لا عقل كالتدبير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعريف بكتاب المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام: النظائر في السير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الهوية في حالة صيرورة وتشكّل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. السفر محطة للإثراء الثقافي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تأملات مرتحل مسلم .. الأسرة ومدرسة السفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تتقلب النفس البشرية بين رغبة المدح وخشية النقد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الزينة في القرآن الكريم والكشف عن مفهوم الجمال الحقيقي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفنيد دعوى وجود رواة أعاجم رووا الحديث بالمعنى فأفسدوه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حين يلتقي الجهل بالتعصب: كيف يولد التطرف الفكري؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          30 طريقة لإحلال الهدوء في فصول المرحلة الثانوية الصاخبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2019, 03:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,066
الدولة : Egypt
افتراضي لا عقل كالتدبير

لا عقل كالتدبير











كمال عبدالمنعم محمد خليل









أفضل نِعمة مَنَّ الله تعالى بها على بني آدم هي نعمة العقل؛ ذلك لأنَّ العقل مناط التكليف، هذا العقل الذي يَرفع الله به صاحبه إلى أعلى عليِّين، إنْ هو سخَّره في طاعة ربه، وكان قويمًا، يضع كل شيء في موضعِه، وفي ما يُفيد وينفَع، وقد يهوي به إلى أسفل سافلين إنِ اتَّبع هواه، وسار خلْف شَيطانه، وأفسد في الأرض، وكان سفيهًا طائشًا لا يَزن الأمور ولا يقدر لها قدرها، والمسلم لا يُمكِن أن يعيش همجًا في هذه الحياة الدنيا، غير مُهتمٍّ بأمر دينه ودنياه؛ لأنه سيُحاسَب في آخرته عن كلِّ ما وهبه الله تعالى مِن نِعَم، سواء كان في عُمرِه، أو في رزقِه؛ عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏((لا تزولُ قدَما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره: فيم أفناه؟ وعن عِلمه: فيم فعل فيه؟ وعن ماله: مِن أين اكتسَبه، وفيم أنفقه؟ وعن جِسمه: فيم أبلاه؟))؛ ‏رواه الترمذي، وقال‏:‏ "حديث حسن صحيح"، كذلك ورَد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه القول: "إني لأكرَه أنْ أرى أحدكم سبَهْللاً؛ لا في عمل دُنيا، ولا في عمل آخرَة"، "السبهلَل: هو الفارغ الذي لا هدف له ولا مقصد"؛ إذ ينبغي عليه أن يكون مرتَّبًا في كل شؤونه، بصيرًا بأعقاب أموره، يفهم ويَعي ما يدور حوله، يتعلَّم مِن سابق خبرتِه، ويسأل أهل العلم عن ما خفي عنه، كما يقول الشاعر:



بصيرٌ بأعقابِ الأُمورِ برأيه

كأنَّ له في اليَومِ عَينًا على الغدِ








وقال آخَر:



بَصيرٌ بأعقاب الأُمور كأنَّما

يرى بصوابِ الرأي ما هوَ واقِعُ







وفى الحديث الشريف الذي أوصى فيه النبي صلى الله عليه وسلَّم أبا ذرٍّ قائلاً: ((يا أبا ذرٍّ، لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفِّ، ولا حسب كحسْنِ الخلُق))؛ رواه البَيهقيُّ في شُعَب الإيمان، وهو في ضعيف الترغيب.



إنَّ التدبير الذي نقصده، والذي يدلُّ على رجاحة عقل مَن يفعله، هو ذاك التدبير الذي يشمل سائر أحوال المسلم؛ فهو يَعني تنظيم الحياة بشتى جوانبها، وأعظمها التفكُّر في خلْقِ الله وكونِه، وحسن العبادة والطاعة والذِّكر، كسبًا للمال الحَلال، وإنفاقه في الأوجه المُفيدة باعتِدال، وتربية أبنائه على جميل الفِعال والخِلال، والبُعْد عن كلِّ ما فيه مَضرَّة، والبحث عن كل نافعٍ ليس لنفسِه فحسب، بل للمُجتمع كله مِن حوله.



(2)


وقد أرشَدَنا القرآن الكريم إلى التزام هذا التدبير في قولِه تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴾ [الإسراء: 26]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29]، والملاحظ في هاتَين الآيتَين أن قصد الاعتدال وحسن التدبير معنيٌّ به الأمور الحسَنة، ووجوه الخير، كإعطاء القريب حقه من البرِّ والصِّلة، والمسكين، وابن السبيل، فما بالك بسوء التدبير في ما حرم الله تعالى؟!



إنَّ الذي ينظر في سائر العبادات التي فرَضها الله تعالى علينا؛ كالطهارة، والصَّلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وغير ذلك - يجد فيها التدريب العملي على هذا التدبير؛ فهي عبادات منظَّمة، مرتَّبة، لها شروط صحة، ولها أوقات معلومة، لا تصحُّ بدونها، وإعمال العقل بالتدبير في تلك العبادات فيه إشارة لطيفة إلى هذه الوسطيَّة التي هي مِن سِمات دينِنا الإسلامي الحنيف، ويَبدو ذلك في قصة الرهط الذين تقالُّوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم.



إنَّ الله تعالى وجَّهنا إلى التفكُّر في الكون، وأنكر علينا عدم إعمال العقل في ما نرى حولنا، وفي كل شؤونِنا؛ قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، فالمُسلم يتميَّز عن غيرِه بهذا الدِّين الذي أكرمه الله به، فليَحرِص على أن يَرقى بنفسِه إلى المَعالي، ولينأى عن صَغائر الأمور وسَفسافها، وليُحسِن تدبير أمورِه، عن طريق كلِّ الأسباب الموصِّلة إلى كلِّ تفوُّق ونَجاح، شريطة أن تكون تلك الأسباب مُوافِقة لكلِّ ما أمر الله ورسوله.




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.26 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]