أصغر مِنِّي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليس ترفا..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 64073 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 207 - عددالزوار : 125059 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 229 - عددالزوار : 146887 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 25240 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 24446 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4617 - عددالزوار : 1470003 )           »          (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من فوائد غضِّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2021, 03:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,496
الدولة : Egypt
افتراضي أصغر مِنِّي

أصغر مِنِّي


أ. مروة يوسف عاشور



السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تقدم لخطبتي شابٌّ متديِّن حافظ للقرآن الكريم، و إمام مسجد، محترم وخلوق، مستواه الدراسي ممتاز جدًّا، وله وظيفة مرموقة، ولكنني متردِّدة، الشابُّ صديق أخي وتحدَّث مع أبي عنِّي عِدَّة مرَّات ولكنَّه أصغر منِّي بسنة واحدة فقط، كذلك هو ليس من قبيلة معروفة.

وقد تقدَّم لخطبتي الكثير ولكنَّني متحيرة في هذا الشخص؛ لأني طالما أردت الزواج برجلٍ متديِّن عارف ربه.

عمَّاتي وأختي وصديقاتي ينصحونني بعدم الموافقة، وأنا احترت في أمري، أرجو منكم مساعدتي، ولكم مِنِّي جزيل الشكر.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيَّاك الله وبيَّاك أختي العزيزة (رتاج)، ومرحبًا بك معنا في موقع (الألوكة).
سائلين المولى - عز وجل - أن يُلهِمَك الصواب، وأن يوفِّقك إلى كلِّ ما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة.

لابُدَّ من الشعور بالحيرة، ولابُدَّ من بعض لحظات التردُّد عند الإقدام على قرارٍ مصيري كالزواج، ولعلَّه من أعظم القرارات التي نتَّخذها في حياتنا؛ إذ إنه المشروع الأكبر في حياتنا، وعليه ستُحَدَّد الكثير والكثير من أمورنا الحياتية المستقبلية، والتي نحرص جميعًا على أن تكون خيرَ حياة وأفضلَ عِشرة، والله - تعالى - الموفِّق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

أشكر لك أيضًا حسن عرضك، وسلاسة أسلوبك، واختصارك غير المُخِلِّ؛ مما ساعدني كثيرًا وأراحني من عناء التفكير.

أختي العزيزة، عندما قرأتُ عنوان الاستشارة، بادر عقلي إلى تصوُّر الفارق العمري، وكان الحَدُّ الأدنى الذي طرأ على عقلي خمس سنوات مثلاً، فراحت عيناي تبحث عن ذلك العدد الذي ستُبْنَي عليه طريقة تفكيرنا، وسيترتب عليه قرارك.

ولمَّا قرأتُ الرسالة ووجدتُ أن الفارق بينكما لا يتجاوز العام الواحد - لا أخفي عليك - تغيَّرت نظرتي كثيرًا، وتغيرت طريقة تفكيري؛ إذ أضع نفسي دائمًا مكان المستشير، وأحاول أن أُحِيط بالأمر كلِّه؛ لتخرج الاستشارة من القلب فتصل - بإذن الله - إلى القلب.

تعالِ نطبِّق الأسلوب الأمثل - في رأيي - عند اتخاذ قرار كهذا: وهو استعراض الجوانب الإيجابية في الخاطب، ومقارنتها بالجوانب السلبية، ومن ثَمَّ تحديد القرار النهائي، بعد عقد تلك المقارنة، وبعد ذلك الاستخارة؛ ليخرج القرار على درجةٍ من الصواب، والله وحده الموفِّق.
الجوانب الإيجابية في الخاطب:
صاحب دين.
صاحب خُلُق.
يحفظ كتاب الله.
إمام مسجد.
مستواه الدراسي ممتاز.
يعمل في وظيفة ممتازة.
تقدم لطلبك أكثر من مرَّة؛ مما يعني تمسُّكه بك.
الجوانب السلبية في الخاطب:
أصغر منك بسنة واحدة.
ليس من قبيلة معروفة.
في الحقيقة لا يسعني إلا أن أقول: اللهم بارك.

هذا الرجل يا عزيزتي، لا أعدُّه إلا نعمة أنعم الله بها عليك، ولا أخفي عليك: أظنُّ أن هناك من سيحسدك، أو يغبطك، فتنبَّهي وحافظي على الأذكار الشرعية وحصِّني نفسك، وظَني هذا أقرب إلى اليقين.

لا شكَّ أنه بالنظر إلى الميزات والعيوب - وإن كنت لا أراها عيوبًا على الإطلاق، بل مجرَّد اختلاف وجهات النظر - فبالنظر إليهما معًا يتبيَّن لي ولك: أنَّه مناسب إلى حدٍّ كبير؛ بل قد يصعب الحصول على مثله، في زمنٍ تراجعت فيه الفضائل، وأقبلت علينا فيه الرذائل من كل حَدَب وصوب.

القبيلة غير معروفة، لكن ما المانع من السؤال والتحرِّي عنه وعن أهله؟!
في مثل هذه الأحوال، يذهب أولياء الفتاة إلى مكان عمل الخاطب، أو إلى المسجد الذي يصلي فيه، أو الجيران، ويسألون عن أخلاقه، ويعرفون رأي الناس فيه، ولا أرى أمر القبيلة دافعًا للرفض أبدًا، فقد ولَّى زمان التمسُّك بالعصبية القبلية في أغلب الأماكن، فماذا عن بلادكم؟

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: "كنا في غزاة، فكسع رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين! فسمع ذاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما بال دعوى جاهلية؟!)).

قالوا: يا رسول الله، كسع رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: ((دعوها؛ فإنها منتنة))؛ رواه البخاري.

فلا تشغلي بالك بكلامِ عمَّاتك أو صديقاتك، وانشغلي بكلام مَن لا ينطق عن الهوى؛ {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 4- 5].

وتذكِّري نصيحته - صلى الله عليه وسلم - وتحذيره أيضًا: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا خطب إليكم مَن ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض))؛ رواه الترمذي.

بالنسبة للفارق العمري، فلا يُلتفت إليه - في الغالب - إن كان قليلاً، الفارق يا عزيزتي سنةٌ واحدة، ولا أتوقَّع إلا أنَّك لن تشعري به، وكذلك هو، ولا تنسي أن أعظم زواج في التاريخ على الإطلاق، كانت الزوجة خديجة - رضي الله عنها - تكبر الزوج - صلى الله عليه وسلم - بأضعاف ما ذكرتِ.

كما أودُّ لَفْتَ انتباهك الكريم لنقطة مهمة: إذا ما تمَّ الزواج - بإذن الله - فلا تضعي أنت في عقلك الباطن أن زوجك أصغر منك، فتتصرَّفي على هذا الأساس، وتبدأ الملاحظات والتوجيهات المباشرة بحُجَّة أنك أكبر منه، ومن منطلَق: "أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة"، وإلا لظننتِ أنَّك أفهم منه بثلاثمائة وخمس وستين سنة! والفهم والإدراك لا يقاس حقيقةً بالأعمار، بل بالخبرات في الحياة، ومخالطة أهل الخبرة، والتعلُّم من الحياة، ولا أرى كالقرآن معلِّمًا ومربيًا.

أختي الفاضلة، أدعو الله لك من كل قلبي أن يوفِّقك ويرزقك سعادةَ الدارَين، وينعم عليك ببيت صالح وأسرة طيبة، ويرزقك الخيرَ حيث كان، ولا تنسي الاستخارة؛ فهي ملاذنا الآمن، وسلاحنا ضدَّ هواجس المستقبل ومخاوفه، واعلمي أنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وفَّقك الله لكل خير وفلاح، ورزقك الزوج الصالح التقيَّ النقيَّ، وأقول مقدَّمًا: بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.38 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]