|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() استشارة قبل الطلاق أ. أريج الطباع السؤال السلام عليْكم، أنا متزوجة منذ خمسة أشهر، وأنا حامل في شهري الثَّالث، وأنا كما يقول زوجي غير مهيَّأة للزَّواج إلا جسديًّا، أمَّا نفسيًّا وفكريًّا، فلا، وأنَّني مادية إلى درجة أكثر مما يتصور، وأنا لا أُحسن الحديث حتى مع أخواته الصغيرات، فيقول لي: إنه تفاجأ بي وبأسلوبي، ووجد ورقة ذكرياتي وفيها مكتوب: أني أخطأْتُ في حياتي، وأنَّ والدتي تعيِّرُني بأنَّه لا يأتيني مَن يخطُبني، وأنَّني رومانسيَّة إلى درجة أنِّي أريد منه أن يُقبِّلَني أمام إخوته وأخواته، وأنِّي قد تكلَّمت وجرحتُه وهو لم يفعل لي شيئًا. وهو قد كتب على نفسِه مؤخَّرًا كثيرًا، ولا يريد أن يدفعه، فأنا ماذا أفعل؟ أأترُك المؤخَّر أم ماذا؟ أريد حلاًّ لتدارُك زوْجي قبل أن يذهب من يدي، للعلم أنَّ هذا هو بريد أخي الصَّغير. الجواب وعليْكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. لَم أفهم المشكلة تمامًا، فقد نقلْتِها لي على لسان زوْجِك! ماذا عن رأْيِك أنت بنفسِك؟ ماذا عن رأيك بالمشْكِلة بينكما؟ هل هذه أسبابُها؟ .. تتعلق بك فقط؟ بكلِّ الأحوال يبدو أنَّك تعانين تقديرًا متدنيًّا لذاتِك، وتَحتاجين أن تعرفي نفسَك أكثَرَ، وتتواصلي معها قبل حلِّ مشكلتِك مع زوجك؛ إذْ أنَّه من الصعب عليْنا أن نتواصل مع الآخرين بثقةٍ واستِرْخاء، ونحن لا نشعُر بِهذه الثقة بدواخِلِنا، أليس كذلك؟ كوني صادقةً مع نفسك، وتعرَّفي على نقاط قوَّتك وضعفك؛ أنت بشر ولست ملاكًا، قد تُخطئين ككل البشَر، وقد يكون بك صفاتٌ مُزْعِجة بالفعل؛ لكن الأكيد أنَّه يُمكنُك تجاوُزُها - بإذن الله. لا تجعلي مواجهةَ الآخرين لك بعيوبِك تُحْبِطك عن تصحيحها؛ بل العَكْس، اجعلي النقْد دافعًا لك للتقدُّم والتَّطوُّر الحقيقي، ورحِم الله مَن أهدى لك عيوبَك، أليس كذلك؟ حين تفهمين نفسَك وتكونين قادرةً على تقديرها، حدِّدي أهدافَك مجدَّدًا. تحتاجين أن يكون لك أهدافٌ في الحياة، الزَّواج أحدها بالتأكيد، ماذا عن زواجك؟ كيف تحلُمين به أن يكون؟ لا تجعلي لك صورةً مثاليَّة، كوني واقعيَّة، هناك أمور أساسيَّة عند كل شخص، ما هي بالنسبة لك؟ فهْمُها سيُساعدُك أكثر على تحديد المشكلة. أيضًا لا شكَّ أنَّ لزوجك أحلامَه التي بناها حوْل حياته المستقبليَّة، وله توقُّعات وصورة بِمخيّلته عن الزَّواج، لا أتوقَّع أنَّها تشابه صورتَك أنت؛ بل أكاد أجزِم أنَّ صورتَيْكما متباينة تمامًا، ربَّما تميل معه للواقعيَّة، ومعك للرومانسيَّة أكثر. لكن لا بأس، معظم الأزْواج كذلك؛ إذْ كل منهما يأتي من بيتٍ وبيئة وثقافة مختلِفة عن الآخر، إضافة لأحلام مُتباينة لكلا الطَّرفين أيضًا، لا يكون الأمر بالواقع كما هو خلف الشاشة الفِضِّية، وبين سطور الروايات؛ بل العكس، الفترة الأولى من الزَّواج تكون فترةَ بناء وتأسيس، يبذل فيها كلا الطَّرفين جهْدَه ليصلا معًا إلى نتيجة تُرْضيهما وتسْعِدُهما باقيَ أيامِهِما معًا. حسنًا، بالنسبة لكِ مع زوْجِك فبالتَّأكيد ليس مطلوبًا منك أبدًا أن تتنازلي عن المؤخَّر، فهذه مشكِلَتُه هو، ليست مشكلتَك أنت، وربَّما هي حيلة يُخبرك بها بحرصه عليك. لكن على أي حال، أخبريه أنَّك تحبينه وترغبين بالاستِمْرار معه؛ لذلك من غير الطبيعي أن تتباحثَا بالمهر الآن؛ بل ما يجْدُر بكما أن تتباحثا به هو: كيف تصِلان للوفاق معا؟ أخبريه أنَّك بحاجةٍ لمُساعدته، وهو أيضًا بِحاجة لمساعدتِك؛ ليشْعُر بِحرصك على أسرتك وبيتك. الآن ضعي هدفًا تسْعَين للوصول بنفسك وبحياتك الأسريَّة، وتذكَّري أنَّ كلَّ أهدافنا تندرج تحت رضا الله تعالى، وتحت حرْصِنا على دخول الجنَّة - بإذن الله - وفكِّري كيف ستصلِين لهذا الهدف. حسب ظروفِك وشخصيَّتك، التي لم توضِّحيها لنا تَمامًا من خلال سؤالِك. ابدئِي من أقرب نفس إليك، وافْهمي نفسَك؛ لتستطيعي فهْمَ الآخرين بعد ذلك، ولا تتعجَّلي النتائج، فالأمور قد تأخُذ معك وقتًا، المهم أن تفهمي: إلى أين ترغبين في الوصول؟ وكيف ستفعلين ذلك، بعد استعانتِك بالله طبعًا؟ المؤلِم حينما يُريد الناس شيئًا وتصرُّفاتُهم تقودهم كنتيجةٍ طبيعيَّة لشيء مُختلف تمامًا! كمن تحبُّ زوجَها وتريد كسْبَ قلبِه، فتُحيل حياتَه جحيمًا لا يُطاق بالملاحقة واللَّوم والتَّقريع! وكان يُمكنها البحثُ عن طرق أجدى للوصول إلى هذه النتيجة، فهل فهِمْتِ ما أرمي إليه عزيزتي؟ آمل ذلك، وفَّقكِ الله وأسعَدَكِ، ويسَّر لك كلَّ خير. هذا ما استطعتُ أن أساعِدَك به من خِلال استِشارتِك، أمَّا لو كانت للمشْكِلة أبعادٌ أعْمق، فأنتظر أن توافينا بها لنساعدك أكثر. وفَّقك الله ويسَّر لك الخير بأمرك كله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |