المُتاجِرون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2020, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي المُتاجِرون

المُتاجِرون









كتبه/ عصام زهران


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن المقصود بمصطلح: "التجارة بالدين": طلب الدنيا بالدين، وهذا ينافي الإخلاص في العبادة ابتغاء وجه الله -تعالى-.

وكانوا يطلقون هذا غالبًا على بعض الوعاظ أو العلماء الذين ليس لهم غرض مِن وعظهم أو علمهم إلا تحصيل حطام الدنيا الفاني، وتبوؤ المناصب العلمية أو السياسية.

ولا شك أنه يوجد مَن يتخذ الدين مهنة، والقربات مصدرًا للمنفعة والاستغلال، وفي الحديث الصحيح: (بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاء وَالرِّفْعَةِ فِي الدِّينِ، وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

وإليك بعض الأمثلة على المتاجرة بالدين:

?- إذا أرد الرجل أن يزوِّج ابنه يقول "لأهل العروس": قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي أراد أن يتزوج: (التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ) (رواه البخاري)، وإذا أراد أن يزوِّج ابنته غاَلَى في مهرها؛ فهو استدل بالحديث هنا لمنفعةٍ ماديةٍ بحتةٍ.

?- قول البعض: (الله المستعان) في غير موضعها ومناسبتها؛ فأصبحت هذه الكلمة "لازمة" في كلام البعض حتى إني خشيتُ أن تقال بدل تحية الإسلام! فإذا قبض راتبه قال: الله المستعان، وإذا كان فرحًا قال: الله المستعان! ومعنى هذه الكلمة: طلب العون مِن الله -تعالى- وحده، والاستعانة به على ما يحيره، ويصعب عليه. وهي مِن المناسِب قولها عند حصول أمر صعب، أو محير، أو توقع مكروه.

ومِن أمثلة ذلك: قول يعقوب -عليه السلام- عندما أخبره أبناؤه بأن يوسف -عليه السلام- أكله الذئب: (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (يوسف:18). ومن ذلك: قول عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في الحديث المتفق عليه لما أُخبر ببلوى تصيبه، قال عندها: "الله المستعان".

وتكرار الكلام الحسن في غير موضعه يذهب هيبة الدين.

والغرض مِن ذلك: استسلام العامة للمتحدث، والتزيي بلباس التقوي!

3- إذا رزق بمولود فيقول: "سميته أحمد إن شاء الله" عجبي!

إن شاء الله معناها: تعليق القائل حصول ما سيفعله، أو يتوقع حصوله على مشيئة الله -تعالى-، والمناسِب المستحب قولها عند إرادة فعل شيء في المستقبل، أو توقع حصول شيء فيه.

ومِن الأمثلة على ذلك: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعتبان بن مالك -رضي الله عنه- عندما قال له: وَدِدْتُ أَنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، تَأْتِي فَتُصَلِّي فِي مُصَلًّى، فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ) (متفق عليه).

?- أصبحت كلمة (أبشِر) في أيام الناس هذه عَلَمًا على عدم تحقق البشرى مِن المُبشّر؛ بل أصبحت علمًا على الكذب، وجزءًا كبيرًا مِن الدروشة والمتاجرة بالألفاظ الشرعية الموهمة بالتدين!

وقول: "أبشر": ليس مِن السنن المهجورة؛ لأن المقصود ليس هو مجرد اللفظ، وإنما المقصود هو تبشير المسلم، وإدخال السرور عليه، وحسن مجاوبته بأي لفظٍ كان، وبأي لسانٍ يعتاده الناس.


والمتاجرة بالدين؛ إما أن تكون مادية أو معنوية أو كلاهما؛ فينفر الناس مِن الحق، وتذهب هيبة الشريعة، ويصعب على العلماء دعوة الناس إلى الطريق المستقيم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.02 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]