إلى شباب الإخوان...........بقلم: د. أنور حامد

[ابو مصعب المصرى]

هذه رسالتي الأولى إليكم، أبثُّ من خلالها أشواقي لرؤية كلِّ واحدٍ منكم لأبلغكم عظيمَ تقديري لدوركم المُؤثِّر في هذه الجماعة؛ فأنتم يا معشر الشباب تمثلون حيويةَ هذه الجماعة ونشاطها وحركتها وحراكها، بل أنتم فرس الرهان لمستقبلها.
إخواني الشباب.. إذا كنتم تُمثلون الآن الحيويةَ والنشاطَ اليوم, فأنتم مستقبل هذه الدعوة, أنتم غدًا قادتها ووقودها وعدتها وسر قوتها ومبعث نهضتها، فأعدوا أنفسكم من الآن لهذه المسئولية ولتلك التبعات الجسام, تمثلوا روحَ عبد الله بن الزبير وهو يتنقل بين منابر العلم ومحافل الخبرة من الكبار وهو ما زال شابًّا- بل غلامًا- فيستكثر عليه أقرانه (ممن يعشقون اللهو واللعب) ذلك معاتبين له: "يا عبد الله أما يكفي درس المسجد؟"، فيقول لهم مقولةً تُنبئ عن رجولةٍ عظيمةٍ.. قال: "أنتم صغار الأمة وغدًا رجالها.. أخشى ما أخشاه أن تشبوا على جهلكم فتشقى غدًا بكم الأمة"، تعلموا وتمرسوا من الآن حتى وإن أخطأتم مرةً ومرات فإن مَن لا يُخطئ لا يتعلم ولا تخافوا من الخطأ فإن اليد المرتعشة لا تبني ولا تكتب ولا تحمل أمةً على النهوض, وتسلَّحوا بالعلم وتزودوا بالخبرة من قادتكم واستفيدوا من أخطائكم وأخطاء غيركم لتكون رصيد خبرة لكم.
"أيها الشباب: إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفَّر الإخلاصُ في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووُجد الاستعدادُ الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الايمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب؛ لأن أساس الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب، ومن هنا كان الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمةٍ عمادَ نهضتها، وفي كل نهضة سرَّ قوتها، وفي كل فكرةٍ حاملَ رايتها.. ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: من الآية 13)، ومن هنا كثرت واجباتكم، ومن هنا عظُمت تبعاتكم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم، ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلاً، وأن تعملوا كثيرًا، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملاً من هذا الشباب" (الإمام الشهيد حسن البنا.. رسالة إلى الشباب).
إخواني الشباب.. لا تستهينوا بدوركم، ولا تتخلفوا عن ركبكم، ولا تلتفتوا إلى مَن يريد أن يُشغلكم عن مهمتكم وأداء رسالتكم، ولتعلموا أن الشبابَ قادوا الأمةَ في مجدها للنصر والمجد، فكان قائد جيوش المسلمين لفتح الهند وما حولها (باكستان وأفغانستان وأجزاء من الصين اليوم) هو محمد بن القاسم ولم يتعدَّ عمره سبعةَ عشر ربيعًا، وقائد جيش المسلمين لفتح القسطنطينية هو محمد بن مراد وكان عمره حينئذٍ عشرين عامًا حتى لُقِّب بالفاتح تتويجًا للنصر العظيم, كما أن العالم الأصولي الفذ جلال الدين السيوطي صاحب المصنفات والمجلدات في علوم القرآن وتفسيره ألَّف أول كتابٍ له عن أسماء الله الحسنى وعمره ست عشرة سنة، وكتب أبو الأعلى المودودي أعظم رسالةٍ كُتبت في التاريخ عن الجهاد في الإسلام وعمره 22 سنة، وأسس الإمام البنا أكبر جماعةٍ في تاريخ الأمة لحمل راية الإسلام والذود عنه وعمره لم يتعدَّ 22 سنة.. فماذا تنتظرون يا معشر الشباب؟ وإلى متى؟.
حين تولَّى عمر بن عبد العزيز الخلافة قدمت إليه الوفود لِتُهنئه، فقدم إليه وفدٌ من إحدى البلدان يتقدمهم غلامٌ حدث السن فاستصغره الخليفة وقال له: ألم يجد القوم بينهم مَن هو أسن منك يقدمونه؟! فقال الغلام: "يا أمير المؤمنين، المرءُ بأصغريه قلبه ولسانه، ولو كان الأمر يُقاس بالسن لكان هناك مَن هو أولى منك بالخلافة", فأُعجب الخليفةُ بالإجابة, فلا تستصغروا أنفسكم، ولا تستهينوا بجهدكم، وابذلوه نفيسًا لله خالصًا.
أيها الشباب.. لتعلموا يقينًا أن جماعتكم وقادتها فخورون بكم؛ لأنكم الأمل والامتداد لهذه الدعوة، وليس صحيحًا ما يدعيه البعض وما تكتبه الصحف والمواقع الإلكترونية عن ضيق الجماعةِ بكم أو أنها تعتبركم سبئيةً(*) جددًا أو أنكم من المغضوب عليهم من الجماعة.. إن هذا الكلام محض افتراء وعارٍ تمامًا من الصحة، بل أقول- وبكل ثقة- أنتم مصدر فخرٍ لهذه الجماعة, وقيادات الجماعة تُثمِّن فيكم روحَ الشباب الوثَّابة المحبة لدينها الغيورة على دعوتها ومع حُبِّها تخشى عليكم من عوادي الدهر فترعاكم بأعينها وتحوطكم برعايتها حتى تشبوا ويشتد عودكم وهي فرحة مسرورة القلب والفؤاد بكم، وهذا لا يمنع أبدًا من وجود بعض الأفراد من القيادات الوسيطة ممن يضيق صدره بحماسةِ الشباب، ولكن هذا لا يُمثل أبدًا ولا يُعبِّر بأي حالٍ من الأحوال عن قيادة الجماعة التي تقر عينها بانتمائكم إليها وتطلعكم الدائم إلى تقدمها وتطورها وريادتها، فكونوا فخورين بجماعتكم وقيادتكم كما هي فخورة بكم.
إخواني وأحبابي.. إن هناك مَن يسعى للوقيعة بينكم وبين قيادتكم، وهناك مَن يستكثر على هذه الجماعة أبناءها وشبابها فسخَّروا أقلامهم وإعلامهم لإيجاد الفرقة واتساع الفجوة، فكونوا على حذرٍ، واستخدموا الإعلام لصالح قضيتكم، ولا تدعوا الإعلامَ يستخدمكم ضد دعوتكم للنيل من جماعتكم بالعزف على نغماتٍ نشاز تحت ستار الحرية والنقد والرأي الآخر.
أحبتي.. إن دعوتكم ليست كسائر الدعوات، ولا شركة من الشركات، بل هي جماعة وهيئة جامعة لها نظامها ومنهجها وأدواتها، وهي تتعامل مع النفوس وتُربي الضمائر وتُعدِّل السلوك وتُقومه لأبنائها وللمجتمع وللأمة كلها، وتعلمون أن هذه الأمور لا تُقاس بالمعارف ولا بالخطابة ولا بالقدرات السياسية والوجاهة الشخصية، ولكن تُمتحن وتُختبر بالزمن والأيام والمواقف والأحداث؛ ولذلك الجماعة لا تتعجل الحكم ولا تنخدع بالمظاهر وعند الجماعة الزمن جزءٌ من التقييم والتقويم، والزمن جزءٌ من العلاج، وهو عامل مهم يحتكم إليه عند الاختيار، فلا تخدعنكم دعوات المبطلين بالتشكيك في القيادة والجماعة.. وفقكم الله ورعاكم لصالح هذه الأمة، وفي الختام تقبلوا خالص تحياتي.

--------

[سحر على]

بارك الله فيك أخى الكريم وبارك فى طرحك الطيب
أما وقد بلغت الرسالة
فجزاك الله عنا خير الجزاء
نسأل الله الهداية لنا وللمسلمين جميعا

[ابو مصعب المصرى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر على

بارك الله فيك أخى الكريم وبارك فى طرحك الطيب

أما وقد بلغت الرسالة
فجزاك الله عنا خير الجزاء

نسأل الله الهداية لنا وللمسلمين جميعا

اختى الفاضلة
( سحر على )
بورك مرورك
وشرفتى الركن
ونتمنى لو نرى مواضيعك قريبا فى الركن

[عبدالله الصلاحي]

بارك الله فيك أخي الحبيب على هذ الموضوع الرائع
وبالمناسبة كنت أقرأ الآن في أحد المواقع وهو يتكلم أن هناك تمرد
بين شباب الإخوان على قياداتهم وأنهم يطالبون بتغيير الشعار
وأنهم رفضو السمع والطاعة ، ولكن هيهات هيهات أن يحصل
ذلك وشباب الإخوان يمتلكون وعيا وعقلا راجحا ، فهم أكثر تمسكا والتحاما مع قياداتهم ، وقياداتهم ، تفخر بهم كما ذكرت وتعتز بإنتمائهم إلى هذا الركب المبارك
فبارك الله فيك

[ابو مصعب المصرى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الصلاحي

بارك الله فيك أخي الحبيب على هذ الموضوع الرائع

وبالمناسبة كنت أقرأ الآن في أحد المواقع وهو يتكلم أن هناك تمرد
بين شباب الإخوان على قياداتهم وأنهم يطالبون بتغيير الشعار
وأنهم رفضو السمع والطاعة ، ولكن هيهات هيهات أن يحصل
ذلك وشباب الإخوان يمتلكون وعيا وعقلا راجحا ، فهم أكثر تمسكا والتحاما مع قياداتهم ، وقياداتهم ، تفخر بهم كما ذكرت وتعتز بإنتمائهم إلى هذا الركب المبارك

فبارك الله فيك

اخى الحبيب اولا اهلا بك فى بيتك الشفاء
وكما تفضلت
فشباب الاخوان ركن من اركان الجماعة قياداتهم موحدة اما مايشاع او يقال فهو من منطلق الحقد والحسد
ولكن هذا لاولن يليهينا عن مشروعنا الدعوى والنهضوى فنحن كما قال الامام سيد قطب رحمه الله
اوصياء على هذا العالم القاصر
وجزيت خيرا

[شبل المسجد]

حفظ الله هذه الدعوة من كل سوء
دعوة الإخوان المسلمين
مشكور أخي أبو مصعب المصري
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

[ابو مصعب المصرى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبل المسجد

حفظ الله هذه الدعوة من كل سوء
دعوة الإخوان المسلمين
مشكور أخي أبو مصعب المصري
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

اخى الاسد الفاضل
شبل المسجد
بورك مرورك وابشر واطمن اخى فدعوة الله يراعها رجال مخلصون
وانى احبك فى الله

[بلقيس93]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه
جزاكم الله خـيرا مشرفنــا الكريــم
ونسـأل الله أن يحمي كـل من لـه يـد في الدعــوة
وأن يوفق شباب الإسلام لمـا يحب ويرضــى
بوركتــم
دمتـــم بعــز,,

[بسمـــة]

مشكوراخوي بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على هذة المشاركة والطرح المميز
يعطيك العافية

[ابو مصعب المصرى]

اخواتى الفضيلات شرفنى مروركم الطيب