|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() صعوبات تربية الأبناء بعد الطلاق أ. هنا أحمد السؤال: ♦ الملخص: امرأة طُلِّقت ولها ابنة، وبعد طلاقها بسنوات تزوجت، وتركت ابنتها عند أمها، وهي الآن تشكو سلوكيات ابنتها، فقد قبَّلت أولاد خالتها، وصادقت شابًّا، كل ذلك وهي لا تزال في سنٍّ صغيرة، وتسأل: ما الحل؟ ♦ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بدايةً سأعرض مشكلتي، وأعلم أن جزءًا من هذه المشكلة بسببي. كنت متزوجة ولي ابنة، وبعد أن بلغت سن الروضة طلقني زوجي، وانتقلتُ للعَيش في منزل أسرتي ومكثتُ لمدة ثماني سنوات دون زواج، ثم منَّ الله عليَّ بشخص كريم، لم يعترض على وجود ابنتي معي، لكن أحيانًا تُقيم عند أسرتي، وكان أولاد الخالة يأتون للإقامة في بيت الأسرة؛ إذ إنهم يقطنون محافظة أخرى، وقد اكتشفت أن ابنتي قبَّلت بنت خالتها وابن خالتها بطريقة غير مهذبة، فقمتُ بتعنيفها وضربها، ونصحتني أختي بألَّا أفعلَ، لكني لم أستجب لها؛ فأصبحت لا أترك لها الهاتف وأراقب أفعالها، وأنصح لها دائمًا، وقد تركتها عند أمي بِناءً على طلبها، وكلما وقعت مشكلة منها، فإنها تشكوها إليَّ، وأصبحت أنا المسؤولة عما فعلت أمام أسرتي، تعبتُ من لَومهم لي ورؤيتهم لي بأنني بلا شخصية، وقد حدث أن ابنتي صادقت شابًّا وهي في سن الرابعة عشرة، وأرسل لها والده هدية في عيد ميلادها، وقد سرق منها هذا الشاب هاتفها الجديد، ولاذ بالفرار، وعندما اقترفت ذلك الفعل الشائن مع أولاد خالتها كانت في سنٍّ أصغر من ذلك، بمَ تنصحونني كي أحل مشكلتي تلك؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمشكلة الأبناء الذين ينفصل آباؤهم بالطلاق مشكلة نفسية واجتماعية كبيرة، ولها تَبِعَاتٌ قد تستمر معهم، وتؤثر على شخصياتهم وسلوكهم، حتى بعد أن يكبروا ويصبحوا آباءً وأمهاتٍ. في مجتمع اليوم صارت التربية أمرًا صعبًا في ظل وقوع الأبناء تحت تأثير وسائل الإعلام، والبرامج المختلفة، والألعاب، ومواقع تقدم موادًّا علمية وترفيهية لا تنتهي على الشبكة العنكبوتية. تحدثني صديقة أن ابنتها ذات الأربعة عشر ربيعًا جاءتها ذات يوم لتقول لها: "إن العلمانية هي الحل لمشاكل بلادنا، ودليلها على هذا أن البلاد المتقدمة علمانية، بينما بلادنا التي تدَّعي الحكم بالإسلام والشريعة متخلفةٌ وضعيفة، وتتوسل العلم والحماية من الدول العلمانية"، هكذا يخدعون أبناءنا بشُبُهاتهم التي تُبَثُّ في البرامج والميديا، والمسلسلات والأفلام، ولو كانت تلك الفكرة قد وصلت لتلك الفتاة بطريق علمي صحيح، لعلِمتْ أن أغلب بلاد المسلمين الآن تقع تحت حكم العلمانية، ومع هذا لم تتقدم، وأن أغلب دول العالم غير المسلمة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية هي دول متخلفة، رغم أنها علمانية، وأنه ليس هناك علاقة طردية بين العلمانية والتقدم، بل إن العلمانية فكَّكت المجتمعات، ودمَّرت الأسرة فيها، وهي تخطو بهده الدول نحو نهاية حتمية بالفشل والانهيار، وأن التقدم المادي الظاهر لنا في هذه الدول له أسبابٌ أخرى. عزيزتي، مهمتكِ ليست يسيرة، وتبدأ بوضع تلك الفتاة في المكان المناسب، فالذي يبدو أن الجَدَّةَ غير قادرة على التعامل مع الفتاة، وتربيتها بالشكل الصحيح، وهذا ليس بمستغربٍ؛ فالجدة قد يكون لها أثر كبير في التربية في وجود الأم، ولكنها في معظم الأوقات لا يمكن أن تلعب دور الأم، ولا لومَ عليها، فالسنُّ والمشاكل الصحية وطبيعة الحياة التي تَوَدُّ أن تحياها بعدما ربَّت أبناءها وتزوجوا، كل هذا له دور كبير في قدرتها على تربية فتاة صغيرة. تلك الفتاة لا بد أن تكون تحت رعاية أمها أو أبيها بشكل مباشر، وأنتِ وأبوها أعلم بالأفضل لها، وإن كنتُ أنصح وأُفضِّل أن تعيش مع أبيها، بشرط أن تكون زوجته عاقلة ومتفهمة، فالأب له رهبة واحترام في قلب الأبناء لا يمكن أن تحظى به الأم، وهي تحتاج لأمٍّ وصديقة في هذه المرحلة، ويمكن أن تقوم زوجة الأب بهذا الدور بشكل جيد، إذا كانت امرأة صالحة تتقي الله وترغب في مساعدة الفتاة. فإن كان بقاء الفتاة معكِ أفضل، فلا بأس، خاصة أن زوجكِ متقبِّلٌ لوجودها. تلك الفتاة في حاجة لتربية صحيحة أكثر من حاجتها للرقابة والمتابعة، وبالطبع في هذا الرد على رسالتكِ لا يمكن أن نرسم لكِ خريطة لتربية ابنتكِ، ولكن يمكن أن نذكر لكِ بعض النصائح العامة، ونوضح لكِ بعض الخطوط العريضة. فتاة في هذه السن يجب أن تكون الدراسة هي محور حياتها، فإن كانت مجتهدة في الدراسة وراغبة في التعليم الجامعي، فالتشجيع والتيسير واجبكما، وحسن المتابعة والإشراف ضروري، فإن لم تكن راغبة في الدراسة، ولا يبدو أنها سوف تحقق فيها نجاحًا، فأنصحكما بإلحاقها في معهد ديني أو دار لتحفيظ القرآن، تتعلم فيها كتاب الله، وتتعلم فيها القدر المناسب لها من العلوم الشرعية، والبحث لها عن زوج مناسب، والتيسير في زواجها، وليس هذا بهدف التخلص منها ومن مشاكلها، ولكن بهدف أن تبدأ حياة طبيعية فيها زوج وأولاد، حياة تشغلها وتُبعِدها عن المفاسد، وتجعل لحياتها هدفًا وقيمة، الحياة التي تنتظر كل فتاة عاجلًا أو آجلًا. الفراغ يسمح لها بالوقوع في الأخطاء؛ ولهذا فحياتها يجب أن تكون مشغولة دائمًا بما ينفعها، ولا مانع من أن يتخللها الترفيه، وسوف تحاول الفتاة التواصل مع العالم الخارجي، كما سيحاول العالم الخارجي التواصل معها، والأفضل أن يتم هذا تحت إشرافكما، بدلًا من أن يتم بعيدًا عن أعينكما. ولهذا فلا مانع من أن يكون معها محمولٌ حديث، به حساب على الفيس بوك، لا تضيف عليه إلا صديقاتها، والأهل والعائلة وبعض المعارف، لها وقت محدد في كل يوم للتواصل مع صديقاتها من خلاله، بعدما تنتهي الواجبات والمذاكرة. في جميع الأحوال لا بد أن تتعلم شيئًا من كتاب الله، وتكون محافظة على الصلوات، وتتعلم ما لا يَسَعُ المسلم أو المسلمة جهله من أمور الدين، وكلما زاد هذا القدر، بعُدَ عنها الشيطان، وأُغلقت أبواب الفتن من حولها. القرار صعب والمسؤولية كبيرة، ولكنكما - أنتِ وأباها - اتخذتما هذا القرار من قبل حينما قررتم الانفصال، ومرة أخرى عندما قرر كل منكما أن يتزوج، ولا بد أن تتحملا مسؤوليتكما نحوها، سيما أبوها، فهو أولى بها. وعسى الله أن ييسر لكما أمركما، ويهدي ابنتكما، ويُبعد عنها الفتن.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |