العلاج الشعبي بين الاعتقاد والتطبيق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وقفات في وداع العام الهجري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          صورة من الماضي آخر أبطال غرناطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من خلق المسلم: الرفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 5 )           »          استشهاد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ظننت في الزيزفون جمالا و عطاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الأماني الخادعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إنّ هذا الدّين يسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كفارة المجلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحافظ ابن حجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم الطبي و آخر الإكتشافات العلمية و الطبية > الملتقى الطبي > ملتقى الطب البديل والحجامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الطب البديل والحجامة ملتقى يختص بالطب البديل والتداوي بالاعشاب والحجامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2022, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,837
الدولة : Egypt
افتراضي العلاج الشعبي بين الاعتقاد والتطبيق

العلاج الشعبي بين الاعتقاد والتطبيق




الاستاذ الدكتور علي عمار





مجالات الدارسة الميدانية :
1- الميدان الجغرافي :
هو ميدان متسع نسبيا حيث ضم تلمسان نموذجا وبعض المناطق المجاورة لها ، ولعل مرد
هذا الاتساع هو أننا أردنا أن نبحث عن الممارسين الفعليين للعلاج الشعبي وكذلك الأماكن التي يستقرون بها ويقدمون خدماتهم العلاجية لأفرادها ، وبالتالي يتمركزون فيها. ومراكز تجمع هؤلاء الممارسين للعلاج الشعبي باختلاف تخصصاتهم. فالعشابون (العطارون) يتمركزون في منطقة تلمسان مقر الولاية ، والجبارون (تجبير الكسور والفلتات المفصلية) يتمركزون في منطقة القبار وسيدي ورياش (ولهاصة)، على حين يتمركز الممارسون للعلاج (بالقرآن الكريم) بمنطقتي (عين غرابة) و(الرمشي). وبهذه الطريقة لاحظنا تفاوت بين المناطق السكنية من حيث التخصصات العلاجية الشعبية المعنية مثل (التجبير) و(علاج الصرع) و(التداوي بالأعشاب).

2- الميدان البشري :
والمراد به مجموعة الأفراد الذين شملتهم الدراسة الميدانية والحقيقة أنها مجموعة متنوعة
بحيث تضم ثلة من الممارسين للعلاج الشعبي والأكثر شهرة ومجتمعا (العشاب والجبار والكواي) وجماعة أخرى من المجتمع المستفيد من الخدمات العلاجية.
أما العلاج بالتجبـيـر فقـد أجريـت دراسـة الحالـة والمقابلـة مع شخص يحتـرف ويـزاول
ممارسته بمنطقة (القبار). وقد جالسناه وأجرينا معه مقابلة ومع بعضهم طبقنا دراسة الحالة بالإضافة إلى المجتمع المستفيد من العلاج من من الذكور والإناث ، حيث قمنا ببعض الاستفسارات بغرض التعرف على خصائصهم ودوافع لجوئهم وترددهم على العلاج الشعبي دون غيره من الخدمات الصحية الرسمية.
على حين أجرينا الدراسة الميدانية على اثنين من الممارسين للعلاج بالأعشاب أولهما عشاب تقليدي ورث المهنة ولم يضف إليها جديدا. أما العشاب الثاني فقد اكتسبها عن طريق القراءة والاطلاع على الكتب العلمية حول العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية وخصائصها وأنواعها. ثم أجرينا مقارنة بينهما للتعرف على الفوارق بين الخبرة الموروثة والمكتسبة، زيادة على دراسة الحالة. كذلك فقد امتد الميدان البشري هنا ليغطي بعض الأفراد الذين يلتمسون العلاج من العشاب وحالاتهم المرضية ، وسلوك المرض معهم.

3- الميدان الزمني :
عبارة عن فترة وقتية طويلة نسبيا ، فقد استقرت فكرة الدراسة خلال نهاية 2006 (أكتوبر-
نوفمبر- ديسمبر). ثم بدأت الاستعداد لها على فترات متقطعة إلى أن انطلقت في تجسيدها بداية من فبراير 2007، حيث أجريت الدراسة الميدانية حينئذ لتنتهي مع نهاية السنة نفسها بعد أن استغرقت الدراسة حوالي عشرة أشهر.

3- الإطار التصوري للدراسة الميدانية:
المعلوم أن العلاج الشعبي عبارة عن مجموعة من الممارسات والتصورات المتصلة بصحة الإنسان ومرضه ، يؤمن بها ويعتقد فيها اعتقادا جازما لا شك فيه، وبالتالي يغلب عليها الطابع التاريخي والرسوخ وسعة الانتشار. ولذلك نجد ثلاث فئات من النظريات التي تحاول إلقاء الأضواء على هذه المعتقدات والممارسات (4).
الفئة الأولى ومهمتها البحث عن أسباب هذه المعتقدات والممارسات وأسباب التمسك بها. ومنها النظريات النفسية والنظريات الاجتماعية. والفئة الثانية تنظر في الوظيفة أو الوظائف التي تضطلع بها هذه الممارسات والمعتقدات في المجتمع الذي توجد فيه ، ثم كيف تسهم في تدعيم وتوطيد العلاقات الاجتماعية المنظمة ، ومنها النظريات الوظيفية . وتقيم الفئة الثالثة من النظريات ارتباطات بين المعتقدات والممارسات العلاجية الشعبية وبين بنية المجتمعات المختلفة ومنها النظريات البنائية. والأرجح أن الفئة الثانية (النظريات الوظيفية) هي أبرز هذه الفئات حيث تضم نظريات وظيفة واسعة النطاق ، تبرز دور المعتقدات والممارسات الشعبية في والجود الاجتماعي والوفاء به بطريقة أو بأخرى. ونظريات وظيفية ضيقة النطاق وأقل طموحا ،وهي – مهما كانت نقائصها – تقدم إسهامات معينة للهدف المرغوب اجتماعيا. وتذهب هذه النظريات الوظيفية إلى أن الممارسات والمعتقدات العلاجية الشعبية تسهل للأفراد التكيف مع المجتمع الذي يعيشون فيه ، كما أنها تمكنهم من إيجاد متنفس لقلقهم ومتاعبهم النفسية ، ويجدوا راحة لما يعانون منه ، ويصدق ذلك كثيرا على حالات العلاج بالقرآن الكريم (الصرع والمس والتابعة) بحيث تتيح هذه الممارسات الفرصة للتعرف على الصراع الكامن ، والتوترات التي لا تظهر على السطح ، وهنا تلعب الممارسة العلاجية دورها في تأكيد التضامن وتدعيمه عن طريق التحدد الدرامي لشيء سيء يكون سببا في المرض مثل الكائنات فوق الطبيعة ، أو الأعمال السحرية الضارة. كذلك يؤدي المعتقد والممارسة العلاجية الشعبية أو الوقائية دورها في التصرف نحو الأزمات التي تتوالى على كاهل الإنسان- حتى وإن نجمت عن سوء سلوكه وتصرفاته – وتمنحهم الثقة بأنهم بهذه الممارسة الشعبية يتقدمون خطوات واثقة نحو الخلاص من الأزمات والكوارث. وتنطلق كذلك من "نظرية العلامات" في العلاج الشعبي ، وهي تعتمد على (الإشارة) أو (العلامة) التي تحملها العناصر الطبيعية التي تدخل ضمن الممارسات العلاجية مثل الأعشاب والنباتات العلاجية ، وأجزاء من الحيوانات أو الطيور. وترتبط هذه العلامة بوظيفة علاجية تؤديها للإنسان ، وتتسق مع نوع وهيئة المرض. ومن الدلائل على ذلك أن العشاب يصف النباتات كثيرة البذور لعلاج العقم ، والنباتات المنقطة لعلاج بقع الجسم ، والنباتات الصمغية لعلاج القروح الصديدية المقيحة.
- وفي ضوء هذا الإطار التصويري ، واستقراء بعض الدراسات السابقة، تثير دراستنا هذه عدة تساؤلات ، تحاول الإجابة عنها إبريقيا من واقع مجتمع الدارسة (الجزائري) ومنها:
- ماهي ميزات الممارسين للعلاج الشعبي في مجتمع الدراسة (الجزائري)؟ وماهي مصادر خبراتهم العلاجية؟
- أي الممارسات العلاجية الشعبية أكثر انتشارا وأكثر شهرة في مجتمع الدراسة (الجزائري)؟
- كيف يفسر الممارسون للعلاج الشعبي وقوع المرض والتخلص منه؟
- ماهي الوظائف العلاجية والوقائية التي يقدمها العلاج الشعبي في مجتمع الدراسة (الجزائري) ؟ ولماذا يلجؤون إليه الأفراد؟
- أي الميزات الاجتماعية والثقافية تغلب على مجتمع الدراسة المستفيد منه؟
- ما الملامح المستقبلية للعلاج الشعبي في مجتمع الدراسة (الجزائري)؟

4- دراسات الحالة لاشهر الممارسين للعلاج الشعبي:
أشرنا سابقا إلى أن التنوع الجغرافي والثقافي قد لعبا دورهما في مجتمع الدراسة (الجزائري) ، في تعدد وتنوع الممارسات العلاجية الشعبية، الأمر الذي ساعد على انتعاشه واتساع نطاق تخصصاته وازدياد مستفيديه. وقد شملت هذه التخصصات: العلاج بالأعشاب، والعلاج بالكي، والعلاج بالحجامة، والعلاج بالقرآن الكريم (الصرع والسحر والعين)، والعلاج بالتجبير والعلاج بالتدليك (المسد)، والعلاج بالقبض (الجياف)، والعلاج بالأولياء والعلاج بالرمل و العلاج بالماء المالح ... الخ.
والدراسة الميدانية قد أثبتت أن العلاج بالأعشاب أكثر انتشارا في مجتمع الدراسة بصفة خاصة، والمجتمع الجزائري بصفة عامة. ثم يليه من حيث الأهمية الكي، فالتجبير، ثم التمسيد فالتوليد، ثم العلاج بالقرآن الكريم، فالقبض (اللمس)، ثم الحجامة. ثم هناك ممارسات ذاتية للحالات الطارئة مثل الوصفات العلاجية الشعبية المنزلية. وسوف نقتصر في دراستنا الميدانية هذه على بعض النماذج العلاجية الشعبية والتي نعتبرها أكثر انتشارا في مناطق مجتمع الدراسة (الجزائري).

أ‌- العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية (ألعشاب أو العطار):
يمثل العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية نمطا آخر، من أنماط الممارسة العلاجية الشعبية، يحترفه مجموعة كبيرة العدد من الممارسين قد تغطي مساحة مجتمع الدراسة (الجزائري) بشكل ملفت للانتباه. لكونهم يتوافرون على الخبرة والمعرفة والممارسة للأعشاب والنباتات الطبية وطريقة استخدامها وخصائصها العلاجية والوقائية ، وذلك عن طريق الوراثة أو عن طريق الاكتساب. ولعل ازدهار العلاج العشبي في مجتمع الدراسة (الجزائري) عامة يعود إلى توافر تغطية نباتية وبيئية مناسبة لنمو مختلف أنواع الأعشاب والنباتات العلاجية في مناطق الجزائر. ثم كثرة الأمراض وتزايدها موسميا ، وانعدام الخدمات الصحية الرسمية في الكثير من الحالات لاسيما في المناطق النائية. موازاة مع سهولة جلب الأعشاب والنباتات العلاجية المطلوبة. ولذلك نجد تمركزا لبيع الأعشاب سواء على مستوى محترفيها (العطارة) أو( العشاب)، أو على مستوى الأسواق الشعبية العمومية الأسبوعية نذكر أسواق (تلمسان) (الرمشي) (مغنية) (سبدو) (الغزوات) ... الخ. ممارسات توحي بتعدد المعالجين الشعبيين بالأعشاب بحيث يغطون متطلبات المستفيدين منها.
وقد ورث هؤلاء الممارسين الحرفة عن الوسط العائلي (الأب أو الجد). أما البعض الآخر فقد اكتسب الحرفة عن طريق التجربة والمعرفة وإدراك أهمية الأعشاب والنباتات العلاجية بالقراءة والبحث العلمي المتواصل اعتمادا على علوم النباتات وكنوز التراث. وفي هذا المجال سوف نلقي بعض الضوء على (عطار) أو عشاب ورث الحرفة العلاجية الشعبية ، وآخر اكتسبها وسقلها بالمعرفة والاطلاع.
- العشاب الأول : وهو من مواليد بني وعزان ويبلغ من العمر 68 سنة ورث المهنة عن والده
واشتغل بالمستشفى الجامعي (تلمسان) لمدة طويلة الأمر الذي ساعده على سقل ممارسته العلاجية أكثر. وهو جد ملم وعلى اطلاع واسع بالمعرفة الصحية والوقائية ويقطن بحي (سيدي سعيد) (تلمسان) ، حي موقع الدراسة الميدانية يقدم هذا العشاب العلاج لمرضاه في عطارته وفي منزله حيث يقصدونه ، ويحاورونه في الأعراض المرضية فيقرر لهم العلاج العشبي المناسب ويحصل على الأجر مقابل هذه الممارسة . ويحصل المرضى على الدواء من محلات العطارة التي تملأ أحياء المدينة العتيقة (تلمسان). وقد حرص هذا العشاب على توريث هذه المهنة لأولاده لكنهم رفضوا واتجهوا نحو مواصلة تعليمهم واستكمال دراساتهم . ولهذا المعالج صلة وثيقة بالعلاج الرسمي وكثيرا ما يوجه مرضاه نحوه بفرض الاستفادة منه.
ومن أهم الوصفات التي يقدمها هذا المعالج لمرضاه، وصفات لعلاج أعراض الجهاز الهضمي ، والربو، والكلى ، والسكر ، والأمراض الجلدية. وقد حقق هذا العشاب شهرة على المستوى المحلي والوطني. ومريدوه متنوعون من الرجال والنساء كبار السن ومتوسطية.

- العشاب الثاني : هو شاب في الخمسين من العمر يعيش في حي من أحياء مدنية (الرمشي)
حصل على التعليم العالي ثم اتجه لقراءة الكتب لاسيما المتعلقة بالتراث الصحي والوقائي حول النباتات و الأعشاب العلاجية، والتعرف على فوائدها العلاجية المختلفة، وخصائصها، وقد أجرى التجارب عليها لدرجة أنه اكتسب دراية دقيقة بها حيث استطاع أن يحقق شهرة كبيرة
على المستوى المحلي والمناطق المجاورة لمجتمع الدراسة. وهو يقدم العلاج لمرضاه في بيته حيث يشخص لهم المرض ويقرر الدواء العشبي المناسب. ويتوافد عليه المرض من مختلف المناطق. ومن أهم وصفاته العلاجية التي يقدمها لمرضاه، الوصفات العلاجية الخاصة بعلة اليرقان (بوصفير) الواسع الانتشار بين الأفراد ، وهذا النوع من العلل لا ينجح فيه العلاج الرسمي بكفاءة ، ونجح المعالج الشعبي في علاجه.
وقد ساعد توافر الأعشاب والنباتات العلاجية هذا الممارس ليجري التجارب، ويضيف إليها الجديد، ويفهم خصائص جديدة لها. ومثل هذه النباتات إنما تنمو عشوائيا مثل (البنج الأسود) (بونجروف عندنا) على ضفاف الأودية والذي يستخدم كمخذر، كما تستخدم أوراقه الجافة كعلاج للربو، حيث تستخلص منه شركات الأدوية، مادة فعالة مهدئة للأعصاب والسعال العصبي وضيق التنفس. والاسم العلمي لهذا النبات هو (Hyoscymus muticus) ويستخلص منه الآن علاجيا مادة الاتروبين والهيوسيامين (5). ويتابع هذا العشاب مراحل نمو النبات ويجري عليه التجارب بنفسه وبطريقة شعبية.

أ‌-العلاج بالتجبير (الجبار) (الكسور والفلتات المفصلية):
ممارسة علاجية شعبية هي الأخرى واسعة الانتشار في مجتمع الدراسة (الجزائري) ، فلا تخلو منطقة من مناطق مجتمع الدراسة من (جبار) يتولى مهمة علاج الكسور العظامية، والفلتات المفصلية وهي ما يصيب عضلات الجسم من إلتواءات أو إرتخاءات أو غير ذلك. زيادة على معالجة ما يصيب العظام من تشققات. ويحظى الجبار بثقة مطلقة من مستفيديه، أكثر مما يحظى به أطباء العظام. ويوجد في منطقة (القبار) بولهاصة " السيد لحول الميلود" شيخ يتجاوز (70) سنة متزوج لا زال يمارس بعض الأنشطة المتمثلة في الصناعة التقليدية. وقد ورث خبرته عن الأب والجد، ذلك أن جده هو أول من مارس هذه الحرفة، وهو يؤكد لنا على أن خبرته تعتبر (وهبة) من الله تعالى، وبالتالي فهو لا يطالب بدفع الأجر، وإنما يتقبل ما يمنح له ولو كان رمزيا. والواقع أن هذا التصرف قد لامسناه في دراستنا رغم شحاحة مستواه المعيشي وظروفة الصحية ولعل هذه صورة أخرى من صور الاعتقاد بإضفاء صفة القداسة على الممارس والممارسة ذاتها (6).
ويمارس السيد (لحول الميلود) العلاج في منزله ، حيث يخصص مكانا مستقلا يقابل فيه مرضاه ويقوم بعلاجهم ، وقد ينتقل إلى المريض أينما وجد وفي أي وقت ودون تردد ، وهو لا يتقيد بمكان ولا بموعد. ولعل هذه التسهيلات العلاجية التي يتمتع بها النسق العلاجي الشعبي هي جعلت المستفيدين منه لا يرغبون في الإقبال على العلاج الرسمي ولا يثقون فيه. والسيد (لحول الميلود) متخصص في هذا النوع من العلاج الشعبي دون غيره على عكس بعض المعالجين الآخرين.
وقد أدلى السيد (لحول الميلود) عن قصور العلاج الرسمي في علاج الكسور بحادثتين أولاهما لأمة التي انزلقت على قشرة برتقال فسببت لها فصلا في رجلها. وكان ذلك في غيابه فذهبوا بها إلى المستشفى فوضع الأطباء رجلها في كومة من الجبس فقط. وعندما عاد مزق الجبس بالمنجل والسكين وعالجها العلاج الشعبي اليدوي فشفيت. وثانيهما لطفلة وقعت على رجلها فانفصلت فذهبت بها أمها إلى طبيب العظام ليعالجها فلم تتحسن. وبعد فترة رأتها امرأة وهي تحمل ابنتها على كتفيها إلى نفس الطبيب فنصحتها باللجوء إلى السيد (لحول الميلود) فجاءته فارجع العظم إلى مكانه ، فصرخت الطفلة فانطلقت تهرول حتى وصلت إلى بيتها بعد أن كانت محمولة على كتف أمها.
وتنحصر الممارسة العلاجية للسيد (لحول الميلود) في تحسس المواضع المحيطة بالكسر أو الانفلات عن طريق التلمس بالأصابع حتى يستطيع تحديد الموضع بدقة، ثم يدلكه بالزيت حتى يستخزح العضلة السلبية للألم، ثم يشده بقطع من القماش في انتظار الشفاء. والملاحظ أن الشق عند الأطفال يبرأ دون علاج. بينما يعالج الفصل أو (الفلتات) بتحريك المفصل في الاتجاه الصحيح حتى يقع في (الخن) ملتقى المفصلين.
ويتردد على السيد (لحول الميلود) مستفيدون من علاجه كثيرون ومن مختلف الفئات الاجتماعية محليا، ومن المناطق المجاورة لاسيما الرجال والنساء متعلمون وغير متعلمين خاصة وأن علاجه لا يستغرق دقائق معدودة، كما أنه لا يستخدم الجبس، زيادة على عمق الثقة في قدراته وخبرته العلاجية، ناهيك عن زهده للأجر أو انعدامه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-05-2022, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,837
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العلاج الشعبي بين الاعتقاد والتطبيق

الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري- الجزء الثاني





الاستاذ الدكتور علي عمار




دراســــة ميدانيـــة....الجزء الثاني

5- آلام المفاصل :
من أهم الوصفات العلاجية الشعبية المستخدمة في علاج آلام المفاصل هي وضع التمر على مكان الآلام ، وكذلك الطباق (ماقرمان). فقد ذكرت (26.4) من الأمهات ذلك. ثم يأتي بعد ذلك تدليك المفاصل بالدهن أو زيت الزيتون (06 % ) كما هو مبين في الجدول رقم (05).
وهناك اعتقاد راسخ لدى بعض الأفراد مفاده أن تناول حساء الكوارع يساعد على التخلص من آلام المفاصل ويطلق على هذا النوع من الاعتقاد (عقيدة التوقيع Doctorine de Signature) والتي تتخلص في أن لكل نبات أو غذاء علامات أو رموز تدل على نوعية استعماله من الأمراض التي يمكن أن يشفيها. فالنبات الذي له أزهار صفراء يمكن أن يشفي مرض الصفراء (21).
وفي هذا الإطار يقول ديفيد ورنر (22) بأنه كلما شابهت الوصفة العلاجية الشعبية المرض كان سبب فعاليتها هو الإيمان بها (الجانب النفسي). وهذا الاعتقاد لا يقتصر على المجتمع الجزائري بل يتعداه إلى باقي المجتمعات الأخرى سواء عربية أو غربية على أن تناول عصير الطماطم واللبن الزبادي (الرايب) وشرب القهوة المرة وشرب خليط العسل والليمون على الريق يقضي تماما على آلام المفاصل ويفيد في زيادة الدم لكونه يتلاءم مع لون العصير ولزوجته مما يجعله مشابها للدم (23).

جدول بياني رقم (05) الوصفات الشعبية لعلاج الام المفاصل.
الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % لبخات التمر أو الطباق ( ماقرمان )
التدليك بالدهن أو زيت الزيتون
تنــاول حســـاء الكــوارع
وســائـــل أخــــــــرى
لا اعـرف 66
15
07
13
149 26.6 %
06.0 %
02.8 %
05.2 %
59.6 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

6- الزكام والأنفلونزا :
تتميز أمراض البرد والأنفلونزا بتكرار حدوثها لنفس الشخص في السنة الواحدة وهذا يرجع سببه لانعدام دواء فعال يقضي على هذه الأمراض (الزكام والأنفلونزا) لذلك فإن معظم الأدوية التي تعطي هي مسكنة للألم لا غير. وعادة ما يأخذ المرض دورته التي تستمر لعدة أيام أو أسابيع ثم يشفي المريض منه ولكنه يبقى عرضة للإصابة في أية لحظة. ومن خلال تتبعنا للجدول رقم (06) ان نسبة (15.6 % ) من الأمهات يتناولن عصير البرتقال بكثرة لعلاج الزكام والأنفلونزا. وهذه الطريقة لها بعض الفوائد الصحية بحيث أن عصير البرتقال يحتوي على كمية من فيتامين ( ج . C ) الذي ظهر أنه يساعد على تقوية جهاز المناعة في الجسم.
ونفس الجدول يبين لنا أن هناك تركيزا على استخدام النباتات والأغذية التي تحتوي على رائحة نفاذة مثل البطيخ والبصل واستنشاق السكر المحروق. وقد يعود ذلك إلى أن من أعراض نزلات البرد انسداد فتحات الأنف مع صعوبة التنفس منه وبالتالي التأثير على حاسة الشم. لذلك فإن استخدام بعض النباتات التي تحتوي على روائح نفاذة قد تساعد على تخفيف هذه الآلام. وقد ورد ذكر استخدام البصل كعلاج للزكام والتهاب الرئة في الطب الشعبي القديم (24).

جدول بياني رقم (06) الوصفات الشعبية لعلاج الزكام وأنفلونزا.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % عصير البرتقال
البطيخ والبصل
استنشاق السكر الحروق
استنشاق البخور
تناول زيت الزيتون
تناول البــصل
لا اعـرف 39
13
12
10
10
05
161 15.6 %
05.2 %
04.8 %
04.0 %
04.0 %
02.0 %
64.4 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

7- آلام اللوزتين :
يعتبر قشر الرمان من أكثر الوصفات العلاجية الشعبية إضافة إلى العسل وعصير الليمون التي ذكرتها الأمهات في علاج آلام اللوزتين فقد أفادت نسبة (20.4 % ) من الأمهات بذلك. كما هو مبين في الجدول رقم (07) وتحضر الطريقة بأن يجفف قشر الرمان ثم يطحن حتى يصبح مسحوقا ناعما ثم توضع كمية منه على أحد أصابع اليد ويدخل في جوف المريض حيث يوضع المسحوق على اللوزتين.
وأما عصير الليمون مخلوطا بالعسل فيؤخذ على الريق صباحا بمقدار ملعقة صغيرة على أن يمضمض داخل فيه لبعض الثوان ثم يبلع مع الامتناع عن الأكل والشرب بعده لمدة نصف ساعة على الأقل. وفي هذا الإطار فقد أشار ابن القيم الجوزية (25) على أن الرمان نافع للحلق والصدر والرئة (غير أنه لم يحدد الجزء المستخدم من الرمان في العلاج).
ثم يأتي استخدام الدهن الساخن بعد ذلك في علاج الام اللوزتين حيث لوحظ أن بعض الأفراد يتناولون ملعقة صغيرة من الدهن البلدي بعد تدفئتها مع تحضير كمادات على مكان الإصابة لعلاج اللوزتين ، ومنهم من يتناول مزيج زيت الزيتون والسكر بعد تدفئته.
جدول بياني رقم (07) الوصفات الشعبية لعلاج اللوزتان.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % قشر الرمــــان
تناول الدهن الساخن
تناول البيض والحليب
شرب الماء والملح
وضع الزعتر والليمون والعسل
لا اعـرف 51
26
15
14
13
131 20.4 %
10.4 %
06.0 %
05.6 %
05.2 %
52.4 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

8- آلام الأذن :

عادة ما تستخدم الأمهات زيت الزيتون ( 13.6 % ) والزعتر ( 12 % ) كأهم الوصفات العلاجية الشعبية لعلاج آلام الأذن. ويتم ذلك عن طريق قطر قطرات من زيت الزيتون أو ماء الصعتر في الأذن وأحيانا يتم مزج زيت الزيتون مع زيت الخروع مع إضافة كمية من الفلفل الأسود المسحوق ويوضع المزيج داخل الأذن (26). وبالإضافة إلى ذلك فقد ذكرت الأمهات أنهن يستخدمن أحيانا القهوة والليمون والثوم في علاج الام الأذن كما هو مبين في الجدول رقم (08).
جدول بياني رقم (08) الوصفات الشعبية لعلاج الام الأذن.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % قطرات زيت الزيتون
قطرات شراب الزعتر
قطرات القهـــوة
قطرات الليمون الجاف
وضع الثوم في الأذن
لا اعـرف 34
30
25
16
11
134 13.6 %
12.0 %
10.0 %
06.4 %
04.4 %
53.6 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

9- الام الأسنان :
هناك أكثر من سبب لألام الأسنان ويعتبر التسوس من أهمها جميعا. ويلاحظ أن تسوس الأسنان أضحى منتشرا بين أوساط المجتمع بشكل كبير وخاصة بين فئة الأطفال (27) ودراستنا هذه توضح لنا أن نسبة ( 40.8 % ) من الأمهات يستخدمن القرنفل (عود النوار) في علاج أوجاع الأسنان.
ويعتبر القرنفل من أهم الوصفات الشعبية الأكثر استخداما في تسكين آلام الأسنان. وقد ورد ذكره في كتب الطب القديمة والحديثة على أنه يسكن آلام الأسنان ويشفي القروح (28) والجدول رقم (09) يوضح أن هناك وصفات أخرى لعلاج أوجاع الأسنان مثل الثوم والصعتر ومزيج الماء والملح وقشر الجوز (السواك) وقشور الرمان.

جدول بياني رقم (09) الوصفات الشعبية لعلاج الام الأسنان.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % القرنفل ( عود النــوار )
الزعـــــتر
الثــــــــوم
الماء والملح
لا اعـرف 102
06
06
04
132 40.8 %
02.4 %
02.4 %
01.6 %
52.8 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

10- التهابات اللثة :
الجدول رقم (10) يبين أن نسبة (14 % ) من الأمهات ذكرن بأن قشر الرمان وقشر الجوز (السواك) يستعمل في علاج التهابات اللثة. ونسبة (09 %) من الأمهات تستخدمن زيت الزيتون لعلاج هذا المرض. كما نجد أن نسبة ( 7.6 %) من الأمهات يستعملن مزيج الماء الدافئ والملح. وقد يكون هذا العلاج ذو فائدة ، حيث أن الملح يعتبر من العقاقير المطهرة والتي تساعد على قتل الجراثيم. وقد ذكر التركماني (29): أن الملح يمنع القروح الخبيثة ويفيد في قطع الدم المنبعث من نزع الضرس.
جدول بياني رقم (10) الوصفات الشعبية لعلاج التهاب اللثـة.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % قشر الرمان وقشر الجوز
زيــت الزيـتـــون
المـاء الدافئ والملح
الدلك بقشر الليمون
طرائــق أخــــرى
لا اعـرف 39
23
19
15
14
144 14.0 %
09.2 %
07.6 %
06.0 %
05.6 %
57.6 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

11- الدمامل :
الدمامل من الالتهابات الجلدية التي تحدث نتيجة عدوى ميكروبية في الجلد وتتميز بظهور خواريج على سطح الجلد تكون مملوءة بالصديد وهو عبارة عن إفرازات الميكروبات. ونلاحظ من خلال الجدول رقم (11) أن نسبة ( 25 %) من الأمهات يستخدمن علك اللبان كعلاج للدمامل. وعلك اللبان معروف وهو عبارة عن مادة صمغية غالبا ما تكون إفرازا لإحدى النباتات تستعمل كعلكة إضافة إلى استخدامه في البخور لطرد الشياطين.
وقد أشار إلى ذلك ابن القيم الجوزية (30) بقوله : أن اللبان (لم يحدد نوع اللبان) ينبت اللحم في سائر القروح الخبيثة من الانتشار. ومن العقاقير المستخدمة في علاج الدمامل حب العصفر (حبوب صغيرة سوداء اللون يعتقد أنها بذور لنبات الخردل الأسود) بحيث تقوم الأمهات بدق هذه الحبوب لتخرج منها مواد صمغية تلصق في قرطاس ثم تلزق على الدمل. وقد ذكرت إحدى الكتب الحديثة في طب الأعشاب (31) أن بذور الخردل الأسود تحتوي على زيوت طيارة نفاذة. وعندما توضع على الجلد فإنها تهيجه وزيادة على ذلك يضيف احمد قدامة (32) قوله : أن زيت بذور الخردل الأسود يستخدم في تخذير أعصاب الجلد لإزالة الشعور بالآلم ، كما يستخدم مسحوق الخردل كلزقة لتخفيف احتقان الدم. وقد ذكر التركماني(33) : أن الخردل يستخدم في علاج بعض الأمراض الجلدية.
جدول بياني رقم (11) الوصفات الشعبية لعلاج الدمامل.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % علك اللبــــان
حــب العصفــر
البــــصــــل
طـرائـق أخــرى
لا اعـرف 63
07
07
09
164 25.2 %
02.8 %
02.8 %
03.6 %
65.6 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

12- الحروق :
اتضح لنا من خلال الجدول رقم (12) أن نسبة ( 28.8 % ) من الأمهات يستخدمن من الحليب كعلاج للحروق ، ويتم ذلك بسكب الحليب على المنطقة المصابة. وفي هذه الحالة يعلق ديفيد ورنر (34) على استخدام الحليب في علاج الجروح بأنه غير مفيد وقد يسبب بعض الالتهابات الخطيرة. ونفس الجدول يبين أن نسبة ( 6.4 % ) من الأمهات يستخدمن الدهن كعلاج للحروق و ( 3.6 % ) يستخدمن عجينة الحناء أو مسحوق الصنوبر البحري (التايدة) مع الشحم وهذه الوصفات العلاجية الشعبية قد تم ذكرها في بعض كتب الطب القديم. وتحتوي الحناء على صبغات نباتية ومواد دهنية. وتستخدم عجينتها في علاج بعض الأمراض الجلدية كما تفيد في التئام الجروح لاحتوائها على مادة التانين القابضة ولتأثيرها المطهر(35).
جدول بياني رقم (12) الوصفات الشعبية لعلاج الحروق.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % سكب الحليب على الحروق
مسحوق الشعير
وضع الدهن على الحروق
وضع الماء والملح
وضع عجينة الحناء على الحرق
لا اعـرف 72
36
16
12
09
105 28.8 %
14.4 %
06.4%
04.8 %
03.6 %
42.0 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

13- آلام العين :
يعتبر حليب الأم من أكثر الوصفات العلاجية الشعبية استخداما لعلاج التهابات العين عند الأطفال الرضع. وقد أدلت نسبة ( 11.6 % ) من الأمهات بأنهن يستخدمن هذه الوصفة كما هو مبين في الجدول رقم (13). وتتم هذه الطريقة بتقطير عين الطفل بقطرات من حليب الأم أو حليب إحدى السيدات المرضعات. ويطلق على هذه الطريقة (التقطيرة) أو (الطرقة).
وقد أشار التركماني في كتابه المعتمد في الأدوية المفردة : على أن حليب الأم ينفع من الرمد والطرقة في العين (36). ومن الوصفات العلاجية الشعبية التي ذكرتها الأمهات استخدام ماء الورد والعسل كعلاج لالتهابات العين. وقد ورد ذكر ماء الورد في كتاب التركماني (37) حيث قال: أن ماء الورد يسكن آلام العين من الحرارة ، وينفع كثيرا من أدوائها تحجيرا به وكحلا وتقطيرا. أما العسل فقد ورد ذكره في العديد من الطب القديمة والحديثة. وقد ذكر ابن سينا في كتابه القانون في الطب(38) أن العسل يجلو البصر. كما ذكر بوريش في كتابه العلاج بعسل النحل (39) أن بعض الدراسات قد أثبتت نجاح استخدام العسل في علاج بعض أمراض العين كما تبين أن استخدام المراهم التي يدخل في تركيبها العسل بالإضافة إلى مواد طبية أخرى قد نجحت في التئام بعض جروح والتهابات العين.
وتتناول (04.4 % ) من الأمهات الجزر لعلاج أمراض العين وهذه الوصفة لها فوائدها الصحية لأن الجزر يحتوي على كميات عالية من فيتامين ( أ ).
جدول بياني رقم (13) الوصفات الشعبية لعلاج الام العيـن.

الوصفة العلاجية الشعبية العدد النسبة % تقطير حليب الأم في العين
تقطير الماء والملح في العين
تقطير ماء الورد في العين
تناول الجزر نيئــا مفروما
تكحيل العين بالعسل
لا اعـرف 29
27
24
11
09
150 11.6 %
10.8 %
09.6 %
04.4 %
03.6 %
60.0 % المجمـــــــــوع 250 100.0 %

خلاصة النتائج

لقد اتضح لنا من خلال هذه الدراسة الميدانية أن نسبة كبيرة من الأمهات لا تستخدمن الوصفات العلاجية الشعبية في معالجة الأمراض الأمر الذي يعطي مؤشرا على انحسار هذه الطريقة في علاج واتجاه الأمهات إلى الطبابة الحديثة وبخاصة مع توفر الخدمات الصحية وتحسنها.
كما أننا وجدنا أن نسبة الأمهات اللاتي لا يعرفن الوصفات الشعبية تتفاوت حسب المرض. فهناك أمراض تستخدم فيها هذه الوصفات بشكل ملفت للانتباه أكثر من غيرها مثل آلام البطن والإسهال والإمساك ، وهناك أمراض تستخدم فيها الطرائق الشعبية بشكل مقيد خاصة آلام الرأس والعين والدمامل وأوجاع المفاصل.
من جهة أخرى أوضحت الدراسة أن العديد من الوصفات الشعبية ذات جذور عربية وإسلامية. وقد ورد ذكرها في كتب الطب القديمة. وهذا يؤكد توارث هذه المعتقدات الشعبية.
أما من ناحية الفوائد الصحية للوصفات العلاجية الشعبية لعلاج الأمراض فيمكن تقسيمها إلى فئات أربع هي:
1-وصفات علاجية شعبية مفيدة : وتشمل الوصفات التي لها فوائد صحية مؤكدة في تخفيف حدة الأمراض مثل تناول السوائل عند الإصابة بالإسهال والإمساك ، واستخدام القرنفل (عود النوار) لتخفيف آلام الأسنان ، وشرب عصير البرتقال عند الإصابة بالزكام والأنفلونزا.
2-وصفات علاجية شعبية مفيدة : وتشمل الوصفات التي لا تساعد على تخفيف حدة الأمراض ، غير أنها لا تسبب أي ضرر صحي مثل تناول الجزر لعلاج آلام العين وتناول السوائل لعلاج أوجاع البطن.
3-وصفات علاجية شعبية ضارة : وتشمل الوصفات التي قد تسبب ضررا صحيا أو مضاعفات أخرى عند استخدامها مثل وضع الحليب على الحروق وتقطير حليب الأم في العين بالنسبة للطفل لعلاج التهابات العين أو تناول الملينات بكثرة لعلاج الإمساك.
4-وصفات علاجية شعبية غير معروفة النتائج : وتشمل الوصفات التي تستخدم فيها بعض النباتات العلاجية التي لم يجر تحليل تركيبها الدوائي بحيث يتطلب الأمر إجراء المزيد من البحث والتنقيب لتحديد فعاليتها وتأثيرها الصحي.
وأخيرا وليس للآخر نأمل أن تكون هذه الدراسة حافزا لإجراء دراسات أخرى عن الطب الشعبي في منطقة المغرب العربي بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة مع التركيز على التركيب الدوائي للأعشاب والعقاقير المستخدمة في الوصفات العلاجية الشعبية حتى نتمكن من تحديد الفوائد الصحية لهذه الوصفات وبالتالي تشجيع استخدامها من عدمه.



الهـوامــش والإحـــالات

1- محمد الجوهري: الدراسة العلمية للمعتقدات الشعبية – دار الكتب للتوزيع. القاهرة ، 1978

ص 18-182 ، 42-62.
2- تصريحات بعض الأمهات بتاريخ 17.06.06 – مناطق الغرب الجزائري.
3- ديفيد ورنر: كتاب من لا يحضره طبيب ، ترجمة د . مي حداد مؤسسة الابحاث العلمية
العربية ، بيروت 1981 ، ص 1-18.
4- منظمة الصحة العالمية- الممارسات التقليدية التي تؤثر على صحة المرأة والطفل ، المكتب
الإقليمي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط – الإسكندرية ، 1979 ، ص 1-40.
5- دراسة ميدانية – تصريحات بعض الأفراد – منطقة الغرب الجزائري.
6- عبد الرحمان مصيفر – العادات الغذائية – الممارسات الغذائية و المناسبات الاجتماعية
وزارة الصحة – 1981 – البحرين ، ص 37.
7- محمد الجوهري – مصدر سابق ، ص 73.
8- مجلة الديوان الوطني للإحصائيات رقم 07-1985 – الجزائر، ص 26.
9- ابن القيم الجوزية – الطب النبوي ، دار الكتب العلمية بيروت (بدون تاريخ) ص 66-70
243، 245، 301، 302.
10- ابن سينا – القانون في الطب – شرح وترتيب جبران جبور ، مكتبة الطلاب ، بيروت
1972، ص 23-27، 50-51، 72-73، 195-196.
11- ديفيد ورنر – مصدر سابق ، ص27.
12- ابن سينا – مصدر سابق ، ص 198.
13- التركماني – المعتمد في الأدوية المفردة - دار المعرفة ، بيروت 1982، ص52-60-62
120-121، 285-286، 450، 465، 467.
14- احمد قدامة – قاموس الغذاء والتداوي بالأعشاب ، دار النفائس ، بيروت ، 1982، ص
117-118، 130-135، 247، 272، 273.
15- د. أمين رويحة – التداوي بالأعشاب – دار العلم – بيروت ، 1981، ص 280.
16- احمد الصباحي عوض الله – العلاج بالأعشاب والنباتات الشافية، دار اقرأ للنشر والتوزيع
والطباعة ، بيروت 1984، ص 64.
17- القيرواني – كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، تحقيق سلمان قطاية ، دار الرشيد
العراف، 1980، ص 221-225.
18- التركماني – مصدر سابق ، ص 183.
19- ابن سينا – مصدر سابق، ص 63.
20- احمد الصباحي عوض الله – مصدر سابق ، ص 64.
21- يوسف خياط – معجم المصطلحات العلمية والفنية ، دار لسان العرب ، بيروت ، المجلد 4.
22- ديفيد ورنر – مصدر سابق ، ص 39.
23- د. حليمي عبد القادر علي – الفضائل المروية في الأعشاب الطبية ،موفم للنشر، ج/1
الجزائر، 1996، ص 73.
24- ابن سينا – مصدر سابق ، ص 99.
25- ابن القيم الجوزية – مصدر سابق ، ص 333.
26- د. حليمي عبد القادر علي – مصدر سابق ، ص 81.
27- دراسة ميدانية – مصلحة طب الأسنان بتاريخ : 05.07.06.
28- عبد الرازق بن حمادوش الجزائر – كشف الرموز في بيان الأعشاب، الجزائر، 1938
ص26.
29- التركماني – مصدر سابق ، ص 211.
30- ابن القيم الجوزية – مصدر سابق، ص 341.
31- احمد جبارة – عجائب الطب الشعبي – دار البلاغة، حلب، 1972 ، ص 17.
32- احمد قدامة – مصدر سابق ، ص 146.
33- التركماني – مصدر سابق ، ص 231.
34- ديفيد ورنر – مصدر سابق ، ص 33.
35- فيصل كنز – الأعشاب الطبية ، دار المعارف ، تونس ، 1987، ص 73.
36- التركماني – مصدر سابق ، ص 243.
37- التركماني – مصدر سابق ، ص 275.
38- ابن سينا – مصدر سابق ، ص 101.
39- بوريش . ن . العلاج بعسل المحل – ترجمة محمد الحلوجي ، دار المعارف ، القاهرة
ص 137-140.
مصادر مجتمع الدراسة (تلمسان نموذجا والمناطق المجاورة لها)
(عين غرابة – هنين – بني سنوس – ولهاصة – الغزوات)



* لتعرف اكثر عن الموضوع تحدث مع طبيب الان .
المصادر : الهـوامــش والإحـــالات

1- محمد الجوهري: الدراسة العلمية للمعتقدات الشعبية – دار الكتب للتوزيع. القاهرة ، 1978

ص 18-182 ، 42-62.
2- تصريحات بعض الأمهات بتاريخ 17.06.06 – مناطق الغرب الجزائري.
3- ديفيد ورنر: كتاب من لا يحضره طبيب ، ترجمة د . مي حداد مؤسسة الابحاث العلمية
العربية ، بيروت 1981 ، ص 1-18.
4- منظمة الصحة العالمية- الممارسات التقليدية التي تؤثر على صحة المرأة والطفل ، المكتب
الإقليمي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط – الإسكندرية ، 1979 ، ص 1-40.
5- دراسة ميدانية – تصريحات بعض الأفراد – منطقة الغرب الجزائري.
6- عبد الرحمان مصيفر – العادات الغذائية – الممارسات الغذائية و المناسبات الاجتماعية
وزارة الصحة – 1981 – البحرين ، ص 37.
7- محمد الجوهري – مصدر سابق ، ص 73.
8- مجلة الديوان الوطني للإحصائيات رقم 07-1985 – الجزائر، ص 26.
9- ابن القيم الجوزية – الطب النبوي ، دار الكتب العلمية بيروت (بدون تاريخ) ص 66-70
243، 245، 301، 302.
10- ابن سينا – القانون في الطب – شرح وترتيب جبران جبور ، مكتبة الطلاب ، بيروت
1972، ص 23-27، 50-51، 72-73، 195-196.
11- ديفيد ورنر – مصدر سابق ، ص27.
12- ابن سينا – مصدر سابق ، ص 198.
13- التركماني – المعتمد في الأدوية المفردة - دار المعرفة ، بيروت 1982، ص52-60-62
120-121، 285-286، 450، 465، 467.
14- احمد قدامة – قاموس الغذاء والتداوي بالأعشاب ، دار النفائس ، بيروت ، 1982، ص
117-118، 130-135، 247، 272، 273.
15- د. أمين رويحة – التداوي بالأعشاب – دار العلم – بيروت ، 1981، ص 280.
16- احمد الصباحي عوض الله – العلاج بالأعشاب والنباتات الشافية، دار اقرأ للنشر والتوزيع
والطباعة ، بيروت 1984، ص 64.
17- القيرواني – كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، تحقيق سلمان قطاية ، دار الرشيد
العراف، 1980، ص 221-225.
18- التركماني – مصدر سابق ، ص 183.
19- ابن سينا – مصدر سابق، ص 63.
20- احمد الصباحي عوض الله – مصدر سابق ، ص 64.
21- يوسف خياط – معجم المصطلحات العلمية والفنية ، دار لسان العرب ، بيروت ، المجلد 4.
22- ديفيد ورنر – مصدر سابق ، ص 39.
23- د. حليمي عبد القادر علي – الفضائل المروية في الأعشاب الطبية ،موفم للنشر، ج/1
الجزائر، 1996، ص 73.
24- ابن سينا – مصدر سابق ، ص 99.
25- ابن القيم الجوزية – مصدر سابق ، ص 333.
26- د. حليمي عبد القادر علي – مصدر سابق ، ص 81.
27- دراسة ميدانية – مصلحة طب الأسنان بتاريخ : 05.07.06.
28- عبد الرازق بن حمادوش الجزائر – كشف الرموز في بيان الأعشاب، الجزائر، 1938
ص26.
29- التركماني – مصدر سابق ، ص 211.
30- ابن القيم الجوزية – مصدر سابق، ص 341.
31- احمد جبارة – عجائب الطب الشعبي – دار البلاغة، حلب، 1972 ، ص 17.
32- احمد قدامة – مصدر سابق ، ص 146.
33- التركماني – مصدر سابق ، ص 231.
34- ديفيد ورنر – مصدر سابق ، ص 33.
35- فيصل كنز – الأعشاب الطبية ، دار المعارف ، تونس ، 1987، ص 73.
36- التركماني – مصدر سابق ، ص 243.
37- التركماني – مصدر سابق ، ص 275.
38- ابن سينا – مصدر سابق ، ص 101.
39- بوريش . ن . العلاج بعسل المحل – ترجمة محمد الحلوجي ، دار المعارف ، القاهرة
ص 137-140.
مصادر مجتمع الدراسة (تلمسان نموذجا والمناطق المجاورة لها)
(عين غرابة – هنين – بني سنوس – ولهاصة – الغزوات)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 101.68 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]