ساكنة اليسار (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اتكلم عربى .. كيف تستخدم التكنولوجيا لتبسيط القواعد النحوية والكتابة بالعربية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية استخدام Microsoft Word للمبتدئين.. خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          واتساب يجعل اكتشاف القنوات أسهل من خلال دليل جديد داخل التطبيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيف تحمي طفلك من المواد الإباحية عبر الإنترنت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية حماية مستند Word بكلمة مرور.. فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          يوتيوب يتيح تغيير صور قائمة التشغيل.. اعرف الميزة الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تطبيق ديسكورد يطلق تشفيرًا شاملاً لمكالمات الصوت والفيديو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          جوجل تضع علامات على الصور المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ميزة جديدة لتطبيق واتساب تتيح "منشن" الأصدقاء فى "الحالة" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن بطاريات هواتف iPhone 16 الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2022, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,905
الدولة : Egypt
افتراضي ساكنة اليسار (قصة)

ساكنة اليسار (قصة)
محمد صادق عبدالعال







الساكنةُ أعلى اليسار انطلقَت لأول يوم بالروضة، ولها من العمر المديد ما يناظر أصابع يُمناها، قبضَتْ بهن على راحةِ وكفِّ أبيها، وعلى ظهرها حقيبةٌ جديدة تحوي من اللفائف والشطائر - فضلًا عن العصائر - الكثير، ولم تنسَ نصيحة أمها بألا تشارك الوِلدان مشربهم، فضمَّت للحقيبة زجاجة الماء خاصَّتها.



كانت تمشي بخطواتٍ نشيطة يملأ مُقلتَيْها الإشراقُ، ترى كل شيء يحتفل بها، حتى الجمادات، فكانت تُلوِّح للبيوت والشُّرفات.



فأما أبوها، فقد دعاه داعٍ لرحلة "مكُّوكية" للمستقبل غير المعلوم، فأشفق عليها من مرافقته، فآثر أن ينفرد بها ليراها في المرحلة الابتدائية وقد قاربت سن البلوغ، فأيُّ المعلِّمين سوف يَحنُو عليها، وأيُّهم سوف يقسو، يقبض على أصابعها التي احتضنَتْها كفُّه، وهو يرى ذلك الذي يعاملها بجفاء وقسوة؛ لأنها لم تقع تحت طائلة مُرِيديه من طلاب "الدرس الخصوصي"، يتوعَّده بالوشاية والنكاية إن هو ظلمها أو منعها حقَّها.



تتأوَّه: أبي كَفِّي تُؤلمني.

يبسطها منتشيًا حين يرى المعلمة الفُضلى تُكرِّمها ضمن طائفةٍ مِن المثاليات لهذا العام.



يقفز به المكُّوك الزمنيُّ من مرحلة التعليم الإلزاميِّ قفزةً سريعة، ليجد نفسه جنديًّا مجنَّدًا أمام حجرة استذكارها، بعدما حَلَّت بالدار "طارئة البيوت المستقرة" فيجهِّز ويحفِّز، ويرتِّب ويرافق، ويقبض بحماسة فتتأوَّه:

أبي: كفِّي وأصابعي، يبسطها، يبتهج حين يراها وقد حصلت على درجات تؤهِّلها لكلية البنات لتكون رفيقةَ أترابٍ تحبُّهم ويُحْبِبْنها.

يرى ذلك الوغد يتربَّص بها وهي عازمة على الإياب، يقبض قبضة غِلٍّ، فتتألَّم:

أبي: كفِّي، كَفِّي!

يبسطُها حين يبصر الشرطيَّ وقد أمسكه مِن قفاه وأودعه الحافلة.



يتنفَّس الصُّعَداء: اليوم أنهت دراستَها بسلام، لكن غريمَه في حبِّها قد خرج عليهم في زينته، فقبض قبضًا يسيرًا، يلمِزُه لو فرحتها التي قرَّت بها عينُه.




يتذكر جهازها ومشوارها وضيق ذات اليد، وعاصفة الأسعار التي ينفث فيها فُجَّار الأرض؛ فيقبض ويركل صخرةً اعترضت طريقهما فيرتطم ويسقط منكفئًا على الأرض!



أسرعَتْ تنفض التراب عنه وعن ثيابه، فَرَّت دمعةٌ منه فكفكَفَتْها وهي تقول:

أوجعَتْك الصخرة يا أبي؟


يبتسم.

تضربها بخمسٍ رقاق: إنه أبي أيتها الصخرة الحمقاء.

يضمُّها إليه بقوَّة، ينظر للسماء، يتمتم اعتذارًا، وينهض.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 12-04-2023 الساعة 05:43 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.80 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]