|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أبو حاتم الرازي وابن أبي حاتم صاحب العلل محمود ثروت أبو الفضل أبو حاتم الرازي: محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مِهران الحنظلي الرازي، شيخ المحدثين وإمام الجرح والتعديل، ولِد سنة 195 هـ، يقال له: الرازي؛ نِسبة إلى وطنه الري، رحل في طلب الحديث وهو ابن أربع عشرة سنة، فرحل إلى الكوفة، وطوَّف حواضر العالم الإسلامي في البصرة وبغداد، ودمشق وحمص ومصر، يسمع من كبار حُفاظها. قال ابنه - ابن أبي حاتم - عن طلب والده العلمَ: "سَمِعت أبي يَقول: أول سنة خرَجت في طلب الحديث، أَقمت سبع سنين أَحصيت مَا مشيتُ على قدمي زِيادَةً على ألف فرسخ، ثمَّ تركت العدد بعد ذلك، وخرَجت من البحرين إلى مصر مَاشِيًا، ثم إلى الرملة مَاشِيًا، ثم إلى دمشق، ثم إلى أنطاكية، ثم إلى طرسوس، ثم رجعت إلى حمص، ثم منها إلى الرقة، ثم ركبتُ إلى العراق، كل هذا وأنا ابن عشرين سنة"؛ (طبقات الشافعية الكبرى)؛ للسبكي (2/ 208). وروى عن كثير من شيوخِ تلك الحواضر، قال أبو حاتم اللبان الحافظ: "قد جمعت من روى عنه أبو حاتم الرازي، فبلغوا قريبًا من ثلاثة آلاف". قال أحمد بن سلمة النيسابوري: "ما رأيت بعد إسحاق ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث من أبي حاتم الرازي، ولا أعلم بمعانيه"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة) (13/ 251). قال ابن أبي حاتم: سمِعت يونس بن عبدالأعلى يقول: "أبو زُرعة وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما، وقال: بقاؤهما صلاح للمسلمين"؛ (الجرح والتعديل) (1/ 334). وروى ابنه طرفًا من معاناة والده في طلبه العلم في ترجمته إياه، فعنه قال: "سمعت أبي يقول: بقيت في سنة أربع عشرة ثمانية أشهر بالبصرة، وكان في نفسي أن أُقيم سنة، فانقطَعَت نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفِدت، وبقِيت بلا نفقة، ومضيتُ أطوف مع صديق لي إلى المشيخة، وأسمع إلى المساء، فانصرف رفيقي، ورجعت إلى بيتي، فجعلت أشرب الماء من الجوع ...". وقد تضلَّع في علم الحديث، وروى عنه الكثير من حفاظ الإسلام؛ منهم: أبو داود والنَّسائي وابن ماجه، وابنه عبدالرحمن، وروى عنه عبدة بن سليمان المروزي، والربيع بن سليمان المرادي، وأبو زرعة الرازي، وأبو عوانة الإسفرائيني، وابن أبي الدنيا، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم الكثير. ووثَّقه أهل الجرح والتعديل؛ قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: "سمِعت موسى بن إسحاق القاضي يقول: ما رأيت أحفظَ من والدك". وقال الذهبي: "وكان بارع الحفظ، واسع الرحلة، من أوعية العلم". وقال أحمد بن سلمة النيسابوري: "ما رأيت بعد إسحاق ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث من أبي حاتم الرازي، ولا أعلم بمعانيه". وقال أبو نعيم: "إمام في الحفظ والفَهم". وقال اللالكائي: "كان إماما عالِمًا بالحديث، حافظًا متقنًا ثَبتًا". وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل". ومن أهم آثاره: كتاب "الزهد"، و"تفسير القرآن"، و"الجامع في الفقه"، و"الزينة"، و"طبقات التابعين". ومات الحافظ أبو حاتم في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين. وقيل: عاش ثلاثًا وثمانين سنة. قال أبو محمد الإيادي الشاعر يرثي أبا حاتم: أَنَفْسِيَ ما لَكِ لا تَجْزَعِينَا ![]() وَعَيْنِيَ ما لَكِ لا تَدْمَعينَا ![]() أَلَمْ تَسْمعي بِكُسوفِ العُلو ![]() مِ مِن شهْرِ شَعْبانَ محقًا مَدينَا ![]() أَلَمْ تَسْمعي خَبَرَ المُرْتَضَى ![]() أبي حاتم أعْلَمِ العالَمِينَا ![]() ابن أبي حاتم صاحب العلل: الإمام المحقِّق الحافظ الثبت أبو محمد عبدالرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي، الرازي، ابن أبي حاتم، ولِد سنة أربعين ومائتين بالري، وارتحل مع أبيه في رحلته لطلب العلم؛ حيث طوَّف معه بلدان السواحل والشام ومصر. وقد اعتنى أبوه الإمام أبو حاتم بتربيته وتنشئته على طلب العلم والإتقان فيه؛ قال ابن أبي حاتم: "لم يَدَعْني أبي أشتغل في الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان، ثم كتب الحديث"؛ (سير أعلام النبلاء) (13/ 265). وقال ابن أبي حاتم: "رحل بي أبي سنة خمس وخمسين ومائتين، وما احتلمتُ بعدُ، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت، فسُرَّ أبي؛ حيث أدركتُ حَجَّةَ الإسلام، فسمِعت في هذه السَّنة من محمد بن أبي عبدالرحمن المقرئ". وقد أخذ العلم عن أبيه وأبي زُرعة الرازي، ويونس بن عبدالأعلى، وكثير من شيوخ عصره، قال أبو يعلى الخليلي: "أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال، والحديث الصحيح من السقيم، وله من التصانيف ما هو أشهر من أن يوصَف"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة) (13/ 264). وعن علي بن أحمد الخوارزمي، قال: سمعت عبدالرحمن بن أبي حاتم يقول: "كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مَرقة، كل نهارنا مقسَّم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة. قال: فأتينا يومًا أنا ورفيق لي شيخًا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكًا أعجبنا فاشتريناه، فلما صِرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يُمكنَّا إصلاحُه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغيَّر، فأكلناه نيئًا، لم يكن لنا فراغ أن نُعطيه من يَشويه. ثم قال: لا يُستطاع العلم براحة الجسد!". وقال الخطيب الرازي: "كان لعبدالرحمن ثلاث رحلات: الأولى مع أبيه سنة خمس وسنة ست، ثم حج وسمِع محمد بن حماد في سنة ثنتين، ثم رحل بنفسه إلى السواحل والشام ومصر سنة اثنتين وستين ومائتين، ثم رحل إلى أصبهان في سنة أربع وستين، فلقِي يونس بن حبيب"؛ (تاريخ ابن عساكر) (10/ 83)، و(تذكرة الحفاظ) (3 / 831). وأتاحت له هذه البيئةُ العلمية التي وفرها له أبوه تصنيفَ العديد من المؤلفات في علوم الحديث، تدل على تبحُّره في هذا الشأن، لعل من أهمها كتابَه (العلل)؛ حيث أكثَر فيه من سؤال الإمامين الجليلين أبي زُرعة وأبي حاتم عن الرواة والأحاديث المعلَّلة أو المشتبه في إعلالها، حتى قارب عدد مسائله ثلاثة آلاف مسألة، وهو بالنسبة للكتب المتقدمة عليه من أوسع وأشمل ما وصلنا من كتب العلل. ومن مصنفاته الأخرى: "الجرح والتعديل"، و"المراسيل"، و"آداب الشافعي"، و"الرد على الجهمية"، و"المسند"، و"الزهد"، و"التفسير"، و"الكنى"، و"الفوائد الكبرى"، و"بيان خطأ أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه". وقد أخَذ العلم عنه الكثير، من أبرزهم: ابن حبان البستي، والحاكم الكبير، وابن منده، وعبدالله بن عدي الجرجاني. قال أبو بكر محمد بن عبدالله البغدادي: "كان من مِنة الله على عبدالرحمن أنه ولِد بين قَماطر العلم والروايات، وتربَّى بالمذكرات مع أبيه وأبي زرعة، فكانا يزقانه كما يزق الفرخ الصغير، ويُعنيان به، فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرةُ عنايتهما، ثم تَمَّت النعمة برحلته مع أبيه، فأدرك الإسناد وثقات الشيوخ بالحجاز والعراق والشام والثغور، وسمع بانتخابه حين عرَف الصحيح من السقيم، فترعرع في ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكُّن معرفته، يُعرف له ذلك، وتقدَّم بحُسن فَهمه وديانته، وقديم سلفه"؛ (تاريخ دمشق)؛ لابن عساكر (35/ 360). وقد كانت علاقة ابن أبي حاتم بأبيه علاقة علمية تدل على تبحر العلَمينِ في علم الحديث، وعلوِّ شأنهما فيه؛ قال أحمد بن علي الرقام: "سمِعت الحسن بن الحسين الدرستيني، قال: سمعت أبا حاتم يقول: قال لي أبو زرعة: ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك يا أبا حاتم، فقلت له: إن عبدالرحمن ابني لحريص، فقال: مَن أشبه أباه فما ظلَم". قال الرقام: فسألت عبدالرحمن عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته من أبيه، قال: "ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه". وقد كان ابن أبي حاتم الرازي آيةً في الزهد والورع؛ قال أحمد بن علي الفرضي: "ما رأيت أحدًا ممن عرَف عبدالرحمن ذكَر عنه جهالةً قطُّ"، وقال ابن كثير: "كان من العبادة والزهد والورع والحفظ على جانبٍ كبير"، وقال عباس بن أحمد: "بلغني أن أبا حاتم قال: ومَن يقوى على عبادة عبدالرحمن، لا أعرف لعبدالرحمن ذنبًا"؛ (سير أعلام النبلاء، ط. الرسالة) (13/ 265). وتوفِّي ابن أبي حاتم سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالري، وله بضع وثمانون سنة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |