
كيف تحمل ـ يا أخي ـ هم الإجابة، وربك يدعوك فيقول: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر:60] ؟!.
أم كيف تحمل هم الإجابة، وربك منك قريب إن دعوته ؟! ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة:186].
الاستجابة واقعة لا محالة، ولكن الخطب أن تُلهم الدعاء. نعم، هي لك مهما كانت ظروفك، إذ لك منها ثلاث خصال، فمتى دعوت وأكثرت كان لك من هذا الإكثار النصيب الأوفر. ففي الترمذي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: ( ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له، فإمّا يعجّل له في الدنيا، وإمّا أن يدخر له في الآخرة، وإمّا أن يكفر عنه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، أو يستعجل ...... ).
وعنده أيضاً عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: ( ما على الأرض يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله إيّاها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة )، فقال رجل من القوم: إِذاً نكثر، قال: (الله أكثر).
فأكثر ـ أيها الأخ المسلم ـ فإن الله أكثر عطاء، وأكثر نعماً، فلعلك بكثرة دعائك تصادف ساعة من الساعات لا تسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاكه، فمن أعطي الدعاء، والرغبة فيه أعطي الإجابة، فإنه لو لم يرد إجابته ما ألهمه الدعاء، كما قيل:
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه من جود كفك ما دعوتني الطلبا