الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين iPhone 12 mini و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كل ما تريد معرفتة عن ميزات إنستجرام الجديدة لتحرير الصور وإنشاء الملصقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لو الكمبيوتر بيهنج.. 7 نصائح للتخلص من المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Pixel 6a وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيفية الانضمام إلى اجتماع Microsoft Teams فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تعرف على تحديث جوجل لميزتها المدعومة بالذكاء الاصطناعى Circle to Search (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعرف على خاصية "Family Center".. ميزة يوتيوب الجديدة المخصصة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          يوتيوب يتيح الآن للآباء مراقبة قنوات أبنائهم المراهقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2009, 10:29 AM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين

(1/ 1)
إذا صدقتُ معكم في هذه الكلِمات، فسأكون صريحًا لدرجة أعلم أنَّها قد تثير لدى البعض اعتراضًا أو استياءً؛ لكن: ما باليد حيلة، ولا بدَّ ممَّا لا بدَّ منه، ولكنِّي أيضًا سأعتمد في بعض المواقف على الإشارة؛ وكلُّ لبيبٍ بالإشارة يفهم، والحر تكفيه القرينة!

على أنَّني لن آتي في ذلك ببدْعٍ من عندي، كما أظنُّ أنني لن آتي بجديد في الأساس، إلاَّ إذا كان في بعض تركيبات الألفاظ واستنباط الأفكار والمعاني، وعلى الله اتكالي.

قد يكون من إضاعة الوقت والجهد أن أذكُر هنا أنواع المشكِلات والشَّكاوى التي تتقدم بها زَوْجاتٌ، مِنْ هجْر أزواجِهِنَّ لهنَّ، أو جفوتهم في معاملتِهِنَّ، أو التطلُّع إلى غيرهن، إلى غير ذلك مما أصبح معلومًا من أحوالنا الاجتماعيَّة بالضرورة.

ولذلك فسوف أقصد إلى ذِكْر المقصود دون تقديمٍ له، وسأجتهِد في التَّدليل على كلِّ ما أذْكر ممَّا يفتح الله به على عبدِه من الأدلَّة، وبالله أستعين.

المفتاح:
يُحكى أنَّ امرأةً كانت تعيش في خلاف مع زوجِها، فنصحتْها صديقةٌ لها أن تذهب إلى حكيم؛ علَّه يستطيع أن يُذْهب عن بيتها تلك الخلافات، فذهبتِ المرأة إلى الحكيم وعرَضَت عليْه مشكِلتَها، ووعدَها الرَّجُل أن يُساعِدها؛ ولكن شريطة أن تُحْضِر له ثلاثَ شعرات من جِسْم أسد.

وخرجت المرأة من عنده، وهي تفكِّر في وسيلةٍ تحضر بها الشَّعرات الثَّلاث من جسم الأسَد، ثُمَّ هُدِيت إلى أن تأخُذ حَمَلاً وتغْدو به إلى الغابة، وحين يهجم عليْها الأسد ترمي بالحمل إليه ليلْتَهِمه وينصرف عنها.

وفعلت المرأة ذلك عدَّة أيَّام حتَّى تألَّفها الأسد، وأصبح يتقرَّب منها في ودٍّ، وذات يوم ركبت المرأة على ظهْر الأسد، فوجدتْ نفْسَها قادرةً على ثلاثِ شعراتٍ من لبدته، فأخذتْها على الفوْرِ وذهبتْ بها إلى الحكيم، فلمَّا رأى الحكيم الشَّعرات الثلاث، قال لها: إذا كُنْتِ قد استطعتِ ترْويض الأسد، أفلا تستطيعين ترويض زوجِك[1]؟!

وسواء أكانت هذه القصَّة حقيقة أم خيالاً، فإنَّ ما يَعنينا هنا هو المعنى المُسْتفاد من روايتِها، وبظنِّي أنَّ ذلك مما لا يحتاج إلى عميق تفكير، ولنقُل إنَّ القاعدة المستنبطة من ذلك هي:
إنَّ للمرأة الدَّور الأكبر في جذْب زوْجِها نَحوها من أجل هناءةِ حياتِهما الزَّوجيَّة.

وإذا سارعت قارئةٌ بالسؤال:
ولماذا لا تخاطب الرجال وتعِظُهم بما تعظ به النساء، وقد تعلم أنَّ فيهم من الانحرافات والمعضلات ما لا يُرضي الله ورسوله، ولا تصبر عليه زوجة؟!

فإنَّني أقول: إنَّ لهذا موضعًا آخر، ولكنِّي أعتقِد أنَّ ميزان البيت العاطفي هو بيديْك أنت أيَّتها الزَّوجة، فهيَّا بنا إلى هذين السؤالين:
الأوَّل: ما هي أسباب وعوامل جاذبيَّة المرأة لزوجها؟
والآخر: ما هي مكدِّرات الصفاء؟

أوَّلا: عوامل الجاذبية عند المرأة نحو زوجها:
لو تفكَّرنا قليلاً فيما حولنا، لوجدنا المرْأة في زمانِنا هذا قد تمَّ استِغْلالُها في مجالاتٍ غير مشْروعة؛ فقد اتَّجروا بكلِّ شيءٍ في جسدها: حركاتها وسكَناتها، صوْتها وصمْتها، شكْلها وجوهرها، إغراءاتها ومتعتها، وكلِّ شيء عندها، وذلك في غير ما أحلَّ الله، مبْتغين من ذلك عرَض الدُّنيا وإشْباع النزوات.

وفي المقابل هناك مجتمعات متمسِّكة بعادات وتقاليد، ترفض كافَّة هذه الأشْكال رفضًا مطلقًا، وتعلن أنَّ هذا فساد يجب محاربته، أو على الأقل تجنُّبه ومقاطعته.

لكن قواعد الاستِقْرار الاجتِماعي تبدو مهتزَّة في كلا الجِهتين، مع تفاوُت كبير بيْنهما بالطَّبع، فالاهتِزازات الأولى متتابعة ومدمِّرة، كالمنطقة التي اشتهرت بالزَّلازل والبراكين، وأضْحى أهلها لذلك يعرفون؛ لكنَّهم ممَّا قيدوا به أنفُسَهم هناك لا يستطيعون منها فكاكًا؛ إلاَّ من رحِم الله.

أمَّا الاهتزازات الأخرى، فمتباعدة ومتفاوتة في القوَّة والأثر، فتارة تحدث اضطرابات واختلافات، وتارة تقترب من الإطاحة بأُسُس الحياة الاجتماعيَّة الهادئة.

وإذا كان عدم الاستِقرار مفهومًا ومبررًا في النَّوع الأوَّل، فإنَّه غير مفهوم ولا مبرَّر في النَّوع الثاني، وهنا تكمن المشكِلة.

والحاصل: أنَّ نِسْوة المجتمعات المتمسِّكة بعاداتها - أعْني من التي تعاني التصدُّع - قد فهمن الأمر على غير محمله، أو فهِمْنه فهمًا منقوصًا، فنحن جميعًا متَّفِقون على رفْض ابتِزاز المرْأة واستِغْلالها الشَّنيع في غير محلِّه، غير أنَّ أحدًا منَ النَّاس لم يذْكُر أنَّ هذه المظاهر مرفوضة كذلِك في منزلها ومع زوجها.

وهنا تبدو مشكلة جديدة، مفادُها أنَّ هؤلاء النِّسوة المحافظات قد لا يُمانِعن في أن يكنَّ داخل المنزل ومع أزواجِهنَّ على الهيئة والصورة التي يريد، لكنَّ كثيراتٍ منهنَّ لا يمتلكن المواهب التي تُمكِّنهن من القيام بهذا الواجب، فالعلم بالتعلُّم، وهذا أيضًا من العلم.

وإذا كان ذلك كذلك، فإنَّ واجبًا جديدًا سوف يُضاف إلى الواجبات المطلوبة من هؤلاء السيِّدات، ألا وهو: التمرُّس والتمرُّن على مثل هذه الأعمال حتَّى يستطِعْن أداءَها أداء الاحتراف، لا أداء الهواية.

إنَّ كلِماتي هذه حمَّالة أوجُه، ولكنِّي منذ البداية - بل وقبْلها - أقول: إنَّني لا أعني منها إلا الوجْه الذي يتَّفق مع شريعة الإسلام ثمَّ مع عاداتنا الأصيلة، وهي لا تعْدو معنى قول الله - سبحانه -: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[2].

إنَّ من المتَّفق عليه أنَّ على المرأة أن تُعفَّ زوجها وتشْبِع لديْه كلَّ ما تستطيعه من رغبات الوصال والمتْعة الحسيَّة والمعنويَّة، بما في ذلك متعة الجنس والعين، والأُذُن واللَّمس، وكلُّ ذلك في حدود ما شرع الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[3].

وفي إطار ذلك يُروى عن أسماء بنت يزيد الأنصاريَّة: أنَّها أتت النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنتَ وأمِّي، إنِّي وافدة النساء إليك، وأعلم - نفسي لك الفداء - أنَّه ما منِ امرأةٍ كائنة في شرْقٍ ولا غرْب، سمعت بمخرجي هذا إلاَّ وهي على مثل رأيي، إنَّ الله بعثك بالحقِّ إلى الرِّجال والنساء، فآمنَّا بك وبإلهك الذي أرْسَلَك، وإنَّا - معشرَ النساء - محصورات مقصورات، قواعد بيوتِكم، ومقضى شهواتِكم، وحاملات أولادِكم، وإنكم - معاشر الرجال - فُضِّلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجِهاد في سبيل الله، وإنَّ الرجل منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مرابطًا، حفِظْنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثْوابكم، وربَّينا لكم أموالكم، فما نُشارككم في الأجر يا رسول الله؟

فالتفت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أصحابه - بوجهه كله ثم قال: ((هل سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مُساءلتها في أمر دينِها من هذه؟)) فقالوا: يا رسول الله، ما ظننَّا أنَّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إليْها ثم قال لها: ((انصرفي أيَّتُها المرأة، وأعْلمي مَن خلفك من النساء أنَّ حسن تبعُّل إحداكن لزوْجِها، وطلبها مرضاته، واتِّباعها موافقته - يعدِل ذلك كلَّه))، فأدْبرت المرأة وهي تهلِّل وتكبِّر استبشارًا"[4]، ضعَّفه الألباني.

والحقُّ أنِّي أخشى التَّعليق على هذا البيان المعجِز، الذي روي هنا عن الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو من جوامع الكلِم ونواصع البيان، فتأمَّل!


.. متبوع إن شاء الله ..
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-05-2009, 10:43 AM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

(2/ 1)

سحر البيان وعشق الآذان:
يروي البُخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((إنَّ من البيان لسِحْرًا)).

فهل تستطيع الزَّوجة أن تتعلم أبواب هذا السِّحْر وفضائله؟!

لو حاولت ذلك واجتهدتْ فيه، لملكت على زوجِها لبَّه وفؤاده.

أيَّتها الزَّوجة الطيِّبة! أعرف أنَّك لا تحبين الخضوع بالقول، وخاصَّة أنَّك أحيانًا تتعاملين مع أُناس من خارج المنزل، في السُّوق، في العمل، في الهاتف ... إلخ، فأنتِ تَحرصين على ألاَّ يكون بصوْتِك تكلُّف ولا خضوع؛ فيطْمع الذي في قلبِه مرض.

لكنِ اسمحي لي بهذا السُّؤال:
هل من المسْتساغ في الحياة الزَّوجيَّة أن يسمع زوجُك منك - دائمًا أو غالبًا - صوتًا مثل هذا الذي تتعاملين به مع غيره من النَّاس؟!

قد تقولين: هذه طبيعتي، وقد تعوَّدت على ذلك، ولا أستطيع أن أغيِّر منها، إنَّ هذا صعب جدًّا.

وقد تكونين معذورة قليلاً؛ لكن ما ذنبُ هذا الرَّجُل الذي تتسلَّل إليه بين حين وآخر أصوات ناعمة ورقيقة من بنات جنسِك؟!

نعم، أنت لستِ مثلَهنَّ، لكنَّك - لا شكَّ - أفضل منهن.

أتعرفين الحكمة التي تقول: لكل مقام مقال، ولكل أرض غرس، ولكل بناء أُس، ولكل ثوب لابس، ولكل علم قابس؟ فهل نَهى الله - تعالى - عن الخضوع بالقول مع الغُرباء ومع الأزواج سواء بسواء؟! إنَّ أحدًا لم يقل بهذا أبدًا.

ربما تسألين:
وكيف أستطيع ذلك، بعدما تعوَّدت على طريقة واحدة في الكلام؟

وهنا أقول: العلم بالتعلُّم، وبدون تكلُّف حاولي مرَّة بعد مرَّة؛ ابتغاء مرضات الله، وتحصينًا لأُذُن زوجِك وقلبِه من الغوائل والذنوب، حتَّى وإن كان هو لا يُفْصِح لك بذلك.



يَروي أبو الفرج الأصبهاني
[5] عن الأصمعي قال: كان لبشَّار بن برد - الشَّاعر الضرير - مجلس يجلس فيه يقال له "البردان"، وكان النِّساء يحضرْنَه فيه، فبيْنما هو ذات يوم في مجلسه إذ سمع كلامَ امرأة في المجلس فعشِقَها، فدعا غلامه فقال: إذا تكلَّمت المرأةُ عرَّفتُك إيَّاها فاعرِفْها، فإذا انصرفتْ من المجلس، فاتْبعْها وكلِّمْها وأعلِمْها أنِّي لها محبٌّ، وقال فيها:

يَا قَوْمِ أُذْنِي لِبَعْضِ الحَيِّ عَاشِقَةٌ وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانَا
قَالُوا: بِمَنْ لا تَرَى تَهْذِي! فَقُلْتُ لَهُمْ الأُذْنُ كَالعَيْنِ تُوفِي القَلْبَ مَا كَانَا
هَلْ مِنْ دَوَاءٍ لِمَشْغُوفٍ بِجَارِيَةٍ يَلْقَى بِلُقْيَانِهَا رَوْحًا وَرَيْحَانَا


(انتهى).

وبعيدًا عن بشَّار وما قيل فيه وعنْه، فإنَّ الَّذي يَعْنينا هنا هو المعنى المأْخوذ من ذكر هذه الواقِعة. فإذا كانت الأذُن تعْشَق كما العين، فلِماذا لا تتفكَّر الزَّوجة في بعض النبرات الصوتيَّة التي تلفت بها انتباه زوجِها وتستميله إليْها، سواء أكان ذلك في سياقات الكلام الطبيعيِّ بينهما، أم في سياقات غنائيَّة عارضة، أم في غيرِها، وما لا يتم الواجب إلاَّ به فهو واجب.

ليْس من الطيِّب أن يجلس الزَّوجان دون كلام، إمَّا أنَّ أحدَهما - أو كليْهما - مشغول بشيء: تلفاز، جريدة، كتاب، مجلَّة ... إلخ، والآخَر يظلُّ فترة طويلة ينتظِر كلِمة أو بعض كلمة!

إنَّ الوحشة لا تعني الجلوس وحيدًا، أو بعيدًا عن النَّاس فحسب، وإنَّما قد يُصاب إنسان بوحشةٍ كبيرةٍ وهو يعيش بين النَّاس؛ لأنَّه لا يجد أحدًا من النَّاس يؤْنِسُه بالكلام، ويتجاذَب معه أطْراف الحديث، وفي ذلك يقول الشَّاعر رفعت الصليبي[6]:

إِنِّي غَرِيبُ الدَّارِ فِي وَطَنِي رَغْمَ الصِّحَابِ وَكَثْرَةِ الأَهْلِ





رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-05-2009, 11:03 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

ماشاء الله موضوع قيم ورائع أختي فتاة التوحيد ..

نرجوا السعادة للمسلمين جميعاً في الدنيا والآخره

بارك الله فيكِ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-05-2009, 09:28 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...



اللهم امين حبيبتى فى الله

تابعى معنا تتمة الموضع أن شا ءالله ....

بارك الله بكِ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-05-2009, 09:35 PM
الصورة الرمزية بشرى فلسطين
بشرى فلسطين بشرى فلسطين غير متصل
مشرفة ملتقى فلسطين والأقصى الجريح
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: فلسطين ..يوما ما سأعود
الجنس :
المشاركات: 3,319
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

موضوع قيم ومفيد وللأسف كثير من النساء لا يكترثن لهذا الأمر
بارك الله فيك أختي الكريمه
__________________

يا أقصى والله لن تهون
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-05-2009, 09:36 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

(3 / 1)

سحر العيون:
للشُّعراء في آثار العُيون آثار، لو قصَد أحدٌ لِجمعها في سِفر واحد، لاتَّصل في ذلك عنده اللَّيل والنَّهار.

يروي المحبي في "نفحة الريحانة" قول محمد جمال الدين بن عبدالله الطبرى:

أَسِيرُ العُيُونِ الدُّعْجِ لَيْسَ لَهُ فَكُّ لأَنَّ سُيُوفَ اللَّحْظِ مِنْ شَأْنِهَا السَّفْكُ


ويقول جرير:
إِنَّ العُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حَوَرٌ قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلانَا
يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لا حِرَاكَ بِهِ وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أَرْكَانَا


ومعنى كلِمة "حَوَر" كما في "القاموس المحيط": "أن يَشتَدَّ بياضُ بياضِ العَيْنِ وسَوادُ سَوادِها، وتَسْتَديرَ حَدَقَتُها، وتَرِقَّ جُفونُها، ويَبْيَضَّ ما حَوالَيْها، أو شدَّةُ بياضِها وسوادِها، في بَياضِ الجَسَدِ، أو اسْوِدادُ العَيْنِ كُلِّها مِثْلَ الظِّباءِ، ولا يكونُ في بني آدمَ، بل يُسْتَعَارُ لها". انتهى.

وإذا كان اللقاء بين الزَّوجين قد حصل وتمَّ الزَّواج بعد الاطمِئْنان، فإنَّ ذلك يعني أنَّ كليْهِما قد أُعْجِب بالآخر إعجابًا يكفي لاتخاذ قرار الصُّحبة المؤبَّدة، فما الذي يَجري بعد ذلك؟! ولماذا يتوارى سحر العيون وخفَّة الظل خلف سحب كثيفة من هموم الحياة ومتاعبها؟!

لقد وصَّت الأم ابنتَها فقالت: "يا بنية، احْملي عني عشر خصال، تكن لك ذخرًا وذكرًا: الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السَّمع والطاعة، والتعهُّد لموقع عينه، والتفقُّد لموضع أنفِه، فلا تقع عينُه منك على قبيح، ولا يشَم منك إلا أطيب ريح؛ والكحل أحسن الحُسن، والماء أطْيب الطيب المفقود".

والحق أنَّ هذه الوصية قد ذاع صِيتُها، ولكنَّها تُنْقل - غالبًا - مبتورةً عمَّا جاء به سياقُها، وهأنذا أنقل قصَّتها كما وردت في "العِقْد الفريد" لابن عبد ربه (2/432) مع بعض الاختزال في بعض الأوْصاف.

يقول:
"كان عمرو بن حجْر ملك كندة، وهو جد امرئ القيس، أراد أن يتزوَّج ابنة عوف من محلم الشيباني الذي يقال فيه: لا حرَّ بوادي عوف؛ لإفراط عزِّه، وهي أم إياس، وكانت ذات جمال وكمال، فوجَّه إليْها امرأة يقال لها: عصام، ذات عقل وبيان وأدب، لتنظر إليها، وتمتحن ما بلغه عنْها، فدخلت على أمِّها أمامة بنت الحارث، فأعلمَتْها ما قدمت له، فأرسلت إلى ابنتها: أي بنيَّة، هذه خالتُك، أتت إليْك لتنظُر إلى بعض شأنك، فلا تستُري عنها شيئًا أرادت النظر إليه من وجه وخلق، وناطقيها فيما استنطقتْكِ فيه، فدخلت عصام عليْها، فنظرت إلى ما لم تر عينُها مثله قط، بهجةً وحسنًا وجمالاً، فإذا هي أكْمل النَّاس عقلاً، وأفْصحهم لسانًا، فخرجت من عندها وهي تقول: "ترك الخداع مَن كشف القِناع"، فذهبت مثلاً.


ثمَّ أقبلت إلى الحارث، فقال لها: "ما وراءك يا عصام؟" فأرسلها مثلاً، قالت: "صرَّح المخض عن الزبدة"، فذهبت مثلاً، قال: أخْبريني، قالت: أخبرك صدقًا وحقًّا، رأيت جبهةً كالمرآة الصقيلة، يزينها شعر حالِك كأذناب الخيل المضفورة، إنْ أرسلته خِلْتَه السلاسل، وإن مشطته قلت: عناقيد كَرْمٍ جلاَّه الوابل، ومع ذلك حاجبان كأنَّهما خُطَّا بقلم، أو سُوِّدا بحمم، قد تقوَّسا على مثل عين العبهرة (العَبْهَرَةُ: الرقيقةُ البشرة الناصعةُ البياض، وقيل: هي التي جمعت الحُسْنَ والجسم والخُلُق) التي لم يَرُعْها قانص ولم يَذْعَرْها قسورة (أسد)، بينهما أنف كحد السيف المصقول، لم يخنس به قِصَر، ولم يُمعن به طول، حفَّت به وجنتان كالأرجوان (الشديد الحُمْرَة)، في بياض محض كالجمان (اللؤلؤ)، شقَّ فيه فمٌ كالخاتم، لذيذ المبتسَم، فيه ثنايا غُرّ، ذوات أشر (الأُشُرُ: حِدَّةٌ ورِقَّةٌ في أطرافِ الأسنانِ، ومنه قيل: ثَغْرٌ مُؤَشَّرٌ. وإنما يكون ذلك في أسنانِ الأحداثِ؛ "تاج العروس"، أشر)، وأسنان تعدُّ كالدر ... وقد تربَّع في صدرها حقَّان كأنَّهما رمَّانتان، من تحت ذلك بطن طوي كطي القباطي المدمجة (القُباطي: ثِيَابٌ رِقَاقٌ غيرُ صَفِيقَةِ النَّسْجِ ) ، فأمَّا سوى ذلك فتركتُ أن أصِفَه، غير أنَّه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر".

ويقول الميداني في "مجمع الأمثال" (1/312):
"فأرْسل الملك إلى أَبيها فخَطَبها، فزوَّجها إيَّاه وبعث بصداقها، فجُهِّزت، فلمَّا أراد أن يحملوها إلى زوْجِها، قالت لها أمُّها:
أي بنيَّة! إنَّ الوصيَّة لو تُرِكَتْ لفضل أدبٍ تُرِكَت لذلك منك؛ ولكنَّها تذْكِرة للغافِل، ومعونة للعاقل، ولو أنَّ امرأةً استَغْنت عن الزَّوج لغنى أبوَيْها وشدَّة حاجتِهِما إليْها، كنْتِ أغْنى النَّاس عنْه، ولكنَّ النِّساء للرِّجال خُلِقْن، ولهنَّ خلق الرِّجال، أي بنيَّة، إنَّك فارقت الجوَّ الَّذي منه خرجْتِ وخلَّفت العشَّ الَّذي فيه درجْتِ، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لَم تأْلفيه، فأصبح بِملكه عليك رقيبًا ومليكًا، فكوني له أَمَةً يكُنْ لك عبدًا وشيكًا، يا بنيَّة، احملي عنِّي عشْر خِصال، تكن لك ذخرًا وذكرًا: الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بِحسن السمع والطاعة، والتعهُّد لموقع عيْنِه، والتفقُّد لموضع أنفِه، فلا تقع عيْنُه منك على قبيح، ولا يشَمَّ منك إلا أطْيَب ريح، والكحل أحسن الحسن، والماء أطْيب الطيب المفقود، والتعهُّد لوقْتِ طعامِه، والهدوء عنه عند منامه، فإنَّ حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، والاحتِفاظ ببيتِه وماله، والإرْعاء على نفْسِه وحشمه وعياله؛ فإنَّ الاحتفاظ بالمال حسن التَّقرير، والإرْعاء على العيال والحشَم جميل حسن التدبير، ولا تفشي له سرًّا، ولا تَعْصي له أمرًا؛ فإنَّك إنْ أَفْشيتِ سرَّه لم تأْمني غدْره، وإن عصيتِ أَمْرَه، أوْغَرت صدْره، ثُمَّ اتَّقي مع ذلك الفرحَ إن كان ترحًا، والاكتِئاب عنده إن كان فرحًا؛ فإن الخصلة الأولى من التَّقصير، والثانية من التَّكدير، وكوني أشدَّ ما تكونين له إعْظامًا، يكن أشدَّ ما يكون لك إكْرامًا، وأشدَّ ما تكونين له موافقة، يكُن أطولَ ما تكونين له مرافقة، واعلمي أنَّك لا تصلين إلى ما تُحبِّين حتَّى تُؤْثِري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهت، والله يخير لك.

فحُمِلتْ فسُلِّمتْ إليْه فعظمَ موقعها منه، وولدتْ له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن". انتهى.

فسبحان ربِّي العظيم الَّذي رزق هذه المرأة هذا البيان العجيب!

ويروي الأصبهاني في "الأغاني" (5/317): أنَّ أبا الأسود الدؤلي تحدَّث لابنتِه ليلة بناء زوْجِها بها، فقال:
"أي بنيَّة، النِّساءُ كنَّ بوصيَّتك وتأديبك أحقَّ مني، ولكن لا بدَّ مما لا بدَّ منه، يا بنيَّة، إنَّ أطيب الطيب الماء، وأحسن الحُسن الدهن، وأحلى الحلاوة الكُحْل، يا بنيَّة، لا تُكْثِري مباشرةَ زوْجِك فيملَّك، ولا تَباعدي عنه فيجفوك ويعتلَّ عليك، وكوني كما قلت لأمِّك:

خُذِي العَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي وَلا تَنْطِقِي فِي سَوْرَتِي حِينَ أَغْضَبُ

انتهى.

والعفو هنا معناه: ما تَجود به النَّفس واليد عن طِيب خاطر، ولعلَّ هذا المعنى مأْخوذٌ من القرآن العظيم، في قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219]، ومعنى سَوْرتي: شدَّة غضبي.

وأكاد أقولُ هنا: لو فقِه جُلُّ النِّساء وصيَّة أبي الأسْود هذه التي صاغها شعرًا، لأرحْنَ واسترَحْن، وسعِدْنَ وأسعَدْن؛ فإنَّ جحود هذه الوصيَّة لا يغني عن تاركيها من الحقِّ شيئا!

وفي "العقد الفريد" (2/436): عن الزُّهري قال: قال أبو الدَّرداء لامرأته: "إذا رأيتِني غضبتُ تَرَضَّيْني، وإن رأيتُك غضبتِ تَرَضَّيْتُك، وإلاَّ لم نصطَحِب"، قال الزُّهري: وهكذا يكون الإخوان. (انتهى).


.. يتبع ..
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-05-2009, 10:20 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...


أختى الغالية
( حب ربى ملئ قلبى )
نعم أختى صدقتى ، الكثيرات من النساء
يعيشون الحياة الزوجية على أنها روتين يومي بلا تجديد ولا أبداع ،
أًصلح الله بيوت المسلمين ...

جزاكِ الله خيراً
وتابعى معنا الموضوع .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-05-2009, 11:00 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
افتراضي رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...


(4/ 1)
التلاطف ومراعاة الذوقيات:
يتساهل بعضُ الأزْواج فيما بينهم في إظهار الذَّوقيات العامَّة التي يَحرصون على إظهارها لعموم الناس، من لِين الكلام، وحُسن الخلق، والابتِسامة في الوجْه، والتَّعاون في قضاء الحوائِج أو الاعتِذار بلطف إذا كان متعبًا أو مشغولاً، وكذلك الظُّهور بأفضل مظهر، وأحسن هِندام، وأطْيب رائحة، وكسْر حدَّة الكلام الجافِّ بالخروج - أحيانًا - عن المألوف بإدراج نكتة عارضة "صادقة" أو معلومة ظريفة، أو مُترادفات لغويَّة لها صلة بالحديث الدَّائر، كأن يكون الكلام - مثلاً - على هذه الشَّاكلة:
- كيف الحال؟
- منصوبة دائمًا، والحمد لله.

أو أن نغيِّر في كلمات السؤال بين الحين والحين، كأن نقول: كيف حالُكم أدام الله عزَّكم، أو: دام فضلكم، ونحو ذلك، والمجال في هذا مفتوح ولا نهاية له، فمثلاً تستطيع أن تقْطع حالةَ الصَّمت التي تأتي أحيانًا بدون ترتيب، بمثل قولِك فجأة:

وَاغْتَنِمْ صَفْوَ اللَّيَالِي إِنَّمَا العَيْشُ اخْتِلاسُ

على أن تحاولي احتراف الإلقاء ومدّ الحروف بطريقة مشوقة.

إنَّ اللين والرفق والمُلاطفة والتدرُّج والتي هي أحسن، تَجعل الإنسان يحصل على خيرٍ كثيرٍ، وحبٍّ دفيء، وقلبٍ حنون؛ اقْرؤوا قولَ الله تعالى: {وَقَدِّمُوا لأَِنفُسِكُمْ} [البقرة: 223]، في أي سياق وردت هذه الآية؟

سأترك لكم الإجابة، وستُدْرِكونها بعد أن تقرؤوها من أوَّلها (راجعوا سورة البقرة آية 223): {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ}.

إذا تحدَّثتِ بينك وبين نفسك - أيَّتُها السيدة الكريمة - وقُلت: إنَّما الخطاب في هذه الآية موجَّه للرجال، فلِماذا تحيلنا إليْها؟ قلت:
وما البأس في أن تقدِّم السيِّدة لنفسها أيضًا عند زوجها؟! هل يمنع من هذا شيء؟!


... ... إِنَّ المَهَارِي يُهَيِّجُهَا عَلَى السَّيْرِ الحُدَاءُ


إنَّ الأمَّ حين تحدَّثت لابنتِها ليلة زفافها خاطبتْها بخطاب رقيق، مراعيةً أنَّها في حالة نفسيَّة مضطربة، وها هي تقول لها: "أيْ بُنَيَّتي"، بأسلوب التَّصغير الذي يوحي بالعَطْفِ والحنان، والرقَّة والأمومة، ثُمَّ تَملأ نفسَها بالثِّقة والطُّمأنينة لتبعد عنْها أشْباح الخوف والرَّهبة، فتقول: "إنَّ الوصيَّة لو تُرِكَت لفضْل أدبٍ تُرِكت لذلك منك؛ ولكنَّها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل".

تقول: أنت لا تَحتاجين إلى وصية مني، فأنت حكيمة وعاقلة وذات أدبٍ وعِلْم؛ ولكنَّها تذكِرة ومعونة، ثمَّ وضَّحت الأمُّ لابنتِها أنَّ فِراقَها لأبويْها سيكون شديدًا عليْهما؛ وذلك لأنَّهما يَحتاجان إليْها ولا يُطيقان فِراقَها، ولكنَّ عمارة الكوْن وطبيعة البَشَر تقتضي الزَّواج.

"ولو أنَّ امرأةً استغنتْ عن الزَّوج لغِنَى أبويْها، وشدَّة حاجتِهِما إليْها كنت أغْنى النَّاس عنْه، ولكنَّ النِّساء للرِّجال خُلِقْن، ولهنَّ خُلِق الرِّجال".

ثُمَّ شرعت توضِّح لها أنَّ ظروفَها سوف تتغيَّر في هذه المرْحلة السنِّيَّة التي تمرُّ بها:
"أي بنيَّة، إنَّك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلَّفْت العشَّ الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعْرِفيه، وقرينٍ لم تألفيه".

وهذه الكلِمة تطرح في ذهن الفتاة أسئلةً عديدة، منها:
- إذا كان الأمر كذلك يا أمي، فما المطْلوب مني نَحو هذا الزَّوج،
كيف أستطيع أن أتَعَايش معه دون أن يَحْدث بيني وبيْنه نفور أو إعراض؟
- وما هي مداخل سعادتِه؟ أخبريني بأفضلِ ما يُمكنني القيام به في هذا البيت الجديد مع هذا الزَّوج الذي لم أعرِفْه، والقرين الذي لم آلَفْه؟

وتأتي كلمات الأم شافيةً لما يدور في خلَد الفتاة: "فكوني له أمَة يكن لك عبدًا"؛ فالتكلُّف مرفوعٌ بينكما، وليس لكلِمة الكرامة موضعٌ بيْن زوجيْن يُغْلَقُ عليْهما باب واحد، ويبيتان تحت سقف واحد.

قال الشاعر:

أَنَا مَنْ أَهْوَى وَمَنْ أَهْوَى أَنَا نَحْنُ رُوحَانِ حَلَلْنَا بَدَنَا
ومن خصائص الأَمَة أنها دائمة الطاعة لسيدها بلا جدال ولا نقاش، وإن كان هذا لا يعني أن تُطيع الزَّوجة زوْجَها طاعةً عمْياء؛ لكنَّ المقْصود هنا أنَّ الأصْل في الزَّوجة هو أن تُطيع زوجها، لا أن تخالفه.

"وأشدّ ما تكونين له موافقة، يكُن أطول ما تكونين له مرافقة، واعلمي أنَّك لا تصلين إلى ما تُحِبِّين حتى تؤْثِري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرِهْت، والله يخير لك".

ويقول "داود الأنطاكي
: "كانت العرب توصي بناتِها بما يوجب الأُلْفة، فتقول للواحدة: كوني له أرْضًا يكن لك سماء".

نِعْمَ التشبيهُ والتورية، فالأرض موضع الحرْث والزَّرع والمِلك، إذا كانت هامدة ثم أصابها الماء فإنها تهتزُّ وتربو، وتُنْبِت من كل زوج بهيج، منها تخرج الطيبات، وفيها تزْدَهر الثمار، وترقرق الجداول صفاء وعذوبة، بها يعتز صاحبُها، وعنها يذود، ولها يحمي، ويكون مستعدًّا للموت في سبيل الدفاع عنها، وذلك شهادة في سبيل الله ترْفعه إلى أعلى الدَّرجات، كما قال النبي الكريم - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: "مَن قُتِل دون مالِه فهو شهيد، ومَن قُتِل دون أهلِه أو دون دمِه أو دون دينه فهو شهيد"
.

والسماء مظلَّة وحماية وعناية ورعاية، منْها ينزل المطر ليخرج من الأرْض أطْيب الثمر، مما ينفع الله به الكون والبشر، والسَّماء رمز العزَّة والرفعة، وموضع السموِّ والعلا، إذا نظر إليْها المهموم صفا كدره، وارتاح صدرُه، وارتبط بالملأ الأعلى فؤادُه، وعلِم أنَّه لا يعيش في هذا الكون وحْده.

ولا يصحُّ أن يجعل أيٌّ من الزَّوجين ذوبانَ التَّكلُّف بيْنهما سببًا في التَّساهل في أمور منفِّرة للطرف الآخر، بحجَّة أنَّه لا فرْق بين الاثنَين، إلاَّ في حالات الضَّرورة مما يصْعُب الاحتِراز منه.

فعن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنْها - تقول: "كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا وَرَسُولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - منْ إِنَاءٍ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَاحِدٍ، فيُبَادِرُنِي حَتَّى أقُولَ: دَعْ لِي دَعْ لِي".


ماذا يفهم من هذا الحديث؟ هل يفهم منه:
أ- جواز مشاركة الزَّوجين في الاستِحْمام.
ب- أم: جواز المشاركة في الاستِحْمام وأيضًا قضاء الحاجة.
ج- أم: جواز الكلام العادي أثناء الاستِحْمام.
د- أم: جواز الكلام أثْناء قضاء الحاجة.

والآن دعوني أشارِككم في اختِيار الإجابة الصحيحة: إذا اخترْتُم أ، ج فأنتُم على صواب.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-05-2009, 04:01 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
047 رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

(5/ 1)

حسن التبعُّل في بطون التَّفاسير:
هذه نُقول أحْملها إلى قرَّائي الأعزَّاء من بطون تفاسير القُرآن العظيم، حوْل قول الله تعالى: {عُرُبًا} من الآية 37 من سورة الواقعة، مع العزو إلى مصادِرِها، وأرْجو أن يُلاحظ فيما حرَصت على نقْلِه أنَّ ما أُنادي به في هذه الكلِمات المحْدودة إنَّما هو من أُسُس ثقافتِنا الإسلاميَّة الأصيلة، وإن توهَّم البعض أنَّها مستغْرَبة أو مستحْدَثة.

يقول صاحب "التَّحرير والتَّنوير":
"العُرُب: جمع عَروب بفتح العين، ويقال: عَرِبة بفتحٍ فكَسر، فيُجْمع على عَرِبات كذلك، وهو اسم خاصّ بالمرأة، وقدِ اختلفت أقْوال أهل اللُّغة في تفسيره، وأحْسن ما يَجمعها أنَّ العَروب: المرأة المتحبِّبة إلى الرَّجل، أو الَّتي لها كيفيَّة المتحبِّبة، وإن لَم تقصد التحبُّب، بأن تُكْثِر الضَّحك بِمرأى الرَّجل، أو المزاحَ أو اللَّهو أو الخُضوع في القوْل، أو اللثغ في الكلام بدون علَّة، أو التغزُّل في الرَّجل والمساهلة في مجالستِه، والتدلُّل وإظهار معاكسة أميال الرَّجُل لعِبًا لا جِدًّا، وإظهار أذاه كذلك كالمغاضبة من غير غضب، بل للتورُّك على الرَّجُل.

قال نبيه بن الحجَّاج:

تِلْكَ عِرْسِي غَضْبَى تُرِيدُ زِيَالِي أَلِبَيْنٍ أَرَدْتِ أَمْ لِدَلالِ


الشَّاهد في قوله: أم لِدلال؛ قال تعالى: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً} [الأحزاب: 32]، وقال: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} [النور: 31].

وإنَّما فسَّروها بالمتحبِّبة؛ لأنَّهم لمَّا رأَوا هاتِه الأعمال تجلِب محبَّة الرَّجُل للمرأة ظنُّوا أنَّ المرأة تفعلها لاكتِساب محبَّة الرَّجل؛ ولذلك فسَّر بعضهم "العَروب" بأنَّها المغتلمة، وإنَّما تلك حالة من أحوال بعض العروب، وعن عكرمة: العروب: الملِقة.

والعروب: اسمٌ لِهذه المعاني مجتمِعة أو مفترقة، أجْرَوْه مُجرى الأسْماء الدَّالَّة على الأوْصاف دون المشتقَّة من الأفعال، فلذلك لم يذكروا له فعلاً ولا مصْدرًا، وهو في الأصْل مأخوذٌ من الإِعراب والتَّعريب وهو التكلُّم بالكلام الفحش". انتهى.

وفي "تفسير السعدي":
"العروب: هي المرأة المتحبِّبة إلى بعْلِها بحسن لفْظِها، وحُسْنِ هيْئَتها ودلالِها وجمالِها ومحبَّتها، فهي التي إن تكلَّمت سَبَت العقول، وودَّ السَّامع أنَّ كلامَها لا ينقضي، خصوصًا عند غنائِها بتلك الأصوات الرَّخيمة والنغمات المطْرِبة، وإن نظر إلى أدبِها وسمْتها ودلِّها، ملأت قلب بعْلِها فرحًا وسرورًا، وإن برزت من محلٍّ إلى آخَر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحًا طيبًا ونورًا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع". انتهى.

وفي "تفسير القرآن العظيم":
"عُرُبًا؛ أي: متحبِّبات إلى أزواجِهِنَّ بالحلاوة والظرافة والملاحة، وقال بعضهم: عُرُبًا؛ أي: غَنِجات".
ولو توقَّفنا طويلاً عند هذه الكلِمات: الحلاوة والظرافة والملاحة، وفصَّلْنا فيها القولَ - لكان حريًّا بها أن تُحبر من الصَّفحات أسفارًا!

ويسوق ابنُ كثير هذه الرِّواية ذات العديد من الدَّلائل:
"عن الحسن قال: أتتْ عجوزٌ فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يُدْخِلني الجنَّة، فقال: ((يا أُمَّ فلان، إنَّ الجنَّة لا تدخلها عجوز))، قال: فَوَلَّت تبكي، قال: ((أخبِروها أنَّها لا تدخُلُها وهي عجوز، إنَّ الله - تعالى - يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة: 35، 36]))، وهكذا رواه الترمذي في الشَّمائل عن عبد بن حميد".

أمَّا الدلالة الأُولى، فهي قريبة وظاهرة، وهي التَّدليل على أنَّ أصْحاب الجنَّة ليْسوا بالعجائز، وأمَّا الدلالة الأُخْرى فهي بعيدة ولكنَّها ليست بالخفيَّة، وهي أنَّ القارئ أو السَّامع إذا تخيَّل ما كان عليْه حال الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو يُجيب العجوز عندما سألتْه الدُّعاء لها، لتصوَّر أنَّه أجابَها بملامح الوجه الجادِّ، الذي لا تبدو عليه أمارات الهزْل أو اللعب؛ ولذلك لم تستطِع العجوز أن تدرك إلاَّ المعنى الظاهر من إجابة النَّبيِّ لها، فولَّت وهي خائفة تبْكي مستقبلَها الرهيب.

وقبل أن تسترسل بِها الأفكار المرعبة إذْ بالرَّسول الكريم يضحك من قلبِه، ويشرق وجهه، ويطلب من جلسائِه أن يلحقوا بها، ويطيِّبوا خاطرها، ويخبروها بالحقيقة.

ولك أن تتخيَّل صورة هذه العجوز حين تلقَّت هذا النَّبأ العظيم، فلا شكَّ أنَّ وجهها قد تهلَّل بالبشر، ورقَصَ قلبُها من الفرح مرَّتين لا مرَّة واحدة، أمَّا الأولى فمن فرط سعادتها بهذه الحقيقة التي تكشَّفت لها توًّا، وأمَّا الأخرى فممَّا وجدته من حسن الأحدوثة وحلاوة الأطروفة من الرَّسول الأكرم - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

وفي "تفسير البغوي":
"{عُرُبًا}: جمع "عَروب"؛ أي: عواشق متحبِّبات إلى أزواجهنَّ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير، وهي رواية الوالبي عن ابنِ عباس، وقال عكرمة عنه: مَلِقَةٌ، وقال عكرمة: غَنِجَةٌ، وقال أسامة بن زيد عن أبيه: "عُرُبًا" حسنات الكلام".

وفي "تفسير الآلوسي":
{عُرُباً}: متحبِّبات إلى أزواجهنَّ، جمع عروب؛ كصبور وصُبُر، ورُوِي هذا عن جماعةٍ من السَّلف، وفسَّرها جماعة أخرى بغَنِجات، ولا يَخفى أنَّ الغنج ألطف أسباب التحبُّب، وعن زيد بن أسلم: العَروب الحسنة الكلام، وفي روايةٍ عن ابنِ عبَّاس، والحسن، وابنِ جُبَير، ومجاهد: هنَّ العواشِق لأزواجهنَّ، ومنْه على ما قيل قول لبيد:

وَفِي الخُدُورِ عَرُوبٌ غَيْرُ فَاحِشَةٍ رَيَّا الرَّوَادِفِ يَغْشَى ضَوْءُهَا البَصَرَا


وفي روايةٍ أُخْرى عن مجاهد أنَّهنَّ الغلِمات اللاَّتي يشْتَهين أزواجهنَّ، وأخرج ابن عديٍّ بسند ضعيف عن أنسٍ مرفوعًا: ((خير نسائكم العفيفة الغلِمة))، وقال إسحقُ بن عبدالله بن الحارث النَّوافلي: العروبُ الخفِرة المتبذِّلة لزوْجِها، وأنشد:

يَعْرَيْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ


ويرجع هذا إلى التحبُّب، وأخرج ابنُ أبي حاتم، عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في قوله تعالى: {عُرُباً} كلامهنَّ عربي، ولا أظنُّ لهذا صحَّة، والتفسير بالمتحبِّبات هو الَّذي عليه الأكثر".

وفي "تفسير البحر المحيط":
"وقال ابن زيد: العَروب المُحْسنة للكلام".

وفي "زاد المسير":
"للمفسرين في معنى {عُرُباً} خَمسة أقْوال:
أحدها: أنَّهنَّ المتحبِّبات إلى أزْواجهنَّ، رواه العوفي عن ابن عبَّاس، وبه قال سعيدُ بن جُبَير، وابن قتيبة، والزَّجَّاج.
والثَّاني: أنَّهنَّ العواشق، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس، وبه قال الحسن، وقتادة، ومقاتل، والمبرّد، وعن مجاهد كالقولين.
والثَّالث: الحسنة التبعُّل، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال أبو عبيدة.
والرابع: الغَنِجات، قاله عكرمة.
والخامسة: الحسنة الكلام، قاله ابن زيد". انتهى.

وفي "نظم الدرر" للبقاعي:
"{عُرُباً} جمع عروب، وهي الغنِجة المتحبِّبة إلى زوْجِها، قال الرَّازي في اللَّوامع: الفَطِنة بمراد الزَّوج كفطنة العرب".

وفي "بحر العلوم" للسمرقندي:
"{عُرُباً} يعني: محبِّات، عاشقات، لأزواجهن، لا يُردْنَ غيرهم". انتهى.




ولعلِّي قبل أن أنتقِل من هذه الكلِمة إلى ما يَليها أُشير إلى أمرٍ مهمّ، ألا وهو أنَّه قد تقول قائلة: لقد أَتَيتَ بأوْصاف المفسِّرين فيما مضى عن صفات الحور العين، وليس عن صفات الزَّوجات في الدنيا، وذلك واضح في سياق الآيات التي تصِف الحور العين في سورة الواقعة.

وهنا أقول: نعَم، لقد ذكر المفسِّرون هذه الصفات على أنَّها للحور العين في الجنَّة؛ ولكنَّ أحدًا لا يستطيع أن يُنْكِر أنَّ كلَّ هذه الصِّفات التي جَمعوها إنَّما أخذوها من صفاتٍ معلومة وحاصلة في الحياة الدنيا، وإذا كان الأمْر كذلِك فإنَّ أوَّل من يُمكن نسبة هذه الصِّفات إليهنَّ هنَّ الزَّوجات قبل غيرِهن، فلتتفكَّري يرحمك الله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-05-2009, 04:14 PM
الصورة الرمزية عنان السماء
عنان السماء عنان السماء غير متصل
مراقبة قسم القصص والغرائب والصور
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: ،، فى قلب الدنيا ،،
الجنس :
المشاركات: 3,842
10 رد: الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين ...

(6/ 1)

ثانيًا: مكدرات الصفاء:
كان حذيْفة بن اليمان - رضي الله عنْه - يقول: "كان النَّاس يسألون رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مخافةَ أن أقَع فيه".

ولأجْلِ قولهم: الضِّد يُظْهِر حسنَه الضِّدُّ، سأورد هنا شيئًا من صفات المرْأة السوء، أنقلها من بعض كتُب التراث، عافانا الله وإيَّاكم من كلِّ شرٍّ.

قال ابن عبد ربِّه: قيل لأعرابيٍّ عالم بالنساء: صف لنا شرَّ النَّساء، قال: شرُّهُنَّ النَّحيفة الجِسم، القليلة اللحم، الطويلة السقم، المِحياض، الصفراء، المشؤومة العسراء، السَّليطة الذَّفراء، السَّريعة الوثِبة، كأنَّ لسانَها حِرْبة، تضْحك من غير عَجَب، وتقول الكذِب، وتدعو على زوْجها بالحرب، أنف في السماء واست في الماء.

وفي رواية محمد بن عبدالسلام الخشني قال: "إيَّاك وكلَّ امرأة مذكَّرة منكرة، حديدة العرْقوب، بادية الظنبوب (عظم الساق)، منتفِخة الوريد، كلاهما وعيد، وصوتُها شديد، تدفن الحسنات، وتفشي السيئات، تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها له رأفة، ولا عليْها منه مخافة، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلتْ، وإن ضحِك بكت، وإن بكى ضحِكت، وإن طلَّقها كانت حريبتَه، وإن أمْسَكها كانت مصيبتَه، سعفاء (نوع من المرض) ورهاء (حمقاء)، كثيرة الدُّعاء، قليلة الإرْعاء، تأكل لمًّا، وتوسع ذمًّا، صخوب غضوب، بذيَّة دنية، ليس تطفأ نارها، ولا يهدأ إعصارها، ضيِّقة الباع، مهتوكة القِناع، صبيُّها مهزول، وبيتها مزبول، إذا حدثت تشير بالأصابع، وتبكي في المجامع، باديةٌ من حجابها نبَّاحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشْهد وهي غائبة، قد ذلَّ لسانُها بالزور، وسال دمعها بالفجور". انتهى.

نعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلْطانه القديم من كلِّ شر وسوء.

ويذكر أبو حامد الغزالي بعضَ تفاصيلَ تخصُّ هذا الموضوع، ومنه أنقل متصرِّفًا ما يلي:
قال بعض العرب:
لا تنكِحوا من النِّساء ستَّة: لا أنَّانة ولا منَّانة ولا حنَّانة، ولا تنكحوا حدَّاقة ولا برَّاقة ولا شدَّاقة.

أمَّا الأنَّانة، فهي التي تكثر الأنين والتشكِّي، وتعصب رأْسَها كل ساعة، فنِكاح المِمْراضة أو نكاح المتمارضة لا خيرَ فيه.

والمنَّانة التي تمنُّ على زوجها، فتقول: فعلت لأجلك كذا وكذا.

والحنَّانة التي تحنُّ إلى زوجٍ آخَر أو ولدها من زوج آخر، وهذا أيضًا ممَّا يجب اجتنابُه. [وإن كانت هذه الصفة ممَّا يَجب التَّعامل معها بحكمة؛ إذْ ليس من المعقول أن يُنكَر على الزَّوجة أن تحنَّ لأولادها من أيِّ زوج كانوا، وإنَّما المطلوب هنا هو عدَم المبالغة في ذلك، ومراعاة حياتِها الجديدة، أمَّا أن تحنَّ إلى زوْجِها الأوَّل في حياتها الجديدة، فهو من غير المقبول على الإطلاق].

والحدَّاقة التي ترمي إلى كلِّ شيء بحدقتها فتشتهيه، وتكلِّف الزوج شراءَه.

والبرَّاقة تحتمل معنيَين: أحدهما: أن تكون طول النهار في تصْقيل وجهها وتزيينه؛ ليكون لوجهها بريق محصّل بالصنع، والثَّاني: أن تغضب على الطَّعام فلا تأكل إلا وحْدَها وتستقلّ نصيبَها من كل شيء، وهذه لغة يمانيَّة، يقولون: برقت المرْأة وبرق الصَّبي الطعام إذا غضب عنده.

والشَّدَّاقة المتشدِّقة الكثيرة الكلام.

وحُكِي أنَّ السَّائح الأزدي لقي إلياس - عليه السلام - في سياحتِه، فأمره بالتزوُّج ونَهاه عن التَّبتُّل، ثم قال: لا تنكِح أربعًا: المختلعة والمبارية والعاهرة والناشز.

فأمَّا المختلعة فهي الَّتي تطلب الخلع كلَّ ساعة من غير سبب، والمبارية المباهية بغيرِها المفاخرة بأسباب الدنيا، والعاهِرة الفاسقة التي تُعْرَف بخليل وخدن، وهي التي قال الله - تعالى -: {وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍوالنَّاشز التي تعْلو على زوجها بالفعال والمقال.
والنَّشز العالي من الأرض.

وكان علي - رضِي الله عنْه - يقول: شرُّ خصال الرِّجال خير خصال النِّساء: البخل والزَّهو والجبن؛ فإنَّ المرأة إذا كانتْ بَخيلة حفِظت مالَها ومالَ زوْجِها، وإذا كانت مزهوَّة استنكفت أن تكلِّم كلَّ أحد بكلام لين مريب، وإذا كانت جبانة فرِقَت من كل شيء فلم تخرج من بيتها، واتَّقت مواضع التُّهمة خيفة من زوجها". انتهى.


اللهم لا تجعل فينا من صفات هؤلاء النسوة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 129.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 124.22 كيلو بايت... تم توفير 5.73 كيلو بايت...بمعدل (4.41%)]