ذهب الى فراشه بعد يوم من العمل الشاق كان متعبا جدا لدرجة انه لم يستغرق اكثر من دقائق معدودة ليذهب يعدها فى سبات عميق انطلق غارقا فى نومه وفى هذه الاثناء بدأ يرى مالا يتوقع فقد راى نفسه وقد اصبح ملك على عرش البلاد وحوله الخدم والحشم يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه راى نفسه فجاة اصبح لابسا للحرير بعد ان كان الخيش لابسه المفضل صارت الدنيا تحت امره او هكذا راها اصبح عنده من الجوارى ما تطيب بمجالستهم الحياة وتحلى بقريهم الايام صار يشرب ويعب من متع الحياة التى طالما حرم منها صار وصار وصار فعل كل شىء لم يترك حلالا ولا حراما الا اقترفه فقد كان يشعر أن هذه االحياة الجديدة ملكا له وحده يفعل فيها ما يشاء دون حسيب او رقيب وبعد يوما ملىء بالمتع المحرمة شعر بالتعب من جديد فارتخى على وسادته الحريرية سارحا بعقله فى املاكه اللانهائية وبعد فترة من الاحلام الوردية إستيقظ ليجد نفسه كما كان الخيش لباسه والشارع مأواه ومأله عاد كما كان لا يجد قوت يومه مشكلته انه تخيل انه حلمه حقيقة ظن الوهم واقع وعاش فى الوهم حتى استيقظ على اشعة الشمس التى الهبت ظهره من النوم فى قارعة الطريق .
اخى الفاضل / اختى الفاضلة ما حدث مع هذا الانسان هو ما يحدث مع كل انسان فما راه فى حلمه هى الدنيا بكل ما فيها من متع ونعم زائلة ومهما كانت متعها ورغدها فهى زائلة فالدنيا حلم شاطئه المقبرة ويوم القيامة هو تفسير الاحلام والعاقل هو من تعامل مع الحقيقة لا مع الوهم لمع الواقع لا مع الخيال فاحذر وهم الدنيا فانها زائلة .