|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الرواية الرومانسية قحطان بيرقدار شهدت الروايةُ في القرن الثامن عشر تطوراً وغنىً بفضل عاملين: 1- تأثير القصّة الإنكليزية التي سبقت القصّة الفرنسية إلى التطور، فأكسبتها ملاحظة أحوال الطبقة الوسطى بشكل دقيق ووصفها والاعتناء بالمشاعر العاديّة لأفراد البشر العادييّن. 2- تأثير الاتجاهات الاجتماعية والفكرية المستجدة من حيث روح التفحّص الموضوعي والمناقشة الحرّة والالتفات إلى معالجة المشكلات الأخلاقية والسياسيّة. أما في القرن التاسع عشر فقد أصبحت الرواية أوسع الأنواع الأدبية وأكثرها شمولاً إذ احتوت على عنصر المغامرة كما في القرون الوسطى، والعنصر النفسي كما في القرن السابع عشر، والعنصر الاجتماعي كما في القرن الثامن عشر، ثم تمثّلت كُلَّ تطلعات القرن التاسع عشر، واتصفت بالغنائية والواقعية والاجتماعية والطبيعيّة والرمزيّة. أولاً: مرحلة الكُتَّاب الرومانسيين الأوائل (1800م - 1825م): كان كُلٌّ من (شاتوبريان) و(مدام دوستايل) أبرز من نَظَّرَ للمذهب الرومانسيّ وألَّف فيه، أمَّا (شاتوبريان) فقد كتب رِوايَتَي: (آتالا، ورينيه) فيما بين عامَي 1801م - 1802م، واللتين تَبنَّى فيهما نهجَ رِوايةِ (بول وفيرجيني) من حيث العناية بالوصف الطبيعي، ولكنه جدّد فيهما بالعناية بالوصف النفسيّ والتحليل العميق للعواطف، وأما (دوستايل) فقد كتبت عام 1802م رواية (دلفين)، وعام 1807م رواية (كورين) اللتين مهَّدتْ فيهما السّبيل لروايات الكاتبة الرومانسية (جورج صاند)، ومن الكتاب الأوائل المشهورين (بنجامان كونستان) المتوفى عام 1830م والذي تحتل رواياته مكانة مرموقة في الأدب الفرنسيّ، ومنها: (أدولف) عام 1816م التي حلّل فيها بذكاء مدهش وبأسلوب بعيد عن التكلف قضيّه التلاشي البطيء للحب البائس، مما جعلها تبدو دوماً جديدة وواقعية أكثر من أي رواية أخرى، بما في ذلك روايات (ستندال)، ومن الكتاب الأوائل أيضاً (شارل نودييه) المتوفى عام 1840م والذي كان يتميز بروح فعالة نشيطة ومعالجات جذابة، وقد برع في عشرينيات القرن التاسع عشر في القصة القصيرة التي تمازج بين الواقعية والغنائية، ويعد أحد مؤسّسي الرواية الرومانسية. ثانياً: مرحلة الرواية التاريخيّة (1826م - 1865م): من أبرز كتاب هذه المرحلة الإنكليزي (ولتر سكوت) الذي ألَّف فيما بين عامَي 1814م-1826م عدة رِواياتٍ حققت نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً كبيرَينِ لما تتميز به من الجدّة والحيوية والتشابك والحماسة العاطفية والتشويق والإمتاع، وكانَ لها أثر كبير في ازدهار الفن الروائي في أنحاء أوربا، وعلى يدي هذا الكاتب اكتملت ملامح الرواية الرومانسية، ومن رواياته: (ويفرلي) و(إيفانهو). ومن كتاب مرحلة الرواية التاريخية أيضاً (الفرد دوفينيي)الذي أصدر عام 1826م روايته (الخامس من مارس) وبسط في مقدّمتها نظريته في الرواية التاريخية، ويرى فيها أن للكاتب الروائي حقّ التصرف الشّعريّ إزاء الوقائع التاريخية، ولهذا كانت رواياته تقوم على اختراع الشخصيات أكثر من قيامها على شخصيات تاريخية معينة، كما كتب في عام 1832م رواية (ستيلّو أو العفاريت الزُّرق) التي يقرر فيها الانفصام ما بين المجتمع والشاعر أو الأديب بصورة عامة، ثم كتب روايات أخرى كان من أنضجها (عُود الخيزران). ومن كتاب هذه المرحلة أيضاً (فيكتور هوغو) الذي كتب عدة روايات ضعيفة قبل أن يبدع رائعته (نوتردام دو باريس) عام 1831م والتي تقوم حبكتها على الصراع العنيف بين أشخاص متضادّين، وتكمن أهمية هذه الرواية في الوصف الدقيق والخياليِّ في إبداع الشخصيات وتصوير طبائعها، ويؤخذ عليه فيها أنها عسيرة ضعيفة التشويق، وفي عام 1862م أنهى (هوغو) رائعته الثانية (البؤساء) حيث أجاد تصوير لوحاتها الوصفية، أمَّا روايته (عُمَّال البحر) فيبدو فيها شاعراً يجيد الوصف أكثر منه روائياً، والحقيقة أن (هوغو) يعالج الرواية بشاعريّة فتراه يتدفق على سجيّته دون أن يعبأ بأي قيد شعري أو مراعاة لقواعد الفن الروائي. أما (ألكسندر دوماس الأب) (1803م - 1870م) فرواياته كثيرة جداً ويصعب تعدادها، منها: (الفرسان الثلاثة) و(مونت كريستو)، ولا يوجد في رواياته تحليل نفسي بل القراءة تكون للتسلية فقط مع الدهشة التي تُولِّدُها مقدرتُهُ على صنع الحوادث والمفاجآت والمشاهد الحماسية، وقد شارك على نطاقٍ واسع في ظهور المسلسلات القصصية الصحفية التي تتميز بالسطحية من جهة، والسّرد المشّوق والعقدة الغامضة والحوار والسرعة والمماطلة في الحلّ من جهة ثانية، والتي يتابعها الجمهور البسيط الذي يسعى للاستمتاع والتسلية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |