|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() البطالة تحول بين زواجنا أ. شروق الجبوري السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإخوة الأكارم في شبكة الألوكة، أعرض عليكم مشكلتي؛ لأني في حيرة مِن أمري، وأرجو أن تكونوا لي مفتاح فرجٍ. أنا فتاةٌ في منتصف العشرينيات مِن عمري، تعرفتُ إلى شابٍّ ثم قرَّرنا الخطبة - إن شاء الله - بمجرد أن نحصلَ على عملٍ بعد التخرُّج. حصلتُ أنا على وظيفةٍ بعد شهرين من التخرُّج ، بينما مرَّ ستة أشهر ومَن أريده زوجًا لي ما زال عاطلًا عن العمل، ويبحث بكلِّ الطرق، ولكن في ظِلِّ الأزمة الاقتصادية في بلدي يجد صعوبةً! أصبحتْ حالتُه النفسيةُ سيئةً، وأصبح كثيرَ الحُزن، ويشعر بإحباطٍ شديدٍ؛ لأنه كان دائمًا مِن الأوائل في دراسته، وكان يحلم بالتقدُّم لخطبتي كشخصٍ له وظيفة، ودخْل جيد، ولكن تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ، وحصل ما لم يكنْ في الحُسبان؛ إذ إننا لم نكنْ نتخيَّل أنه لن يحصل هو على عملٍ! علمًا بأنَّ كلًّا منَّا يسكن في مدينةٍ بعيدةٍ عن الأخرى، لكنه يخبرني بكلِّ أخبارِه عبر الهاتف، أَخْبِرُوني كيف أتعامل مع الوَضْع، فلا أريد أن أخسره؛ فقد تمنيتُه زوجًا لي، وهو كذلك، كيف أُساعدُه في هذه الأزمة؟ نصحتُه بقيام الليل، والتوكُّل على اللهِ تعالى، وأنَّ ما يختاره الله فيه الخير، لكنه أحيانًا يكون متشائمًا وحزينًا جدًّا، وأنا أتألم كثيرًا لحالِه. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا بدايةً أن نُرَحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَخِّرنا ويُسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. أختي، أُذَكِّرك أولًا بأنه لا يَصِحُّ التواصلُ بينك وبين هذا الزميل، إلا بالطريقة الشرعية، وعن طريق أسرتك الكريمة. عزيزتي، إن فترة (ستة أشهر) التي مضتْ على تخرُّجكما - تُعَدُّ فترة قليلة جدًّا للحُصُول على فرصة عمل مناسبة، في ظِلِّ الظروف العامة التي تُؤَثِّر في الحد منها، وهي حالةٌ أصبحتْ شائعةً في كلِّ البلاد، ولا تقتصر على بلدٍ دون آخر، لا سيما بعد الأزمة الاقتصادية العالَـمِيَّة. ولكوننا مسلمين، ونؤمن بأنَّ رزق الإنسان مُقَدَّر له في السماء، فليس له أن يحزنَ لإقلالٍ يُصيبه؛ لأنه حينها سيحزن لأمرٍ لا يعنيه، فهو مِن شأن الله تعالى وحده، وحتى يكتملَ هذا الإيمانُ فلا بد للمسلم ألَّا يسأمَ أو يملَّ مِن السعي في طلبِه، وهذا هو دوره الذي عليه أن يُوَجِّه ذهنه إليه، ولا يشتته بغير ذلك. وما استشففتُه يا عزيزتي مِن رسالتك: أنَّ زميلك لم يضعْ قدَمَه على هذه الطريق، ولم يلتمسْ هذا النهج الفكري الذي يُساعد على شعوره بالاطمئنان، وعلى وضوح رؤيته التي قد تُنير له طريقًا للحصول على فرصة عملٍ، غاب عنه بسبب هواجسه وأفكاره السلبية، فليس مِن الصواب أن يُثيرَ زميلُك في نفسِه الإحباط بسبب رؤيته أشخاصًا لا يعتقد جدارتهم لشغل هذا المنصب أو ذاك، وليس من الصواب أيضًا أن يسمحَ باجتياح مشاعر (الندم!) لنفسه؛ لأنه قد أدى (واجبه) كطالبٍ على الوجه الصحيح، ولكن عليه أن يستبدلَ بتلك الردود السلبية قناعةً مَفادها: أنَّ الاجتهاد والتحدي لا ينتهي عند مرحلة معينةٍ، ولكن سُبله تختلف مع مُتطلبات كلٍّ منها، فحين كان طالبًا بذل واجتهد وتحدَّى معوقات كثيرة ليحصل على درجات عالية، ومن ثمَّ حصل عليها؛ أي: وصل إلى هدفه في تلك المرحلة، أما الآن فعليه السعي والاجتهاد في البحث عن العمل، دون يأس أو مللٍ، ودون أن يحبط نفسه بحساب ما يمضي من أيام، أو بهذا الأمر أو ذاك، وعندها لن يضيعَ الله تعالى تعبَه وجهده أيضًا، كما لم يُضعه له سابقًا. كما أنصحه بعدم التعالي على القيام بأي عمل، حتى لو كان أدنى مِن تخصُّصه، ويجعله مصدرَ رزقٍ له، مع حِرْصِه على استمرارية بحثِه عن العمل المناسب، كذلك أنصحه بعدم الاكتفاء بالتقديم للوظائف الحكومية - رغم أهميتها - والتقدُّم للجهات الخاصة والأهليَّة، وإثبات جدارته في أيِّ مكان يُرزق به، ويعتبر ذلك أولى الخطوات في طريقه لبناء حياته العملية التي لا شكَّ أنها طويلة، وتحتاج لكثيرٍ مِن الصبر والمثابَرة وإثبات الذات. أما نصيحتي لك يا عزيزتي، فهي أن تُؤمني أنت أيضًا بما أسلفتُ، فرغم أنك قد أوضحتِ قناعتك بهذه الرؤية، لكني استشففتُ مِن رسالتك مُؤَشِّرات على وجود مشاعر يأس تنتابك حول هذا الأمر، ومن بين تلك المؤشرات: تسمية نفسك بـ(الحائرة )، وكذلك وصفك لعنوان رسالتك بأن العطل عن العمل هو السبب الذي يحول دون زواجك بزميلك. وما أتمنَّاه منك هو إيمانك ويقينك بأن فُرصة العمل والزواج - كما غيره الكثير - هي من أمر الله تعالى وحده، وما عليك وزميلك هو السعي والاجتهاد، دون تقصير أو مللٍ، كما بيَّنتُ في معرض إجابتي، فإنَّ قناعتك التامة بالأمر ستنعكس حتمًا على أسلوب كلامك ونُصحك لزميلك، وحينها سيستشعر صِدقه، فيوقع في نفسه تأثيرًا أفضل - بإذن الله تعالى، ولا يفوتني أن أُذَكِّركما بملازمة الاستغفار، وقراءة السور والأدعية التي يُرجى أن تكونَ سببًا في فتْحِ أبواب الرِّزق. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يفتحَ لكما أبواب الرِّزق الطيب، ويجمع بينكما على خيرٍ، وينفع بكما، وسنسعد بسماع أخباركما الطيبة مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |