كان سبب هدايتي، ويريد الارتباط بي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141315 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2021, 10:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي كان سبب هدايتي، ويريد الارتباط بي

كان سبب هدايتي، ويريد الارتباط بي
أ. مروة يوسف عاشور




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بدايةً أُشيد بهذه الشَّبكة الرائعة، وأسأل الله التَّوفيق والسداد للقائمين عليها، لقَد عانيت لمدَّة عامين وأكثر من مشكلةِ الشكِّ في الدين، وكنت متخبِّطة بين الإلحاد والمسيحيَّة، إيماني كان متذبذِبًا بشكلٍ كبير، فقرَّرتُ قبل شهرين تقريبًا وضْعَ حدٍّ لِهذه المأساة؛ فقرَّرتُ دخولَ إحدى الغرف الإسلاميَّة على (البالتوك)، وبعد بحثٍ كبير، وجدتُ مَن أحكي له قصَّتِي في إحدى أهمِّ الغرف الإسلاميَّة على (البالتوك).
بدأت بِطَرح أسئلتي على ذلك المدير، فكان يُجيبني عنها، بل كان يَسْتعين ببعض المديرين من زملائه أيضًا، إذا لَم يكن قادرًا على الإجابة، وكان حريصًا على إعادتي لدين الله، وإقناعي بالأجوبة، وبالفعل استطاع تبديدَ جميع الشُّكوك من ذهني.
ثُم شجَّعني على الصَّلاة، فكان يقول: إنه في شبابه لَم يكن ملتزِمًا أبَدًا أبدًا؛ لِهذا كان يشجِّعني على الالتزام بالصلاة، بل وحفظ بعض سُوَرٍ من القرآن، فها أنا أحفظ بعضها؛ بفضل الله، ثُم هذا الرَّجل.
المهم أنه اليوم صرَّح لي بمشاعر كان يلمِّح بِها منذ فترة، وكنتُ أحاول أنا تَحاشِيَها؛ فأنا مِن بلادٍ أخرى، وهو يَكْبرني بأكثر من عشرين عامًا، رغم أنني لا أجد في فارق السِّن مشكلة، لكني أعلم جيدًا طريقة تفكير عائلتي.
كذَّبتُه، وقلت له: لا تكذب عليَّ، فأقسمَ لي عدة مرات بأنَّه صادق، إلاَّ أنني ما زلتُ خائفة لا أريد أن أكون كالفتيات اللاَّئي يسقُطْن ضحية الشباب على النت، ولا أريد أن أتعلَّق به؛ لعلمي بأنَّ المسافة بيننا كبيرة.
أخشى أن يكون هذا امتحانًا منه لي، لكني أعود فأقول لنفسي: ما كان لِيُقسم عدَّة مرات بذلك.
أنا الآن حائرة، إنه مدير معروف في الغرفة بأخلاقه، لكنِّي أخاف أيضًا أن يكون يتَلاعب بي.

أرشدوني إلى الصواب، جزاكم الله خيرًا؛ فأنا فَرِحَة لاهتمام أحدٍ بالتزامي، لكنِّي أخشى الوقوع في الخطأ، فتكون نتائج ذلك أضخم.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حيَّاكِ الله - أختَنا التَّائبة - في شبَكة (الألوكة), ونحمده - تعالى - أن أخرَجكِ من الظُّلمات إلى النُّور بإذنه، وهداكِ إلى صراطه المستقيم, ونسألُه - تعالى - لنا ولكِ الثَّبات، وأن يَحفظكِ من مَكْر الشيطان، ويَعصمكِ من غوايته.

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: خطَّ النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطًّا مربعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خُطَطًا صغارًا إلى هذا الَّذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: ((هذا الإنسان، وهذا أجَلُه مُحيطٌ به - أو: قد أحاطَ به - وهذا الَّذي هو خارجٌ أمَلُه، وهذه الخطط الصِّغار الأعراض؛ فإنْ أخطأَه هذا نَهَشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا))؛ رواه البخاري.
فقد منَّ الله عليكِ، ونجَّاكِ من فتنة الرِّدَّة, وطهَّر قلبكِ من آفات الشِّرك، وبصَّرَكِ بضلال المسيحيَّة، ومصيبة الإلحاد، وأكرمَكِ بالرُّجوع إلى الحقِّ والالتزام به, لكن الأعراض لَم تزَلْ تقِفُ في طريق كلِّ مَن يبتغي الحق، ويطلب النجاة؛ ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62], ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16 - 17], هو عهدٌ بإغوائنا إذًا، قطعَه إبليس على نفسِه قبل أن نُولَد، وسار في طريقه بعزمٍ وثَبات، فهُناك من يَثْبت، والكثير يَسقط!
جُبِلَتْ النَّفس على حبِّ مَن أحسن إليها, وفُطِرَتْ على الاستئناس بِمَن يتلطَّف بها، وهل يملِك القلبَ مثل الإحسان والترفُّق؟!

وَلُطْفُكَ البَاهِرُ الفَيَّاضُ رِقَّتُهُ
تُحْيِي قُلُوبَ الْمَلاَ تَشْفِي مِنَ العِلَلِ



تفرحين باهتمام أحدٍ بكِ، وبرجوعكِ إلى طريق الحقِّ؛ ومَن مِنَّا لا يفعل؟!
مَن منَّا لا يَسعد بقلبٍ يأنَسُ إليه، وشخصٍ يَحْرص عليه؟!
هذه طبيعةُ كلِّ فتاة, بل كلِّ بشَر له قلبٌ يَنْبض، ونفَسٌ يعلو ويَهْبط, الرَّغبة في أن يشعر بنا أحَد، ويهتمَّ لأمرنا، ويسأل عن أحوالنا، وهذه واحدةٌ من الأمور التي تُميِّز الإنسان عن غيره من المخلوقات التي بلا مشاعر توجِّه قلوبَها، ولا عواطف تَحكُم أفعالَها، أو تَعْبث بفكرِها, ولا عقول تُهذِّب ذلك كله.
فلا أُخالفكِ في أنَّ الميل القلبِيَّ قد يَجْتاح الإنسان، ويفرض نفسَه على قلبه بلا إرادةٍ منه, وقد تَشْعر الفتاة في مثل ما مرَرْتِ به من ظروفٍ بشيء من هذا, لكن يَبْقى لها عقلٌ يَعي، وقلبٌ يميز الحقَّ من الباطل، وإدراكٌ يفرِّق بين العبَث والجِدِّ, ويَحثُّها على التَّفكير الإيجابيِّ المثمِر, ويَصْرِفها عن الخوض في أحلامٍ وأوهام، والسير وراء سرابٍ بلا نِهاية!
الرجل أفصحَ عن مشاعره تجاهكِ، وقد يكون صادقًا فيما قال, لكن هل طلبَ الزَّواج؟
سألتِه عن صدقه، وكرَّر القَسَم, لكن إلى متى؟ وما الهدف من البَوْح بتلك المشاعر إن لَم تُتَرجَم إلى خطواتٍ عمليَّة لرباطٍ شرعي؟!
متَى ما وجَدْتِ الإجابة عن هذه الأسئلة، فمعَها حلُّ مُعاناتكِ، ونهايةُ تحَيُّركِ - بإذن الله.
واجهي نفسكِ بكلِّ صراحة؛ فلا أقربَ إليك مِن نفسكِ، تُصارحينها وتواجهينها بشجاعةٍ وصدق, المسافة العمريَّة والاجتماعية والمكانية بينكما شاسعة, واحتمال قَبول الأهل له جدُّ بعيد, وهل يَقْبل الأهلُ تزويجَ ابنتهم وهي دون العشرين برجلٍ في الخامسة والأربعين من بلدٍ لا يعرفونه، وقد يكون سبقَ له الزواج ولدَيْه من الأبناء مَن هم أقرَبُ إلى عمرها؟!
يا أختي الصَّغيرة, اقتَرِبي من واقِعكِ، وحاوِلِي التَّأقلُمَ معه, هذا رجلٌ لا تربطكِ به علاقةٌ سوى أنَّ الله وضعَه في طريقكِ؛ ليجيب عن بعض أسئلتكِ، ويَهْديكِ به إلى صراطه المستقيم, وما كان له أن يتَمادى في الحديث، أو يتحدَّث عن مشاعر الحبِّ لفتاةٍ في عمر بناته, وما كان له أن يتحدَّث عن أموره وأحواله الشخصيَّة، ويلعب على وترٍ حسَّاس متحدِّثًا عن نفسه وحاله قبل التِزامه - إن كان قد التزمَ - ليقرِّب المسافة النفسيَّة بينه وبينكِ، ولِيُزيل حواجز الرَّهبة التي تَحْدث لكلِّ فتاة خَلوق تُحادِث رجلاً, لكنَّه عرف مِن أين يدخل إلى قلبكِ، وكيف يَنْفُذ إلى مشاعركِ، ويَخترق أحاسيسَكِ!
وليس المهمُّ أن تفكِّري في امتحانه لكِ, وإنَّما يجدر بكِ التفكير في امتحانات الله، وأن تتطلَّبِي رضاه - عزَّ وجلَّ - والمواقف الحياتيَّة مُعظمها امتحانات وابتلاءات، يُمحِّص الله بها الخبيثَ من الطيِّب، ويُظهِر بها الصَّادق من الكاذب, وعلى المسلم أن يعتبر بغيره، وأن ينظر في أحوال مَن سبَقوه على طريقٍ يَقف على أعتابه، وخاضوا فيما عرض له؛ فالأحداث تتكرَّر، والمواقف تتوالَى, والكَيِّس الفَطِن مَن يتوقَّف متأمِّلاً في أحوال غيره، متجنبًا لكلِّ ما يمكنه تجنُّبه من مشكلات قد يَلمع بريقها في البداية، ويوحي بسعادةٍ قادمة, فليس كلُّ ما يبرق ذهبًا!
أنصحُكِ الآن بضرورة قَطْع الاتِّصال به، وإن كان عازمًا على الزَّواج راغبًا فيه, فلْيَتقدَّم ويُحادِث وليَّكِ في الأمر، ولْيَدخل البيت من بابه, دون أن يُدَغدغ مشاعركِ بكلمات الحبِّ وعبارات الشَّوق والإعجاب، التي قلَّ أن تصمد أمامها فتاةٌ في عمركِ, ولْيُجنِّب نفسه وإياكِ تلك الحوارات التي لم يَكن لكما بها حاجةٌ قبل ذلك, فكيف بِكُما الآن؟!
وحينها عليكِ الرُّجوع لرأي الأهل، والانتفاعُ بمشورتهم والعمل بها؛ فقد لا تُدرِك فتاةٌ في عمركِ عواقب الارتباط برجلٍ أقرب إلى عمر والدها منه إلى عمرها, وقد تأسرها المشاعر فتضحِّي بكل شيءٍ في سبيل العيش مع مَن خفق له قلبُها الخفقةَ الأولى، بِصَرف النَّظر عن الأسباب التي أوقعَتْها في حبِّه, ولكن واقع الحياة لا علاقة له بتلك الخفقات، ولا شأن له بالأحلام والأمنيات, فلا تَحْزني ولا تأسفي على شيءٍ بدا لكِ فيه سعادتُكِ، ثم تبيَّن لكِ استحالةُ تحقُّقه؛ فلَسْنا بالحبِّ وحده نَحْيا، ولا عليه وحده تقوم حياتنا.

أخيرًا:

"اعلم أنَّ مِن تَنكُّبِ الأمورِ ما يُسمَّى حذَرًا، ومنهُ ما يسمى خَورًا، فإن استطعتَ أن يكونَ جُبنكَ من الأمرِ قبل مُواقعتِكَ إياهُ فافعل؛ فإنَّ هذا الحذرُ, ولا تنغمس فيه ثم تتهيَّبْه؛ فإنَّ هذا هو الخورُ؛ فإنَّ الحكيم لا يخوضُ نهرًا حتَّى يعلمَ مقدارَ غَوْرهِ".
هكذا نصح ابنُ المقفَّع في كتابه الرائع "الأدب الكبير", وحذَّر من العلم بخطورة الأمر، ثم التجرُّؤ والخوض فيه بعد أن تجلَّت خُطورته، وبدَتْ سوء عاقبته, فهل مِن معتَبِر؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.93 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]