الصد عن الزواج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128155 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4749 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2023, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي الصد عن الزواج

الصد عن الزواج
أ. منى مصطفى

السؤال:
الملخص:
رجل أربعيني لم يتزوج، أمه تلح عليه في أمر الزواج، وتتوعده بالسخط إن لم يتزوج، لكنه لا يرغب في الزواج؛ لما فيه من مسؤولية، ويسأل: ما الرأي؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا رجل أبلغ من العمر أربعين سنة، وأعمل ممرضًا، ميسور الحال، غير متزوج، أمي تفرض عليَّ أن أتزوج، وتتوعدني بالسخط عليَّ إن لم أفعل، والحقيقة أن ما يمنعني من الزواج أنني لا أجد نفسي أهلًا له؛ لِما فيه من مسؤولية معاشرة الزوجة، وتربية الأولاد على مراد الله، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثرت فيه الملهيات والشبهات، كما أنني أعاني عدم الثقة بالنفس، بل وحتى احتقار الذات؛ نظرًا لعدد الإخفاقات التي لا تنتهي التي عانيتها في حياتي، كل ذلك مع ما أصابني من وحدة قاتلة؛ إذ إنني شخص غير اجتماعي بالمرة؛ حيث إنني أميل للوحدة، ما يزيد مسألة الزواج تعقيدًا، وأخاف أن أظلم زوجتي وأبنائي إن أنا تزوجت، وأكون سببًا في تعذيبهم، أقول لأمي: إن الزواج تحكمه الأحكام الخمسة من حلال وحرام ومندوب ... إلا أنها ترفض الاقتناع، وتضع الزواج كشرط حتى ترضى عني، ماذا أفعل في نظركم؟ مع العلم أنني عفيف تمامًا، وفتنة النساء لا تمثل أي مشكل لي؛ إذ إنني ملتزم دينيًّا، ولا أخشى على نفسي الوقوع في الحرام نهائيًّا، ما رأي الشرع ورأيكم في هذا؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:
أخي الطيب، هدى الله قلبك للخير، وشرح صدرك لِما يعلمه خيرًا لك، الزواج - كما ذكرت - تقع عليه كل الأحكام من حلال وحرام ومستحب ... لا خلاف في ذلك، نحن نحتاج لإسقاط هذه الأحكام على حالتك؛ لنعرف ماذا يجب عليك أنت تحديدًا؟ وأي حكم منها يجب أن تتبع؟

أنت باعترافك قادر ماديًّا، ومن خلال ما ذكرته عن حياتك بأنك مررت بإخفاقات متعددة وتجاوزتها والحمد لله، وحياتك حاليًّا مستقرة؛ فهذه الإخفاقات رغم ما تخلفه من مصاعب كفقدان الثقة بالنفس أو غيره، فإنها تدرب الإنسان على الصبر والتجاوز وتحمل المسؤولية.

فمن هنا أستطيع أن أقول: إنك قادر ماديًّا وحياتيًّا على الزواج، فتقع تحت أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)).

هذا من ناحية الشرع، فالزواج أولى بك.

ننظر معًا من زاويتك أنت وتبريرك بأن النساء لا تفتنك، وأنك لا ترغب في الزواج؛ بسبب المسؤولية والأولاد.

يؤسفني أن أقول لك: إن نظرتك تشاؤمية بشكل مبالغ فيه، فما أجمل مسؤولية ينتج عنها حب حقيقي بأبوة صادقة، وروح تخرج من صلبي أجتهد في تربيتها، فيمتد برها بي في حياتي وبعد مماتي!

ما أجمل مسؤولية تجاه ابن وزوجة أشغل نفسي برعايتهم أفضل من أن أعيش مشتَّتًا، حياتي هدر في خدمة فلان وعلان، وبعد انقضاء مصالحهم منك، تصبح أنت عبئًا عليهم، لا تنظر لنفسك اليوم، رجل أربعيني تتدفق شبابًا وتشغل نفسك، ماذا عنك وأنت سبعيني لا تجد من يطرق عليك بابًا؟

هل ستخلد الوالدة – بارك الله عمرها - بجوارك تسليك؟ هذا مستحيل.

هل ستأتي بأختك من بين زوجها وأولاها تطببك؟
يا أخي الفاضل: الإعراض عن الزواج شر أيما شر، لا تنظر له من زاوية ضيقة، فهو مجرد خطوة في الحياة نسأل الله أن يوفقنا فيها، وكما أنك ستبذل رعاية ومسؤولية لأسرتك ستجد أيضًا من زوجك وأولادك رعاية لك وحبًّا ومسؤولية.

يا أخي، افطن لأن أعظم نعم الدنيا أن تحضن ابنك وتطعمه، وتراه يكبر أمامك يومًا بيوم، وترى عمرك يتجدد فيه، وتجبر من خلاله ما وقعت فيه أنت من تقصير.

الزواج ليس امرأة مزعجة وأبناء مكلفين، الزواج بكل مشاكله حياة جميلة، هذي سنة ربك في خلقه، ومن خالف الفطرة وسنة الله، شقِيَ بنفسه، وندم ولات حين مندم.

أنت اليوم على حافة العمر، إما أن تسارع، وإلا فأنت من ستفقد الفرصة وتبحث عنها لاحقًا، فلا تجد!

استغل فرصة وجود الوالدة، واستعن بها في البحث عن زوجة مناسبة، ويكون عمرها مناسبًا للإنجاب، فأهم أهدافك من الزواج هو الذرية؛ فانتبه لذلك؛ وقد نُقل عن نبيك: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنا بِالْبَاءَةِ، وَيَنْهَى عَنِ التَّبَتُّلِ نَهْيًا شَدِيدًا، وَيَقُولُ: تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ، فإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

فاستجب لرغبة الوالدة، ورغب نفسك في الزواج، فالنفس ترغب إن رغبتها، وانظر له نظرة إيجابية نوعًا ما، ودع عنك ضوضاء السوشيال ميديا، وانتقِ فتاة على الفطرة وعشْ حياتك متوكلًا على ربك.

استخر، واستحضر نية طيبة في هذا الزواج؛ فعلى نواياكم تُرزقون.

صدقني بعد العمر الطويل للوالدة ستندم، وستكون تقدمت في العمر وفرصك لن تكون مريحة كما اليوم.

حالة واحدة فقط أنصحك فيها بعدم الزواج هي: إن كان عندك مانع صحي قوي ومتأكد منه؛ هنا فقط أقول لك: لا تظلم أحدًا معك.

أمَا وأنت معافًى، والحمد لله، فلا أرى عزوفك عن الزواج إلا من الشيطان.

لفت نظري في رسالتك أنك تعاني من فقدان الثقة والعزلة.

علاج هذا الأمر يسير جدًّا بعيدًا عن التنظيرات وغيره، فقط: جدد إيمانك وزود جرعة الذكر.

لا داعي أن أقسم لك أن هاتين الوصفتين أقوى من أي عقار في الدنيا، إن جددت إيمانك، زاد يقينك، وعلمت أن كل شيء بقدر، فأقبلت متوكلًا على ربك، مستهينًا بالنتائج مهما كانت؛ لأن قلبك يردد: كل شيء بقدر والله لا يقدر إلا الخير، فستكون النتائج عندك سواء، ولن تنهزم نفسيًّا أمام أي نتيجة، مهما كانت سيئة بمقاييس البشر.

الوصفة الثانية: زيادة جرعة الذكر، اعمل لنفسك وردًا يوميًّا من الاستغفار مثلًا، أو أي ذكر سهل على لسانك وقلبك، وعاهد ربك على عدم تركه، والله ستجد الطمأنينة سرت في قلبك، وتساوى في نفسك الحزن والفرح؛ أنسًا بالله لا جمودًا في القلب.

وفقك الله للخير، خذ بنصح الوالدة متوكلًا على الله، ولا تخشَ شيئًا، فالتوفيق من الله!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.73 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]