من آثار المحبة الإلهية ومظاهرها .. أن يكون راضيا عن ربه سبحانه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 126987 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي من آثار المحبة الإلهية ومظاهرها .. أن يكون راضيا عن ربه سبحانه

من آثار المحبة الإلهية ومظاهرها .. أن يكون راضيا عن ربه سبحانه
محمد محمود صقر





(أي بقضائِه فيه وتقْدِيرِه عليه)


قال الله تعالى: ﴿ قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119]، وقال سبحانه: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [التوبة: 100]، وقال تعالى: ﴿ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]، وقال: ﴿ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 8].

قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -:
ورضُوا هم عن الله تعالى ذِكرُه في وفَائه لهم بما وعدَهم على طاعتهم إيّاه فيما أمرَهم ونهاهم من جَزيل ثوابه، ﴿ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ هذا الذي أعطاهم الله من الجنّات التي تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها مرضيًّا عنهم وراضين عن ربهم، هو الظفر العظيم بالطّلْبة وإدراك الحاجة التي كانوا يطلبونها في الدنيا، ولها كانوا يعملون فيها، فنالوا ما طلبوا وأدركوا ما أمَّلُوا[1].

وقال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: وفي قوله تعالى ﴿ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ سرٌّ بديع؛ وهو أنه لمَّا سخطوا على القرائِب والعشائر في الله تعالى عوَّضهم الله بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم والفوز العظيم والفضل العميم[2].

وقال القرطبي - رحمه الله تعالى -:
﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾؛ أي عن الجَزاء الذي أثابهم به[3]. وقال: ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ فرحوا بما أعطاهم[4].

وقال الشوكاني - رحمه الله تعالى -:
﴿ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ﴾؛ أي قَبِل أعمالهم وأفاض عليهم آثارَ رحمته العاجلة والآجِلة، ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾؛ أي فرِحوا بما أعطاهم عاجلاً وآجلا[5].

وقال البغوي:
وقيل الرضا ينقسم إلى قسمين: رضا به ورضا عنه؛ فالرضا به: ربًّا ومدبِّرا، والرضا عنه: فيما يقضي ويُقدِّر. قال السدي - رحمه الله تعالى -: إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تسألُه الرضا عنك؟[6].

وقال البيضاوي:
﴿ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ﴾ بطاعتِهم، ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ بقضائه أو بما وعدَهم من الثواب[7].

وقال السيوطي: ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا لأمَّتي كلِّهم وليس بعد الرضا سخط"[8].

وقال النسفي: ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ بثوابِه الجسيم في الآخرة، أو بما قضى عليهم في الدنيا[9].

والرضا يتضمَّن المحبة، أو هو كالمقدِّمة لها، أو هو أوَّل مراتبِها، فمحالٌ أن يحِبَّ أحدٌ ما لا يرضى به أو عنه؛ ولذا استنبط العلماء - من الآيات السابقِ ذكرُها ونصوصٍ أخرى - أن الرضا بالله ربًّا وبقضائه وقدره وحُكمه سببٌ لمحبته تعالى من رضِيَ بذلك... والله أعلم.


[1] انظر: "تفسير الطبري" (ج9 ص142-143).

[2] انظر: "تفسير ابن كثير" (ج4 ص421).

[3] انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (ج6 ص350) ط2 دار الكتب - مصر.

[4] انظر: المصدر السابق (ج17 ص260)، وفيهما تفسير رضى العباد بحالٍ قريبةٍ منه، لكن الأوجَه أن معناه أنهم رضوا به تعالى ربًّا لهم، وفي حديث مسلم وغيره "رضيت بالله ربًّا"، وفي البخاري أن عمر قال أمام رسول الله: "رضينا بالله ربًّا".

[5] انظر: "فتح القدير" (ج5 ص272).

[6] انظر: "معالم التنزيل" (ص497).

[7] انظر: "تفسير البيضاوي" (ص315).


[8] في "الدر المنثور" (4/272): "أخرج ابن مردويه من طريق الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير والقاسم ومكحول وعبدة بن أبي لبابة وحسان بن عطية، أنهم سمعوا جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون: لما أنزلت هذه الآية ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ إلى قوله ﴿ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا لأمتي كلهم، وليس بعد الرضا سخط".

[9] انظر: "تفسير النسفي" (ج4 ص228).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.17 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]