أهداف الدعوة في الوقت الحالي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2020, 02:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي أهداف الدعوة في الوقت الحالي

الدعوة إلى التوحيد

أهداف الدعوة في الوقت الحالي (1)

د. أمين الدميري



ثانيًا: الدعوة إلى التوحيد، وتصحيح المفاهيم الخاطئة في أمور العقيدة:
لقد أغارت جحافلُ الغزو الثقافي على بلاد المسلمين، وتسللت إلى عقولهم وقلوبهم؛ مستغلِّين غَفوة المسلمين في فترة كانوا فيها أقل تمسُّكًا بدينهم، وارتباطًا بعقيدتهم، وقد دب فيهم الوهَن، واختلطت العقيدةُ الصافية ببعض العقائد الباطلة، والمذاهب المنحرفة؛ كالمرجئة، والجهمية، والقدرية[1].

وقد شجَّع الاستعمارُ هذا الانحرافَ، كما سعى إلى الفصل بين العبادات والمعاملات، فتم استبعاد الشريعة، ليصبحَ الدِّين: طقوسًا ومراسيمَ، وأعيادًا ومواسم وموالد.

ومن هنا كانت الدعوةُ إلى التوحيد الخالص والعقيدة الصافية ضرورةً ملحَّة، وفي مقدِّمة الأولويات والاهتمامات، والدعوة كذلك إلى تصحيح المفاهيم في جوانبِ العقيدة، ويمكن تحديد أهداف الدعوة كما يلي:
1- توضيح معنى (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
2- توضيح معنى (الإسلام).
3- توضيح معنى ( العبادة).
4- توضيح معنى (الإيمان).
5- توضيح معنى ( الشرك).

أولاً: الشهادتان: (شهادة أن لا إله إلا اللهُ، وأن محمدًا رسول الله).
فلا يدخل العبد في الإسلام إلا بهما، ولا يخرُج منه إلا بمناقضتهما؛ إما بجحود لِما دلَّتا عليه، باستكبار عما استلزَمَتاه، فبالشهادة الأولى يعرِف المعبود وما يجب له، وبالثانية يعرف كيف يعبُده؛ ففي الشهادة الأولى توحيد المعبود الذي ما خلَق الخَلْق إلا ليعبدوه وحده لا شريك له، وفي الشهادة الثانية توحيد الطريق الذي لا يُوصَل إلى الله تعالى إلا منه، ولا يقبَل دينًا ممن ابتغى غيرَه ورغِب عنه[2]، والتوحيد الذي دعت إليه الرسلُ ليس هو الاعتقاد بأن الله خلَق العالم فقط؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 84 - 89]، يقول شارح كتاب التوحيد (فتح المجيد): وليس المرادُ بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية، وهو اعتقاد أن الله خلَق العالم... فإن الرجل لو أقرَّ بما يستحقه الربُّ تعالى من الصفات، ونزَّهه عن كل ما ينزه عنه، وأقر بأن الله خالقُ كل شيء - لَم يكُنْ موحِّدًا حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده، فيقر بأن الله وحده هو الإلهُ المستحقُّ للعبادة..، "والإله" هو المألوه المعبود، وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع..، و" لا إله إلا الله" نفيٌ وإثبات، والنفي المحض ليس توحيدًا، وكذلك الإثبات بدون النفي، فلا يكون التوحيدُ إلا متضمنًا للنفيِ والإثبات، وهذا هو حقيقة التوحيد[3]؛ قال تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 256، 257]، ولما بعَث رسول صلى الله عليه وسلم مُعاذًا إلى اليمين قال: ((إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أولَ ما تدعوهم إليه شَهادةُ أن لا إله إلا الله، وفي رواية: إلى أن يُوحِّدوا الله))[4]؛ فالدعوةُ إنما تكون إلى توحيدِ الله تعالى؛ أي: إلى شهادة أن لا إله إلا الله؛ كما جاء في شرح كتاب التوحيد: (لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلَها إلا باجتماعها؛ أحدها: العِلم المنافي للجهل، الثاني: اليقين المنافي للشك، الثالث: القَبول المنافي للرد، الرابع: الانقيادُ المنافي للتَّرك، الخامس: الإخلاص المنافي للشِّرك، السادس: الصِّدق المنافي للكذِبِ، السابع: المحبَّة المنافية لضدها..، فإذا اجتمعت هذه القيودُ لِمن قالها، نفعَتْه هذه الكلمة، وإن لم تجتمع هذه لم تنفَعْه، والناسُ متفاوتون في العِلم والجهل بها والعمل...).

هذا، والإقرارُ بالشَّهادتين شرط لدخول الجنة والنَّجاة من النار؛ كما أنه شرط لعِصمة الدم والمال، وقد وردت بذلك الأحاديث؛ ففي صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة مرفوعًا: ((أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئتُ به، فإذا فعَلوا ذلك، عصموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحقها وحسابُهم على الله))؛ أي: إن الله تعالى يتولَّى حساب الذي يشهد بلسانه هذه الشهادة؛ فإن كان صادقًا، جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقًا ولم يأتِ بما ينافيه ظاهرًا والتزم شرائعَ الإسلام، وجَب الكفُّ عنه[5].

وإذا كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد دعا قومه إلى عبادة الله وحده، ونبذِ عبادة الأصنام والأوثان المنحوتة - فإن الدعوة الآن إنما تكون إلى عبادة الله وحده، ونبذِ عبادة أصنام العصر، وطواغيت الحضارة الزائفة، والمدنيَّة الداجلة، والكفر بها؛ لأنها حضارة مادية، ومدنية لا دينية عَلمانية، قامت على إنكار الإله المعبود، وتنحية الدِّين عن قيادة الحياة.

ولقد أصبح الناس في هذا الزمان نفعِيِّين يعبدون المال؛ فهو الهدف الأسمى عندهم، فيقولون: تحقيق الرفاهية، ورفع مستوى المعيشة، وفي سبيل ذلك يحتلُّون البلاد الضعيفة، ويستعبدون شعوبَها ويُذلُّونها، ويعبدون الهوى والمصلحة، ويُؤلِّهون المخلوقين، ويجحدون بالله ربِّ العالمين، وهذا ظُلم وفساد لا بد أن يقاوَم.

2- الإسلام:
معنى (الإسلام): لغة: مشتق من الاستسلام، وهو الخضوع والانقياد[6]؛ فالإسلام: هو إسلام الوجه لله تعالى؛ قال سبحانه: ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112]، وفي حديث جبريل عليه السلام - رواية ابن عباس - رضي الله عنهما: ((الإسلام: أن تُسلمَ وجهك لله، وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمَّدًا رسول الله..))[7]، وكلمة "تشهد" تدلُّ على معنى العِلم والمعرفةِ والبيان، وتتضمَّنُ معنى الإقرار والإذعان والاعتقاد[8].

والإسلام: هو الخضوعُ والاستسلام لله ربِّ العالمين؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [البقرة: 130]، ويشترط فيه أن يكونَ اختياريًّا لا قَسْريًّا؛ يقول صاحب كتاب أصول الدعوة: (لأن الخضوع القسريَّ لله ربِّ العالمين - أي: لسُنَنه الكونيَّة - أمرٌ عامٌّ بالنسبة لجميع المخلوقات، ولا ثوابَ فيه ولا عقاب؛ قال تعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83]، أما الخضوعُ الاختياري لله ربِّ العالمين، فهذا هو جوهر الإسلام المُطالَبُ به الإنسان، وعليه يكون الثواب والعقاب، ومظهره: الانقياد التامُّ لشرعِ الله بتمام الرِّضا والقبول، وبلا قيد ولا شرط ولا تعقيب، ومن ثَم كان الإسلامُ بهذا المعنى هو دينَ الله تعالى؛ حيث قال: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]؛ يقول ابن القيم: (فالخَلْق كلُّهم عبيدُ ربوبيته، وهي عبودية القهر والملك، وأهلُ طاعته وولايته عبيدُ ألوهيتِه)[9].

وهناك موقفانِ متعارضان متناقضانِ لبيان معنى الإسلام؛ الأول: موقف لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، لَمَّا أمَره ربه تعالى بذَبْح ولده، فاستجاب دون تردُّد، ولم يُعمِل عقله، أو يبرر، أو يسأل عن الحكمة أو السبب، ولم يقل: لماذا؟ أو: ما الفائدة؟ ولم يردَّ الأمر على الله تعالى، انقاد واستجاب للأمر الإلهيِّ برضًا وقَبول منه ومِن ولده عليهما السلام؛ يقول الله تعالى في سورة الصافات: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا... ﴾ [الصافات: 103]، يقول صاحب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلامِ المنان": (أي: إبراهيم وابنُه إسماعيل، جازمًا بقتل ابنه وثمرةِ فؤاده، امتثالاً لأمرِ ربِّه، وخوفًا من عقابه، والابن قد وطَّن نفسَه على الصبر، وهانت عليه في طاعة ربِّه، ورضا والدِه)[10].

الموقف الثاني: هو موقف إبليسَ - لعَنه الله تعالى - لَمَّا أمَره ربُّه - جل وعز - بالسجود لآدم عليه السلام، ماذا فعل؟ أبَى واستكبر، وأعمل "عقله"، وبرَّر، ورد الأمر على الله تعالى، وتعلل بقياس فاسد خاطئ، بل وزكَّى نفسه، وظنَّ أنه خيرٌ من آدم؛ قال تعالى: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، وغفَل وتناسى الملعونُ أن النار جاءت من الطِّين، بل وكل طاقة مصدرها طين الأرض، ونبات الأرض جعَل الله تعالى منه النار؟ قال تعالى: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴾ [يس: 80].

ومن هنا، فإن موقف إبراهيم يمثِّل الإسلامَ بمفهومه العميق الصحيح، الذي هو "سجود العقل" أمام أوامرِ الله - عز وجل - دون تردُّد.

أما موقف إبليس فهو النقيض، ويمثِّل تمرُّد "العقل"، واعتراضَ المخلوق على خالقه، وردَّ الأمرِ عليه؛ جحودًا واستنكافًا.

التعريف اصطلاحًا: والتعريف المختار هو:
(الإسلام: هو الخضوعُ الاختياري لله رب العالمين، ومظهرُه: الانقيادُ لشرع الله الذي أوحاه إلى رسوله محمدٍ صلى الله رب العالمين عليه وسلم، وأمره بتبليغه للناس)[11].

والإسلام هو الدِّين الذي ارتضاه اللهُ تعالى، وهو الذي قال الله تعالى عنه: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، يقول صاحب تيسير الكريم الرحمن: (هذه أكبرُ منَّة أنعَم الله بها على عباده؛ أنْ شرَع لهم من الدين خيرَ الأديان وأفضلها، وأزكاها وأطهرها، دين الإسلام، الذي شرعه الله للمصطَفَيْن المختارين من عباده، وهم أولو العزمِ من الرسل، المذكورون في هذه الآية، أعلى الخَلْق درجة، وأكملهم من كل وجه؛ فالدِّين الذي شرَعه لهم لا بد أن يكون مناسبًا لأحوالهم، موافقًا لكمالهم، بل إنما كملهم الله واصطفاهم بسبب قيامِهم به، فلولا الدين الإسلامي ما ارتفع أحدٌ مِن الخَلق؛ فهو روح السعادة، وقطب رحى الكمال، وهو ما تضمنه هذا الكتاب الكريم، ودعا إليه من التوحيد والأعمال والأخلاق والآداب؛ ولهذا قال: ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ﴾ [الشورى: 13]؛ أي: أمَركم أن تقيموا جميعَ شرائع الدِّين، أصوله وفروعه، تقيمونه بأنفسكم، وتجتهدون في إقامتِه على غيركم..)[12].

فالله - عز وجل - اختار لنا الدِّين وارتضاه؛ ليكون واقعًا في حياتنا، فنعيش حياتنا بالإسلام في كل الأمور والنواحي؛ عبادات ومعاملات، عقيدة وأخلاقًا؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ [البقرة: 208]؛ أي: طبِّقوا شرائعَ الإسلام كاملة؛ أي: (في جميع شرائع الدِّين، ولا يتركوا منها شيئًا، وألا يكونوا ممن اتَّخَذ إلهه هواه؛ إن وافق الأمرُ المشروع هواه فعَله، وإن خالَفه ترَكه... )[13]، وكما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]؛ يقول القرطبيُّ - رحمه الله -: (وقال الحسَن: نُسكي: دِيني، وقال الزجَّاج: عبادتي، ومنه: الناسك الذي يتقرَّبُ إلى الله بالعبادة، وقال قوم: النُّسُك في هذه الآية: جميعُ أعمالِ الطاعات... ﴿ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ﴾ [الأنعام: 162]؛ أي: حياتي ومَوْتي له)[14].

ومن هنا، فإن الإسلام دِينٌ يجب أن يقامَ في النفس وفي الغير، والوجوب هو وجوب عينٍ على مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا ورسولاً؛ أن يلتزمَ به في كل حياته، وحركاته وسكناته، وأقواله وأفعاله.

وأن يلتزمَ به في بيته، ويُلزم به بيتَه، وأهله وعياله، ثم يسعى - قدر طاقته وقدرته - أن تكون حركةُ الحياة موافقة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بها من عندِ الله عز وجل، وفي سبيلِ هذه الغاية ينفق المال، ويبذل الوقت، وتقدم المُهَج، وتزهق الأرواح؛ لكي - أو حتى - يكونَ الدين كلُّه لله، لا نِصفُه ولا أغلبه ولا بعضه.

وأساس الإسلام: التوحيد:
ففي حديث جبريلَ عليه السلام، لَمَّا سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال: ((الإسلام أن تشهدَ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضانَ، وتحجَّ البيت... )).

(وهذه رواية عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، وللحديث بقية).

وفي رواية لابن عمر رضي الله عنهما: "يا محمد، ما الإسلام؟ فقال: ((أن تعبد الله لا تشركُ به شيئًا..))"؛ الحديث.

وفي رواية ابن عباس رضي الله عنهما: ))الإسلام أن تسلِمَ وجهك لله، وتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله... )).

هذا، والدعوة والجهاد في الإسلام من أجلِ إقرار التوحيد؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرتُ أن أقاتلَ الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعَلوا ذلك عصَموا مني دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّ الإسلام، وحسابُهم على الله))[15].

"والقرآن كله يدور حول التوحيد؛ فآيات القرآن إما إخبارٌ عن الله وصفاتِه ومخلوقاته وأفعاله وتدبيره، وإما أمرٌ ونهي، وهما من لوازمِ ربوبيَّته وقيُّوميته على خَلقه، وإما بيان للثواب بأنواعه، وإما بيانٌ للعقاب بأنواعه، وإما إخبار عن أحوال المكذِّبين الماضين، وهو بيانٌ لِمن خرَج عن مقتضى توحيدِه"[16].

من كتاب: "البصيرة في الدعوة إلى الله"



[1] المرجئة: وهم الذين يقولون: لا يضرُّ مع الإيمان معصية، وأن الإيمان مجردُ النطق باللسان، والجهمية: وهم الذين يزعُمون أن القرآن مخلوق، (وقد ظهرت في هذه الأيام الجهميةُ الجدد، ومنهم د. حسن حنفي أستاذ الفلسفة الذي يحاول إثباتَ تداخل كلام الله وكلام البشر من خلال كلامه في أسباب النزول؛ (انظر: هموم الفكر والوطن، د. حسن حنفي، دار قباء للطباعة ط2، 1998م، ص 23، وذلك بغرضِ القول بأنسنةالوحي، ونقد النصوص القرآنية، وإسقاط قدسية القرآن...)، أما القدرية فهم القائلون بأن المشيئةَ والقدرةَ لهم؛ انظر: كتاب السنة، الإمام أحمد بن حنبل، مكتبة الإيمان، 1987م، ص 20).

[2] معارج القبول، المطبعة السلفية، ط3، 1404هـ، 1983.

[3] فتح المجيد، المكتبة السلفية، ط6، 1977.

[4] فتح المجيد، ص 87.

[5] المرجع السابق، ص 117 - 118.

[6] المدخل إلى علم الدعوة ص 182.

[7] معارج القبول، ص 12، والحديث أخرجه أحمد (1/ 319، رقم 2926).

[8] أصول الدعوة؛ د. عبدالكريم زيدان، ص 17.

[9] مدارج السالكين، المكتب الثقافي، ص102.

[10] للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، أولي النهى للإنتاج الإعلامي، ص 706، ط1، 2000م.

[11] أصول الدعوة؛ د. عبدالكريم زيدان، ص 10.

[12] تيسير الكريم الرحمن ص 754.

[13] تيسير الكريم الرحمن ص 94.

[14] القرطبي، جزء 4، ص 2588.

[15] صحيح البخاري، (كتاب الإيمان رقم 25).

[16] أصول الدعوة ص 24.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-02-2020, 02:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهداف الدعوة في الوقت الحالي

أهداف الدعوة في الوقت الحالي (2)

د. أمين الدميري


إحياء الخلافة الإسلامية


لَمَّا نزل الوحيُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظل يدعو قومه ثلاثة عشر عامًا إلى توحيد الله عز وجل، والخضوع لعبوديته سبحانه، وقد عادَاه قومُه وعذَّبوه وأصحابه، إلى أن هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، فأقام فيها دولة الإسلام، وشريعة القرآن، إلى أن توفي عليه الصلاة والسلام، فتولى الخلافةَ من بعده أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليٌّ رضي الله عنهم، وكانت هذه الخلافة الراشدة، ثم حدَث ما حدث من خلاف بين الصحابة واقتتال، لكن حُكم القرآن الكريم وشريعة الإسلام وأمر الخلافة ظل قائمًا، واستمرت الفتوحات بعد ذلك في عهد الدولة الأموية والعباسية حتى نهاية الدولة العثمانية، وفي خلال تلك القرون الثلاثة عشر كانت الخلافةُ الإسلامية قائمة، وكان يُحسَب للمسلمين ألف حساب، وكان الأسطولُ العثماني له السيطرةُ الكاملة على البحر الأبيض المتوسط، وكان يهُبُّ لنَجْدة دول شمال إفريقيا حينما تتعرض للعدوانِ من جانب الأساطيل الغربية، في الوقت الذي لم يكن لأمريكا أسطول في البحر، (وقد شهِد القرن السادس عشر الميلادي إسهامَ العُثمانيين في مهمة الدفاع عن سكان شمال إفريقيا) الذين استنجدوا بهم؛ حيث إن أسطولَهم أصبح في هذه الحِقبة عند القمة، حتى أرغم مراكب جنوة والبندقيَّة المتعجرفين على الرضوخ والاستسلام، وفي عام 1522م نجح السلطان سليمان القانوني في توجيهِ ضربة إلى فرسان القديس يوحنا في جزيرة رودس، وكانت تلك المحاولة الثانية للعثمانيين، أما المحاولة الأولى فقد وقعت في عام 1480م على عهدِ السلطان (محمد الفاتح[1])، هذا ومنذ مائتي عام فقط كانت أساطيلُ الغرب تسير في البحر المتوسط تحت حماية وسيطرة أساطيل ليبيا وتونس والجزائر، بل وتدفع لها الأموالَ لعدم التعرُّض[2].

ولقد كان للحملة الفرنسية على مصر والشام (1213هـ - 1798م) أثرٌ بالغ في إضعاف روح الجهاد والترويج للأفكار الغربية العَلمانية، كما كانت الحملة الفرنسية - في حقيقة أمرها - فاتحةَ الاستعمار الغربي للشرق الإسلامي، ثم كان الاحتلال الإنجليزي لمصر 1882، وبداية القضاء على الحُكم الإسلامي، وإقصاء الشريعة الإسلامية؛ حيث تم إنشاء المحاكم القنصلية للفصل بين الرعايا الأجانب وأهل البلاد، والمحاكم المختلطة، ثم المحاكم الأهلية عام 1885م، في مؤامرة اشتَرك فيها الخديوي مع الحكومة والاحتلال، ثم تقلَّصت المحاكم الشرعية التي تفصل في الأحوال الشخصية، ثم ألغيت تمامًا عام 1955؛ (أي بعد الثورة، بالقانون 462 لسنة 1955)، وأصبحت جميع المحاكم عَلمانية تقدر أحكامها وَفْق الترتيب الوارد بالمادة الأولى، فقرة (2)، من القانون المدني المصري، وينص على: (إذا لم يوجد نصٌّ تشريعي يمكن تطبيقُه حكَم القاضي بمقتضى العُرف، فإن لم يجد فبالشريعة الإسلامية، فإن لم يجد فبمادئِ القانون الطبيعي وقواعد العدالة)، وهذه القوانين تولَّى وضعَها محامٍ فرنسي اسمه: (مانوري)، وكان أمين سر الوزير الأرمني نوبار باشا، ومن المعلوم أن هذه التشريعاتِ الوضعية استمدَّت من القانون الفرنسي، بل وضعَتْها لجنة: (فرنسية - وإيطالية) باللغة الفرنسية، ثم تُرجِمت إلى العربية، وهذه الأسماء: (موريوندو - المحامي الإيطالي)، وصليب سامي، وسليمان مرقص، ومسيو لينان، ومسيو موريس، وعبدالرازق السنهوري[3].

وفي أيام الاحتلال البريطاني حدَثَت كارثة من أعظمِ الكوارث على العالم الإسلامي، وهو سقوط الخلافة العثمانية في 3 مارس 1924م، وكان عام حزنِ المسلمين الواعين الصادقين، ومناسبة فرحة ونَشْوة للخَوَنة العَلمانيين عُمَلاء الاستعمار الذين اعتبروا الخائنَ المدسوس كمال أتاتورك بطلاً وزعيمًا، وقال شوقي وقتها يرثي الخلافةَ الإسلامية ويواسي المسلمين:
ضجَّت عليكِ مآذِنٌ ومَنابرٌ
وبكَتْ عليكِ مَمالكٌ ونَوَاحِ

الهندُ وَالِهةٌ ومصرُ حزينةٌ
تبكي عليكِ بمَدْمَع سحَّاحِ

والشَّامُ تسأَلُ والعراقُ وفارسٌ
أمَحَا مِن الأرضِ الخلافةَ مَاحِ؟[4]



ثم كانت الفجيعة الثانية، وهي إقامة دولة إسرائيل في فلسطين عام 1948.

أذكر هذا السرد السريع؛ لأسأل سؤالاً: هل كان الأصلُ في التاريخ الإسلامي هو الخلافة أم عدمها؟ لقد مضى على سقوطِ الخلافة خمسة وثمانون عامًا لم تُبذَل محاولات جادة لإعادتِها، حتى صار الأصلُ في تصورات المسلمين الآن ومفاهيمهم أنه لا داعيَ لها، خصوصًا بعد تقسيم العالَم الإسلامي إلى عربي وغير عربي، ثم تقسيم العالم العربي إلى دُوَيلات مستقلة عن الأخرى، تحت ميثاقِ الجامعة العربية التي كانت بديلاً عن الجامعة الإسلامية، والتي كان هدفها - أي: الإسلاميةِ - هو العمل على إعادةِ الخلافة، كما كان قيامُ الجامعة العربية ضمانًا وسدًّا لعدمِ قيام الخلافةِ الإسلامية!

ولقد أجمَع المسلمون - قديمًا - على وجوب نصبِ إمام وخليفة يُسمَع له ويطاع؛ لتجتمعَ به الكلمة، وتنفُذ به أحكام الخليفة، ويقام أمر الدين؛ يقول القرطبي - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: ï´؟ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ï´¾ [البقرة: 30]: ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمَّة، ولا بين الأئمة، وإنها واجبةٌ من ناحية الشرع لا من جهةِ العقل، ومن أدلة ذلك:
1- الآية السابقة: ï´؟ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ï´¾ [البقرة: 30].

2- قوله تعالى: ï´؟ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ï´¾ [ص: 26].

3- قوله تعالى: ï´؟ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ï´¾ [الحج: 41].

4- أجمعت الصحابةُ على تقديم الصِّدِّيق بعد اختلافٍ وقَع بين المُهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة، فلو كان فرضُ الإمامة غير واجب، لَمَا ساغت هذه المناظرة.

5- ويكون اختيار الإمام بإحدى ثلاثة طرق: الأول: النص، وبه قال الحنابلة وجماعةٌ من أصحاب الحديث وغيرهم؛ وذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نصَّ على أبي بكرٍ بالإشارة، وأبو بكر على عمر، والثاني: التخيير: أي اختيار واحد من اثنين أو أكثر؛ كما فعل الصحابة، الثالث: إجماعُ أهل الحلِّ والعقد، وقيل رابع: وهو: أن يتغلَّبَ مَن له أهليةُ الإمامة، ويأخذها بالقهرِ والغلَبة[5].


وقوله تعالى: ï´؟ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ï´¾ [الحج: 41]، يشير إلى أمور، منها:
1- أن التمكين في الأرض يكون مِن قِبَل الله تعالى، وبإذنه، لِمَن يشاء، حسَب قواعد وسنن إلهية كونية، وأن على المسلمين أن يسعَوْا إلى ذلك بالأسبابِ الصحيحة.

2- أن التمكينَ في الأرض أمرٌ لازم لإقامة الدِّين والشرائع والشعائر.

3- أنه ما لا يتم الواجبُ إلا به، فهو واجب؛ فإذا كان التمكينُ واجبًا، فإن السعيَ إليه واجب، وأول الطريق هو التوعية ولَفْت الأنظار إلى ذلك، وبيان أهميته ووجوبه.

4- قد يقول قائل: إن الصلاةَ تقام، ومن أراد أن يزكِّيَ فليفعل؟! والحقيقة أن ذلك يقع على سبيل الاختيار والحرية في الفعل أو التركِ، وليس هذا في شريعة الإسلام؛ فهناك إقامةُ الحدِّ على تارك الصلاة، وهناك قتال مانعي الزكاة، وليس المقام تفصيل ذلك.

5- أن من واجبات الإمام إقامةَ الحدود، وإقامة الصلاة، وأن يدعوَ إليها ويعاقب مَن يتركها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما أقاموا فيكم الصلاةَ))؛ أخرجه البخاريُّ ومسلم من حديثِ عوف بن مالك، وأن يقيم العدلَ بين الأمة؛ لذا وجَب أن يكونَ ممن يصلُح أن يكون قاضيًا، وذا خبرةٍ في الحروب، وممن لا تلحقه رقَّةٌ في إقامةِ الحدود وغيرِ ذلك[6].

الطريق إلى إعادة الخلافة الإسلامية:
لكي تعود إلينا الخلافةُ الإسلامية لا بد من تضافرِ جهود الأمة على المستويين الشعبي والرسمي، وأول الطريق ما يلي:
1- الدعوة إلى التوحيد السليم وتعاليم الدِّين الصافي، وأهمها - بعد التوحيد -: الدعوةُ إلى مكارم الأخلاق، والقِيَم العالية.

2- الدعوة إلى الحب والأُلْفة بين المسلمين، والدعوة إلى اجتماع الكلمة؛ ï´؟ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ï´¾ [آل عمران: 103].

3- الاجتماع على رايةٍ واحدة، وهي راية الإسلام، ونَبْذ العصبيات والقوميات، والعودة للأمة الواحدة: ï´؟ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ï´¾ [الأنبياء: 92].

4- الاهتمام بالنواحي العِلمية والتقدُّم العلمي في جميع المجالات.

5- الحِفاظ على ثروات الأمَّة، وتصريفها في رِفعة شأن المسلمين.

6- التعريف بأن السعيَ إلى إقامة الخلافةِ مِن أعظم العبادات، وهو واجبُ الوقت، وموضوعُ الساعة، وأفضلُ القُربات.

من كتاب: "البصيرة في الدعوة إلى الله"


[1] الحرب والسلام الأمريكي الليبي بين الجهاد والقرصنة (1796 - 1805) مذكرة للدكتور: حسين محمد عبدالله الهينيدي، كلية أصول الدين - القاهرة، ص5.

[2] المرجع السابق.

[3] مجلة البيان العدد 160، شهر 3/ 2001، مقال بعنوان: العَلمانية والتشريع.

[4] التذكرة في أحداث القرن العشرين (1900 - 1992)، مبارك البراك، مطبعة: دار السلام، ط 1، 1415هـ/ 1995، ص 38.

[5] راجع تفسير القرطبي ، جزء 1، ص 226.

[6] راجع تفسير القرطبي، جزء 1، ص 231.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-02-2020, 02:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهداف الدعوة في الوقت الحالي

من أهداف الدعوة في الوقت الحالي : الدعوة إلى التوحيد (3)


د. أمين الدميري









3- العبادة (العبودية):

معنى العبادة: يقول القرطبيُّ - رحمه الله تعالى -: وأصل العبودية: الخضوعُ والذُّل، والتعبيد: التذليل، يقال: طريق مُعبَّد، والعبادة: الطاعة، والتعبُّد: التنسُّك[1].



ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى -: العبادة: تجمعُ أصلين: غاية الحب بغاية الذُّل والخضوع؛ فمن أحبَبْتَه ولم تكن خاضعًا له، لم تكن عابدًا له، ومن خضعتَ له بلا محبة، لم تكن عابدًا له، حتى تكون محبًّا خاضعًا..[2].



وفي كتاب "فتح المجيد": العبادةُ هي طاعة الله؛ بامتثال ما أمر الله به على ألسنة رسله، وهي أيضًا: اسمٌ جامع لكل ما يحبُّه الله ويرضاه؛ من الأقوال والأعمال، الظاهرة والباطنة، وعبادتُه هي طاعته، بفعلِ المأمور، وتَرْك المحظور، وذلك هو حقيقة دِين الإسلام[3].



وقوله تعالى: ï´؟ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ï´¾ [الذاريات: 56]، بيانٌ للحكمة الشرعية الدِّينية، فمعنى الآية: أن اللهَ أخبر أنه ما خلَق الجنَّ والإنس إلا لعبادته؛ فمن أطاعه جازاه أتمَّ الجزاء، ومن عصاه عذَّبه أشد العذاب، ويُشبِه هذه الآيةَ قولُه تعالى: ï´؟ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ï´¾ [النساء: 64]، ثم قد يُطاع وقد يُعصى، وكذلك ما خلَقهم إلا لعبادتِه، ثم قد يَعبدون وقد لا يَعبدون، وهو سبحانه لم يقُل: إنه فعَل الأول: وهو خَلْقُهم، ليفعل بهم كلهم الثاني: وهو عبادته، ولكن ذكر أنه فعَل الأولَ؛ ليفعلوا هم الثاني، فيكونوا هم الفاعلين له، فيحصل لهم - بفعله - سعادتُهم، ويحصل ما يحبه ويرضاه منه ولهم، ويشهد لهذا المعنى ما تواترت به الأحاديثُ؛ فمنها ما أخرجه مسلمٌ في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول اللهُ تعالى لأهونِ أهل النار عذابًا: لو كانت لك الدنيا وما فيها ومثلُها معها، أكنتَ مفتديًا بها؟ فيقول: نَعم، فيقول: قد أردتُ منك أهونَ من هذا وأنت في صُلب آدم: ألا تشركَ، ولا أُدخلك النار، فأبيتَ إلا الشركَ))، فهذا المشركُ قد خالف ما أراده الله تعالى منه، وهذه هي الإرادة الشرعية الدِّينية، ثم يقول كلامًا مهمًّا:

فبين الإرادةِ الشرعية الدِّينية والإرادة الكونية القدرية عمومٌ وخصوصٌ مطلَق، يجتمعان في حق المخلِص المطيع، وتنفردُ الإرادة الكونية القدرية في حقِّ العاصي، فافهَمْ ذلك تَنْجُ من جهالات أربابِ الكلام وتابعيهم[4].



ويتضحُ مما سبق أن العبادةَ هي طاعةُ الله فيما شرَع وقضى وحكَم، وأحَلَّ وحرَّم، وأنه - سبحانه وتعالى - خلَق الخلْق لينقادوا لشرعِه وحُكمه وحده، ويجتنبوا ويرفضوا عبادةَ غيره من الأمراء، أو الأحبار والرهبان فيما يشرعون أو يحكمون؛ فقد جاء في تفسير قولِه تعالى: ï´؟ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ï´¾ [التوبة: 31]: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآيةَ على عديِّ بن حاتم الطائيِّ فقال: يا رسول الله، لسنا نعبُدُهم، قال: ((أليس يُحِلُّون لكم ما حرَّم الله فتُحلونه، ويُحرِّمون ما أحلَّ الله فتحرِّمونه؟))، قال: بلى، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((فتلك عبادتُكم إياهم، أو فتلك عبادتهم))[5]، يقول ابن كثير: ولهذا قال تعالى: ï´؟ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ï´¾ [التوبة: 31]؛ أي: الذي إذا حرَّم الشيء، فهو الحرام، وما أحله فهو الحلال، وما شرَعه اتُّبِع، وما حكَم به نفَذ[6].



ومن هنا يتبين أن طاعةَ الأحبار والرهبان فيما يحلُّون أو يحرمون شِركٌ بالله تعالى؛ ولهذا كانت طاعةُ "أولي الأمر" - من العلماء والأمراء - في المعروف، ولا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق سبحانه؛ قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ï´¾ [النساء: 59]، يقول الشيخ السعدي: أمَر بطاعته، وطاعة رسوله، وذلك بامتثال أمرِهما؛ الواجب والمستحب، واجتناب نهيِهما، وأمَر بطاعة أولي الأمر، وهم: الولاةُ على الناس؛ من الأمراء والحكَّام والمُفْتين؛ فإنه لا يستقيم للناس أمرُ دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم؛ طاعةً لله، ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمَروا بذلك، فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق، ولعل هذا هو السرُّ في حذف الفعل عند الأمرِ بطاعتهم، وذكره مع طاعة الرسول؛ فإن الرسولَ لا يأمُرُ إلا بطاعة الله، ومن يُطِعْه فقد أطاع الله، وأما أولو الأمر، فشرط الأمر بطاعتهم ألا يكون معصية[7].



وفي تفسير هذه الآية يقول القرطبيُّ - رحمه الله تعالى -: لَمَّا تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة بقوله تعالى: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ï´¾ [النساء: 58]، وبدأ بهم فأمَرهم بأداء الأمانات، وأن يَحكُموا بين الناس بالعدل، تقدم في هذه الآيةِ إلى الرعية، فأمر بطاعته أولاً، ثم بطاعة رسوله ثانيًا، ثم بطاعة الأمراء ثالثًا، وقال ابن خويز منداد: وأما طاعةُ السلطان، فتجب فيما كان لله فيه طاعةٌ، ولا تجب فيما لله فيه معصية؛ ولذا قلنا: إن ولاةَ زماننا لا تجوز طاعتُهم، ولا معاونتُهم ولا تعظيمهم - رحم الله الشيخَ، فما بال أهل زماننا؟! - والآية نزلت في عبدالله بن حُذافة؛ إذ بعثه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في سَرية، وكانت فيه دعابة معروفة، ومِن دعابته أمَرهم أن يجمعوا حطبًا ويوقدوا نارًا، فلما أوقدوها أمَرهم بالتقحُّم فيها، وقال لهم: ألم يأمُرْكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بطاعتي؟ وقال: ((من أطاع أميري، فقد أطاعني))؟ فقالوا: ما آمنا باللهِ واتَّبعنا رسولَه إلا لننجوَ من النار، فصوَّب الرسولُ صلى الله عليه وسلم فِعلهم، وقال: ((لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق))[8].



ومجمل القول في العبادة أن الذي خلَق ورزق وبرأ وأحيا وأمات، هو وحده صاحبُ الأمر والنهي، هو الأحقُّ وحده أن يطاعَ، ويحكُمَ ويقضيَ، ويأمر وينهى، ويشرع، هو المعبود بحقٍّ، فلا معبودَ بحق سواه؛ قال تعالى: ï´؟ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ï´¾ [الأعراف: 54]، يقول الشيخ السعدي: فالخلق يتضمَّنُ أحكامه الكونية القدرية، والأمر يتضمن أحكامه الدِّينية الشَّرعية، ومن ثَم أحكام الجزاء؛ وذلك يكونُ في دار البقاء.



4- معنى الإيمان:

لغة: التصديقُ الباطن.

شرعًا:

إما أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذِكْر الإسلام، والحالة الثانية أن يكونَ مقترنًا بذِكْر الإسلام.

الحالة الأولى: أن يطلقَ على الإفراد غير مقترن بذِكْر الإسلام، فيُراد به الدِّين كله؛ كما في قوله تعالى في سورة الأنفال: ï´؟ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ï´¾ [الأنفال: 2 - 4].



وقد فسَّر الله تعالى "الإيمان" في قوله تعالى: ï´؟ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 177]، وقد ذكَر ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: أن أبا ذرٍّ سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ فتلا عليه قولَ الله: ï´؟ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ï´¾ [البقرة: 177] الآيةَ، ثم سأله أيضًا فتلاها"[9]، وفي الصحيحِ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضعٌ وستُّون شُعبة، والحياء شعبة من الإيمان))[10]، والإيمان: اعتقادٌ وقول وعمل، والأعمال كلها داخلةٌ في مسمى الإيمان، وكتَب عمر بن عبدالعزيز إلى الأمصار: أما بعد، فإن الإيمانَ فرائضُ وشرائع؛ فمَن استكمَلها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، وهذا المعنى هو الذي أراد البخاريُّ إثباتَه في كتاب الإيمان، وعليه بوَّب أبوابه كلها، فقال: "باب أمورِ الإيمان"، وباب: "الصلاة من الإيمان"، وباب: "الجهاد من الإيمان"، وأراد بذلك - رحمه الله - الردَّ على أهل البدع ممن قال بأن الإيمانَ مجردُ التصديق فقط[11].



الحالة الثانية: أن يطلق الإيمان مقرونًا بالإسلام، وحينئذٍ يفسَّرُ بالاعتقادات الباطنة؛ كما جاء في حديث أنسٍ - عند أحمدَ - عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإسلامُ علانية، الإيمان في القلب))، والحاصل - كما يقول الشيخ ابن الحَكَمي -: إذا أُفرِد كلٌّ من الإسلام والإيمان بالذِّكر، فلا فرق بينهما حينئذٍ، بل كلٌّ منهما على انفرادِه يشمل الدِّين كله، وإن فُرِّق بين الاسمين كان الفرقُ بينهما بما في هذا الحديث الجليل، والمجموع مع الإحسان هو الدِّين؛ كما سمى النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك كله دينًا، وبهذا يحصل الجمعُ بين هذا الحديث وبين الأحاديث التي فيها تفسير الإيمان بالإسلام، والإسلام بالإيمان، وبذلك جمَع بينه وبينها أهلُ العلم[12].



من كتاب: "البصيرة في الدعوة إلى الله"





[1] تفسير القرطبي، دار الشعب، جزء 9، ص 6226.




[2] مدارج السالكين، المكتب الثقافي، جزء 1، ص 77.




[3] فتح المجيد، دار الفكر، ط6، 1977م، ص 18.




[4] المرجع السابق ص 19.




[5] المرجع السابق ص 104.




[6] تفسير ابن كثير - طبعة الحلبي، جزء 2، ص 349.




[7] تيسير الكريم الرحمن ص 183.




[8] تفسير القرطبي جزء 3، ص 1829.




[9] تفسير ابن كثير، الحلبي: ص 207.




[10] صحيح البخاري، كتاب الإيمان، رقم 9.




[11] معارج القبول، جزء 2، 20 - 21.




[12] السابق ص 22 - 23.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 99.53 كيلو بايت... تم توفير 2.63 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]