السفينة (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لا تغفل عن الدعاء لإخوانك المنكوبين في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-03-2021, 03:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,684
الدولة : Egypt
افتراضي السفينة (قصة)

السفينة (قصة)

فاطمة عبدالمقصود




في غرفته التي اختارها بنفسِه، جلس مُغمَض العينَين يتأَرْجح على كرسيِّه، يشاهدُ عبر الذكرى تاريخًا مجيدًا من الكفاح والإنجاز، كان سعيدًا رغم وخزَاتِ ألمٍ تنتابه كلَّ حين عندما يلتفتُ حولَه فيجد نفسَه خلوًا من الأحباب ورُفقةِ الطريق.



فليكن، ها أنا أحقِّق حلمَ الثراء، وغدًا يتحقَّق حلمُ المجد، ها أنا أجوب العالمَ كلَّ عام مستمتعًا بكلِّ مباهِج الدنيا، مستصحبًا طموحًا لا يهدأ بأن أكون يومًا حديث العالم ومحطَّ أنظارهم.



ومع ابتسامة رضًا يلتفت سريعًا بوجهه، وببطءٍ تتباعدُ أجفانه كي تستقرَّ نظراته على ذلك الشيء في ركنٍ من الغرفة، لقد كان أول ما أخرجَ من حقيبته الجلديَّة الغالية، آخر وأهم ما اخترعَ خلال السنوات الأخيرة.



ترى هل سيتحقَّق حلمُه ويصير اختراعُه علَمًا عليه، يجيب تساؤلات عقلِه بأنه سينجحُ بالتأكيد ما دام يملك الإرادةَ، هكذا تقول قصص الناجحين التي أمدَّتْه بلهيبِ النيران في قلبه.



الآن بعد أن عبَّأ صدرَه بأنفاسٍ عميقة، يخرج إلى شرفته كي يقف قبالةَ الحلم الذي استوى في عقله، تلك المياه المالحة التي تفورُ أمامه وتداعبُه بشيء من الخفَّة، وَيْحكِ سأنتصر عليكِ، هذا أمَل أعيش عليه؛ أن أجمع بين راحتَين في كفِّي؛ ترَف العيش ونفع الناسِ.



يتأمَّل قليلاً ويحدِّث نفسه: لا بد من مدِّ الجسور بينهما، لا بد أن تتصلَ أنابيب الجهاز العطشَى بمياه البحر الرائقة؛ كي أرى مستوى التحلية كيف يكون، سيكون فتحًا وسيتهافَت الجميع على الجهاز كي يقوموا بتحلية المياه المالحة إلى أخرى عذبة سائغة، يا له من حلمٍ قريب!



سيكون عليَّ إحداثُ خرقٍ بسيط في حجرتي كي تتسلَّل المياه من خلاله، خرق بسيط لن يؤثِّر في السفينة الحصينة شيئًا، وسيمكِّنني من إجراء تجربتي.



يحاول إحداثَ الخرق بآلةٍ صغيرة في يده، لكنَّها كانت كافية لأن يسمعها جارُه الذي يتطلع من نافذته ليرى ما الخبر، فيبصر رجلاً يطرق أرضَ الحجرة، يرتفع حاجِبَا الجار من الدهشة والخوفِ ويُتَمْتم لنفسه: ما الذي يفعله هذا الأبْلَه؟ سيهلكنا جميعًا لو تركتُه!



في دقائق معدودة يواجه الرجلُ رجالَ الأمن الذين يقودونه إلى موضعٍ صغير في السفينة، يُسجن فيه إلى حين الوصول إلى الميناء؛ حيث سيسلَّم الثريُّ المخترِع إلى مركز الشرطة في مدينةٍ بعيدة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.32 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]