القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1161 - عددالزوار : 130526 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2021, 11:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,844
الدولة : Egypt
افتراضي القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة

القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



وعن حكيم بن حِزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيم، إن هذا المال خَضِرٌ حُلوٌ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورِك له فيه، ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ لم يبارَك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى)).



قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا.



فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيمًا ليُعطيَه العطاءَ، فيأبى أن يَقبَل منه شيئًا، ثم إن عمر رضي الله دعاه ليعطيه، فأبى أن يَقبَله، فقال: يا معشر المسلمين، أُشهِدُكم على حكيم أني أَعرِضُ عليه حقَّه الذي قسمه الله له في هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه. فلم يَرزَأْ أحدًا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي. متفق عليه.



(يرزأ): براء ثم زاي ثم همزة؛ أي: لم يأخذ من أحد شيئًا، وأصل الرزء: النقصان؛ أي: لم ينقص أحدًا شيئًا بالأخذ منه. و(إشراف النفس): تطلُّعُها وطمعها بالشيء. و(سخاوة النفس): هي عدم الإشراف إلى الشيء، والطمع فيه، والمبالاة به والشَّرَه.



وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليدُ العليا خيرٌ من السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهرِ غنًى، ومَن يَستعفِفْ يُعِفَّه الله، ومن يستغنِ يُغنِه الله))؛ متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم أخصر.



وعن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تلحفوا في المسألة؛ فوالله لا يسألني أحد منكم شيئًا، فتخرج له مسألته مني شيئًا وأنا له كاره، فيُبارَك له فيما أعطيتُه))؛ رواه مسلم.




وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجههِ مُزْعةُ لحمٍ))؛ متفق عليه.



(المزعة) بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة: القطعة.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه؛ أي: سأله مالًا فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه.



وكان من هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكرمِه وحُسنِ خلُقه أنه لا يردُّ سائلًا سأله شيئًا، فما سئل شيئًا على الإسلام إلا أعطاه عليه الصلاة والسلام.



ثم قال لحكيم: ((إن هذا المال خضر حلو)) خضر يسرُّ الناظرين، حلو يسرُّ الذائقين، فتطلبه النفس وتحرِص عليه.



((فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارَكْ له فيه))، فكيف بمن أخذه بسؤال؟ يكون أبعَدَ وأبعد؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب: ((ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرِفٍ ولا سائل فخُذْه، وما لا فلا تُتْبِعْهُ نفسك))؛ يعني ما جاءك بإشراف نفس وتطلُّع وتشوُّف فلا تأخذه، وما جاءك بسؤال فلا تأخذه.



ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام لحكيم بن حزام: ((اليد العليا خير من اليد السفلى)): اليد العليا هي يد المعطِي، واليد السفلى هي يد الآخِذ، فالمعطي يدُه خير من يد الآخذ؛ لأن المعطيَ فوق الآخذ، فيده هي العليا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.



فأقسَمَ حكيم بن حزام رضي الله عنه بالذي بعَثَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالحق ألا يَسأل أحدًا بعده شيئًا، فقال: "يا رسول الله، والذي بعَثَك بالحق لا أرزًا أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارِقَ الدنيا".



فتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام، وتولَّى الخلافةَ أبو بكر رضي الله عنه، فكان يعطيه العطاء فلا يَقبَله، ثم توفي أبو بكر، فتولى عمر فدعاه ليعطيه، فأبى، فاستشهد الناسَ عليه عمرُ، فقال: اشهدوا أني أعطيه من بيت مال المسلمين ولكنه لا يقبله، قال ذلك رضي الله عنه؛ لئلا يكون له حُجَّةٌ على عمرَ يوم القيامة بين يدي الله، وليتبرأ من عهدته أمام الناس، ولكن مع ذلك أصرَّ حكيم رضي الله عنه ألا يأخذ منه شيئًا حتى توفي.



وفي اللفظ الآخر الذي ساقه المؤلِّف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأْ بمن تعول))، فالإنسان يبدأ بمن يعول، يعني بمن يلزمه نفقتُه، فالإنفاق على الأهل أفضلُ من الصدقة على الفقراء؛ لأن الإنفاق على الأهل صدقةٌ وصلة وكفاف وعفاف، فكان ذلك أولى، ابدأ بمن تعول والإنفاق على نفسك أولى من الإنفاق على غيرك، كما جاء في الحديث: ((ابدأ بنفسك فتصدَّق عليها، فإنْ فضَلَ شيء فلأهلِك)).



وذكر المؤلِّف رحمه الله حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال المسألةُ بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعةُ لحم))؛ يعني لا يزال الرجل يسأل الناس - يعني يسأل المال - حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعةُ لحم، نسأل الله العافية.



وهذا وعيد شديدٌ يدلُّ على تحريم كثرة السؤال من الناس؛ ولهذا قال العلماء: لا يحلُّ لأحد أن يسأل شيئًا إلا عند الضرورة، إذا اضطر الإنسان فلا بأس أن يَسأل، أما أن يَسأل للأمور الكماليات لأجل أن يسابق الناس فيما يجعله في بيته، فإن هذا لا شك في تحريمه، ولا يحلُّ له أن يأخذ ولا الزكاة حتى لو أعطيها فلا يأخذ الزكاة من أجل الكماليات التي لا يريد منها إلا أن يسابق الناس ويماريهم، أما الشيء الضروري فلا بأس به. والله أعلم.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 386- 390)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.97 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]