|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أفسخ خطبتي ممن لا يريد الزواج؟! أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أنا فتاةٌ مخطوبة منذ سنة لقريبٍ لي يعيش في بريطانيا، خطَبَني وسافَر، واتَّفَقْنا على أن يكونَ عقد الزواج بعد شهرٍ من الخطوبة، وعندما جاء الموعدُ تحجَّج بأنه لا يستطيع؛ لأن لديه عملًا! وكل شهر على نفس الحال. بعد مدَّة من الخطوبة أرسلتْ لي فتاةٌ بريطانية رسالةً على الهاتف والبريد الإلكتروني؛ تخبرني فيها بأن خطيبي لا يصَلِّي، ومُدمن خمر، ويتعاطى المخدرات، فأخبرْتُه بما قالتْ هذه الفتاةُ، فأنكر كلَّ ذلك! بعد أيامٍ أرسلتْ لي صورَها معه عبر البريد الإلكتروني، فأخبرتُه بالصور، فقال: إنها صورٌ قديمة، وطلب أن أعطيه فرصةً أخرى وسيتغيَّر! مضى شهران ورجعتْ مرة أخرى الفتاةُ تُرسل لي صورها، وكانتْ صورًا مخزيةً بكلِّ أسفٍ، فقلت في نفسي: إنها نزوة، وسيتغيَّر بعد الزَّواج، فأخبرته بالصور الجديدة فقال: إنها نزوة، وأنا لا أحبها، بل أحبكِ أنتِ، ولا يُمكن أن يتزوَّجها، أو تكون أمًّا لأولاده، بل أنتِ مَن ستكون زوجتي! المهم أنني كلما اتَّصلتُ به لا يردُّ، اتصلتُ به مدة شهرين متتاليين، فلم يردَّ عليَّ! أخبرته أني مللتُ الصبر، وإلى الآن لم يعقدْ عقد الزواج، وقلت له: إذا لم تستطعْ أن تكملَ حياتك معي، فسأنسحب منها، فلا أريد أن يضيع عمري هكذا! فقد تركتُ دراستي لأجله، وتعلمتُ الإنجليزية لأجله! وكالعادة لم أجدْ ردًّا على رسالتي، فأخبرتُ أهله بهذه الأمور، وكان ردهم: أنِ اصبري، سيرجع ويكون أفضل... إلخ. لم أخبرْ والدي بشيءٍ، وذلك لخوفي من انقلاب والدي على العائلة كلها، ولأن أخي خطب أخت خطيبي! لا أشعر أنه مُناسب لي، أنا حائرة في أمري، كيف أنهي هذه القِصَّة؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله, مشكلةٌ مِن مشكلات المرأة العربيَّة أنها تقبَل أن تموتَ في سبيل ترضية الرجل الذي تُحبُّه، أو تتمناه زوجًا. تركتِ دراستكِ، وأهملتِ كل شيء؛ للتفَرُّغ له، ولم يتم الزواجُ أو العقد بعدُ! تعلمتِ اللغة الإنجليزيَّة لأجله فقط، وليس لأجل الارتِقاء بنفسكِ وعقلكِ, أو لاكتساب خبرات جديدة، والتأقلم مع حالكِ ووضعكِ متى اجتمعتما في بريطانيا! وأما عن مشاكل الرجل العربي، فمنها: أنَّ عددًا منهم لا يرضيه هذا النوعُ من النِّساء، ولا تستهويه، أو تملك قلبه، إلا مَن تتعلَّم أن تحبَّ نفسها قبل أن تحبه, وتسمو بحالها قبل أن تسعى لإرضائه, وتُشعره بأهميتها وثقتها، وتجعل له المرتبة الثانية في قائمة اهتماماتها, وأمَّا مَن تتفانى في إسعادِه، وتبذل الغالي والنفيس في إرضائه، فما أسرع أن يزهدَ فيها، وينفر منها، ويفقد الشعور بالإثارة والمغامَرة معها! والذي يبدو أنه من ذلك النوع غير السويِّ! مِن عادات الفتيات الأجنبيَّات أن تعتمدَ على نفسها اعتمادًا كاملًا؛ فلا تشعر بالحاجة لرجلٍ في حياتها، ولا تتعامل معه على أساس الحاجة, وكما أسلفتُ فإنَّ ثلةً مِن الرجال تجذبهم تلك الفتياتُ بشكلٍ كبيرٍ, وهذا عكس الطبيعي؛ إذ يَسْعَد الرجلُ السويُّ بحاجة المرأة إليه، ويشعر برجولته، ويرقى بشخصيته كلما بدا له أنه حامي المرأة، والقيِّم عليها، والمدبِّر لأمورها، والمعين لها على كلِّ ما يهمها، أو يثقل عليها. لا أرى في حالتكِ ما يدعو للتردُّد، ولا يبدو ما يصيب بالتحيُّر؛ فالصُّور تنطق بالحال, والتهرُّب المستمر يُعلن النهاية التي أرى أن تحمدي اللهَ عليها؛ فقد اتَّضَحَت الأمورُ، وانكشف المستورُ قبل الزواج والأبناء، وتأسيس البيت الزوجي الذي فقَد مكانتَه، وذهب بريقُه، وضاعتْ هيبتُه لدى الكثير مِن أبناء الأمة، ممن تربَّوا على غير طاعة الله، وترَعْرَعوا بين أحضان بلاد الكُفر، واحتضنتْهم الحياةُ الغربيةُ بكلِّ ما فيها مِن انحلالٍ أخلاقيٍّ، وفجورٍ اجتماعيٍّ. إنْ كان العمرُ يضطر بعض الفتيات لقبول رجلٍ ما، كانتْ لتقبله، فما زلتِ بعيدةً عن الثلاثين، ولا أرى ما يدعوكِ للتمسُّك برجلٍ لا يوجد فيه مقومٌ مِن مقومات الزوج الصالح الذي ترجوه الفتاةُ العاقلة الرشيدة, فما الذي يحملكِ على الصبر على أمرٍ لا يُطاق، وقبول رجل لا أنصح به حتى ابنة الأربعين؟! فليس دائمًا ما يكون الزواج خيرًا من عدَمِه، وليس تأخُّر الزواج نهايةَ العالم, وإنما الشرُّ الحقيقيُّ والضررُ البيِّنُ أن تتورطَ فتاةٌ صالحةٌ كانتْ تحلم برجلٍ طيِّب يقيم الصلاةَ، ويُحافظ على تعاليم دينِه، ويسعى لمرضاة الله، ويأخذ بيدها إلى الجنة - مع زوجٍ لا يتقي اللهَ فيها، ولا في نفسه، ويسعى لفِعْل الحرام وهو يعلم, ويحرِص على المعصية حرْص الدوابِّ على طعامها. في الأغلب هذه الفتاة تحبُّه، أو على الأقل تحرص على صحبتِه، مما دعاها إلى مُراسلتكِ والسعي للخراب بينكما, ومن الواضح أنه لا يقدر على أن يستغنيَ عنها، وما أشد عجبي مِن فتاةٍ ما زالتْ تصدِّق وتُكرِّر كلمة: "سيتغير بعد الزواج"! أقول لكِ ولكل فتاةٍ تؤمن بهذه القاعدة، وتصدِّق تلك المقولة: إنها واهمة، وإنَّ هذا القول بعيدٌ عن الصواب بُعد المشرق والمغرب؛ فمَن شبَّ على شيءٍ شابَ عليه، والسعي لتغيير الزوج إضاعة للوقت والجهد، وإرهاق للنفس بغير نتيجة تُذْكَر, إلا في حالاتٍ نادرةٍ لا يُقاس عليها، ولا يُؤخذ بها. كما أنكِ لستِ مُضطرةً لإكراه نفسكِ على الاستمرار في تلك العلاقة الواضِحة النتيجة, المعلومة النهاية؛ لمجرد أن أخاكِ قد خطب أو تزوَّج أخته, أو خشية أن ينقلبَ والدُكِ على عائلة والدتكِ بأكملها؛ فليس علينا التفكيرُ في أمورٍ فرعيةٍ وإصلاحها على حساب الأمور الأساسية! نصيحتي الأخيرة لكِ: أن تقطعي العلاقة فورًا، وأن تنهي الخطبة بلا مُقدِّمات، ولا تحاولي التواصُل معه بأيِّ نوعٍ من أنواع التواصُل، مهما أتى نادمًا، أو مُعتذرًا، أو مقدمًا لبراهين وحجج على صلاح حاله، فليس هناك المزيدُ من الوقت ليضيعَ في المحاولات، وتصديق الخداعات. لهذا عليكِ بالعودة إلى دراستكِ، وتدارُك ما فاتكِ، وإكمال دراستكِ للغة؛ فلم يكنْ هو السبب الوحيد للتعلُّم, وأقبلي على شؤونكِ أكثر مما مضى، واعتني بنفسكِ غاية الاعتناء؛ فهي تستحق تلك العناية، وتستأهل الرعاية, هكذا فكِّري، وعلى هذا فسيري, وثقي في أن رِزْقكِ من مالٍ أو زوجٍ أو غيره سيأتيكِ بتقوى الله، لا بالصبر على الخيانة، والرضا بالفِسْق والقناعة بالذلِّ. فقكِ الله، وأبدلكِ بمن تسعدين به، ويسعد بكِ، ويجعله الله عونًا لكِ على طاعته والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |