الكتابة حياة.. والقلم نفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاحتياط وقطع الذرائع والمشتبه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          القياس ​ بين النفى و الإثبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بين معاملة الخلق ومعاملة الخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استشراف الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ( قُرّة العين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ( حسبنا الله ونعم الوكيل) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصية رجل كبير فـي السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          (كنوز صلاة الجماعة في المساجد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طبْ نفسًا يا طالبَ العلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شكرُ النّعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2023, 09:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,114
الدولة : Egypt
افتراضي الكتابة حياة.. والقلم نفس

الكتابة حياة.. والقلم نفس
د. علي زين العابدين الأزهري

ما أكتبه عادةً هو شعور مرَّ بي، أو حالة أصابتْني، وليس بالضرورة أن تكون الكتابة عن أشخاص بأعيانهم، فقد أكتُب عن موقف حدث أمامي في الشارع أو مكان ما، أو حُكي لي عن فلان، أو بلَغني عن فلان، أو فعل يَستقبحه أرباب الأخلاق، وها أنا أُخبر أصحابي بأني عكَفت في بحر الصمت عن الكلمات والنشر سنوات، وقد سبق أن وصفت نفسي بأني:
إنسان أضاع عمره في بحر الصمت، فلا يجاوز كلامه لسانه، فإن أظهَره ندِم، وإن أخفاه تعِب وتألَّم، فهل هناك وجعٌ أكثر مِن وجعِه؟


وقد وجدتُ نفسي أخيرًا، فرأيتُ أن أنشُر عبارات وكلمات وكتابات تشفي العليل وتروي الغليل، ولعل ما أكتُبه هو شعور كثير من قلوب أصحابي الذين لم يستطيعوا الكتابة عما في قلوبهم، أو التعبير عن أحزانهم، فأحاول جاهدًا إيصال مشاعرهم وأحزانهم بكتاباتي؛ لعلي بذلك أخفِّف بعض أوجاعهم وأحزانهم عنهم بجميل عباراتي.

وأشعُر كما يشعر كلُّ كاتبٍ عندما يكتُب بشيءٍ من السعادة، فإذا انتهيتُ من الكتابة غمرتني الراحة، وانتشرتْ مِن حولي السعادة، ولعل سبب ذلك يرجع إلى أني استطعتُ أن أبوح عن طريقها بأوجاع مستترة أو مشاعرَ وأحاسيس مخفية، ولذا أنصح الجميع بكتابة ما يدور في أذهانهم، فهي من وسائل الراحة والسعادة، ولو علِم مَن يكرهونا سرَّ مُتعتنا في الكتابة، لمنعوا عنا الدفاتر والأقلام؛ فاكتُبوا!

والكتابة في حد ذاتها لا تحتاج إلى ورقٍ وقلمٍ فقط، بل تحتاج إلى مشاعر وأحاسيس أكثر، فاكتبوا بأرواحكم لا بألسنتكم؛ فالكتابة باللسان يُحسنها كلُّ أحد، والكتابة بالروح تنزع سمع وروح ولُبَّ المستمع أو القارئ.

أيها السالك، لا تنقطع يومًا عن الكتابة، اكتُب فهم لا يريدون كتابتك، اكتُب فكلماتك فاضحة لزيفهم،
اكتُب فحروفك كاشفة لأهوائهم، اكتُب في حلِّك وتَرحالك، اكتُب عن أحزانك، ومشاعرك وأحاسيسك، وآلامك وأوجاعك، وذكرياتك وأفراحك.

اكتب، فالكتابة حياةٌ لك، وتسليةٌ لك من أوجاعك، وقلمُك نفَسٌ لك، يريدون فشلك فاكتُب لتُثبت نجاحك، اكتُب فستكون عباراتك يومًا ما محفوظة ومنقولة، اكتُب لتبعث الأمل في قلوب أحبابك، اكتُب لتُلهم طلابك الطموح والتميز، اكتُب لتُثبت أنك قادرٌ على الرفعة والعلو، اكتُب فعباراتك وجُمَلُك ستردِّدها الأجيال القادمة، لا تَستصغر نفسك، واكتُب وأرسِل كتابتك لطلابك وأحبابك وأصحابك، اكتُب فلعلَّ الله ينفع بكلماتك، ستراهم يركِّزون في أفعالك، ويتصيَّدون عثراتك، ويبحثون عن زَلاتك، فلا تَلتفت إليهم، فاكتُب ولا تَختفِ، فأنت أقوى بأخلاقك، بتميُّزك، بطموحك، بآمالك، بإنجازاتك، بحب طلابك، بكثرة أتباعك، بكريم فضلك وإحسانك.

وأخيرًا، كن شامخًا إيجابيًّا، واقرأْ واكتُب، فنبوغُك في العلم والكتابة يؤذيهم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 20-02-2023 الساعة 05:21 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.15 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]