|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي يهتم بزوجته الثالثة أكثر مني أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: زوجة ثانية تزوج زوجها ثالثةً، وتشكو أنه يهتم بها بشكل غير مألوف، ويريد منها الصبر والاحتمال، وأصبح يبخل عنها كثيرًا، وتسأل: هل تطلب الطلاق؟ ♦ التفاصيل: أنا زوجة ثانية، متزوجة منذ ثلاثة عشر عامًا، في السابعة والعشرين من عمري، زوجي كان بخيلًا قليلًا قبل أن يتزوج الثالثة، ولكنه بعد أن تزوج الثالثة، ازداد بخلًا، وأصبح يمنُّ عليَّ أيَّ شيء يفعله لأجلي، وتغيَّر في معاملته، وصار يهتم بها بشكل غير مألوف، ويتحجج بأنها مريضة ضغط، وقد ظُلمتُ كثيرًا بسببها، لكنه يقف في صفها، ويريد مني أن أصبرَ وأتحمَّلَ وأتغاضى، لكنني تعبت، وقد ناصحته كثيرًا بأن يقف مع التي معها الحق منا، لكنه يصر دائمًا على أنها الحق معها؛ فقررتُ أن أطلب الطلاق منه، فهل هذا من حقي؟ وهل قراري صحيح؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد: ابنتي الغالية، ربط الله على قلبكِ، وأطفأ نار غَيرتكِ، لقد تزوجتِ صغيرة، وزوجكِ لا شكَّ يحتل في قلبكِ مكانة عالية، خاصة وبينكم عِشرة تجاوزت ثلاثة عشر عامًا، وبينكم أولاد، ولكن كعادة المرأة ينتحر المنطق، ويحتضر العقل عندما تُلهِب الغَيرة قلبها، وتأسر وجدانها. بصراحة أنا دائمًا أجعل آخر اختياراتي الطلاق؛ لِما فيه من تشتُّتٍ وكسر لقلب المرأة، مهما أبْدَتْ غير ذلك من مشاعر. ولكن أنتِ حالة خاصة؛ لأنك ما زلتِ في السابعة والعشرين من عمركِ؛ بمعنى أنكِ في ذروة الشباب والنضج، وأستطيع أن أقول والتجربة أيضًا؛ فالزواج مع التعدد لمدة ثلاثة عشر عامًا لا بد أنه أكسبكِ خبرة كبيرة، على الأقل عرفتِ نفسكِ جيدًا، وتستطيعين الحكم عليها، وانتقاء ما يُسعدها وما يشقيها. ما تشعرين به هو حالة من الغَيرة الشديدة، جعلت نظرتكِ لزوجكِ تتغير نوعًا ما، ووجَّهتْكِ لرصد عيوبه، وإجراء المقارنات بين تعامله مع الناس من زوجة ثالثة وأصدقاء، وبين تعامله معكِ... أتصور لو أنه طلق زوجته الجديدة وبقيَ على حاله من عدم العدل وشيء من البخل، فلن تتأثر نفسيتكِ كثيرًا كما هي الآن؛ بسبب أنه مال لزوجته الجديدة. أرجو منكِ أن تتيقني أن كل إنسان محاسَبٌ على أفعاله؛ فأنتِ لن تُحاسَبي بدلًا منه، إذا حاد عن العدل، فسيعاقبه الله في الدنيا والآخرة، وإذا كان طيبًا هيِّنًا لطيفًا مع الناس، وقاسيًا على أهله، فليُبشَّر بالخِذلان؛ لأنه حاد عن نهج نبيه صلى الله عليه وسلم الذي نقل عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))، فلا تأسَي كثيرًا على سلوكه، ولا تراقبيه كثيرًا، فهي صحيفته يملؤها بما شاء. ما يهمنا في الأمر هو الأذى النفسي الذي يقع عليكِ، كيف نرفعه أو نتخلص منه مع أقل قدر من الخسائر؟ هذه هي قضيتنا المحورية الآن، وحتى نفصل فيها، ونصل للقرار المناسب الذي يُرضي الله ويُرضينا، علينا أن نقوم بالخطوات الآتية: نتفق أن نجريَ تجربة معًا، وبعدها ستجدين نفسكِ وصلتِ للقرار الصحيح بإذن الله دون تردد، وهذه التجربة تتمثل فيما يلي: جرِّبي الطلاق دون أن تطلبي الطلاق؛ بمعنى: استغني عنه في كل شيء؛ صغيرًا كان أو كبيرًا، يخصك أو يخص أولاده، جرِّبي أن تكوني وحدكِ في إدارة نفسكِ ماديًّا ومعنويًّا، وإدارة شؤون صغيريكِ من كل النواحي، والزمي ذلك فترة لا تقل عن ستة أشهر مثلًا، بعدها قارني بين حالتكِ وأنتِ معه، وحالتكِ مع الاستغناء عنه، وكذلك تفحصي حال صغيريكِ نفسيًّا وماديًّا، حتى لو استدعى الأمر الذهاب لبيت أهلكِ، أو بالاتفاق معه يترككِ وحدكِ. تدبَّري أمر أولادكِ، أين يستقيم أمرهم؟ مع أبيهم أم مع خالهم؟ لأن مسؤوليتكِ ستؤول لأهلكِ بعد الطلاق. تفحصي نفسكِ جيدًا: هل تستطيعين العيش بلا زوج أو لا؟ هل تستطيعين فِراق أولادكِ كي تتزوجي برجل آخر أو لا؟ تدبري نفسكِ من كل وجه، إذا وجدتِ الاستغناء عنه أفضل لدينكِ، وجَبْر خاطركِ، وإقبالكِ على ربكِ وصغاركِ ودراستكِ، وكل أمور حياتكِ - ففارقيه بإحسان، ولا تُكثِري من سَرْدِ عيوبه؛ فهو أبو صغاركِ، وسمعته من سمعتهم، وأنا لم أتجرأ وأنصح بهذا إلا لأن عمركِ في العشرينيات، والعمر قد يطول، والحياة تحت ضغط مستمر قد تُفقد الإنسان دينه من شدة السخط والنكران! أما إن وجدتِ حياتكِ دونه مرتبكة، وأنه يقوم بواجبه كأبٍ بشكل ممتاز، ولكنه مقصر كزوج، فزِني حجم التقصير والضرر النفسي والمادي الواقع عليكِ، وقارني بين طريقة حياتكِ وأنتِ معه، وحالتكِ عند الطلاق، وبالطبع استخيري ثم قرري. والطريق التي تَسْلَمين فيه صحيًّا ونفسيًّا ودينيًّا اسلُكِيه بلا تردد؛ سواء أكان الطلاق أم الاستمرار. همسة أخيرة: لو أنه لم يتزوج بثالثة ما كنتِ ستنتبهين لبُخْلِهِ وتقصيره، كثيرٌ من الرجال يقع في البخل والتقصير، ولكن لا تنتبه الزوجة وتتعايش، ولكن الشيطان يُبرز العيوب عند وجود الشريكة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |