة عملية صقلت مواهب الشيخ، وقدراته القيادية والتنظيمية، وقد حكم عليه الفرنسيون بالإعدام لأعماله الباهرة في مناهضتهم وخبراته الموجعة التي وجهها لهم، لكنه لم يسقط في أيديهم.
الانتقال إلى (حيفا):
بعد إخفاق الثورة في سوريا ونجاح الفرنسيين في القضاء عليها، التجأ "القسام" إلى (حيفا) سنة (1340هـ= 1921م) واستقر بها، ثم أرسل في طلب أسرته لتعيش معه، وما أن استقرت قدماه حتى بدأ نشاطه الدعوي من أول يوم، فبعد صلاة المغرب بدأ درسه الديني، ونجح في النفاذ إلى القلوب لعلمه وإخلاصه وصدق حديثه فالتفتت الأنظار إليه، ثم ما لبثت أن تعلقت به النفوس.
وفي (حيفا) عمل "القسام" مدرسًا في المدرسة الإسلامية، وفي الوقت نفسه خطيبًا لجامع (الاستقلال)، وانتسب إلى جمعية الشبان المسلمين في (حيفا) سنة (1926م) ثم ما لبث أن أصبح رئيسًا لها، وعُين منذ سنة (1929م) مأذونًا من قبل المحكمة الشرعية، وقد أتاحت له كل هذه الأعمال الاختلاط بالناس والتعرف إليهم، وإقامة علاقات وطيدة معهم، وبناء جسور الثقة معهم، وقابله الناس حبًا بحب وثقةً بثقة، وكان الشيخ المجاهد أهلاً لذلك، فازداد محبوه واتسعت شهرته بين الناس.
في تلك الأثناء كان الخطر الصهيوني يتسع يومًا بعد يوم، وتبرز خطورته دون أن يتصدى له أحد، وكان الإنجليز يتولون حماية المخطط الصهيوني والتمكين له، ولم يكن هناك حل لمواجهة هذا الخطر الداهم سوى المواجهة والجهاد، فلن تُجدي السياسة مع قوم يتخذون الكذب والنفاق والحيلة والدهاء سياسةً ودينًا ووسيلةً للوصول إلى مآربهم.
وكانت هذه السياسة غير خافية على رجل مثل "القسام"، الذي أدرك بجلاء أن العدو الذي يجب محاربته والتصدي له هو الاستعمار الإنجليزي، وأن السبيل إلى ذلك هو الثورة المسلحة والجهاد الدامي وتعبئة الجماهير لتأييد الثورة ومساندتها، وكان "القسام" يعرف هدفه جيدًا بعد أن تجمَّعت لديه خبرات متعددة، فبدأ في تشكيل تنظيم ثوري سري، يُربى فيه المجاهدون ويُعَدُّون إعدادًا عسكريًّا وإيمانيًّا.
الإعداد للثورة على المحتل:
تصف الشيخ "عِز الدين القسام" بقدرة فائقة على التنظيم واختيار الأعضاء، والقيادة وسبل الإمداد والتسليح، والعمل على ربط الجانب الجهادي بالجانب الاجتماعي، فكان يهتمُّ بتحسين أحوال الفقراء ومساعدتهم، ومكافحة الأُميَّة بينهم، وتعميق الوعي بينهم، ساعده على ذلك عمله مدرسًا وخطيبًا وإمامًا ومأذونًا، الأمر الذي هيَّأ له الاتصال بالجماهير واختيار من يصلح منهم للعمل معه في مناهضة المحتل.
وعنى "القسام" بالتنظيم الدقيق للخلايا السرية التي أعدها لمجاهدة الإنجليز، فهناك الوحدات المتخصصة، مثل وحدة الدعوة إلى الثورة، ووحدة الاتصالات السياسية، ووحدة التدريب العسكري، ووحدة شراء السلاح، ووحدة التجسس على الأعداء، وكانت نفقات هذه المجموعات تعتمد على اشتراكات الأعضاء المؤمنين بالعمل ضد المحتل الغاصب.
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-11-2007, 11:21 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي



بداية أعمال الجهاد:
وبدأت عمليات الإعداد تُؤْتي ثمارها، فشهدت المنطقة أعمالاً بُطولية عظيمة، وشهدت في أوائل سنة (1354 هـ = 1935م) جنين ونابلس وطولكرم سيلاً من عمليات صيد الضباط الإنجليز، ونسف القطارات والهجوم على معسكرات الجيش البريطاني، وقتلِ المتعاونين مع الإنجليز، وكانت هذه العمليات تتم في جنح الظلام، وفي فترات متعاقبة غاية في الدقة والتنظيم والسرية، الأمر الذي أقلق القوات الإنجليزية، وبث في قلوبهم الفزع والرعب، وكان من أثر ذلك أن سرت روح الحماسة بين الناس، وقويت فكرة الجهاد بعد أن ازداد أعداد اليهود المهاجرين إلى فلسطين، ومحاباة السلطات البريطانية لهم، ومساعدتهم على التمكين والاستمرار.
"القسام" يعلن الثورة:
ولم يخفَ على الإنجليز ما يقوم به "القسام" من إعداد الرجال للجهاد المقدس، وأنه ليس بعيدًا عن الأحداث التي بدأت البلاد تشهدها، فراقبت تحركاته وضيَّقت عليه، فلم يجد "القسام" بُدًا من إعلان الثورة على المحتل، وأن يكون هو على رأس المجاهدين فاتفق مع أحد عشر مجاهدًا على الخروج إلى أحراش (يعبد) في جنين، وأعلنوا الثورة على الإنجليز، والاستعداد للعمل الجهادي، وتشجيع أهالي المناطق المجاورة على الثورة.
لكن سلطات الإنجليز كشفت أمر "القسام" وعرفت مكانه من جواسيسها، فسارعت إلى قمع الثورة قبل اتساع نطاقها، فأرسلت في (18 من شعبان 1354 هـ= 15 نوفمبر 1935م) قوات عسكرية ووقعت معارك عنيفة بين المجاهدين والإنجليز استمرت أيامًا تكبد فيها الأعداء خسائر فادحة في الأرواح، وفوجئ "القسام" ومن معه بأن القوات الإنجليزية تُحاصرهم في (22 شعبان 1354 هـ= 19 نوفمبر 1935م) وتقطع سبل الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة.
استشهاد "القسام" بعد معركة غير متكافئة:
ولم يكن أمام "القسام" ورجاله سوى ثلاثة خيارات، إما الاستسلام المهين أو الفرار استعدادًا لمواجهة أخرى، أو التصدِّي للعدو مهما كانت التضحيات وعدم التكافؤ، واختار "القسام" ومن معه الدخول في معركة ولو كانت غير متكافئة، ودارت معركة رهيبة لمدة ست ساعات بين النفر المؤمن والقوات المحتلة، قُتِل فيها من الإنجليز أكثر من خمسة عشر، واستشهد الشيخ "القسام" مع اثنين من رفاقه في (23 شعبان 1354 هـ= 2 نوفمبر 1936م) واعتقل الأحياء- بما فيهم المجروحون- وقُدِّموا للمحاكمة التي حكمت عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين عامين وخمسة عشر عامًا.
وقد أصاب الحادث فلسطين كلها بالألم والحزن، وخرج أهالي (حيفا) ووفود من مختلف أنحاء البلاد يشيعون جنازة الشهداء المهيبة، وتحول "القسام" إلى رمز للجهاد والنضال، وصارت تجدد في النفوس معنى التضحية والاعتزاز بالبطولة، وقد أطلقت حركة (حماس) اسمه على جناحه العسكري باسم " كتائب الشهيد عز الدين القسام " التي تواجه المحتل الصهيوني بعملياتها الاستشهادية، كما أطلق على الصواريخ التي تطلقها كتائب القسام على المغتصبات الصهيونية.
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-11-2007, 11:27 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
Icon1

من عز الدين القسام إلى أحمد ياسين
لا أحسب أن إطلاق اسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام" على الجناح المسلح لحركة حماس مجرد استلهام لما تختزنه الذاكرة الجمعية الفلسطينية من ذكرى عطرة للشيخ الشهيد عز الدين القسام صاحب المبادرة الاستشهادية المبدعة في أحراش يعبد (قرب جنين) في خريف 1935، وإنما هو في تقديري يعود أيضا لاتخاذ الشيخ أحمد ياسين سلفه المجاهد قدوته في حياته وعلاقاته العامة والخاصة. إذ حين تقارن سيرة الشيخين الشهيدين تتضح أبعاد التماثل الكبير في سيرتيهما، فضلا عن توافقهما في الرؤى والمنطلقات، بل والتماثل الكبير في ظروف استشهادهما وردات الفعل التي أحدثتها أمثولتا الاستشهاد.
فكل من الشيخين عاش وسط أكثر الفئات انسحاقا في المجتمع الفلسطيني، وقدم مثال التمرد على الواقع المأزوم والتطلع لتجاوزه باعتماد الدعوة الجهادية، واضحة الإدراك لطبيعة الصراع مع التحالف الاستعماري-الصهيوني. وكل منهما شغله الشأن العام عن شؤونه الخاصة، ونجح بما أشاعه حوله من صدق الالتزام ووضوح الرؤية في استقطاب تلامذة ومريدين، الاستشهاد في يقينهم سبيل نيل إحدى الحسنيين: تطهير الأرض المقدسة من رجس الغزاة واستعادتها ما عهدته من تفاعل خلاق فيما بين البشر على اختلاف أصولهم وأديانهم ومذاهبهم، أو الارتقاء إلى سجل الخالدين بنضالهم واستشهادهم. وعلى الرغم من محدودية تلامذة القسام ومريديه إلا أن حركته تميزت كيفيا عما كان قائما في فلسطين أواسط ثلاثينات القرن العشرين من تجذر في أوساط فقراء المدن، وبما لا يكاد يتميز عن تجذر حماس في الزمن الراهن.
ولقد كان لاستشهاد القسام ردة فعل جماهيرية تمثلت في موكب جنائزي مهيب في حيفا، حيث حملت نعوش القسام ورفيقي استشهاده: يوسف عبد الله الزيباري وسعيد عطية المصري، على الأكف مسافة خمسة كيلو مترات، اشتبك خلالها المشيعون بالشرطة والجنود البريطانيين دون مبالاة بالرصاص الذي انهال عليهم وتساقط عدد من القتلى والجرحى. وإن كانت عدسات التلفزيون لم تخلد صور مشهد الأمس المهيب بمثل نجاحها بتسجيل مظاهرات الغضب على استشهاد الشيخ أحمد ياسين، التي تفجرت في معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية. ولم تخل من القتلى والجرحى في أكثر من موقع. ولم تسلم حتى نيويورك معقل اليهودية العالمية وعرين الصهيونية، من أن يكون لها نصيبها من مظاهرات إدانة جريمة اغتيال الشيخ الشهيد، الأمر الذي لم يتيسر للقسام خارج الدائرة العربية.
ويذكر للزعيم الصهيوني التاريخي "بن غوريون" إدراكه الواعي لاغتيال القسام وتداعياته. وعن ذلك كتب "شبتاي تيبيت"، المؤرخ الصهيوني، في كتابه "بن غوريون والعرب" يقول: تأثر بن غوريون كثيرا من موت الشيخ القسام. إذ كان حتى ذلك الحين على يقين بأن أي زعيم عربي على استعداد لبيع الشعب العربي كله لمصلحته الشخصية. أما الآن فهذه أول مرة يرى فيها أن زعيما عربيا يضحي بنفسه من أجل المبدأ. لذلك سيمنح هذا الحادث العرب قوة أخلاقية غير متوفرة لديهم الآن. بعد ذلك أصبح واضحا لبن غوريون أن هذا الحادث سيجر وراءه حوادث عديدة مماثلة. وأن المئات أو الآلاف الذين على استعداد للتضحية بأنفسهم مثل القسام". كما لم يفت بن غوريون التنبيه إلى أن استشهاد القسام يضع كلا من بريطانيا والحركة الصهيونية أمام نقلة نوعية في الصراع مع عرب فلسطين ومحيطهم القومي، الذي بدأ يعطي تلميحات بأن لا مناص من الدخول في مجابهة مع التحالف البريطاني–الصهيوني.
وفيما يستدل عليه من ردات الفعل الخارجية على استشهاد الشيخ أحمد ياسين، يتضح أنها في الوقت الذي انتزعت فيه من القادة الأوروبيين الإقرار، بما لم يكن يقر به غالبيتهم من حيث مشروعية العمل الفلسطيني المقاوم للاحتلال. إذ لا معنى لقول الرئيس شيراك وغيره من أن اغتيال الشيخ ياسين مخالف للقانون الدولي إذا كان الشيخ الشهيد في نظرهم يمارس دورا إرهابيا. غير أن استشهاد زعيم حماس لم يجد على الجانب الصهيوني نظير بن غوريون في قراءة الواقع العربي، والقدرة على التحرر من النظرة العنصرية للمجتمع العربي وثقافته في استشراف تداعيات عملية الاستشهاد. فشارون تبجح بدوره في عملية الاغتيال، واستقبل إقراره بمسؤوليته التاريخية والأخلاقية عن جريمة الاغتيال بعاصفة من التصفيق في مجلس وزرائه، كما في الكنيست، والذين أيدوا الجريمة قاربوا 61 % في الاستفتاء على ذلك بينما تحفظ عليها 21 %. وفي ذلك كله مؤشر العجز عن إدارك تداعيات استشهاد القائد فلسطينيا وعربيا. وعلى نحو لا يختلف عن عجز الرئيس بوش وأركان إدارته حينما يعتبرون جريمة اغتيال مدني شيخ في مثل حال الشيخ الشهيد دفاعا مشروعا عن النفس!!!
ولم تقتصر ردات الفعل لاستشهاد القسام على الزعامة الصهيونية، وإنما كان لها وقعها شديد التأثير في أوساط الزعامة الفلسطينية في أعلى المواقع. كما يتضح من موقف جمال الحسيني، زعيم الحزب العربي والرجل الثاني في قيادة الحركة الوطنية يومذاك بعد المفتي. إذ بعد زيارته لبيت الزيباري، وما لمسه من فقر عصبة القسام وبؤس عائلاتهم، كتب في "الجامعة العربية" – صحيفة الحزب– يقول: "ثورة القسام ثورة علينا جميعا شبابا وشيوخا وكهولا. إذ يقول كل واحد منا في قلبي إيمان وفي نفسي إخلاص وعزيمة، ولكني مثقل وورائي عائلة كبيرة أخاف عليها إن خرجت أن يتخطفهم الذل والعار والموت، وليس عندي ما يدفع عوادي الزمن. يسمع القسام وصحبه هذا فيثورون عليه ويخرجون... يخرجون عمن؟ عن أعشاش فيها قطع من اللحم كأفراخ العصافير ينتظر كل منها معيله ليلقي في منقاره ما يسد جوعه ويروي عطشه. فيندفع القسام وصحبه من تلك الأعشاش لتثبيت المبدأ، وإحقاق الحق، واعلاء شأن الإيمان. ونحن نرى منهم ذلك لا يسعنا إلا أن نشعر بتبكيت الضمير واحمرار الوجوه، فندعو الله أن ينير قلوبنا بهذا الإيمان".
ويقينا لو أن جمال الحسيني مد الله في عمره، وأتاح له زيارة بيت الشيخ أحمد ياسين بعد استشهاده، لما اختلف قوله عما كتبه عقب زيارته بيت الزيباري، رفيق القسام في استشهاده. وإن كنت أشك بأن غالبية سكان القصور من خلفاء الحسيني في الصفوف القيادية الفلسطينية الأولى لم تدر في خلدهم، وهم يشاهدون حال بيت الشيخ الشهيد، بعض الذي عبر عنه زعيم الحزب العربي ولا شعروا بتبكيت الضمير، ولا أحمرت منهم الوجوه، ولا دعوا في سرهم أن ينير الله قلوبهم بمثل الإيمان الذي كان يستبطنه خليفة القسام.
وحين طوق القسام وصحبه في أحراش يعبد، قرب جنين، صباح الاثنين العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1935 بنحو 400 شرطي إنجليزي وعربي تصحبهم عناصر من الهاجناه الصهيونية، وطلب إليهم الاستسلام حقنا لدمائهم، قرر الشيخ المجاهد وصحبه صنع أمثولة استشهادية، تشكل رافعة للحراك الوطني وتنتشله من الركود الذي فرضته عليه نزاعات رموزه القائدة، وعليه خاضوا معركة غير متكافئة من حيث عدد الرجال وكفاءة السلاح، فاستشهد القسام وصاحباه، وألقي القبض على جريحين منهم وخمسة آخرين، فيما نجح الشيخ فرحان السعدي وبقية المجاهدين النفاذ من الطوق المحكم بأعجوبة ليشكلوا نواة عصبة القساميين الذين قادوا فصائل الثورة بعد بضع شهور.
ولم يختلف المشهد كثيرا حين توجه الشيخ أحمد ياسين فجر الاثنين الثاني والعشرين من مارس/آذار الجاري لأداء صلاته في المسجد المجاور لبيته، وهو يعرف أن العدو يترصده بطائراته في السماء وعملائه على الأرض، كما قال في أكثر من لقاء تلفزيوني. ولكنه لم يتردد في الخروج، ولا آثر السلامة بالبقاء رهين بيته تحسبا من عواقب الظهور لما لم يكن يجهل انه يترصده. ولكنه كان على يقين تام بأنه مشروع شهيد منذ وضع اللبنة الأولى لمنظمة حماس، وأنه ليس بأفضل من الشباب والصبايا المتسابقين على درب الاستشهاد.
ويقينا أن الواقع بكل أبعاده الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية هو اليوم مختلف كيفيا عما كان عليه يوم استشهد القسام وشكل استشهاده نقلة نوعية في الحراك الوطني الفلسطيني، تمثلت بتفجر ثورة 1936 – 1939 والدور القيادي الذي شغله القساميون فيها. والسؤال المحوري والحال كذلك هل سيشكل استشهاد الشيخ أحمد ياسين مثل تلك النقلة التاريخية، أم أن ذلك صعب تحقيقه في زمن القطبية الأمريكية والعربدة الصهيونية المنفلتة من كل عقال؟
وليس ينكر أن الأمة العربية تبدو لكثير من المحللين الموضوعيين فاقدة المنعة، وأن قدرتها على رفد المقاومة الفلسطينية لا تجاوز التعاطف المعنوي، الذي تجلى في مظاهرات السخط على اغتيال الشيخ الشهيد. كما أن المجتمع الفلسطيني في الأرض المحتلة لا يعاني فقط من محدودية إمكانياته وقدراته والحصار المفروض عليه حتى من عمقه العربي والإسلامي، وإنما أيضا من افتقاده استراتيجية إدارة الصراع، ووحدة القيادة، وتعدد الرؤى ووجهات النظر، وعمق وسعة الاختراقات الأمريكية والصهيونية، فضلا عن الضغوط متعددة الهويات والجنسيات. غير أن في هذا الواقع المأزوم أكثر من معطى جدير بالاعتبار.
وأول هذه المعطيات التمايز الكيفي بين ظرف استشهاد الشيخ ياسين عن ظرف استشهاد الشيخ القسام، والذي له دلالته على واقع المقاومة غداة استشهاد الشيخين. وفي القراءة المقارنة ألاحظ أنه حين توجه القسام وصحبه إلى أحراش يعبد لم يكن يجهل حقائق الواقع المأزوم، وما كان يستهدف تفجير الثورة كما ذهب إلى ذلك العديد من مؤرخي سيرته. وإنما كانت غايته محاولة بعث الحياة في الحراك الوطني، الذي ران عليه الركود في أعقاب مظاهرات سنة 1933 نتيجة احتدام نزاعات رموزه القائدة ومدعيه القيادة. وذلك برغم انعدام التناقضات العدائية فيما بينها لكونها جميعا تنتسب لذات الشريحة الاجتماعية وتتقدم لدى غالبيتها الساحقة مصالحها لدى سلطة الانتداب. فكان اليأس من الركود المخيم والمأزق القائم حافز الشيخ القسام لصنع أمثولته الاستشهادية.
وبالمقابل لا يختلف محللان موضوعيان على أن دوافع شارون لارتكاب جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين تتمثل أولا بإدراكه وأركان الجيش الصهيوني عجز آلة حربهم بكل جبروتها عن كسر إرادة المقاومة لدى شعب الصمود والعطاء. وتتمثل ثانيا في تصورهم إمكانية صنع حادثة تنتشل التجمع الاستيطاني العنصري من المأزق متعدد الأبعاد الذي دفعته إليه انتفاضة تمتلك معينا لا ينضب من الاستشهاديين والاستشهاديات. وتتمثل ثالثا في محاولة اجهاض التطور النوعي في الأداء المقاوم الذي جسدته عملية اسدود البطولية وما مثلته من تقدم متنام في عمل كتائب الشهيد عز الدين القسام.
فاليأس في حال الشيخ القسام كان عربيا، وموضوعه الركود المخيم على المجتمع الفلسطيني. فيما اليأس في حال الشيخ ياسين إنما هو صهيوني يتصل بالواقع المجتمعي المأزوم على مختلف الصعد. فضلا عن أن القسام لم تخلفه مؤسسة ولم تكن المقاومة في زمانه بأكثر من أحلام تداعب خيال نفر محدود من العمال الفقراء، والذين لم يكن لهم أدنى اعتبار في نظر صناع قرار الحركة الوطنية الفلسطينية يوم ذاك. والتحديات في زمن عصبة القسام لم تكن بأقل مما تواجهه حماس هذه الأيام. الأمر الذي يعني أن احتمالات تحقق النقلة النوعية المأمولة واعدة، وإن كان على المتطلع لاستشراف احتمالات المستقبل أن يأخذ في حسبانه كامل أبعاد المشهد الفلسطيني،
والتي يمكن استعراضها بإيجاز:
فعلى صعيد حماس يحسب في ميزان قدراتها نجاحها في ملء الفراغ القيادي بسهولة ويسر، وما تجلى من وئام القادة الذين تمرسوا بالعمل في حياة الشيخ المؤسس والمرشد الروحي. كما يحسب في ميزان قدراتها نجاحها في ضبط انفعالات عناصرها بحيث لم تقدم على ما كان يتوقعه غير باحث من اندفاع في عمليات ثأرية تكشف العديد من عناصرها في وقت هي غير مستعدة فيه بينما العدو في كامل استعداده، بحيث يتمكن من تحقيق أكثر من ضربة ناجحة. وبعملية ضبط النفس برهنت القيادة الميدانية لحماس على أنها تمتلك كفاءة تحديد نوعية وزمن عملياتها المؤكدة الوقوع.
وعلى صعيد فصائل المقاومة الأخرى يستدل من البيانات الصادرة عنها، أن هناك تحالفا عضويا قائما فيما بين مختلف فصائل المقاومة، وإجماعا على الالتزام بخيار المقاومة، واستعدادا لمواصلة السير على درب الكفاح والاستشهاد، وأن تعدد الفصائل والانتماءات لم يعد مقلقا طالما أن التنافس بات مجاله الوحيد الأداء الأكثر كفاءة في مواجهة العدو.
وعلى الصعيد المجتمعي أوضحت مظاهرات مختلف المدن، والصدامات المتوالية مع قوات العدوان الصهيوني. دون مبالاة بتساقط الشهداء والجرحى، ولا إقامة أدنى اعتبار لتهديدات شارون والإجماع الذي حققه من حوله، أن خيار المقاومة إنما هو الخيار الأكثر شعبية والأوسع قبولا في الشارع الفلسطيني على ارض المواجهة، فضلا عن الأثر المعنوي الذي تركته مظاهرات السخط التي تفجرت في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية.
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-11-2007, 11:38 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي


عز الدين القسام....درة تاج الجهاد
علقت قلبي فوق شجرة ليمون وأرحت روحي داخل أزهارها، وقلت: لعل الشيخ مشى في هذه الحاكورة البحرية، فتطلعني على بعض ما سمعت من بوح الشيخ وشجونه، وأعرف السر الذي صنع منه قيمة ونهجاً. ماست الشجرة طرباً وكأنها استشفت ما يدور في خاطري، وقالت:
ليس في الأمر أسرار‍! ومواقف الشيخ لم تكن فيء شجرة ولا استراحة في بستان، وإنما هي صدق قلب، وثبات جنان، وحبٌّ يتفانى في إرضاء الله، من أجل كرامة الإنسان.
أدهشني عمق الجواب وصدقه، وحفزني إلى أن أتقصى مسيرة هذا الرجل الذي لا أعرف عنه أكثر من أنه رجل ورع تقي، خرج من جبلة وذهب إلى فلسطين لمساندة أهلها في مقاتلة البريطانيين والصهاينة.
بعد عودتي إلى بعض المراجع، وجدت أن القسام هذا الفتى –الشيخ انطلق في سماء العروبة مثل شهاب ثاقب، يحمل في ضوئه النور والنار. النور الهادي لأهله وشعبه، والنار الحارقة للأعداء المحتلين أعداء العروبة والإسلام، فصار للأعداء هدفاً، وللأصدقاء ملاذاً.
وإذا كانت الأرض السورية قد أنجبت على مر الزمان أبطالاً يدفعون الأذى عنها وعن الأرض العربية، فإنه من اللافت حقاً أن يولد في بلدة صغيرة وفي مجتمع فقير مادياً متخلف علمياً، فتى مُطَهَّرٌ من وباء القطرية وممتلئٌ غيرة قومية. فتى تؤرقه مشكلات مجتمعه وهموم أمته، فيتخذ من القرآن وآياته جواز سفر إلى الجهاد في سبيل الله من أجل تحرير الوطن وتنقيته من الفقر والأمية والاستعباد.
إن مشاركة عز الدين في محاربة الانتداب الفرنسي على سورية، والوجود البريطاني والصهيوني في فلسطين أمر غير مستغرب.
فسورية وطنه، وفلسطين جزء من بلاد الشام التي هي كل وطنه. ولكن أن يسعى للذهاب إلى ليبيا ومساندة الأشقاء في مقاومة الاستعمار الإيطالي، فهذا كرم ما بعده كرم، وشهامة ما بعدها شهامة، وتفان في سبيل الله والإسلام لا يماثله غير عمل السلف الصالح من أولياء وصديقين. فالقسام حين بادر إلى تجنيد الشباب من جبلة وغيرها من مدن وقرى الساحل السوري، وتدريبهم على حمل السلاح للذهاب معه إلى ليبيا، كان يرغب أن يبعث الروح في حركة الجهاد المبنية على فكرة وحدة الأمة. لكن رغبة الشيخ لم تتحقق، فقد أخلت الحكومة العثمانية بوعدها له ولم تنقل المجاهدين بحراً من إسكندرونة إلى طرابلس الليبية. وكما قيل، لم ييأس الشيخ وإنما تابع المحاولة، حتى تمكن من مؤازرة المجاهدين في الحد الأدنى ونقل إليهم ما تم جمعه من مال وعتاد.
ما سبق ذكره يسوقني إلى التساؤل، عن سبب تقاعس مدينة جبلة عن تكريم هذا الرجل الظاهرة؟.
أليس حَرِيّاً بجبلة وهي تفتخر بانتسابها إلى سلطان الزهاد إبراهيم بن أدهم الذي يثوي في ثراها، أن تفتخر أيضاً بانتسابها إلى شيخ المجاهدين عز الدين القسام، الذي ولد فيها ودرج على مرابعها، وتصبح جبلة العز الأدهمية؟.
يعد عام 1300ه‍ الموافق 1883م عاماً مميزاً في تاريخ السجل المدني في بلدة جبلة، إنه عام ولادة محمد عز الدين بن محمود القسام. الذي ولد في أسرة فقيرة مادياً متواضعة اجتماعياً، ثرية بإيمانها وذكرها الحسن. وحينما شب عز الدين، رغب والده، على الرغم من ضيق يده، أن يرسله إلى القاهرة للدراسة في الأزهر والتبحر في المعرفة وعلوم الدين.
فانطلق اليافع من ساحل جزيرة أرواد على ظهر مركب إلى الإسكندرية، ومنها إلى القاهرة، حاملاً في ضميره وعداً بالنجاح قطعه لوالده، وفي قلبه محبة وافرة لأهله ورفاقه وبلدته.
أقبل القسام على الدراسة في الأزهر بلهفة العاشق وعقل النابه، وصرف كل يومه متبحراً في أصول الفقه وعلم مصطلح الحديث، عملاً بوصية الحافظ الخطيب البغدادي الموجهة إلى طالب العلم، قائلاً: "إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه، وإجهاد النفس على العمل بموجبه، فإن العلم شجرة والعمل ثمرة".
وإيماناً بهذه الوصية، أمضى حياته معلماً ومتعلماً، يقيناً منه بأن العلم إن لم يتطور يصبح راكداً، وإن لم يبذل للآخرين فلا قيمة له
درس القسام في الأزهر علوم الفقه والتفسير والحديث والأصول واللغة العربية، من غير أن يخضع للبرنامج المقرر على غيره من الدارسين. فكان ينتقل من مرحلة إلى أخرى على قدر جهده وتحصيله من العلوم. فهو لم يهدف من دراسته إلى نيل شهادة تدلل على تضلعه في الدين، بل إلى التفقّه فيه وفهم دلالات ألفاظ القرآن والحديث، ليحقق طموحه ويصبح داعية واعياً ومفكراً متنوراً.
عندما شاهد القسام في أثناء وجوده في مصر قسوة الاستعمار الإنكليزي وتسلطه على الشعب المصري وثرواته، ترسخت لديه قناعة بضرورة مكافحة الإقطاع والتخلص من المستعمر لأنهما في رأيه يمثلان وجهين لعملة واحدة، فالظلم إذا شاع وساد يسحق الإنسان ويدمر العمران. وقد ردته هذه المشاهدات غير الإنسانية إلى بلدته جبلة، وذكرته بما يعانيه أهلها من جهل وأمية وتدن في الأوضاع الاقتصادية.
ولأنه يرى في العلم السبيل الوحيد لتنمية الثقة بالنفس، وللتحرر من الاستغلال الاجتماعي ووباء الذل والمسكنة، بدأ بعد عودته من الأزهر إلى جبلة، مسيرة تحرير الأطفال والعمال والفلاحين من الأمية، يعلمهم أصول القراءة والكتابة ويرشدهم إلى فضائل الدين ومنهجه الاجتماعي السليم.
وما يؤسف له أنه لم يستطع أن يحقق ما كان يطمح إليه، على الرغم من الجهود التي بذلها في هذا المجال، لأن يداً واحدة لا تصفق، ولأن صوته الجريء أزعج الإقطاع، فضاق به وحقد عليه وحاول نفيه إلى إزمير. هذا عدا الأعراف والتقاليد التي تسيطر على الناس، ويصعب اقتلاعها أو حتى تشذيبها.
وهرباً من الحصار والإخفاق قرر القسام السفر إلى الآستانة، وفي نفسه رغبة تحدوه إلى مزيد من التعلم والإطلاع على الجديد من الآراء والأساليب المتبعة في الدروس المسجدية.
فإذا كان الجهاد بالسلاح هو همه الأول، فإن همه الثاني هو تخليص الدين من البدع والشوائب التي شوهت وجهه، بفعل الجهل حيناً والإساءة المقصودة أحياناً كثيرة. لكن مقامه في الآستانة لم يطل، لما لقيه من أمية الناس وعدم معرفتهم اللغة العربية وجهلهم تعاليم الدين حتى البديهي منها. فرجع إلى جبلة وفي نيته البدء من جديد، ففتح مدرسة يدرس فيها اللغة العربية وعلوم الدين، في النهار للأطفال واليافعين وفي المساء للكبار. وفي جامع السلطان إبراهيم يعطي لمن يرغب دروساً في الحديث وتفسير القرآن. في حين جعل حديثه في خطبة الجمعة مقتصراً على حث الناس وتنبيههم إلى ضرورة التعاون والمحبة والعمل المثمر للتغلب على الفقر والبؤس، وعلى توضيح بعض المسائل التي استعصى فهمها عليهم. فكان بهذا العمل المكثف، يعبر عن احتجاج صامت على تردي الأوضاع في المجتمع، من النواحي الثقافية والاجتماعية والسياسية.
إن انغماس القسام في التعليم والعمل الاجتماعي، لم يحجبه عن ممارسة دوره الريادي في محاربة الاستعمار. فبعد الاحتلال الفرنسي لسورية والبريطاني لفلسطين، أحسَّ أن فرصة الجهاد جاءت تسعى إليه. ولا سيما أنه متأثر بأحمد عرابي ومواقفه النضالية في تحرير أرض مصر من دنس الاستعمار البريطاني. وبآراء المصلح المتنور جمال الدين الأفغاني الذي يقول:
"لسنا نعني بالخائن من يبيع بلاده بالنقود، ويسلمها إلى العدو بثمن بخس أو غير بخس، وكل ثمن تباع به البلاد فهو بخس. بل خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن، بل من يدع قدماً لعدو تستقر على أرض الوطن، وهو قادر على زلزلتها". فاتخذ القسام من هذه المقولة تميمة حفزته على إعلان الجهاد ومتابعته.
كان القسام صديقاً للشيخ محمد كامل القصاب، وملازماً له، وقد ساعده بتأمين حاجات الثورة ضد الفرنسيين، الرجال من أهل فلسطين والعمال من المصريين الذين يعملون في حيفا، ومن أهل بلدته جبلة. وعندما ذهب إلى الساحل وأشعل الثورة هناك، باع بيته في جبلة ونقل أسرته إلى الحفة، واشترى بثمن البيت سلاحاً. ودعا كل من يقدر على شراء السلاح أو على حمله إلى الجهاد ومقاومة الوجود الفرنسي في المنطقة الساحلية. وقد تعاون ونسق عمليات الجهاد مع الشيخ صالح العلي والشيخ عمر البيطار في الساحل، ومع الشيخ نافع الشامي وأبيه في إدلب.
وعلى الرغم من الفاقة المادية الخانقة التي كانت تكبل الناس وتحطم معنوياتهم، وتشغلهم عن أي رغبة في التحرر، استطاع القسام بأسلوبه الإنساني وخطبه الحماسية ودروسه الدينية، أن يوقد في قلوب الناس شمعة النضال ويحضهم على مقاومة الشر في النفس وعلى الأرض. وكانت ثورته، الشرارة التي أججت الثورة في منطقة صهيون.
وحينما ارتفعت وتيرة مقاومته هو ورفاقه، ضيق الفرنسيون عليهم الخناق، ووضعوا مكافأة مالية لمن يدل على مكانه أو يمسك به. وعندما عجزوا عن استمالته بالترغيب وعن استسلامه بالترهيب، أصدروا عليه غيابياً حكماً بالقتل.
فترك منطقة الساحل، ولجأ هو ورفاقه إلى جبال صهيون وجعلوها ميدان جهادهم.
وعندما تمكن الفرنسيون من معرفة موقعهم، هاجموهم وقتلوا عدداً منهم وفرقوا شمل الباقين. فضاقت الدنيا بالشيخ، ولم يكن أمامه بدٌّ من مغادرة سورية إلى فلسطين. فعبر الأرض اللبنانية البرية والبحرية، وحط رحاله أولاً في عكا، ثم انتقل منها إلى حيفا التي كانت قاعدة الأسطول البريطاني وترسانة أسلحته. ومن جديد استأنف رحلة النضال العلمية والجهادية، فعلَّم الدين واللغة للعمال والفلاحين، وعمل على تحسين أحوالهم المعيشية.
في حيفا خطب في عدد من جوامعها، واستقر في جامع الاستقلال وتولى شؤونه. فكان يبصر الناس بما يبيته اليهود لهم من شر وتدمير، ويحرك فيهم همة الجهاد ويستنهض في أرواحهم شرف الاستشهاد، ويذكرهم بما يخطط العدو لفلسطين، ويقول لهم: "اليهود ينتظرون الفرصة لإفناء شعب فلسطين، والسيطرة على البلاد، وتأسيس دولتهم".
له درك يا شيخ المجاهدين، كم كانت رؤيتك نافذة، وكم كان حدسك صائباً!
ترى لو بقيت حياً إلى اليوم، هل كنت تضيف شيئاً على ما قلته منذ عقود طويلة من الزمن؟
ومن أعمال القسام الرائدة في فلسطين، أنه استطاع بعد عمل شاق أن يؤسس أول تنظيم جهادي حقيقي، قوامه العمال في المدن والفلاحون في الأرياف. هذه البذرة الطيبة التي أنبتها في أوساط الشعب الكادح، أعطت أكلها في معركة يعبد وفي غيرها من المعارك والهجمات، وأوقعت هزائم في جيش العدو وهددت أمنه.
في عام 1935م استشهد عز الدين القسام، واستمر التنظيم الذي أسسه قائماً عاملاً مدة ثلاث سنوات، من 1936 –1939م، بفضل العمال والفلاحين الذين سموا فيما بعد بالقساميين التزاماً منهم بالإنسان الذي قضى في سبيل قضية مقدسة. فكان لهذا التنظيم دور نضالي بارز في شمال فلسطين، بقيادة خليل محمد عيسى المسمى (أبو إبراهيم الكبير) ومعه: توفيق إبراهيم (أبو إبراهيم الصغير)، ومحمد أبو محمود الصفوري وسليمان عبد الجبار، وعبد الله الأصبح وسواهم. وفي منطقة لواء نابلس، بقيادة الشيخ فرحان السعدي ومعه عبد الرحيم الحاج محمد ويوسف أبو درة ومحمد الصالح الحمد، وسواهم.
لم يكتف القسام بالجهاد المسلح ضد المستعمر والمحتل، ولا بجهاد الموقف ضد الإقطاع، وإنما جاهد بقلمه أيضاً فحارب البدع والضلالات ودعا إلى تركها من أجل تنقية الدين ومفاهيمه. ولا سيما أن تلك الفترة كانت تزدحم بحضور الاستعمار: انتداباً واحتلالاً، والاستعمار في كلا الحالتين يسعى إلى بث التفرقة عن طريق تشويه حقائق الدين وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة.
كتب القسام مع رفيقه الشيخ محمد كامل القصاب رسالة قيمة نادرة كان تأثيرها في الناس كبيراً، عنوانها: "النقد والبيان في دفع أوهام خيزران".
يحاول القسام والقصاب في هذه الرسالة، رد الظلم الذي لحقهما من الشيخ محمد صبحي خيزران الحنفي العكي، حين قوَّلهما ما لم يقولاه بشأن رفع الصوت في الجنازة، وبما يتعلق بصلاة التراويح وعدد ركعاتها ووقت أدائها. وأرادا أن يبصرا الناس بما هو صحيح كي لا يسقطوا في بؤرة البدع التي تبعدهم عن جوهر الدين.
ويشيران إلى أن الإمام البركوي يأخذ على العلماء سكوتهم عن البدع، وإنكارهم المحرم فقط. لأن البدعة في العبادة وإن كانت دون البدعة في الاعتقاد، هي منكر في دين الله، وضلالة يجب تركها. وتنطوي البدعة، كما يقول القسام والقصاب، على معنيين:
"معنى لغوي عام هو المحدث مطلقاً، عادة أو عبادة، لأنها من الابتداع بمعنى الإحداث، كالرفعة من الارتفاع والخلفة من الاختلاف. ومعنى شرعي خاص، هو الزيادة في الدين أو النقصان منه."([3])
حيث يصرح:
"بأن الأمة الإسلامية من عهد عمر إلى يومنا هذا، متفقة على كيفية صلاة التراويح المعمول بها الآن، وهو أنها بالإجماع عليها، وأنها في أول الليل، وأنها في العدد الذي يصليه المسلمون الآن في مساجدهم مع أنه لم يقل بهذا الاتفاق أحد."([6])
وينقل القسام والقصاب عن الإمامين الشوكاني والنووي، اللذين يقولان باتفاق العلماء على استحباب القيام بها جماعة. لكنهما يذكران أن مالكاً وأباً يوسف وبعض الشافعية وغيرهم، قالوا: الأفضل صلاتها فرادى في البيت لقول الرسول (ص): "أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة."([7])
من هذا العرض السريع لبعض ما جاء في الرسالة، نتبين أن الذي دفع القسام إلى المشاركة في كتابتها هو صدقه مع نفسه ورغبته في توعية الناس وتنويرهم، وحضهم على الابتعاد عن البدع في الدين، كي تكون عبادتهم لله خالصة من كل شائبة، فقد رفض القسام الذاكرة الجاهزة، ووقف ضد الصورة القارة في أذهان الناس.
هذا هو عز الدين القسام. رجل عاش رؤية الدين ومفهومه للجهاد، فنذر روحه وزمنه لهذا المفهوم ولتلك الرؤية، وتماهى بهما وجداناً وجسداً. رجل وطني رائد في وطن محتل، معلم في مجتمع جاهل مظلوم، جريء أمام غاز طامع، صريح في محاربة البدع والترهات.
إنه عز الدين القسام، الذي غاب جسداً وبقي فكراً ونهجاً وممارسة.
وصدق فيه قول الشاعر فؤاد الخطيب:
ما كنتُ أحسبُ قبلَ شخصك أمةً
في بردتيه يضمُّها إنسانُ
لم يثن عزمَك والكتائبُ شمرتْ
نصلٌ يشبُّ توقداً وَسِنانُ
هو صيحةٌ ملأ الفضاءَ دويُّها
فَسَلِ العروبةَ هلْ لها آذانُ
أَوْلتْ عمامتُك العمائمَ كلّها
شرفاً تقصرُ عندها التيجانُ
وجعلتَ لاسمِ الشيخِ أرفعَ رتبةً
نبذتْ قديَم عهوِدها الأوطانُ
يا حصنَ يعربَ في ثراكَ موسدٌ
نعمَ الضحية عنكَ والقربانُ
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-11-2007, 11:45 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
Icon1



القسام أسس فروع تنظيم عمل الثورة
هو عز الدين عبد القادر مصطفى القسام من مواليد 1883م –جبلة –سوريا.
سافر إلى الأزهر هو وشقيقه فخري عام 1901م حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده.
استلم بعد عودته من الأزهر كتّاب والده لتعليم تحفيظ القرآن الكريم وغماما وخطيبا لمسجد المنصوري في مدينة جبلة.
بدأت أولى حركاته الثورية بالتضامن مع الثورة الليبية إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا في بداية 1911 حيث قاد أولا مظاهرات تندد بالاحتلال الإيطالي لليبيا حيث كانوا يرددون "يا رحيم يا رحمن غرق أسطول الطليان" وبعدها عمل على تجنيد متطوعين وجمع التبرعات لاسناد الثوار الليبيين وبناء على ذلك جند حوالي 400 متطوع سافر بهم إلى استنبول للسفر من هناك بحرا إلا أن الأتراك منعوهم من المغادرة.عاد بعدها إلى سوريا(جبلة) حيث قام ببناء مدرسة بجزء من أموال التبرعات (تحمل اسم الآن) وسافر برفقة ابن عمه عبد المالك إلى ليبيا عبر مصر حيث قابل الشهيد عمر المختار وسلمه ما تيسر من أموال وتعاهدوا على المضي بالثورة ومقاومة الاحتلال.
وهكذا مع بدء الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1917 قاد وأسس أول ثورة مسلحة ضد الفرنسيين ،وفي محاولة لرشوته عرضوا عليه استلام القضاء والافتاء في سوريا إلا أنه رفض فنظموا له محكمة غيابية حكمت عليه بالإعدام وكان من شدة قمع الفرنسيين للثورة أنهم إذا أسروا أحد رجال القسام يحرقونه حيا!ومع اشتداد ملاحقة الفرنسيين وتضييق الخناق عليه آثر السفر إلى فلسطين حيث وصلها بحرا من جزيرة أرواد إلى حيفا عام 1921وكان ابن عمه عبد المالك مرافقا له في رحلته هذه ولحقت به بعد ذلك زوجته وبناته تهريبا عبر البحر.
عمل القسام لكسب لقمة عيشه كمدرس بمدرسة البرج الإسلامية ومن ثم مأذونا شرعيا وقام بحملة تبرعات بنى على أثرها مسجد الاستقلال الذي تولى لاحقا إمامته والخطابة فيه ،وكان من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين وكان اكثر ما يهتم به من احتفالات هو ذكرى تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين حيث كان ينظم احتفالا كبيرا يحضره كثير من الناس ،وكانت معظم خطبه وأحاديثه سواء بالمسجد أو المدرسة تحرض على الجهاد وضرورة مقاومة الاحتلال الإنجليزي وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ،
وأسس القسام خمسة أفرع لتنظيم عمل الثورة:-
1ـ فرع الإعلام و الخطابة للتحريض والتوعية وتولاه بنفسه مباشرة.
2ـ فرع لجمع التبرعات وشراء الأسلحة وكان يشرف عليه الشيخ فرحان السعدي.
3ـ فرع المخابرات وجمع المعلومات وتحديد الأهداف كان يشرف عليه الشيخ زيد الذي يعمل في الميناء.
4ـ فرع للتدريب على السلاح حيث أحضر مدربا خاصا من سوريا.
5ـ فرع للتجنيد والعمل العسكري.
عندما شعر القسام بالحاجة الماسة للمال لشراء السلاح أوفد أخاه فخري إلى سوريا حيث قام الأخير ببيع منزلهم في جبلة من أجل شراء السلاح ،سجن القسام أكثر من مرة على يد الإنجليز.
كان يردد باستمرار الحديث الشريف:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا ديس شبر من أرض المسلمين فعلى المرأة أن تخرج دون إذن زوجها وعلى الفتى أن يخرج دون إذن أبيه"،أصدر فتوى تقول بأن الجهاد المحتل الآن أولى من الحج ،طالما الأرض محتلة،فالجهاد ذروة سنام الإسلام..ولم يؤد الشيخ القسام فريضة الحج.
كانت آخر خطبة للقسام في مسجد الاستقلال يوم 10/11/1935م حيث أعلن الثورة وأوضح أن خارج للجهاد ولن يعود لهذه المسجد إلا بعد طرد الإنجليز واليهود من البلاد واشهر سلاحه على المنبر قائلا:"بهذا فقط يتم التحرير والاستقلال.
انطلق القسام من حيفا إلى القرى يرافقه العديد من المجاهدين وكان الإنجليز بإثرهم حيث تمت محاصرتهم أخيرا في أحراش يعبد قرب نزلة الشيخ زيد يوم 19/11/1935م ،وتمت محاصرتهم بحوالي 600 جندي وكانت طائرة حربية تحلق بالأجواء واستمر القتال حوالي سبع ساعات ورفض القسام خلالها الاستسلام حيث كان يرد على دعواتهم:"هذا جهاد نصر أو استشهاد ..يا رفاقي موتوا شهداء.
وهكذا استشهد الشيخ عز الدين القسام مع اثنين من رفاقه ،وجرح آخرون ونفذت ذخيرة المجاهدين..ودفن القسام وزميلاه في حيفا،مقبرة بلد الشيخ.
للقسام أربعة أولاد وثلاث بنات هن :ميمنة،خديجة وعائشة وابن واحد هو محمد وقد ولد في حيفا
الاحتلال يحاول هدم قبر الشيخ القسام :
حاولت سلطات الاحتلال أكثر من مرة هدم مقبرة الاستقلال في بلد الشيخ وهدم وإزالة قبر القسام لكن جماهير فلسطين داخل الخط الأخضر وخصوصا الحركة الإسلامية وعلى رأسها الشيخ رائد صلاح تصدوا لهم وكان المئات يتناوبون على الحراسة ويبيتون داخل المقبرة للذود عنها بارك الله فيهم وجزاهم عن المسلمين والقسام خير الجزاء.
وحتى لو أزالوا المقبرة وهدموا القبر الرمز فإن القسام باق في قلوب الجماهير وعقولها مدرسة للنضال والجهاد عبرة للاحتلال ومفهوم حي لتواصل الأجيال نضاليا وجهاديا حتى التحرير والعودة بإذن الله تعالى
واحد وسبعون عاما مرت على ذكرى معركة يعبد الخالدة التي خاضها الشيخ المجاهد عز الدين القسام مع رفاقه في جبالها في 19/11/1935 . ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم جنين بعروة وثقى مع اسم الشيخ الجليل عز الدين القسام السوري المنبت والمنشأ.
الذي حمل المصحف في يد وضم البندقية باليد الأخرى رافعا شعار الجهاد في سبيل الله ومقاومة المحتل لأرض القداسة فلسطين.
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21-11-2007, 11:17 AM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي

في هذه الذكرى العطرة .. رحمة الله عليك ايها القائد الفذ ...
وقد حمل من بعدك اللواء من سارو على دربك ونهجك .. كتائب العز .. كتائب القسام ... ليبقى اسمك له طيب الرنين في آذاننا .. ورعب بلا حدود في آذان بني صهيون وأعوانهم من أرجاس العرب و الفلسطينين ...
__________________


غزة يا أرض العزة

سلاماً من القلب يا نزف القلب




رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21-11-2007, 11:21 AM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي

القسّام .. الرقم الأصعب بعد 70 عاماً من استشهاده !


تمضى الأيام ويثبت الشهيد دوماً أنه لا يموت, ليس في الجنان فحسب, وإنما هنا في الأرض حين يتحول رقماً صعباً في معادلة النضال, وحينما يكابد أعداؤه من لأواء مناجزته لهم من بعد أن يضمّه الثرى..
اليوم تذكر فلسطين وبلاد العرب "فارس فلسطين الأشم" عز الدين القسّام الذي قضى نحبه في مثل هذا اليوم منذ سبعين عاماً.. وبقدر ما بذل الرجل بقدر ما ظل حاضراً في الساحة النضالية الفلسطينية، لم يبرح الذروة التي ارتقى عليها، ومنها ارتقى إلى مولاه مقبلاً غير مدبر، هاتفاً من أعماق الضمير والإيمان: "موتوا شهداء".. ومن صِدْق الفعل, كان صِدْق الأثر, إذ استحال جسده الواهن بعد هذه العقود صواريخ وقذائف تحمل اسمه، كما تحمل فكرته التي لا تموت ما دام صاحبها ـ نحسبه في العلا- حياً من نعماء الله يرزق.

القسّام اليوم


من المحال أن نؤرّخ فنقول: "منذ أن غاب قبل 70 عاماً", إن القسّام لم يزل يوقظ شارون فزعاً مرة بعد أخرى حين تسقط صواريخ القسام في مزرعته، وعلى مقربة منه.. إن الدار المتواضعة التي باعها القسام فاشترى بثمنها (24) بندقية عتيقة قد امتزجت بروحه، فاستحالت ترسانة يحملها الأحفاد على أكتافهم كما أرواحهم ـ وروحه من قبل ـ على راحاتهم, تزلزل الأرض تحت أقدام الغاصبين.
استشهد القسام فبُعثت كتائبه بعد نصف قرن من الزمان تذيق اليهود من لظى حِممها .. وأطلق القسّام شعاره الخالد "هذا جهاد .. نصر أو استشهاد", فضمّنته حماس معظم بياناتها التي تلف الأرض وتتناقلها الوكالات.. ويوم أن صاح القسام في إخوانه بجنين "موتوا شهداء" لم يكن يدري أن جنين القسّام تلك ستكون مصنع الشهداء، وعنوان الشهادة، وعاصمة العمليات الاستشهادية, التي نسمع من دونها صوت القسّام مدويًا "موتوا شهداء".
ولم يكن اختيار الجناح العسكري لحركة حماس التي هي من ثمار النضال الفلسطيني التليد لاسم "كتائب عز الدين القسّام" اعتباطيًا, فالرجل العظيم هذا كان من الفطنة والذكاء بحيث استطاع تكوين خلاياه المقاتلة خلال (15) عامًا في سرية وكتمان دون أن ينكشف أمره بالرغم من تاريخه النضالي في جبال اللاذقية بسوريا, وتلك كانت من العلامات التي وعتها كتائبه بعد أكثر من نصف قرن.. كان مسلكه في هذا السبيل نموذجاً للشباب المناضل الساعي لتحرير بلاده بعد تحرير ذواته.. وليس الأمر من منقبة واحدة تعلقت من أجلها قلوب هؤلاء فتذكروا حاضرهم الحي من بعد استشهاده قبل سبعين عاماً, قمينة بأن تنسي الأحفاد مآثر الأجداد, غير أن الخلود لا يبليه الزمان.. فطراز الشهيد القسّام يغاير أولئك الذين يموتون فلا يذكرهم قومهم بعد أيام ثلاث.. فمَن كالقسّام في علم يتبعه عمل, وفكرة يتبعها التطبيق!! ومن كالقسّام يبيع بيته لله, ولا يُعرف لبذله حدود .. لا حدود وطن ولا حدود جماعة!! ومن ذا الذي يتملك ذاك الحس المرهف في نضاله فيفرق بين ميادين المعارك وميادين المدن.. يخرج إلى الجبال صائناً القرى والبلدات عن القتال، ولا يستدعي الحروب إلى الديار والطرقات!!
والمناقب في شخصية هذا الشهيد عديدة يحتاج للاستنارة بها شيوخ وعلماء الأمة, وحركات التحرر والمقاومة, وهيئات الإغاثة, والقوى السياسية السلمية..
فالقسّام في الحقيقة هو اسم جامع للعالِم حينما يتخذ حياته ثمناً لما يؤمن به, ويعلي من قيمة المبدأ الذي يحمله.. القسام هو العالِم, والقائد, والخطيب, والمهاجر, والداعم, والمناضل, وهو من بعدُ الكتائب.. والصواريخ.. التي تدك المستوطنات .. وتذكر اليهود بأن الحق في الأرض والمقدسات لن يضيع !!
__________________


غزة يا أرض العزة

سلاماً من القلب يا نزف القلب




رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21-11-2007, 11:22 AM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي

فى رثاء القسام
لم يكن خبر استشهاد القسام ورفاقه خبراً عادياً، فقد صدرت الصحف العربية في فلسطين تحمل الخبر في العناوين الرئيسية..
ففي صبيحة يوم 22/11/1935 خرجت صحيفة الجامعة العربية بالعناوين التالية:
- حادث مريع يهزّ فلسطين من أقصاها إلى أقصاها..
- معركة حربية حامية الوطيس تسفر عن مقتل خمسة أشخاص وجندي إنكليزي..
- شخص يقتل خطأ.. بلاغ من الحكومة عن الحادث.. المصاحف في جيوب الشهداء.. شماتة الصحف اليهودية..
- جنازة حافلة للشهداء في حيفا، وبرقيات التعزية.. وفود فلسطين.. الحكومة تأسر خمسة أشخاص وتحقق معهم..


وفي الأعداد التي تلت هذا العدد من الصحف الفلسطينية، كانت تصدر القصائد الرثائية في الشيخ القسام ورفاقه، ففي 25/11/1935، صدرت أولى قصائد الرثاء في الشيخ الشهيد في جريدة الجامعة الإسلامية للشاعر حسان فلسطين اليعقوبي، وهي بعنوان ((قتلوك)) نقتطف منها التالي:
قتلوك، لا كانوا ولا كان الألى
........... ولّوا عليك، وما لهم من شأنٍ
لك في الحسين ومن إليه أسوة ...........
فيما جناه عليك ذاك الجاني
إن كان أول من أصابوا مقتلاً ...........
منه الحسين، فأنت عندي الثاني

كما صدرت في المجلة نفسها قصيدة ((شهيد فلسطين)) أطلق شاعرها على نفسه لقب ((الصارخ))، وقصيدة أخرى بعنوان ((شهيد الوطن الخالد)) لواصف عبد الرحمن من نابلس وذلك في 27/11/1935.
ونشرت جريدة الدفاع قصيدة للأديب الفلسطيني (ابن خلدون) بعنوان ((يا رحمتنا))، نقتطف منها الأبيات التالية:
ما بين أرضِك أو سمائك .. آيٌ تتيه بكبريائكْ
قد حاولوا غمز الإباء وما دروا مغزى إبائكْ
قد ثرتَ تعلم أن ما تبغيه صعبٌ جد شائكْ
آثرت لقيا الله لما ضقت ذرعاً في قضائك
بين المهابة والجلالة سار ركبك والملائك
ولقد صمتّ فكان صمتك فيه معنى من وفائك
ما اخترت إلا ما يشرّف في ختامك وابتدائك

وقد أورد صاحب كتاب ((جهاد شعب فلسطين)) قصيدة للشاعر فؤاد الخطيب منها:
أولت عمامتك العمائم كلها ........... شرفاً تقصّر عنده التيجان
يا رهط عز الدين حسبك نعمة ........... في الخلد لا عنتٌ ولا أحزان
شهداء بدر والبقيع تهللت ........... فرحاً، وهشّ مرحّباً رضوان

أما شاعر حركة القسام نوح إبراهيم فنظم قصيدة بالعامية بعنوان ((عز الدين يا خسارتك)):
عز الدين يا خسارتك ........... رحت فدا لأمتك
مين بينكر شهامتك ........... يا شهيد فلسطين

جمعت رجال من الملاح ........... من شريت سلاح
وقلت هيا للكفاح ........... لنصر الوطن والدين

واقرأوا الفاتحة يا إخوان ........... عا روح شهيد الأوطان
وسجل عندك يا زمان ........... كل واحد منا عز الدين

البيت الأخير يقودنا إلى قصيدة للشاعر نفسه أشهر منها، بعنوان ((أبو إبراهيم ودّع عز الدين))، إلا أن هذه القصيدة لم تصدر بعد استشهاد القسام مباشرة، بل بعد عدة سنوات، وأحسب أنها في رثاء ((أبو إبراهيم الكبير)) القائد الأبرز في الثورة العربية الكبرى..

غير أن قصيدتين من البحر الكامل بزّت كل القصائد السابقة في رثاء القسام، كانت الأولى للشاعر صادق العرنوس نشرها في جريدة ((الجامعة الإسلامية)) في 15/12/1935، نختار منها:
من شاء فليأخذ عن القسام ........... أنموذج الجندي في الإسلام
وليتّخذْه إذا أراد تخلصاً ........... من ذلّة الموروث خير إمام
ترك الكلام ووصفه لهواته ........... وبضاعة الضعفاء محض كلام
هذا الفدائي الجواد بنفسه ........... من غير ما نزعٍ ولا إحجام
إنْ يَقْضِ عزالدين أو أصحابه ........... فالسرّ ليس تكلّم الأجسام
هيهات تنزع أو تهي أثارها ........... مهما استعان بمدفع وحسامِ
قل للشهيد وصحبه أديتمُ ........... حق الرسالة فاذهبوا بسلام

أما القصيدة الثانية، فقد جاءت رداً على بيان حكومة الانتداب الذي أعلن القضاء على عصابة من الأشقياء في أحراش يعبد، فهي للشاعر نديم الملاح بعنوان ((سمّوك زوراً..))، نختار منها:
ما كان ذودك عن بلادك عارا ........... بل كان مجداً باذخاً وفخاراً
سمّوك زوراً بالشقي ولم تكن ........... إلا بهم أشقى البرية دارا
قتلوا الفضيلة والإباء بقتلهم ........... لك واستذلوا قومك الأحرارا
أنكرت باطلهم وبغي نفوسهم ........... فاسترسلوا في كيدك استكبارا
ورأيت كأس الموت أطيب مورداً ........... من عيشة ملئت أذى وصغارا
خلصت إلى الديان روحك حرة ........... فحباك منه في الجنان جوارا.


بقيت هناك ملاحظتان لا بد من ذكرهما هنا قبل اختتام المقالة، هما: أن ما أوردناه من قصائد لا يتضمن إلا القصائد التي صدرت بعد استشهاد القسام مباشرة.
والملاحظة الثانية: أن طبيعة القسام فرضت نمطاً معيناً على القصائد (الدين، الأصولية، الجهاد، العمامة، الاستشهاد...)، لذلك فإن القصائد التي صدرت وقتها في الجرائد اتخذت صبغة إسلامية كانت بعيدة عن قصائد ذلك الزمان وأساليبها، ومردّ ذلك يعود إلى سعي القسام الدؤوب إلى إبراز وإثبات إسلامية حركته وجهاده، بشكل أعاد الإسلام إلى الواجهة الثورية، كما قال عنه أحد الشعراء:
لهفي على القسام لهفة دمعة........ تجري على خد اليتيم بلا انقطاعْ
فهو الذي سنّ الجهاد مجدداً ....... وأعاد –رغم الكل- تأصيل الصراعْ
__________________


غزة يا أرض العزة

سلاماً من القلب يا نزف القلب




رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21-11-2007, 11:22 AM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي








اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ALAQSA-LOVE
بارك الله فيك أخي أبو كارم :1004: :1004:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ALAQSA-LOVE

لقد أثريت الموضوع ثراء .. بحيث يحق لك أن تكون أنت صاحب الموضوع
بس ما تعمل مثل (جيش التحرير البلدي):1029: :1029:
سيظل الشهيد رمزاً لا يُنسى للجهاد .. وشعلة لا تنطفئ للبذل والعطاء في سبيل الله
ونصر الله كتائبه المظفرة .. حامية قضية فلسطين الإسلامية العقدية
..

رد : الشيخ الشهيد .. عز الدين القسام .. في ذكرى استشهاده (19/11/1935)


[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] "عز الدين القسام" رائد حركة الجهاد في فلسطين
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] من عز الدين القسام إلى أحمد ياسين
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] عز الدين القسام....درة تاج الجهاد
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] القسام أسس فروع تنظيم عمل الثورة
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] رجل .. رفع هامات الأمة
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] رائد المجاهدين في بلاد الشام في العصر الحديث
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] ومضات مشعة من حياة الشيخ عز الدين القسام
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] كتائب القسّام تؤكد مضيها على نهج الشيخ الذي حملت اسمه
[IMG]file:///F:/ezz-eldin_alqassam/images/icon.jpg[/IMG] تصاميم فنية في ذكري القسام







__________________


غزة يا أرض العزة

سلاماً من القلب يا نزف القلب




رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 164.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 158.88 كيلو بايت... تم توفير 6.00 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]