كيف أتعامل مع والدي؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإمام شامل الداغستاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          السيد موسى الكاظم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحج فوائد ومنافع دينية ودنيوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 828 )           »          القلوب الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 3274 )           »          التربية بالإعراض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حرمة المال العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحج مدرسة عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من الآثار النفسية للحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2022, 05:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,405
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أتعامل مع والدي؟

كيف أتعامل مع والدي؟
أ. عائشة الحكمي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد مشورتكم ورأيكم في مشكلتي، وآمل من الله تعالى أن أجد الحل عندكم.


أنا شابٌّ متزوِّج، ولديَّ أولاد، وتتمثَّل مُشكلتي في والديَّ - وإني أرجو مِن اللهِ العليِّ القديرِ أن يكسبني رِضاهم.


وسأختصر مشكلتي في النقاط التالية:
أنا أحبُّ العُزلة، ولا أحب الكلامَ الكثير، وكتوم، ولا أحب أن يتدخَّل أحدٌ في أموري، ويُمكن أن يكونَ هذا سببًا من الأسباب.


بالنسبة لحالتي الماديَّة، فليس عندي إلا الراتب، ويُوَزَّع على الديون، والأقساط، والمستَلزمات العائليَّة، أعطي والدتي مبلغًا من الراتب، لكنها تعطيه لأناسٍ ليسوا في حاجة إليه؛ لكَسْب ودِّهم، وأنا أَوْلَى به، ولكن لا أستطيع أن أقول شيئًا!


مررتُ بظروفٍ صعبة، ولم ينظرْ أحدٌ إليَّ من إخوتي، أو يسأل عن ظروفي؛ مما حزَّ في نفسي، ثم حدثتْ ظُروفٌ لأخي فانزعج أبي، وحثَّ على مُساعدته حتى يقومَ مِن محنتِه، وبالفعل ساعدتُه حتى مَرَّ مِن محْنَتِه، والأمر نفسه تكرَّر مع أخي الثاني، وأمرني أبي بمساعدته؛ فامتثلتُ لأمره!


اقترض أحد إخوتي مبلغًا ولم يستَطِع السداد، فأمرني أبي أن أشاركَ في سداد القرض، فرفضتُ لأني كنتُ أمُرُّ بظُرُوف صعبةٍ، فغضب أبي مني وقاطعني، وقال: "ليس فيك خير"، حاولتُ مصالحته، ولكنه رفض!


أمَّا والدتي - هداها الله وأصلحها - فإنها تغضبني، ولا تسأل عني، تسأل عن إخوتي، وتهتم بأمورهم، ولا تسأل عني حتى لو كنتُ مريضًا، وهكذا في بقيَّة أموري، مثل الإنجاب فإنها لا تكلفْ نفسها بالإتيان بهدية ولو يسيرة؛ مما يُسَبِّب لي حرَجًا مع زوجتي، أخبروني ماذا أفعل؟ فلا أعرف كيف أتعامل معهما؟


أرجو من الله العلي القدير أن أجد الحل عندكم، وتخبروني بكيفية التعامل معهما


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان


أيها الأخ الفاضل، ما أفهمه مِن أبعاد مُشكلتك أنك وأخاك موضع ثقة أبويكما الكريمين، وحين يكون المرءُ موضع ثقة الآخرين، وقوتهم، واعتمادهم، وعمادتهم - يكون المتوقع منه، والمنتظر مِن تفضله، وجميل صنعه، أكبر بكثير مِن طاقته وإمكاناته المادية، والعاطفية في بعض الأحيان؛ حيث ينسى أولئك أن هذا "الثقة" إنسان مِثْلهم، له وُسعه وطاقته، وأنه مثلهم يحتاج إلى مَن يحتويه، ويهتم لأمره، ويُشاركه في حُزنِه وفرحه، هذا باختصار لُب مُشكلتك مع أبويك الكريمين - حفظهما الله تعالى.

رأيي: أنك لستَ بحاجة إلى تعلم طريقة معينة للتعامل مع أبويك الكريمين، بقدر حاجتك إلى فَهْم الطريقة التي يعبِّران لك مِن خلالها عن حبهما لك، وثقتهما بك، وهي - بلا شك - طريقة مُتعبة، بَيْد أنها تستلزم منك التفهُّم والتقبل، محتسبًا في ذلك الأجر والمثوبة؛ لأنَّ هذا وجه مِن وجوه البر والإحسان إلى الوالدين.

ولنبدأ بوالدِك الفاضل - حفظه الله تعالى - فإنه حين يُلزِمك بمساعدة إخوانك، فهذا لعلمه بأنه متى احتِيج إليك كنت المعوَّل عليه في حاجة إخوانه! وحين لا يجمع إخوتك لمساعدتك ماليًّا؛ فهذا لعلْمِه بتراخي إخوانك في عونك، وأنهم سيخذلونه ويخذلونك!

أمَّا غضبه منك، وعدم رضاه عنك حتى بعد اعتذارك له؛ فهذا لأنك الابن الموثوق بشفقته، وطيبة قلبه، وعدم تقصيره وقصوره متى فزع إليه، ولعلك كنت أول خاطر خطر على قلب أبيك حين علم بموضوع أخيك، فلما رأى رفضَك، كان رفضُك مخيبًا جدًّا لأملِه فيك، وبقدر حبه لك بلغ غضبه منك!

بالنسبة للمال الذي تُنفِقه على والدتك الفاضلة، فما دمتَ تنفقه عن طِيب نفس، ورغبة في الأجر؛ فلا تحفل بمواضع إنفاقه وعلى مَن تنفقه، فلقد أصبح المال ملكها، ولها حرية التصرُّف فيه، فاحتسبْ ما أنفقت على والدتك - وإن لم تحسن هي إنفاقه - لتكون لك به صدقة، يضاعف الله لك أجرها ما تضاعف به فرح من وصلت إليه هذه النفقة، سواء كان حبيبًا لك أم بغيضًا؛ فلقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة - وهو يحتسبها - كانتْ له صدقة))؛ رواه مسلم.

وأخرج الطبرانيُّ في "المعجم الكبير" عن كَعْب بن عُجْرة، قال: مرَّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل، فرأى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جَلَده ونشاطه، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا؛ فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين؛ فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها؛ فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياءً ومفاخرة؛ فهو في سبيل الشيطان))؛ صححه الألباني.

أما سؤال والدتك عن أحوال الغير، وانقطاعها عن الاطلاع على حالك، والسؤال عن صحتك في ساعة مرضك؛ فهذا شأن مَن يقدم رضا الناس على نفسه وبنيه، فنراه يسأل عن الأباعد، ويهمل السؤال عن الأقارب؛ ثقةً منه في ودِّ أبنائه وأحبته، واطمئنانًا إلى عدم لومهم وعتبهم عليه! فالأبناء والأقارب، وإن لم يكونوا في النواظر، فإنهم لا يغيبون عن الضمائر، ولو راجعت نفسك وعلاقاتك الاجتماعية؛ لوجدتَ أنك فعلت الشيء نفسه يومًا مع زوجك وبنيك! لا مِن جهة التقصير وتعمُّد الإهمال، بل من جهة الاطمئنان إلى عدم عذل الأحبة، وعتبهم على التقصير! ولكنهم في آخر الأمر سيلومون ويعتبون؛ لأنَّ الاهتمام والسؤال عن الصحة والحال حاجة نفسية عند البشَر!

أما عدم تكلفها هدية لزوجتك في ولادتها، فلعل لها عذرًا وأنت تلوم، ربما لم تجد مالًا لشراء هدية، أو لم تجد مَن يشتري الهدية، أو قد يكون موعد الولادة مفاجئًا؛ فلم يتهيأ لها إحضار هدية، أو لعلها واجدةٌ على زوجتك!


أيًّا ما يكون السبب، فليس ذلك بالأمر المهم؛ فالقلوبُ المخلصة لا يتوقف نبضُها على الهدايا والعطايا، ولو عقَلت أنت وزوجك لأدركتما أن ولادتك أنت كانتْ أغلى هدية أعدَّتها والدتك العزيزة لزوجتك العزيزة!

جلُّ ما أنصحك به، أن تتفهمَ الطريقة التي يعبر بها والداك الكريمان عن ثقتهما الغالية بك، فليتَّسع صدرُك وصبرك عليهما، وعسى أن يوسع الله - تعالى - برضاهما عنك في رزقك، ويبارك لك في أهلك، ومالك، وعيالك، ولا تنتظر من والديك غير الدعوات الطيبات بالتوفيق، وسَعة الرزق، والبركات، واسأله - سبحانه وتعالى - أن يُغنِيك بفضله عمَّن سِواه؛ ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ [الإسراء: 30]، وردِّد دائمًا: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة: 59]، وعسى ربك أن يستجيب.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله وحده





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.73 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]