تفسير قوله تعالى: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128817 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4800 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2019, 05:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد

تفسير قوله تعالى: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد



عبدالقادر بن شيبة الحمد










قال تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 - 35].




المناسبة:

بعد أن بيَّن حال الكفار عند النفخ في الصور، وما يلاقونه من أهوالٍ عظامٍ يشيب لها الولدان، شَرَع في بيانِ حالِ المؤمنين، وما يلاقونه من السلام والتكريم، وإنما بدأ بأحوال الكفار؛ لأن المقام للتخويف والتهويل.




القراءة:

قرأ الجمهور (توعدون) بالتاء، وقرئ بالياء أيضًا.




المفردات:

(أزلفت) قربت، (للمتقين) للمتخذين لأنفسهم وقاية باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.




(أواب) رجاع إلى الله، (حفيظ) صائن لحدود الله، (خشي) خاف، (الرحمن) المتصف بالرحمة الواسعة، (بالغيب)؛ أي: في الخلوة حيث لا يراه أحد، أو خافه ولم يره، (منيب) مقبل على طاعة الله، (بسلام)؛ أي: مسلمين أو مسلمًا عليكم من الله وملائكته، أو سالمين من العذاب، (الخلود) الدوام في الجنة، (يشاؤون) يريدون ويطلبون، (مزيد) زيادة، قال أنس وجابر: هي النظر إلى وجه الله الكريم.




التراكيب:

قوله: (وأزلفت الجنة للمتقين) عطف على (نفخ)، وقوله: (غير بعيد) صفة لموصوف محذوف أي: إزلافًا غير بعيد، وإنما جاء بقوله: (غير بعيد) للتأكيد من باب قولهم: (هو قريب غير بعيد، وعزيز غير ذليل)، والإشارة بقوله: (هذا) إلى نعيم الجنة، وقوله: (ما توعدون) بالتاء على الالتفات إلى الخطاب لكمال العناية بهم، وقوله: (لكل أواب حفيظ) بدل من قوله: (للمتقين) بإعادة الجار، وعليه فقوله: (هذا ما توعدون) اعتراض، (ومَن) في قوله: (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) بدل من كل، بعد اعتبار كون (كل) بدلًا من المتقين، قالوا: ولا يصح أن يكون بدلًا من المتقين؛ لأن تَكَرُّرَ البدلِ مع كون المبدل منه واحدًا لا يجوز، ويصحُّ أن يكون (من) خبرًا لمبتدأ محذوف أي: (هم من خشي الرحمن) أو مبتدأ خبره (ادخلوها بسلام) بتأويل يقال لهم، والجمع باعتبار معنى من، وقوله: (بالغيب) حال من المفعول أي: خشيه، وهو غائب عن بصره ولم يره، ويجوز أن يكون حالًا من الفاعل أي: خشي الرحمن في خلوته، والتعرض لعنوان الرحمانية للثناء على الخاشي؛ إذ علم أنه رحمن، ومع هذا لا يصده ذلك عن خشيته تعالى، وإنما وصف القلب بالإنابة؛ لأنه العمدة في اعتبار الرجوع إلى الله تعالى.




وقوله: (بسلام) حال من فاعل (ادخلوها)، والإشارة في قوله: (ذلك يوم الخلود) إلى الزمان المفهوم من (ادخلوها)، فإن الفعل كما يدل على الحدث، يدل على الزمن أي يوم الخلود، وهذا معادل لقوله في الكفار: (ذلك يوم الوعيد) فيما تقدم، وقوله: (لهم ما يشاؤون فيها) (لهم) خبر مقدم، و(ما): اسم موصول مبتدأ مؤخر، و(يشاؤون) صلته، والعائد محذوف وفيها متعلق بـ(يشاؤون)، وقيل: بمحذوف حال من الموصول أو من عائده.




المعنى الإجمالي:

وقَرَّبْتُ الجنة للمتخذين لأنفسهم وقاية من عذاب الله باتباع أوامره سبحانه واجتناب نواهيه، وأَدْنَيْتُ لهم إدناء غير بعيد، هذا الذي يُعَدُّ لكم، وقد سبق به الوعد من أنبياء الله وفي كتبه لكلِّ رَجَّاع إلى طاعة الله تعالى، صائن لحدود الله، من خاف من واسع الرحمة ولم يره، أو خاف منه في خَلْوتِه وأتى إلى الله في القيامة بقلب مقبل على الله.




ادخلوا الجنة مُسَلَّمًا عليكم من الله وملائكته، أو يُحَيِّي بعضكم بعضًا، أو سالمين من العذاب، يوم الدخول المقرون بالسلام هو يوم الإقامة الدائمة الأبدية بجنات عدن، لهؤلاء السعداء ما يطلبون في الجنة، وعندنا زيادة فوق ما يطلبون، لا تخطر بالبال، ولا تندرج تحت مشيئتهم، من معالي الكرامات التي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.




ما ترشد إليه الآيات:

1- تحقيقُ وَعْدِ اللهِ لعبادِه الصالحين.


2- تكريمُ المتقين وتأمينُهم عند فزعِ الناس.

3- قدرةُ اللهِ على إدناءِ الأماكنِ المحبوبة للمحبين.

4- العبرةُ برجوعِ القلبِ.

5- يَلقى المؤمنُ عند دخولِ الجنة تحيةً وسلامًا.

6- يُعطى المؤمنون فيها ما يطلبون وفوق ما يطلبون.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.25 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]