حول التفكير الكلي والتفكير الجزئي 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإسلام يدعو لحرية التملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الاستشراق والقرآنيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          منهج شياطين الإنس في الشرك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          وسواس غريب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فقدت العذرية أثناء ممارسة العادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          العزلة والرهاب الاجتماعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أخفيت على زوجتي مرضي النفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اضطراب الهوية الجنسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-03-2014, 09:36 PM
الورّاق الورّاق غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 41
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي حول التفكير الكلي والتفكير الجزئي 2

أحيانا يتجه التفكير من الكل الى الجزء ، وأحيانا من الجزء الى الكل ، لكن ادراك الجزء لا يتم الا من خلال الكلّ ، فقيمة الصفر لوحده هي صفر ، لكن اذا كان في ارقام فهنا تتحدد قيمته ، و هكذا ..

فالجزء المفرد لوحده لا يمكن ادراكه الا من خلال ارتباطاته ، و هذا الجزء وارتباطاته يمكن تسميتها بكلية صغرى ، يجري ربطها بكلية اكبر وهكذا ، فلو غطيت خريطة بقطعة قماش مثقوبة ، وكان الثقب على مدينة القاهرة مثلا ، لا تستطيع من خلال هذا الثقب ان تعرف ما هي هذه المدينة ، لكن كلما نوسع في الثقب كلما يتم تحديدها اكثر ، وهكذا نعرف ان الجزء لوحده غير مُحدَّد ، و هذه المعرفة تمت من خلال كلية صغرى ، اذ لا بد ان يكون عندنا تصور للعالم و الكرة الارضية والشمال والجنوب والقارات ، ثم ندخل بالتفصيل الى المدن والاقاليم , وهكذا ..

أنا شخصيا أفضّل الانطلاق من الكليات الى الجزئيات ، الا اذا اضطرتني جزئية ، و سوف اجدني احتاج الى كلية صغرى لأفهم تلك الجزئية ايضا ، فالثقافة العامة تسهّل الثقافة الخاصة ، و الافضل ان يعرف التلميذ معنى كلمة لغة بشكل عام ، وفائدتها للانسان ، ثم يعرف مستويات اللغة الدلالية والصوتية والتركيبية ، ثم يدرس النحو والصرف .. هذا افضل من ان يـُدرّس التلميذ النحو والصرف مباشرة ..

تذكر قيمة الصفر لوحده .. المعلومة الجزئية غير المربوطة قيمتها ضئيلة . وتزداد قيمة المعلومة كلما اتجهنا اليها من الكل الى الجزء ، لسبب بسيط وهو ان روابطها متكاملة ، فالقدوم من الكل الى الجزء هو قدوم بالروابط و من خلالها الى الجزء ، وبالتالي تكون المعلومة الجزئية مربوطة بالكليات ، اما البداية من الجزء الى الكل ، فقد لا يستطيع الشخص ان يتمم روابطها في الكليات الاوسع ..

العلاقة بين الكليات و الجزئيات هو الذي أنتج الفهم بالنسبية ، فعندما نعرف مساحة المنزل و نحيط بها ، نستطيع ان نحدد هل المطبخ مثلا كبير الحجم او صغير ، أي نسبنا الجزء الى الكل ، لكن لو لم نعرف الكل لفقدنا القدرة على تقييم الجزء ، وصرنا لا نعرف هل المطبخ كبير ام صغير ، ونحن نخطط لمطبخ في منزل مثلا .

لهذا انا اشجع على معرفة الكليات والتركيز عليها اكثر قبل الدخول الى الجزئيات ، لان الربط يسهل حينها ، وبالتالي الفهم بالنسبية . و أكثر شيء ضرّ ثقافتنا وتعليمنا هو المعلومات المفردة ، و جمعها والتركيز عليها ، لدرجة انه لا تـُعرف كلياتها احيانا ..

ولاحظ متعة الفهم دائما تتم من خلال الربط بين الجزء والكل ، وبالتالي الفهم عبارة عن ربط . و الشعور الانساني في رحلة لا تتوقف نحو الربط والارتباط ، وهذا يذكرنا بسخافة فكرة الليبرالية والحرية كشعار عام ؛ فالمعرفة ارتباط و ليست حرية ، والمحبة ارتباط وليست حرية ، والحياة ارتباط وليست حرية ، الموت هو الحرية ، حيث التحرر من قيود الحاجة والطاقة والامن والغذاء الخ .

وهنا نعرف من الكليات العظمى هدف الشعور في الارتباط الاكبر بخالق هذا الشعور وهذا الكون وهذه الحياة وهذا الجمال وهذا الحق والخير ، حيث يتم الاستقرار والاطمئنان ، {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية}.

قيمة معرفة شيء تؤخذ من مدى سعة دوائر الكليات التي تصل إليها تلك المعرفة ، ومن هنا نفهم سخافة فكرة الماديين بالاكتفاء بالعلم المادي المجرب فقط كغاية نهائية للمعرفة ؛ لان هذا يقلل من عدد الكليات التي يجب ان ترتبط بها المعلومة ، اذ يريدوننا ان نعرف كيف يتكون الليل والنهار علميا ثم نقف ! أي يريدون ايقاف استكمال الكليات ورفض التأمل والتدبر ، و فصل المصنوع عن الصانع..!

ونحن عرفنا أن الغباء يرتبط بنقص الكليات التي تحيط بالمعلومة ، أي يدعوننا الى الغباء باسم العلم ، بينما العلم كلمة منطلقة و ممتدة بامتداد المنطق .. هم يريدون ايقاف المنطق عند الحد الذي يخدم مصالحهم باسم المنهج العلمي . والعلم لا يحب التوقف .

إن التفكير بالجزء هو بداية ، ولكنها تشبه حمل الشجرة من أحد أغصانها ! و قد لا ينجح في توصيلها بالكليات بالطريق الصحيح رغم الثقل ، قال تعالى {يؤتي الحكمة من يشاء} والحكمة تعني الإحاطة والشمولية ، أي كليات وعموميات . تخيل شخصاً في متاهة و دخل من احد الفتحات ، فسوف يبذل مجهودا حتى يخرج الى الجهة الاخرى ، لكن شخصاً آخر يرى من أعلى المتاهة و يحيط بأجزائها ، سوف يدله على الطريق بسهولة ، مثل المطاردات من خلال سيارة الشرطة أصعب من المطاردة بطائرة هيلوكوبتر ؛ لأنها تقدم رؤية عامة للموقع .. أي أن ربط الكل بالجزء اسهل من ربط الجزء بالكل ، او بعبارة أخرى : فهم الجزء من خلال الكل أسهل من فهم الكل من خلال الجزء ، و تذكر الخريطة والقماش المثقوب .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.93 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]