|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
دلالة السياق في تنوع الحركات في البنية نفسها في القرآن الكريم د. صباح علي السليمان للحركات فلسفةٌ لغوية تمتاز بها العربية عن سائر اللغات، وهذا نابع من سَعة وشجاعة العربية، فيعدُّ الإبدال محورًا رئيسًا في تغيُّر الحركات، وسببه اختلاف اللهجات بين القبائل، فمن ذلك نَستعين ونِستعين، مُرْيَة ومِرْيَة، ومن الناحية الصوتية تؤثر قوة الحركات في عضلة الإنسان، فالكسرة أقوى من الضمة، والضمة أقوى من الفتحة، ومن ناحية البنية تؤثر في معرفة نوع أبواب الفعل الثلاثي المجرد، وأصل الاشتقاقات الأخرى من أسماء ومشتقات ومصادر وأفعال، أمَّا من الناحية النحوية، فهي علامة جر للأسماء وعلامة بناء، ولها دورٌ مهم في التفريق بين معاني الكلمات، ومن الناحية الدلالية تؤثر في سياق الكلمة في محيطها الداخلي داخل البنية ومحيطها الخارجي أثناء مكانها في النص، فالقرآن الكريم مليء بهذه الفلسفة، أمَّا تنوُّع الحركات فيه فكما يلي: بين الضم والكسر: 1-سخريًّا: قال تعالى: ﴿ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾ [المؤمنون: 110]، بمعنى الاستهزاء، المعنى أنكم تستهزئون بهم؛ قال تعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]، بمعنى التسخير. 2-يصدون: قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴾ [الزخرف: 57]؛ أي: يضحكون، قال تعالى: ﴿ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 61]؛ أي: يُعرضون. 3- خفية: قال تعالى: ﴿ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى ﴾ [طه: 67]؛ بمعنى الخوف؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55]؛ أي: الخفاء، وهو السر. 4-الذل: قال تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء 24]؛ أي: رحمة وإشفاق؛ قال تعالى: ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 112]؛ أي: العذاب والعقاب. قال تعالى: ﴿ لَوْ كانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ﴾ [التوبة: 42]؛ أي: المسافة. أمَّا في قوله تعالى: ﴿ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ ﴾ [هود: 95]، فمعناها: الهلاك بعذاب من الله سبحانه. بين الفتح والضم: 1- يفترون؛ قال تعالى: ﴿ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 20]؛ أي: لا يَضعفون ولا يسأمون؛ قال تعالى: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13]؛ أي يكذبون. 2- الكره: قال تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، جاء المصدر كرها يدلُّ على المشقة الغيبية، وعلمها عند الله تعالى، أمَّا في قوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْسانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]، فجاءت (كُرهًا) تدلُّ على المعاناة النفسية والجسدية عند المرأة. 3- تَنكح قال تعالى: ﴿ وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 221]. الأولى: أنها من نكح الثلاثي وهو يتعدى إلى مفعولين، والثانية: من أنكح الرباعي وهو يتعدى إلى اثنين. 4- السوء: قال تعالى: ﴿ إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 169]: اسم جامع لكل مكروه. قال تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [النحل: 60]؛ معناها: القبيح من المثل. قال تعالى: ﴿ وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 98]؛ أي: الهزيمة. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان:40]: حجارة رشق بها أصحاب لوط لفعلهم الفاحشة.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |