إني لأحبك ... كلمة تسعد بها القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77533 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48935 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61459 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42808 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-11-2009, 03:15 PM
الصورة الرمزية زهرة الياسمينا
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة : Egypt
25 إني لأحبك ... كلمة تسعد بها القلوب





إني لأحبك

كلمة تحب سماعها الآذان ..
وتقر برؤيتها العيون ..
وتسعد بها القلوب ..
وتطير النفوس فرحاً عندما تكون هدفاً لها !

والذي يزيدها روعة وجمالاً وأثراً ..
أن حبيبنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم نطق بها لسانه الشريف؛ فخرجت عذبة ندية من بين شفتيه !

أتعرف لمن قالها نبي الرحمة ؟
قالها لشاب من أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم..
فقد روى الإمام أحمد عن الصنابحي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي يوماً، ثم قال : " يا معاذ! والله إني لأحبك " . فقال معاذ : بأبي وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك ، فقال : " أوصيك يا معاذ! لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ،وشكرك ،وحسن عبادتك " . قال : وأوصى بذلك معاذٌ الصنابحي ، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلى ، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم[1].

أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
تعالا ننهل من معين النبوة العذب المعنى الحقيقي للحب، والمتمثل في :
الحب مشاعر فياضة .. والحب سلوك سوي منضبط .. والحب خطاب صادق .. والحب ترجمة عملية صحيحة في الواقع .

ولا تعجب من تميز حياة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - بمثل هذه المعاني السامية ؛ فقد جاء بدين الإسلام الذي ارتفع بالحب من درك العلاقات الغير شرعية بين الجنسين أو الجنس الواحد ( والتي ما أسرع أن تحرق لذتها القصيرة نيران آثارها السيئة على الفرد والأسرة والمجتمع والأمة ) يرتفع بالحب إلى قمة الطهر والنقاء ؛ لتتوج بأسمى حب ، وهو حب الله جل جلاله : {.. وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ..}البقرة 165؛ فتنعم نفس المؤمن والمؤمنة بكل حبٍ يؤدي إلى حب الله تعالى .

قال معاذ( الشاب )عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخذ بيدي "
أرأيت .. إلى مشاعر الحب الصادقة كيف ترجمت في سلوك سوي سامي ؛ فبالإضافة إلى إشارته إلى خلق التواضع في نبينا الكريم، نجده يلقي ظلال المودة والإخاء في نفس معاذ ( الشاب )، يدلك عليه الأثر البالغ في نفس معاذ ، والذي رد بعبارات الحب والتقدير للنبي صلى الله عليه وسلم ..

فما أحوجنا اليوم إلى مراجعة أنفسنا ..
كيف نحن وهدي " أخذ بيدي "

كيف هو أخذنا اليوم بأيدي شبابنا المسلم وشاباتنا، كلٌ بما يناسب تكوينه والدور الذي هيئه الله له ؟
هل ترجمنا حبنا ومودتنا الصادقة لهم في سلوكيات عملية ، يحسون بها ، ويلمسونها منا تجاههم ، لتمتد جسور المودة بيننا وبينهم ؟ ولنأخذ النصيب الأكبر من حيز الحب في قلوبهم؛ فتنتبه لخطاب الحب الذي نوجهه إليهم ، ويصغون إليه ، ويقبلونه ، ويطبقونه في حياتهم .

إن المصاعب التي تجدها شريحة من المعنيين بمخاطبة فئة الشباب والشابات في أمتنا المسلمة ، والمتمثلة في انصرافهم عن سماع خطابنا ، فضلاً عن قبوله والعمل به ، مرجعها إلى فقدنا ثقافة " أخذ بيدي " لذلك الحل يكمن في أن نأخذ بهذا الهدي النبوي " أخذ بيدي " ..

ولتتضح الصورة كم هي المسافة بيننا وبينهم ؟ فهم في غناً عمن يخاطبهم من قمة البرج البعيد عن واقعهم ، هل جالسناهم ( نحن كأفراد )، ومازحناهم ، وداعبناهم ، ولاعبناهم،وسمعنا لهم ، وتلمسنا حاجاتهم ( النفسية ، والاجتماعية، والصحية ، والعلمية و..)، وشاركناهم حل مشكلاتهم ؟

تقلقنا البطالة ..
فهل زدنا حيزهم في خطط وبرامج التأهيل في مشاريع المسلمين التنموية ؟
وأين دور الأسرة والحي، بل وجماعة المسجد وإمامهم ؟

ويزعجنا التسكع ( الذهاب والإياب في الشوارع والأسواق والمقاهي بلا هدف أو فائدة ) ..
فكم هو حجم برامجنا العملية لإشباع حاجاتهم العديدة
( بما يلائم خصائص كل جنس ) من :
المرح والرياضة وغيرها ، بل واستثمار أوقات فراغهم بما يرتقي بمواهبهم ومهاراتهم وقدراتهم؛ لتعود عليهم بالنفع في مستقبلهم، وعلى بلدانهم، وأمتهم .

فمنشآتنا ومؤسساتنا في عالمنا الإسلامي ( الأندية بمناشطها الرياضية والثقافية والاجتماعية ، والديوانيات ،والحدائق ، ومراكز الأحياء والتدريب ، و...و..) جديرة أن تكون في أعدادها، وتوزيعها، وتصميماتها ومرفقاتها بمستوى يضمن جذبهم وإفادتهم .

إن هذا اللون من الثقافة " أخذ بيدي "
نحتاجه في أسرنا؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس في أهله، و" كان في مهنة أهله"[2] ، وفي حياتنا الاجتماعية " أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربة ، أو يقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، و لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد ، يعني مسجد المدينة شهرا ، و من كف غضبه ستر الله عورته ، و من كظم غيظه ، و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام "[3]، وفي أعمالنا ووظائفنا " فليصنع لأخرق "[4] والأخرق هو الذي لا يتقن ما يعمله .

أما ثمرتنا الثانية :
فهي خطاب الحب .." إني لأحبك " ..
فبعد أن أسر قلب معاذ ( الشاب ) أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، فاجأه بخطابه الندي ، وعبارته الحانية " إني لأحبك " ، فتناغمت مع مشاعره وأحاسيسه ..
فكانت النتيجة عظيمة وواضحة ، ظهرت على لسان معاذ حيث قال : " بأبي وأمي يا رسول الله، وأنا والله أحبك "

وأجيال المسلمين اليوم الناشئة والشابة تتعرض لسيل جارف من الفتن يستهدف طمس هويتهم الإسلامية ، واقتلاع قيمهم الإسلامية السامية؛ ليئد إيمانهم فيكون الخسران نعوذ بالله من ذلك .
وهذا الأمر يحتم اختيار الوسائل المناسبة لحمايتهم منه ، وإنقاذهم إلى بر الأمان ، ومما يحقق ذلك أن يتميز خطابنا لهم بقوله صلى الله عليه وسلم " إني لأحبك " .. فسياط كثرة اللوم والعتاب المؤلمة، وضربات كثرة التأنيب الموجعة، وتحقيرهم ، كل ذلك لا يحقق قرباً منهم ، بل تنفرهم وتحفر فجوة بيننا وبينهم ، تزداد كلما زادت هذه النبرة في خطابنا ، وتشعرهم أيضاً بالاستعلاء والوصاية ، فلا يزدادون منا إلا بعداً.

أما خطاب الحب " إني لأحبك " الذي تُزينه عبارات المودة والشفقة والحرص على المنفعة " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك " ، ويُلطفه تنوع العبارات " أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ " ، فيوحي لهم هذا الخطاب الحاني بحجم الشفقة والحرص عليهم ومن أجلهم؛ فينتبهوا لخطابنا ، وينصتوا له ، ويتبعون أحسنه ، كما حدث مع معاذٍ رضي الله عنه الذي تقبل توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم : " أوصيك يا معاذ! لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ،وشكرك ،وحسن عبادتك " ، حتى أن معاذاً أوصى بذلك الصنابحي الذي روى الحديث عنه .
ومنه نعلم علم اليقين أن أي خطاب ٍ، وبرنامجٍ عملي لا يربط الأجيال المسلمة (ناشئة وشباب ) بربهم جل جلاله فهو عقيم، مفتقد لأعظم مقومات النجاح .
فلا تعجب حين تقرأ سيرة معاذٍ رضي الله عنه لتجد أن التربية بالحب أنتجت شخصية متميزة ، كانت لها بصمتها الواضحة في الحياة " وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"[5]، وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه شاباً سمحاً ، من خير شباب قومه ، لا يسأل شيئا إلا أعطاه[6]، وكان له دوره في صناعة الحياة، ونصرة دين الإسلام والعمل له، فلما أراد أن يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ( وهم أهل كتاب )، قال : " كيف تصنع إذا عرض لك قضاء ؟ " قال : أقضي بكتاب الله . قال : "فإن لم يكن في كتاب الله ؟ " قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : "فإن لم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال : أجتهد رأيي لا آلو . فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال : " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله "[7].

لقد كانت تربية نبوية عجيبة ، نال نتيجتها معاذاً رضي الله عنه مكانة سامية ،فعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه إلى اليمن ، خرج معه يوصيه ومعاذ راكبٌ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى تحت راحلته، فلما فرغ ، قال :" يا معاذ! إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري " . فبكى معاذ بن جبل جشعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"لا تبك يا معاذ؛ للبكاء ، أو إن البكاء من الشيطان "[8].



__________________








رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 130.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.52 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.32%)]